النباتات.. مرويات بصرية
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
فاطمة عطفة
أخبار ذات صلة خبراء: زيارة رئيس الدولة للولايات المتحدة محطة تاريخية ترسخ الشراكة الاستراتيجية الشاملة سفير الإمارات يلتقي وزير خارجية تركمانستانتجسد النباتات قيماً متعددة جمالية وغذائية وطبية وعطرية، كما أن الشعر النبطي والفصيح احتفيا بها عبر التاريخ، وكذلك مختلف الفنون، وهو ما يتجلى في معرض «النباتات الأصلية في دولة الإمارات» في المجمع الثقافي، الذي تنظمه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، ويستمر لغاية 8 مارس 2025، ويضم لوحات وصوراً فوتوغرافية تظهر أنواع النباتات البحرية والجبلية والصحراوية التي تنمو في الإمارات، كما تعكس الأعمال البيئة المناسبة لهذه النباتات والأجواء التي يجب أن تعيش فيها، وكيفية العناية بها.
اهتمام متزايد
وتتحدث الفنانة سمية السويدي عن فكرة المعرض وأهمية الفنون في تعزيز المروية البصرية للنباتات، قائلة، إن فكرة المعرض جاءت من كلمة «أصلي»، حيث فكرنا في هذه الكلمة وما يمكن أن تعكسه من مواضيع لأعمال ومعارض أخرى. وتضيف أن اختيار الموضوع جاء أيضاً بسبب الاهتمام المتزايد في الإمارات بموضوع الاستدامة والبيئة وأردنا بذلك أن نواكب هذا الاهتمام، وأن نحفز على رعاية النباتات وأن نفتح عيون الأجيال القادمة على الاهتمام بالطبيعة والزراعة والبيئة في أرض الإمارات، ومهمتنا أن ننشر الوعي بالحفاظ على البيئة والاستدامة.
وكشفت السويدي، أن موضوع معرض النباتات مهم ويتضمن الصور والفيديو والأعمال التركيبية، وتعدد الأعمال الفنية مثل الكولاج والشروح الإيضاحية والسكيتش والصور المتحركة، وهي تقنية (Motion boxer)، كل ذلك يؤكد على قيمة المعرض وأهميته، وقد تواصلنا من أجل هذا المعرض مع عدد من الفنانين، وقد استجاب أغلبهم وشاركوا بأعمالهم.
توعية وتثقيف
من جانبها، تقول المقيمة الفنية عائشة العسيري: تعتبر الفنون من الوسائل المهمة لتعزيز حضورها بإظهار النباتات المحلية في دولة الإمارات من خلال التوعية والتثقيف، وتسهم الفنون في زيادة الوعي لمعرفة النباتات المحلية وضرورة الحفاظ عليها من خلال التعبير الفني في اللوحات والفيديوهات، وحتى الأعمال الفنية التي عملت عليها الفنانة ريم الهاشمي التي تعكس أشكال هذه النباتات وتاريخها في الدولة، كما أن هذه الأعمال الفنية تساهم في إحياء التراث الثقافي الإماراتي من خلال إبراز هذه النباتات والتقاليد المرتبطة بها، مما يخلق رابطة بين الأجيال تشجعهم على معرفة هذه النباتات وتاريخها وفوائدها، وهي نباتات محلية وليست زاحفة. مشيرة إلى التوعية والاهتمام بالبيئة من خلال الفنون التي تظهر التنوع البيولوجي والاستدامة وحماية البيئة التي نعمل عليها في دولة الإمارات، إضافة إلى تحفيز الإبداع على أن النباتات المحلية هي مصدر للفن، مما يعزز الاستدامة والابتكار، وهذا تأكيد أيضاً على الهوية الوطنية بالفنون التي تشمل النباتات المحلية. وأكدت عائشة العسيري أنهم يشتغلون على كاتالوج يشتمل على جميع النباتات والأعمال الفنية التي عمل المعرض على إظهارها، إضافة إلى إبداع الفنانين الذين اشتغلوا في المعرض.
عائلة النعناع
الفنانة مريم الشامسي شاركت بعدد من اللوحات تشير فيها إلى عشبة «الحمرة»، وهي عشبة صغيرة حولية أو ثنائية الحول منتصبة القامة بحيث يصل طولها 30 سم يغطيها وبر أبيض خشن، وتتفتح زهور صغيرة وكثيفة لهذه النبتة لونها أصفر، وعندما يتم تفتحها تنحني باتجاه واحد ولها قصبة يصل طولها إلى 1سم، وهذه النبتة تنمو في سهول التربة الرملية بين الكثبان المنخفضة وخاصة في الإمارات الشمالية. وأوضحت أنها استكشفت جمال نبتة الحمراء من خلال خمس رسومات بالحبر، حيث أظهرت تفاصيل النباتات من زوايا متعددة بأسلوب فني دقيق ومبتكر، مع التركيز على تباين الخطوط والظلال لإبراز عمق وجمال هذه النبتة الصحراوية.
