بعد هجوم "بيجر حزب الله".. لماذا يجب أن يقلق العالم؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
لسنوات، حث قادة حزب الله أفرادهم على تقليل الاعتماد على الهواتف الذكية، بحجة أن إسرائيل قادرة على التنصت على هذه الأجهزة للتسلل إلى شبكة اتصالاتهم.
وكان البديل هو العودة إلى تكنولوجيا أجهزة النداء واللاسلكي التي تعود إلى حقبة التسعينيات، والتي يُنظر إليها على أنها خيار أكثر أماناً.تقرير لجيسوس ميسا في موقع "نيوزويك" يشير إلى أن التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل قد فتح فصلاً "مرعباً" في الحروب بصفة عامة.
A New Era of Warfare Is Here. And It's Terrifying.
https://t.co/Jlyn9p3WTR
وقد جاء هذا الاعتقاد من أعلى المستويات، حيث حث زعيم حزب الله حسن نصر الله أعضاءه على "دفن" هواتفهم المحمولة، خوفاً من أن يتمكن الإسرائيليون من اختراقها واكتشاف تحركاتهم. اعتقاد زائف هذا الأسبوع، أظهرت الاستخبارات الإسرائيلية لحزب الله وللعالم أن حتى أبسط التكنولوجيا الاستهلاكية لم تعد آمنة في عصر الحرب المتقدمة.
فقد انفجرت أجهزة استدعاء يستخدمها مئات من أعضاء حزب الله، الثلاثاء، في وقت متزامن تقريبا في أجزاء من لبنان وسوريا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً وإصابة أكثر من 2700 آخرين.
وفي اليوم التالي، قُتل عشرون آخرون وجُرح المئات عندما انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية في لبنان بشكل غامض.
ويُعتقد أن العديد من القتلى والجرحى كانوا من أعضاء حزب الله، رغم وجود ضحايا مدنيين بينهم، وفقاً لتقارير في وسائل الإعلام اللبنانية.
UN pleads against further violence after Israeli strike kills top Hezbollah leader https://t.co/X7VBoM9XzM
— The Guardian (@guardian) September 21, 2024 ولم تتكشف بعد تفاصيل العملية التي نفذتها الاستخبارات الإسرائيلية، والتي قيل إنها استغرقت 15 عاماً.ويعتقد بعض التقارير أن الاستخبارات الإسرائيلية أنشأت شركة وهمية في بودابست بهدف صريح يتمثل في بيع أجهزة النداء المحملة بالمتفجرات لحزب الله، بعد أن تنبأت بشكل صحيح بأن الجماعة المسلحة سوف تبحث عنها.
وقال خبراء لنيوزويك إن العملية المنسقة تؤكد على التحول العالمي في ديناميكيات ساحة المعركة، حيث تفسح التكتيكات التقليدية المجال بشكل متزايد لتقنيات متقدمة مثل الأجهزة المتفجرة وطائرات بدون طيار انتحارية تعمل بالذكاء الاصطناعي - والتي غالباً ما تستفيد من الإلكترونيات الاستهلاكية المتاحة بسهولة عبر الإنترنت. ساحة المعركة الجديدة يشير الكاتب إلى أن تركيز الدول الآن يعتمد على شل الأنظمة الرقمية والإلكترونية لأعدائها بدلاً من الاعتماد فقط على التكتيكات العسكرية التقليدية.
ويقول محلل الدفاع حمزة عطار إن الحرب الحديثة تبتعد عن ساحات المعارك التقليدية، وتتجه نحو العمليات السيبرانية والسرية.
ويضيف عطار لمجلة نيوزويك: "تدفع إسرائيل حزب الله إلى الزاوية، وتثبت أنه غير قادر حتى على تأمين عملياته، وفي حين يُعرف حزب الله بوعيه السيبراني، فإن هذا الوضع يرسل رسالة معاكسة إلى أنصاره".
ويكمل، "في لبنان، حيث أدت أزمة الكهرباء إلى الاعتماد على الأجهزة التي تعمل بالبطاريات، أصبح الناس الآن أكثر حذراً من أي وقت مضى."
وأكد عطار على الضعف المتزايد الذي تعانيه البنية التحتية المدنية في مواجهة الهجمات الإلكترونية المتطورة بشكل متزايد.
