أثار تصريح الفنان حميد الشاعري جدلاً واسعاً خلال الساعات الماضية، بعد إعلانه بيع بصمة صوته لشركة ذكاء اصطناعي لاستخدامه بعد وفاته، مؤكداً أن هناك آخرون قاموا بنفس الأمر، بينهم محمد حماقي.

وأوضح الشاعري في تصريحات تلفزيونية أنه باع حق البصمة الصوتية، على أن يتم الانتفاع بها بعد وفاته، ومنح العائد كإرث لأولاده، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأحد أن يقف في وجه التطور، خاصةً أن الذكاء الاصطناعي أصبح أمراً واقعاً.


هذا الإعلان أثار مخاوف عديدة في الأوساط الفنية، لا سيما الموسيقية، فكيف يستمر صوت الفنان بعد رحيله، وهل يمكن الغناء بلا إحساس ويكون الاكتفاء بالصوت ممكناً، هل ستنجح التجربة أم تفشل، ولماذا يلجأ الفنانون للاستمرارية بالذكاء الاصطناعي ولا يكتفون بما يقدمونه خلال حياتهم؟.

 

تطور حتمي.. ولكن!

في هذا الصدد، قال الناقد الموسيقي محمد عاشور في حديثه لـ "24"، إن الذكاء الاصطناعي أصبح موجوداً في كل المجالات، وليس في الموسيقى والغناء فحسب، والجميع يستخدمه، وليس حكراً على أحد، فمن خلال بعض المواقع يمكن لأي شخص صناعة أغنية بشكل كامل من خلال الذكاء الاصطناعي، باختيار الأصوات والألحان والكلمات والنغمات كيفما يرى منشئ الأغنية.
وأوضح أن المنتج النهائي (الأغنية) الذي يقدمه لك الذكاء الاصطناعي لو لم تقم بأي تغيير فيه سيكون هناك حقوق ملكية تمنعك من استخدامه عبر المنصات المختلفة، لذلك يلجأ البعض لإجراء تعديلات بسيطة، أو ما نسميه "وضع اللمسة الإنسانية"، لكي يخرج من مأزق الحقوق.

وشدد الناقد الموسيقي على أن الذكاء الاصطناعي قادم بقوة مرعبة، وسيحدث تغييراً كبيراً في مستقبل الصناعات كلها بلا شك، لكن في كل الأحوال لا يمكن الاستغناء عن العنصر البشري.
وأشار عاشور إلى أن استخدام الصوت بعد وفاة الفنان فكرة ربما لن تلقى رواجاً ونجاحاً كما يعتقد البعض. وضرب الناقد الموسيقي مثالاً بالنجم العالمي مايكل جاكسون، الذي تم طرح ألبومين بصوته بعد وفاته، كان لم يتمكن من استكمالهما قبل رحيله، ورغم النجاحات المذهلة لكل ألبوماته السابقة كان الفشل حليفاً للأغاني التي طرحت بعد وفاته.

وشدد محمد عاشور على أن الفنان بشكل عام يحاول التجديد وإضفاء لمسات مميزة ومختلفة في أعماله باستمرار، بينما في حالة بيع الصوت للذكاء الاصطناعي، فسيقوم بإنتاج أغاني على نفس النسق والأسلوب الذي قام به الفنان قبل رحيله، وبالتالي لن يضيف جديداً ولن يتواكب مع فكرة التطوير و"تغيير الجلد"، التي يعتمدها النجوم للحفاظ على تألقهم الفني، بل سيصبح مجرد محاكاة وتقليداً للأعمال السابقة للفنان.
وتابع: "أغاني الذكاء الاصطناعي لن تكون مختلفة عن الأغاني الحقيقية التي قام بها الفنان بنفسه وفي حياته، بل ستكون مشابهة لما تم تقديمه قبل الوفاة، ولن تقدم جديداً للفنان في المستقبل".

 

غياب الإحساس الفني 

على الجانب الآخر، يرى الناقد الفني حاتم جمال في تصريحاته لـ "24" أنه لا يمكن إنكار الطفرة الكبيرة التي أحدثها الذكاء الاصطناعي في كل المجالات، لا سيما الفن، مشيراً إلى أنه خلال الفترة المقبلة قد نجد الذكاء الاصطناعي يتدخل في العملية السينمائية بالكامل، وقد يقوم بالتأليف واختيار أماكن التصوير وإعادة إظهار فنانين راحلين مع فنانين معاصرين، "كل شيء ممكن ووارد حدوثه"، على حد قوله.

