موقع 24:
2024-09-21@23:00:04 GMT

بعد هجوم "بيجر حزب الله".. لماذا يجب أن يقلق العالم؟

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

بعد هجوم 'بيجر حزب الله'.. لماذا يجب أن يقلق العالم؟

لسنوات، حث قادة حزب الله أفرادهم على تقليل الاعتماد على الهواتف الذكية، بحجة أن إسرائيل قادرة على التنصت على هذه الأجهزة للتسلل إلى شبكة اتصالاتهم.

وكان البديل هو العودة إلى تكنولوجيا أجهزة النداء واللاسلكي التي تعود إلى حقبة التسعينيات، والتي يُنظر إليها على أنها خيار أكثر أماناً.
تقرير لجيسوس ميسا في موقع "نيوزويك" يشير إلى أن التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل قد فتح فصلاً "مرعباً" في الحروب بصفة عامة.

A New Era of Warfare Is Here. And It's Terrifying.
https://t.co/Jlyn9p3WTR

— Andy Cooper (@andycooper52) September 21, 2024 كان حزب الله يعتقد أن القدرات المحدودة لأجهزة النداء تسمح له بتلقي البيانات دون الكشف عن موقع المستخدم أو أي معلومات أخرى قد تعرضه للخطر.

وقد جاء هذا الاعتقاد من أعلى المستويات، حيث حث زعيم حزب الله حسن نصر الله أعضاءه على "دفن" هواتفهم المحمولة، خوفاً من أن يتمكن الإسرائيليون من اختراقها واكتشاف تحركاتهم. اعتقاد زائف هذا الأسبوع، أظهرت الاستخبارات الإسرائيلية لحزب الله وللعالم أن حتى أبسط التكنولوجيا الاستهلاكية لم تعد آمنة في عصر الحرب المتقدمة.
فقد انفجرت أجهزة استدعاء يستخدمها مئات من أعضاء حزب الله، الثلاثاء، في وقت متزامن تقريبا في أجزاء من لبنان وسوريا، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصاً وإصابة أكثر من 2700 آخرين.
وفي اليوم التالي، قُتل عشرون آخرون وجُرح المئات عندما انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية في لبنان بشكل غامض.
ويُعتقد أن العديد من القتلى والجرحى كانوا من أعضاء حزب الله، رغم وجود ضحايا مدنيين بينهم، وفقاً لتقارير في وسائل الإعلام اللبنانية.

UN pleads against further violence after Israeli strike kills top Hezbollah leader https://t.co/X7VBoM9XzM

— The Guardian (@guardian) September 21, 2024 ولم تتكشف بعد تفاصيل العملية التي نفذتها الاستخبارات الإسرائيلية، والتي قيل إنها استغرقت 15 عاماً.
ويعتقد بعض التقارير أن الاستخبارات الإسرائيلية أنشأت شركة وهمية في بودابست بهدف صريح يتمثل في بيع أجهزة النداء المحملة بالمتفجرات لحزب الله، بعد أن تنبأت بشكل صحيح بأن الجماعة المسلحة سوف تبحث عنها.
وقال خبراء لنيوزويك إن العملية المنسقة تؤكد على التحول العالمي في ديناميكيات ساحة المعركة، حيث تفسح التكتيكات التقليدية المجال بشكل متزايد لتقنيات متقدمة مثل الأجهزة المتفجرة وطائرات بدون طيار انتحارية تعمل بالذكاء الاصطناعي - والتي غالباً ما تستفيد من الإلكترونيات الاستهلاكية المتاحة بسهولة عبر الإنترنت. ساحة المعركة الجديدة يشير الكاتب إلى أن تركيز الدول الآن يعتمد على شل الأنظمة الرقمية والإلكترونية لأعدائها بدلاً من الاعتماد فقط على التكتيكات العسكرية التقليدية.
ويقول محلل الدفاع حمزة عطار إن الحرب الحديثة تبتعد عن ساحات المعارك التقليدية، وتتجه نحو العمليات السيبرانية والسرية.
ويضيف عطار لمجلة نيوزويك: "تدفع إسرائيل حزب الله إلى الزاوية، وتثبت أنه غير قادر حتى على تأمين عملياته، وفي حين يُعرف حزب الله بوعيه السيبراني، فإن هذا الوضع يرسل رسالة معاكسة إلى أنصاره".
ويكمل، "في لبنان، حيث أدت أزمة الكهرباء إلى الاعتماد على الأجهزة التي تعمل بالبطاريات، أصبح الناس الآن أكثر حذراً من أي وقت مضى."
وأكد عطار على الضعف المتزايد الذي تعانيه البنية التحتية المدنية في مواجهة الهجمات الإلكترونية المتطورة بشكل متزايد.
وحذر من أن الهجوم الإلكتروني المتقدم والمنسق على السيارات أو الطائرات قد يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة في غضون ثوان، حيث أصبحت هذه الأنظمة متكاملة بشكل متزايد مع أدوات التحكم الرقمية التي يمكن اختراقها.