وحذر من أن الهجوم الإلكتروني المتقدم والمنسق على السيارات أو الطائرات قد يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة في غضون ثوان، حيث أصبحت هذه الأنظمة متكاملة بشكل متزايد مع أدوات التحكم الرقمية التي يمكن اختراقها.
Hezbollah device explosions: The unanswered questions https://t.co/YzxnW3gCLv
— BBC News (World) (@BBCWorld) September 20, 2024 ويواصل: "إذا تمكن القراصنة من اختراق أنظمة الطائرات، فسنواجه كارثة عالمية، حيث ستسقط الطائرات من السماء، إنها فكرة مخيفة، ولكن بصفتي باحثاً، كنت أتوقع حدوث هذا منذ فترة طويلة".ويضيف: "مع انتشار الأجهزة المحمولة والرقائق في كل مكان، أصبحت احتمالات الهجوم أكبر بكثير من الدفاع." مشكلة سلسلة التوريد ومع تعرض خطوط إمداد حزب الله للخطر وشكوك حول معداته الإلكترونية، سلط الهجوم الذي وقع هذا الأسبوع الضوء على نقطة ضعف رئيسية في الحرب الحديثة: الاعتماد على سلاسل إمداد عالمية طويلة ومترابطة بشكل فضفاض.
ويعني هذا التعقيد المتزايد مشاركة المزيد من الكيانات في سلاسل الإمداد عبر المزيد من المواقع، مما يجعل الرقابة والمساءلة أكثر صعوبة.
وفي الهجوم على أجهزة النداء، يبدو أن هذه الأجهزة جاءت من شركة تايوانية، رغم أنها قالت إن أجهزة النداء صُنعت في الواقع من قبل مقاول فرعي مجري مرخص لاستخدام علامتها التجارية.
وقال بروس شناير، وهو خبير تقني أمني مشهور تشمل أعماله إيجاد ثغرات في ما يسميه "مسرح الأمن" في المطارات الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) إن "فكرة إمكانية اعتراض الأشياء والتلاعب بها أصبحت معروفة الآن".
وأضاف أنه "ليس من المستغرب أيضاً أن يشتري حزب الله أجهزة استدعاء من شركة مجرية لها مورد تايواني، فهذه السلسلة الدولية من التوريد تخلق نقاط ضعف".
في حين أن المخاوف من أن الصين قد تحول الدراجات الإلكترونية أو البنية الأساسية للهواتف المحمولة إلى أسلحة لا أساس لها من الصحة إلى حد كبير، فإن الكثير من شبكات بيانات الجيل الخامس المتقدمة اليوم أصبحت "محددة بالبرمجيات" بشكل متزايد.
وقد أدت المخاوف من تحديثات البرامج الضارة إلى قيام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بحظر بيع واستيراد معدات الاتصالات من شركات التكنولوجيا الصينية مثل هواوي قبل سنوات.
بالنسبة لشناير، في حين أن هذه التكتيكات ليست جديدة - فهو يستشهد باغتيال الموساد عام 1998 ليحيى عياش، كبير صانعي القنابل في حماس، باستخدام هاتف محمول متفجر - إلا أنه يعتقد أن السيناريو الحالي يمثل تصعيداً في كيفية تطبيق هذه الأساليب، مما يثير أسئلة أوسع نطاقاً لخبراء الأمن العالميين.
ويتساءل شناير: "إن دولاً مثل الصين قد تقوم بزرع أفخاخ في معدات الشبكات، ليس لتفجيرها، بل للتنصت، ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة للمخاوف الأمنية؟ هل سيُسمح لنا بحمل الهواتف المحمولة على متن الطائرات؟".
ومع تزايد هذه المخاوف، بدأت السلطات في اتخاذ الإجراءات اللازمة.
ففي يوم الخميس، حظر المسؤولون اللبنانيون أجهزة الاتصال اللاسلكي وأجهزة النداء على الرحلات الجوية القادمة من بيروت، وفقاً لوكالة الأنباء الوطنية التي تديرها الدولة.
وعلى نحو مماثل، أصدرت شركات الطيران مثل لوفتهانزا تعليمات للركاب بالإبلاغ عن أي هواتف ساخنة إلى طاقم الطائرة على الفور.