وأكد جمال أن الذكاء الاصطناعي في الفن سيتطور بشكل كبير لدرجة مذهلة، لكن في المقابل سيكون هناك تأثيراً سلبياً على العنصر البشري، وسيصبح الحلقة الأضعف، لأنه سيفقد السيطرة على التطور الهائل القادم. لذلك اتجه عدد من الفنانين للاستعانة به، مثل لطيفة التونسية التي قدمت عدة أغاني مؤخراً، مصورة بطريقة "الفيديو كليب"، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.

وأوضح الناقد الفني أنه ليس شرطاً أن يقوم الذكاء الاصطناعي بتقديم أغاني على نفس النمط الذي كان يعتمده الفنان في حياته، بل ربما يختار له شيئاً لا يناسبه تماماً، فيؤثر على نجاحاته السابقة. وربما يتم استخدام الصوت في أشياء سلبية قد تضر اسم الفنان وتاريخه.
ولفت جمال إلى أن الخطورة الأكبر تتمثل في غياب الجزء الإنساني والإحساس الصادق في الأغاني المنتظرة من الذكاء الاصطناعي، وبالتالي قد تغيب المشاعر عن الفن، ويصبح الأمر مجرد أداء تكنولوجي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية محمد حماقي الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی بعد وفاته إلى أن

إقرأ أيضاً:

جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي .. دعم مستدام للشركات الناشئة

 