أما الفنانة علياء فريد جلبي فقد اشتغلت على لوحة فنية «ديجتال آرت»، واستخدمت الفوتوشوب لتوضيح «اللافندر» أو الخزامى، وهو عشبة معمرة من عائلة النعناع تنتشر في منطقة البحر المتوسط امتداداً إلى الهند، وهي تنبت بشكل خاص في دول الجزيرة العربية. وأوضحت جلبي أن نبتة اللافندر في الإمارات تنمو في الأماكن الصخرية وعلى سفوح التلال وضفاف الأودية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: النباتات الشعر النبطي الشعر الفنون أبوظبي دائرة الثقافة والسياحة الإمارات النباتات المحلیة الأعمال الفنیة هذه النباتات من خلال
إقرأ أيضاً:
ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حاخاما يهوديا من منظمة "حاباد" اختفى في الإمارات منذ أربعة أيام في ظروف غامضة.
وتشتبه السلطات الإسرائيلية بأن الحاخام زفي كوغان، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه ضابط في الجيش أيضا، تعرض للاختطاف أو القتل من قبل "جهة معادية" خلال وجوده في الإمارات.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن كوغان كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.
وينتمي كوغان إلى منظمة "حاباد" أو "شاباد" اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي تموز/ يوليو ظهر علم "حاباد" باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.
ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة "مشيح" أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.
وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو "حاباد لوبافيتش"، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.
والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.
تأسيس المنظمة
يعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث "دآت، بيناه، حوكماه"، وتعني "الحكمة والفهم والمعرفة"، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.
وخلال العقود التي تلت الخمسينيات، باتت منظمة حاباد، واحدة من أكثر المنظمات اليهودية انتشارا حول العالم، وتشعبت في العديد من القطاعات مستهدفة اليهود في العالم، وكان يتزعمها آنذاك، الحاخام، مناحيم مندل شنايرسون، والذي وصل تقديس أتباعه له إلى حد أن يطلقوا عليه لقب المسيح.
ويقدر عدد أتباع الحاباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13 بالمئة من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.
التخلص من الفلسطينيين
تعد منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.
ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.
ونظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.
وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم "أول بيت حاباد" في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.
وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات ولافتات منظمة حاباد، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.
كما قامت المنظمة بنصب شمعدان يهودي للاحتفال بعيد الحانوكاه في قطاع غزة، قبل أن ينسحبوا من المنطقة التي جرى فيها الاحتلال بدايات العدوان.
السيطرة على الجيش
كشفت تقارير عبرية، أن 80 بالمئة من الفعاليات التربوية الدينية، لجنود جيش الاحتلال، والتي يشارك فيها ضباط من قادة السرايا والرتب الأكبر، ويطلق عليها "أيام السبت التربوية"، تنفذها منظمات يمينية استيطانية، تخضع جميعها لحركة حاباد اليهودية.
وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن الجيش تخلى عن المجال التربوي للجنود لصالح منظمات يهودية لها أجندة مثل حاباد، وهو ما يعتبره ضباط خطرا على خطاب الهوية الإسرائيلية.
وتمكنت حاباد من التسلل إلى القطاع التربوي في جيش الاحتلال، عبر بند التمويل، والذي يشترط فيه الجيش، أن تنظيم الفعاليات من أية جهة، يجب أن تموله المنظمة بنفسها عبر التبرعات، وحاباد من أقوى المنظمات التي يمكنها جمع التبرعات من اليهود المتطرفين، لإقامة فعاليات توراتية داخل الجيش.
مناطق التواجد
تسيطر منظمة حاباد على منطقة تدعى كفار حاباد، وهي الضاحية الملاصقة لمطار بن غوريون على أراضي يافا المحتلة، والتي يقدر عدد قاطنيها بأكثر من 7 آلاف نسمة، وهم من أتباعها، كما أن لهم وجودا في صفد، منذ تسلل اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين المحتلة، ما بين 1777- 1840، وقاموا بإنشاء مجتمع خاص بهم، ومعابد ومحاولات استيطانية مبكرة عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
كما أن لهم تواجدا بعشرات الآلاف في كل من فرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات، والتي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويوفر الدواجن الحلال وفقا للشريعة اليهودية "الطعام الكوشير"، لأتباع المنظمة في الإمارات، ويترأس مركز الحاباد الحاخام ليفي دوشمان.