قد يعيد هذا إلى الأذهان كارثة سامسونغ غالاكسي نوت 7، حيث أدت البطاريات المعيبة إلى ارتفاع درجة حرارة بعض هذه الهواتف الذكية وحتى انفجارها في عام 2016.
ولكن الآن لم يعد القلق يتعلق بانفجار البطارية فحسب، بل يتعلق باحتمال قيام شخص ما بتفخيخ جهاز ثم تشغيله ليفجر عن بعد. الحرب السيبرانية المتطورة إن العملية الاستخباراتية الإسرائيلية الأخيرة ضد حزب الله ليست سوى أحدث مثال على كيفية إعادة تشكيل تكنولوجيا الطائرات المسيرة لساحة المعركة.
في عام 2020، استخدمت إسرائيل روبوتاً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي، يتم التحكم فيه عن بعد عبر الأقمار الصناعية، لاغتيال أكبر عالم نووي في إيران.
كما استخدمت إسرائيل وحلفاؤها الحرب الإلكترونية لتعطيل جهود التطوير النووي الإيرانية.
وقد أثار التكامل السريع للذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة أوجه تشابه مع تطوير الأسلحة النووية، حيث وصف بعض الخبراء هذه اللحظة بأنها "لحظة أوبنهايمر" للذكاء الاصطناعي. فالطائرات بدون طيار ذاتية التشغيل، بما في ذلك تلك التي طورتها إسرائيل، أصبحت قادرة بشكل متزايد على العمل بأقل قدر من التدخل البشري، ومسح الأعداء وإطلاق ضربات دقيقة دون سيطرة مباشرة من المشغل.
كانت الحرب السيبرانية واضحة بشكل خاص في الحرب الدائرة في أوكرانيا مع روسيا، حيث وفرت أرض اختبار حقيقية لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار.
استخدمت القوات الأوكرانية الطائرات بدون طيار على نطاق واسع للتعويض عن التفوق الجوي الروسي، باستخدام مسيرات انتحارية، كما استخدمت روسيا جيشا من الطائرات بدون طيار على الخطوط الأمامية.
وبعيداً عن تطبيقاتها العسكرية المباشرة، تمثل المسيّرات تحولاً في الاستراتيجية الأوسع للجيوش الحديثة.
فهي توفر إمكانية تنفيذ عمليات أقل تكلفة وأكثر تأثيراً ويمكن التحكم فيها عن بعد، مما يقلل من المخاطر التي يتعرض لها الجنود البشريون مع السماح لهم في الوقت نفسه بتوجيه ضربات عميقة إلى أراضي العدو.
بطبيعة الحال، يعتمد هذا التخفيض في المخاطر التي تهدد حياة البشر على المكان الذي تجلس فيه. مقاطع حقيقية ففي موقع "إكس" المنصة الاجتماعية غير الخاضعة للرقابة إلى حد كبير والتي يملكها إيلون ماسك، يكشف بحث سريع عن عدد لا يحصى من مقاطع الفيديو التي تظهر طائرات بدون طيار أوكرانية مسلحة تصطاد وتقتل جنوداً روساً من الأعلى.
Eastern Ukraine, a Ukrainian drone drops molten thermite on a Russian-held treeline, setting it ablaze. pic.twitter.com/LWKDj3NGpz
— OSINTtechnical (@Osinttechnical) September 2, 2024 تمنح المقاطع المشاهد إحساساً بأنك داخل لعبة فيديو، لكنها حقيقية.وعلى نحو مماثل، استخدمت حماس في غزة طائرات بدون طيار زودتها بها إيران لإسقاط قنابل يدوية على الدبابات الإسرائيلية، وتدميرها من الأعلى بأقل تكلفة.
إن المخاوف بشأن الأضرار الجانبية وإمكانية المراقبة الجماعية تلوح في الأفق، ناهيك عن المناقشات الأخلاقية حول انتشار الحرب المستقلة.
ويخشى الاستراتيجيون العسكريون والمدافعون عن حقوق الإنسان أن يؤدي الاعتماد المتزايد على أنظمة الأسلحة المستقلة بالفعل إلى تقليص الإشراف البشري في قرارات الحياة والموت - وهو الوضع الذي ينضج للإساءة وسوء التقدير، كما رأينا في هجوم هذا الأسبوع.
