ثورة 21 سبتمبر.. نقلت اليمن إلى مصاف الدول الحرة
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تحل علينا ذكرى ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر بعد مرور عشر سنوات شهدت اليمن خلالها انتصارات وحققت منجزات على الصعيد السياسي والعسكري والأمني وحملت معها مشروع الاستقلال والسيادة والتطوير والتصنيع وبناء القدرات التربوية والمؤسّسة العسكرية والأمنية والتحول نحو النهوض بالقطاع الزراعي، وتميزت بالفاعلية والأخلاق والقيم الراقية والحكمة والتسامح.
تعد ثورة 21 سبتمبر المباركة من النعم التي انعم الله بها على الشعب اليمني بقيادة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والشرفاء في البلاد الذين انطلقوا خلال العشر سنوات لبناء يمن جديد.
يحتفل الشعب اليمني اليوم وقد تحققت عدة منجزات منها الانفراد في قراره السياسي بعيدًا عن الوصاية والتدخل الخارجي بعد أن كانت السفارات الأجنبية للدول العشر في صنعاء تدير البلاد وهذا ما كشفه الانجاز الأمني الخاص بإلقاء القبض على عناصر الشبكة التجسسية التخريبية والتي عاثت في مؤسسات الدولة منذ عقود مضت، استهدفت خلالها الشعب اليمني في مختلف المجالات الخدمية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية خدمة للعدو الأمريكي والصهيوني، وكشفت أن أمريكا ركزت على التعليم والإعلام وإيجاد أنشطة اجتماعية ذات طابع هدام لتسلب من الشعب اليمني الشعور بالعزة والكرامة والقيم والأخلاق ويسلب من بلدنا القدرات العسكرية التي تمثل سلاحًا لمواجهة أي عدوان خارجي.
والمراقب للوضع في اليمن وتحديدا في المحافظات الحرة يجد أن الثورة قد أرست اللبنات الأولى لرؤية مثالية لواقع سياسي جديد، وتغيير جذري كان بمثابة حلم الوطنيين اليمنيين لعقود خلت من خلال تحقيق العزة والكرامة واثبتت خلال سنوات العدوان أنها ماضية في تحقيق أهدافها وأن ما أحدثته من تغييرات جوهرية فاق بكثير مسيرتها الزمنية، فأحدثت نظام سياسي جديد وواقع مغاير لبقية الأنظمة العربية في المنطقة وكانت بمثابة سفينة النجاة في واقع الأمة الإسلامية في مرحلة الإسناد المباشر لفلسطين الذي انطلق من واقع المسؤولية الدينية والأخلاقية التي حملتها أهداف الثورة وأكدت أن صناعة النصر لا تحتاج إلا للإرادة القوية والعزيمة والجهاد الذي ينطلق من رؤية قرآنية ومنهج قويم.
اثبتت اليمن بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر أنها قوة لا يستهان بها فالانتصارات التي خاضتها في سنوات العدوان الذي قادته السعودية والإمارات وأمريكا وإسرائيلي على اليمن تجلت واقعيا في التصنيع الحربي الفريد من نوعه والذي أحدث اعجاب لدي الصديق والعدو، فمن منجزات التصنيع الحرب خلال العشر سنوات أن اليمن أصبح في مصاف الدول التي تمتلك أسلحة نوعية وفريده هزت عرش الشيطان الأكبر أمريكا وقلصت من استعراضات الكيان الإسرائيلي.
وقال قائد الثورة في خطابة العام الماضي في ذكرى ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر اتَّجه أحرار هذا الوطن، من مجاهديه الأعزاء، وجيشه الوفي، إلى بناء القدرات العسكرية، وتصنيع قوَّة الردع، التي تضرب المنشآت الحسَّاسة في عمق المعتدين، كالقواعد الجويَّة، والمنشآت النفطية، والأهداف العسكرية، فامتلك بلدنا- بتوفيق الله تعالى ومعونته- التقنية الصاروخية، وصنعت القوة الصاروخية في تطوُّرٍ تصاعدي أنواع الصواريخ بالمديات المتنوعة: من قصيرة المدى، ومتوسطة المدى، وبعيدة المدى، وباليستية، ومجنَّحة، وبدقةٍ تامة، وكذلك قسم الطيران المسيَّر، الذي صنع أنواع الطائرات المسيَّرة بمديات ومسافات متنوعة، والقوات البحرية الباسلة التي صنعت أنواعًا مختلفة من سلاح البحرية، وكذلك في القوات الجوية، وسلاح الدفاع الجوي.
اليوم يشهد العالم التفوق العسكري اليمني بوصول الصواريخ الفرط صوتية إلى عمق الكيان الصهيوني وضربه في مقتل، كما دمرت فخر الصناعة الأمريكية في المياه الإقليمية اليمنية وفي أجواء اليمن.