رسّخت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي مكانتها كمؤسسة تعليمية بحثية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وسعت منذ تأسيسها إلى توفير الدعم اللازم لتنفيذ الأفكار المبتكرة وتأسيس شركات ناشئة في المجالات كافة.
وأسست الجامعة مركز جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لحضانة وريادة الأعمال في نوفمبر 2023، الذي سرعان ما أصبح جهة محفزة لاستحداث ابتكارات قائمة على الذكاء الاصطناعي في الدولة.
ودعم المركز في غضون أقل من عام شركات ناشئة تساهم في إحداث تغييرات جذرية في مجالات وقطاعات مختلفة وتسعى إلى مواجهة تحديات واقعية، كاستخدام الذكاء الاصطناعي بطرق آمنة، وإحداث تحوّلات بارزة في مجال الرعاية الصحية.
وسلطت الجامعة في بيان صحفي صادر اليوم الضوء على خمس شركات ناشئة يقودها باحثون وطلاب وخريجون من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي يعملون على استحداث حلول عملية قائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
– منصة “ليبراي” LibrAI.
تم تصميم “ليبراي” كمنصة لمساعدة المبرمجين على ابتكار حلول آمنة وأخلاقية وموثوقة قائمة على الذكاء الاصطناعي، كبرمجيات التدقيق بالحقائق، بما يتماشى مع المعايير المعمول بها عالمياً .
أسس المنصة الدكتور شو دونغ هان، وهو باحث ما بعد الدكتوراة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وقد تلقى الإرشاد والمشورة من عميد الجامعة، البروفيسور تيموثي بالدوين.
وتتيح “ليبراي” مجموعة من المنتجات التي تضمن امتثال الجهات المعنية، من مبرمجين وجامعات رائدة وشركات فاعلة في مجال الذكاء الاصطناعي، للاعتبارات الأخلاقية ومتطلبات السلامة في جميع مراحل عملية استحداث الحلول القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتنفيذها، وشهدت الشركة نمواً ملحوظاً.
ودعم مركز حضانة وريادة الأعمال التابع للجامعة منصة “ليبراي” خلال الدورة الأولى من منحة الابتكار التي أطلقها، وساهم في تأسيس الشركة ودخولها إلى السوق الإماراتية.
– منصة “أوديوماتك”.
أطلق منصة “أوديوماتك” طالبان في قسم تعلّم الآلة بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، هما محمد تيمور حسيب وهو طالب دكتوراة، وأحمد حمودة، وهو طالب ماجستير وذلك بهدف إحداث تحولات جذرية في صناعة المحتوى المسموع، من خلال أتمتة عملية إنشاء المواد السمعية لسرد القصص المرئية من جهة، والتخفيف من التحديات المتصلة بحقوق الملكية الفكرية من جهة أخرى.
وحصلت “أوديوماتك” على منحة الابتكار التي قدمها مركز حضانة وريادة الأعمال خلال دورته الأولى، كما فازت مؤخراً عن فئة “المشاريع الناشئة في مرحلة الفكرة” في كأس العالم لريادة الأعمال لعام 2024 في دبي.
– تطبيق“ليمب”.
وأطلقت شما الساعدي، وهي إحدى الخريجات الإماراتيات من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لعام 2024، شركة ناشئة تحمل اسم “ليمب” تهدف إلى تعزيز فعالية خدمات العلاجات الطبيعية وإمكانية الاستفادة منها بتكلفة معقولة.
وتركّز شما على المرضى الذين يتوجب عليهم زيارة المستشفيات أو مراكز العلاج الطبيعي مرات متعددة ويعانون من صعوبات في أداء تمارين إعادة التأهيل، إذ يسعى التطبيق إلى مساعدة هؤلاء المرضى للتغلب على التحديات التي تواجههم من جهة، كما تعمل نحو تسهيل متابعة حالات المرضى على المعالجين من جهة أخرى.
وأتمت شما دورة ريادة الأعمال في مركز حضانة وريادة الأعمال بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وحصلت شركتها الناشئة “ليمب” على جائزة عن فئة “رواد المستقبل” في تحدي رواد الأعمال لعام 2024 الذي نظمه صندوق الخريجين التابع لوزارة التربية والتعليم وهي تعمل حالياً على تحديث التطبيق وتطمح إلى التعاون مع مراكز إعادة التأهيل في الدولة مستقبلاً.
– “كرادل إيه آي”.
وتكرس شركة “كرادل إيه آي” عملها في مجال الذكاء الاصطناعي لإتاحة حلول آمنة ومريحة ومستدامة تساعد الآباء والأمهات على الاهتمام بأطفالهم الرضّع.
وتلتزم هذه الشركة التي تأسست على يد البروفيسور كون زانغ، وهو أستاذ ورئيس قسم تعلم الآلة بالإنابة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والدكتور يوين سون، ويو كانغ وونغ، ومينغاو فو، بإحداث تغييرات جذرية في طريقة تفاعل الآباء والأمهات مع أطفالهم الرضّع، وقد كرست هذه المجموعة من الباحثين جهودها للعثور على سُبل آمنة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة حياة الإنسان والارتقاء بالمجتمعات.
وصممت الشركة منتجاً رائداً يحمل اسم “LetBabyTalk”، أي دع الرضيع يعبّر عن نفسه، وذلك بهدف تعزيز التواصل بين الرضيع ووالديه. إذ يسجّل التطبيق صوت بكاء الرضيع ويحدد على الفور ما إذا كان جائعاً أو يعاني من ألم في معدته أو يحتاج إلى الاهتمام، ثم يقدّم للوالدين نصائح مخصصة من خبراء في مجال رعاية الأطفال، ما يساعدهما على تلبية احتياجات الرضيع بسهولة.
– “نوتريجينكس كير”.
وشارك في تأسيس شركة “نوتريجينكس كير” طالبا الدكتوراة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وفاء الغلابي وعمكر ثواكر، تحت إشراف الدكتور مزمّل نصير، الباحث في الجامعة، والدكتور سلمان خان والبروفيسور فهد خان.
وكان الطالبان قد قررا أن يؤسسا هذه الشركة لمعالجة تحديات نواجهها في حياتنا اليومية، مثل تعزيز التزام الأفراد بنظامهم الغذائي، وتحسين النتائج الصحية من خلال مراقبة كل فرد بدقّة أكبر ومتابعة وجباته الغذائية وإعداد جداول وقوائم شخصية للطعام، وتوفير مساعدة شاملة لخبراء التغذية السريرية وخبراء التغذية وخبراء اللياقة البدنية ومقدمي الرعاية الصحية.
وتختلف منصة “نوتريجينكس كير” عن غيرها من المنصات، فهي تساهم في تعزيز تفاعل المرضى وخبراء التغذية بفضل مخططاتها التفاعلية التي تتيح لخبراء التغذية متابعة تاريخ المريض الغذائي واقتراح حلول غذائية تناسبه.


مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي وقدرته على تعزيز الذكاء البشري.. قراءة في كتاب
  • هل يمكن للبشر خسارة المنافسة أمام الذكاء الاصطناعي؟
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي .. دعم مستدام للشركات الناشئة
  • برنامج الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية.. رافد جديد لاقتصاد المعرفة
  • جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تعزز الابتكار
  • محتال يستغل الذكاء الاصطناعي في تسريب وبيع بيانات العملاء بمؤسسة طبية
  • الإمارات.. فتح التسجيل لدورات الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي والاقتصاد.. أولويات في زيارة بن زايد لواشنطن
  • تأثير الذكاء الاصطناعي على حياتنا سيتضاعف 100 مرة خلال السنوات القليلة المقبلة