"إن العديد من القتلى في لبنان لم يكونوا من مقاتلي حزب الله، بل كانوا من المدنيين"، وفقاً لقول المحلل العسكري عطار.
وتابع: "وحتى لو كان أحدهم من المسلحين، وإذا لم يكن مسلحاً وكان مع أسرته، فلا ينبغي اعتباره مقاتلاً في تلك اللحظة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان الطائرات بدون طیار أجهزة النداء بشکل متزاید حزب الله
إقرأ أيضاً:
مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
(CNN) -- لا يزال موعد نهائيات كأس العالم 2026 على بعد أكثر من عام، لكن كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال السفر يحذرون من أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تواجه صعوبة في تنظيم البطولة بشكل فعّال ما لم يتم إجراء تغييرات كبيرة بسرعة.
وقال جيف فريمان، رئيس رابطة السفر الأمريكية والرئيس التنفيذي لها، وويليام هورنباكل، رئيس مجلس إدارة شركة "MGM Resorts" والرئيس التنفيذي لها، لـ CNN Sport إن لديهما مخاوف حقيقية بشأن ما إذا كان نظام السفر الأمريكي مستعداً للتعامل مع تدفق المسافرين الأجانب المتوقع قدومهم خلال البطولة.
وتتعدد المخاوف، فقد تثني فترات الانتظار الطويلة للحصول على الموافقات على تأشيرات المشجعين الآلاف عن محاولة القدوم إلى الولايات المتحدة لحضور البطولة.
وقد تؤدي التكنولوجيا القديمة ونقص الموظفين إلى انتظار الزوار الذين يصلون إلى الولايات المتحدة لفترة طويلة لإنهاء إجراءات الجمارك، وقد تمتد الطوابير الطويلة لتجاوز الإجراءات الأمنية إلى خارج المطارات.
وقال فريمان إن الوقت ينفد لمعالجة قائمة المخاوف، حتّى لو كان موعد البطولة لا يزال على بعد أكثر من 15 شهراً، رغم أنه أكد أنه يأمل في أن تتمكن الإدارة من تصحيح المسار.
وأضاف: "إن الوقت ينفد منا، فلم يتبقَ لنا سوى 16 شهراً قبل انطلاق البطولة، لدينا 3 مواقع في كندا، وموقع واحد في المكسيك، هناك زوار سيرغبون في الانتقال عبر الحدود إلى هنا، كيف سيعمل هذا؟..نود أن نرى المزيد من الإلحاح للوصول إلى حقيقة الأمر".
وتابع: "أين الحاجة الملحة للتركيز حقاً على ما يلزم لجعل هذا الحدث ناجحاً، بالطريقة الّتي نسير بها، سنواجه صعوبات، لكن لم يفت الأوان بعد لتخصيص الموارد للتركيز على بعض هذه العقبات الرئيسية وضمان أن تظهر أمريكا، كما طلب الرئيس، وتحظى بأعظم كأس عالم على الإطلاق".
وفي تصريح لشبكة CNN، قال متحدث باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إن الاتحاد يعمل مع الحكومة الأمريكية للتأكد من نجاح البطولة، وهي واثقة من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستفعل ما هو ضروري، لجعل المنافسة عملية مبسطة للجماهير في جميع أنحاء العالم.
وأكمل: "نواصل العمل مع مختلف الإدارات والوكالات التابعة للحكومة الأمريكية، لضمان قدرة الولايات المتحدة على الاستفادة من هذه الفرصة الّتي تأتي مرة واحدة في الجيل للاستفادة من مليارات الدولارات من الفوائد المالية الإيجابية، وجمع الملايين من الناس من دول ومجتمعات مختلفة للاحتفال في الولايات المتحدة".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "من الجدير بالذكر أن الإدارة الحالية كانت في السلطة أثناء عملية تقديم عروض الترشح لاستضافة البطولة لعام 2026، ووقعت على الضمانات الحكومية كجزء من تلك العملية".
ومن المتوقع أن يجلب الاحتفال الّذي يستمر شهراً ملايين الضيوف الأجانب إلى الولايات المتحدة، ما بين 6 و8 ملايين، وفقاً لتقديرات رابطة السفر الأمريكية، كما من المتوقع أن يؤدي تدفق المسافرين إلى إجهاد النظام، خاصة وأن الحكومة الفيدرالية تتعرض لضغوط هائلة من ترامب وإيلون ماسك لخفض التكاليف.