إن ما أحدثته الثورة المباركة في تغيير مسار النظام المؤسسي من خلال تشكيل حكومة البناء والتغيير التي انطلقت من الهُوية الإيمانية وبرؤيةٍ جامعة في إطار القواسم المشتركة والشراكة الوطنية وتقليص الوزرات وإعادة هيكلتها إلى تغيير نظام القضاء، ينبئ بمستقبل مستقل ويعيد الأمل ويؤسس لمرحلة جديدة تؤدي مؤسسات الدولة دورها في خدمة الشعب، بمسؤولية وبسياساتٍ صحيحة وسليمة، وتحوِّل بلدنا إلى مُنْتِج وليس معتمدًا كليًا على الاستيراد لكل شيء، حتى لأبسط متطلباته.
ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ثورة تعظ الأجيال القادمة ببلد ينعم فيه كل فرد بالعزة والكرامة واقتصاد واعد وجيش قوي وصناعة محلية وزراعة وتنمية بشرية وستفخر كل الاجيال القادمة بتضحيات جيل المجاهدين الأوائل فاليمن الحديد ليس كيمن الأمس والمستقبل أفضل من الحاضر.
المجد للشهداء الاحرار
المجد للتضحيات الجسام
المجد لثورة التغيير والبناء
———————————————————————–
– السياسية – صباح العواضي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: والعشرین من سبتمبر الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
لماذا يتوقف الأمر على دور سعودي فعال في إنهاء الحرب في اليمن؟
تُجمعُ التوقعات المتفائلة على إمكانية حدوث تطور عسكري هام لتغيير الواقع الذي فرضه انقلاب 21 أيلول/ سبتمبر 2014، وأطاح بأهم تحول سياسي ديمقراطي سياسي في تاريخ اليمن، على ضوء جملة من المؤشرات تشمل فيما تشمل تحركات ميدانية لافتة، والحديث عن تحديد الساحات المرشحة للمواجهات المقبلة، فيما تتجه الأنظار إلى المملكة العربية السعودية التي تُمسك بقرار الحرب والسلم وتكرس ما يمكن وصفه بالشلل غير المسبوق للإرادة السياسية لقادة الشرعية اليمنية.
كانت السعودية قد اتخذت خطوات متقدمة نحو إنجاز صفقة تسوية للحرب مع الانقلابيين الحوثيين، بضغط عدائي من الإدارة الأمريكية السابقة، دفع بالرياض إلى القيام بمناورة هي الأخطر، لتسوية قضية في جغرافيا تندرج ضمن أولوياتها الأمنية والجيوسياسية، واضطرت إلى تنفيذها مرغمة تحت طائلة فقدان الشراكة مع الولايات المتحدة، التي غضت الطرف عن الانفلات الخطير لعيار إيران تجاه المملكة خصوصا عام 2019.
كل شيء يبدو اليوم متاحا أمام لإنجاز تسوية مشرفة للحرب في اليمن، إن تم ذلك على أسس أخوية ودينية وأخلاقية تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب اليمني الجار، والتعامل الصادق معه ومع دولته، والاستعداد الكامل لشراكة طويلة الأمد تسمح بطي عقود من التعايش القلق والجوار المتربص.
كل شيء يبدو اليوم متاحا أمام لإنجاز تسوية مشرفة للحرب في اليمن، إن تم ذلك على أسس أخوية ودينية وأخلاقية تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب اليمني الجار، والتعامل الصادق معه ومع دولته، والاستعداد الكامل لشراكة طويلة الأمد تسمح بطي عقود من التعايش القلق والجوار المتربص
لا يوجد أهم ولا أغلى من بناء الثقة وتعزيزها مع الشعب اليمني واعتبارها واحدة من أهم العوامل التي تدفع باتجاه تسوية الأرضية وإنهاء الحرب، حتى مع وجود العامل الإضافي الإيجابي ذي الأهمية البالغة والمتمثل في التحول الحاد في الموقف الأمريكي تجاه اليمن؛ من رعاية ودعم لمشروع الانقلاب الحوثي الطائفي المرتبط بالأجندة الإيرانية، إلى استهداف هذا المشروع البغيض وتقويض أسسه العسكرية والمادية والتخلي عن دوره الطائفي، الذي كان قد عزز الارتياح الغربي واستجلب دعمه السخي لتقويض عملية ديمقراطية ناجحة في اليمن، وغض الطرف عن إدخال اليمنيين في أتون حرب أتت على ما بقي لهذا البلد من مقدرات وأدخلته في دائرة الحاجة والبؤس والشقاء المعيشي.