وتقدر رابطة السفر أن أكثر من 3 ملايين شخص سينتقلون عبر مطارات أمريكا حوالي 50 مرة في عام 2026، مقابل 5 مرات في عام 2024.
قال جيف فريمان: "نحن نعلم بالفعل أن هذا الطلب المتزايد، سوف يغمر النظام، الأمر ليس مسألة: هل سيحدث ذلك؟ سوف يحدث ذلك، لم يتم بناء النظام للتعامل مع الطلب الذي لدينا".
في حين أكد المتحدث باسم البيت الأبيض، تايلور روجرز، أن دونالد ترامب يبذل قصارى جهده لإنجاز الحدث بسلاسة.
وقال روجرز: "الرئيس ترامب من عشاق الرياضة ورجل الاستعراض الأسطوري، وسوف يعمل على تنظيم حدث مذهل يبرز عظمة أمريكا، مع ضمان سلاسة الخدمات اللوجستية لجميع الرياضيين من الطراز العالمي والضيوف الحاضرين".
تحذيرات بشأن كوابيس السفر
رسم فريمان وهورنباكل صورة لكيفية ظهور نظام السفر عندما يصبح مثقلاً بالأعباء، وهي ليست صورة جميلة.
قال جيف فريمان: "إذا لم نكن مستعدين، فستكون هناك طوابير طويلة خارج المطارات، الطوابير الطويلة خارج المطارات تشكل مشهداً رائعاً (لكاميرات التلفزيون)، ولا أعتقد أن أي شخص يريد أن يحدث ذلك، أليس كذلك؟"
يمكن أن تكون الطوابير الطويلة عند نقاط التفتيش الجمركية للمسافرين الأجانب الذين يصلون إلى الولايات المتحدة والأمريكيين العائدين إلى ديارهم بمثابة كابوس.
قال فريمان على الرغم من أن جداول شركات الطيران يمكن التنبؤ بها ومعروفة في الغالب، إلا أن المسافرين الذين لا يمتلكون نظام الدخول العالمي يقضون أحياناً ساعتين أو أكثر في طابور فقط، لإخبار موظف الجمارك أنه ليس لديهم ما يعلنون عنه.
قال فريمان عن الزوار الأجانب: "هل هذا هو الترحيب الذي يتلقونه في الولايات المتحدة بعد الطيران هنا لمدة 14 ساعة، ما يدفعني للجنون في هذا الأمر هو أنه لا يوجد شيء أكثر قابلية للتنبؤ به من موعد هبوط الطائرة وعدد الأشخاص على متنها، ولا يوجد عذر لوضع الناس في مثل هذا الموقف".
قال متحدث باسم هيئة الجمارك وحماية الحدود في بيان إنهم "مستعدون لتنفيذ استراتيجية شاملة، لتسهيل السفر لضمان عدم مواجهة المسافرين الدوليين الذين يحضرون كأس العالم لتأخيرات غير ضرورية في مطاراتنا الدولية وموانئ الدخول البرية".
على سبيل المثال، في المدن المضيفة، ستتمكن هيئة الجمارك وحماية الحدود من تعديل الموارد وقدرة الأفراد على أساس يومي لتقليل أي تأثير على أوقات الانتظار.
قال المتحدث: "ستكون هذه هي أولويتنا القصوى، نحن ندرك أن العديد من الزوار ستكون هذه هي المرة الأولى الّتي يقومون فيها بمراجعة هيئة الجمارك وحماية الحدود".
وقيل إن العديد من التأخيرات ناجمة عن عدم الإلمام بالقوانين واللوائح الأمريكية، لذا ستطلق هيئة الجمارك وحماية الحدود حملات توعية تهدف إلى إخبار الزوار بما يحتاجون إلى معرفته قبل السفر إلى الولايات المتحدة.
وأضاف المتحدث أنهم يعملون أيضاً على تكثيف استخدامها لتكنولوجيا القياسات الحيوية وقدرات التفتيش الأخرى، إلى جانب تدريب مسؤولي الجمارك، وتُستخدم القياسات الحيوية للوجه الآن في جميع نقاط الدخول في مطارات الدولة الدولية البالغ عددها 55 مطاراً، و39 ميناءً بحرياً، وجميع ممرات المشاة المؤدية إلى البلاد.
كما يُشجعون المسافرين على التسجيل في برامج المسافرين الموثوق بهم التابعة لـ هيئة الجمارك وحماية الحدود والّتي يمكن أن تساعد في تسريع الدخول إلى الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع مراقبة جوازات السفر عبر الهاتف المحمول.
ومع ذلك، تدرك هيئة الجمارك وحماية الحدود أن هذا سيكون تحدياً وأن زيادة عدد المسافرين قد تؤثر على أوقات المعالجة، وسيعمل مكتب العمليات الميدانية التابع لهيئة الجمارك وحماية الحدود من خلال سلسلة قيادة موحدة مع وزارة الأمن الداخلي والسلطات الفيدرالية والولائية والمحلية الأخرى، لضمان المعالجة الآمنة لهؤلاء الركاب.
وقال المتحدث باسم هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية: "باعتبارها الخط الأمامي لأمريكا، ستكون هيئة الجمارك وحماية الحدود مسؤولة عن ضمان معالجة مشجعي كرة القدم القادمين من جميع أنحاء العالم بكفاءة وسرعة، مع ضمان أعلى مستويات الأمن القومي".
هناك مخاوف أخرى، إذ يؤدي نقص مراقبي الحركة الجوية إلى كفاح بعض المطارات لمواكبة الطلب على المزيد من الرحلات الجوية القادمة والمغادرة، ووفقاً لفريمان وهورنباكل، فإن التكنولوجيا المستخدمة لتشغيل نظام مراقبة الحركة الجوية عفا عليها الزمن، إذ سخر كلاهما من الاستخدام المستمر للرادار لتتبع الطائرات بدلاً من نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
وقال فريمان إن طرح آلات المسح عالية التقنية الّتي يمكنها فحص حقائب اليد بسرعة ودقة، لن يكتمل في جميع مطارات الولايات المتحدة حتّى عام 2042.
وقال فريمان إن كل هذا يؤدي إلى شيء واحد وهو أن الولايات المتحدة تتخلف عن الدول الأخرى، عندما يتعلق الأمر بتسهيل السفر إلى داخل البلاد وخارجها، وقد تتكشف هذه القضايا عندما يبدأ العالم في الوصول إلى الحدث الرياضي الأكثر شعبية في العالم.
وقال فريمان: "أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون منفتحين على حقيقة أن لدينا نظاماً متقدماً في السن يكافح لمواكبة الطلب الّذي لدينا الآن، ناهيك عن ما سيحدث في السنوات القليلة القادمة".
دعوة للبيت الأبيض لتولي السيطرة
كان ترامب في منصبه عندما تمّ منح حق استضافة كأس العالم للولايات المتحدة والمكسيك وكندا في عام 2018، وهو ينظر إليه على أنه إنجاز عظيم، لدرجة أنه يمكن أحياناً رؤية نسخة طبق الأصل من كأس المسابقة جالسة خلف مكتبه في المكتب البيضاوي.
وتحدث الرئيس عن البطولة باعتبارها فرصة لاستعراض الوطنية والتأكد من تفوق عرض الولايات المتحدة على بقية العالم عندما يأتون لزيارتها، مؤكداً: "ستكون البطولة حدثاً خاصاً، أعتقد أنه سيكون شيئاً خاصاً حقاً".
الجمعة، وقع ترامب، بحضور رئيس "فيفا"، جياني إنفانتينو، على أمر تنفيذي يقضي بتشكيل فريق عمل تابع للبيت الأبيض خاص بمونديال المنتخبات 2026، على أن يشرف على الاستعدادات للحدث الكروي الأكبر، وهذا ما دعا إليه جيف فريمان وويليام هورنباكل في وقت سابق.
وقال إنفانتينو: "شكراً لك يا سيدي الرئيس على تشكيل فريق العمل هذا، لأنه من المهم أن يشعر كل من يأتي إلى أمريكا بالأمان والترحيب، ولهذا السبب من المهم أن تشكل الحكومة فريق العمل في البيت الأبيض برئاسة الرئيس نفسه".