إنهاء الحرب في اليمن لن يكون بالأدوات السياسية، أو من خلال الاستمرار في تقديم العروض السخية لجماعة الحوثي، لسبب بسيط للغاية وهو أن التسوية السياسية لن تنتزع من الحوثيين تنازلات جوهرية يعتقدون أنهم احتفظوا بها بالحرب، وبالتالي لن تسمح بإقامة سلطة شراكة حقيقية تُنهي حالة التوتر والشعور بالغبن لدى معظم اليمنيين.
كما أن الاستمرار في تقديم التنازلات لن يسمح بالتأكيد في استعادة الدولة اليمنية وصيانة مركزها القانوني والسيادي، لأن المبدأ الذي سيسمح باستيعاب مشروع الانقلاب الحوثي الطائفي، سيفسح المجال كذلك لمشروع الانفصال الذي لا يقل سوءا ولا غدرا ولا ضررا بالدولة اليمنية وسيادتها وقابليتها للحياة.
الحل العسكري هو الطريق الأمثل لاستعادة اليمن، والحفاظ على كيانه، وهذا الحل يستند إلى إرادة وأدوات وإمكانيات متاحة، وبإمكانه التعاطي بكفاءة وتفوق على التحدي العسكري الذي يمثله الحوثيون، استنادا إلى مقدراتهم التي استحوذوا عليها منذ العام 2014، إلى جانب الدعم السخي الذي حصلوا عليه من إيران ومن شبكة إقليمية ودولية نشطة ساهمت في استمرار خطوط الإمداد بالأسلحة الحديثة إلى هذه الجماعة.
في عمليتي "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل" للتحالف العربي، وبينما كانت دولتاه الرئيسيتان منسجمتين إلى حد ما، واجه التحالف معارضة شديدة، من الدوائر الغربية التي استطاعت أن تؤثر على قرار الحكومات، ووصل الأمر إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية أنهت تعاونها اللوجستي مع أهم شريك لها في الوطن العربي وهي السعودية، وتمت شيطنة التحالف العربي إلى حد كبير وأُدرج في اللوائح السوداء للأمم المتحدة ومنها لائحة قاتلي الأطفال، التي رأينا كيف أنها أُغلقت تماما خلال حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في غزة.
أي عمل عسكري قد يستهدف جماعة الحوثي لن يواجه التحديات نفسها، ولا المستوى نفسه من المعارضة لا من الدوائر الغربية المؤثرة ولا من الحكومات. لكن التحدي الحقيقي الذي يساهم في حرمان الشعب اليمني من إنهاء هذا الفصل المأساوي من الحرب للأسف؛ يكمن في صلب الشراكة الملتبسة بين دولتي التحالف السابقتين؛ السعودية والإمارات
أما اليوم فإن أي عمل عسكري قد يستهدف جماعة الحوثي لن يواجه التحديات نفسها، ولا المستوى نفسه من المعارضة لا من الدوائر الغربية المؤثرة ولا من الحكومات. لكن التحدي الحقيقي الذي يساهم في حرمان الشعب اليمني من إنهاء هذا الفصل المأساوي من الحرب للأسف؛ يكمن في صلب الشراكة الملتبسة بين دولتي التحالف السابقتين؛ السعودية والإمارات اللتين وصلتا إلى مفترق طرق حاد، ولم يعد يجمعهما سوى الإرث المشترك للحرب في اليمن والذي يتمثل في التواجد المادي العسكري والشركاء المحليين التابعين وخصوصا الجماعات المسلحة خارج وزارتي الدفاع والداخلية، وهي القوات التي تعيق استعادة الدولة اليمنية لعافيتها ونفوذها وسيادتها، وتحرف مسار المواجهة باتجاهات سيئة أكثرها سوءا القبول بالانقلاب الحوثي والدفع باليمن نحو التفكك.
لا شيء يقف أمام إنهاء الحرب في اليمن واستعادة السلام والاستقرار والتعافي الضروري لأكبر شعوب الجزيرة العربية سوى هذا التغول المأساوي على القرار السيادي اليمني، من جانب من أشقائنا الذين حملت مهمتهم العسكرية في بلدنا من 23 آذار/ مارس 2015 اسما يفيض بالنبل، هو "تحالف دعم الشرعية".
ومع ذلك ستظل الآمال معقودة على المملكة العربية السعودية، فهي الطرف الإقليمي الذي وضع السلطة الشرعية تحت نفوذه الكامل، في حين يفرض قدرُ الجغرافيا خيارَ التعايش الحتمي معها، هذا القدر الذي اتكأ خلال العقود الماضية على فائض قوة مالية وعسكرية لصالح السعودية، كان حصاده مرّا على البلدين، مما يحتم إعادة النظر في التعايش والشراكة والنظرة الحصيفة للمستقبل، مع الاتكاء على أساس متين من الشعور بالأخوّة والاحترام المتبادل والمصير المشترك.
x.com/yaseentamimi68