Hezbollah device explosions: The unanswered questions https://t.co/YzxnW3gCLv

— BBC News (World) (@BBCWorld) September 20, 2024 ويواصل: "إذا تمكن القراصنة من اختراق أنظمة الطائرات، فسنواجه كارثة عالمية، حيث ستسقط الطائرات من السماء، إنها فكرة مخيفة، ولكن بصفتي باحثاً، كنت أتوقع حدوث هذا منذ فترة طويلة".
ويضيف: "مع انتشار الأجهزة المحمولة والرقائق في كل مكان، أصبحت احتمالات الهجوم أكبر بكثير من الدفاع." مشكلة سلسلة التوريد ومع تعرض خطوط إمداد حزب الله للخطر وشكوك حول معداته الإلكترونية، سلط الهجوم الذي وقع هذا الأسبوع الضوء على نقطة ضعف رئيسية في الحرب الحديثة: الاعتماد على سلاسل إمداد عالمية طويلة ومترابطة بشكل فضفاض.
ويعني هذا التعقيد المتزايد مشاركة المزيد من الكيانات في سلاسل الإمداد عبر المزيد من المواقع، مما يجعل الرقابة والمساءلة أكثر صعوبة.
وفي الهجوم على أجهزة النداء، يبدو أن هذه الأجهزة جاءت من شركة تايوانية، رغم أنها قالت إن أجهزة النداء صُنعت في الواقع من قبل مقاول فرعي مجري مرخص لاستخدام علامتها التجارية.
وقال بروس شناير، وهو خبير تقني أمني مشهور تشمل أعماله إيجاد ثغرات في ما يسميه "مسرح الأمن" في المطارات الأمريكية بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) إن "فكرة إمكانية اعتراض الأشياء والتلاعب بها أصبحت معروفة الآن".

وأضاف أنه "ليس من المستغرب أيضاً أن يشتري حزب الله أجهزة استدعاء من شركة مجرية لها مورد تايواني، فهذه السلسلة الدولية من التوريد تخلق نقاط ضعف".
في حين أن المخاوف من أن الصين قد تحول الدراجات الإلكترونية أو البنية الأساسية للهواتف المحمولة إلى أسلحة لا أساس لها من الصحة إلى حد كبير، فإن الكثير من شبكات بيانات الجيل الخامس المتقدمة اليوم أصبحت "محددة بالبرمجيات" بشكل متزايد.
وقد أدت المخاوف من تحديثات البرامج الضارة إلى قيام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بحظر بيع واستيراد معدات الاتصالات من شركات التكنولوجيا الصينية مثل هواوي قبل سنوات.

بالنسبة لشناير، في حين أن هذه التكتيكات ليست جديدة - فهو يستشهد باغتيال الموساد عام 1998 ليحيى عياش، كبير صانعي القنابل في حماس، باستخدام هاتف محمول متفجر - إلا أنه يعتقد أن السيناريو الحالي يمثل تصعيداً في كيفية تطبيق هذه الأساليب، مما يثير أسئلة أوسع نطاقاً لخبراء الأمن العالميين.
ويتساءل شناير: "إن دولاً مثل الصين قد تقوم بزرع أفخاخ في معدات الشبكات، ليس لتفجيرها، بل للتنصت، ولكن ماذا يعني هذا بالنسبة للمخاوف الأمنية؟ هل سيُسمح لنا بحمل الهواتف المحمولة على متن الطائرات؟".
ومع تزايد هذه المخاوف، بدأت السلطات في اتخاذ الإجراءات اللازمة.
ففي يوم الخميس، حظر المسؤولون اللبنانيون أجهزة الاتصال اللاسلكي وأجهزة النداء على الرحلات الجوية القادمة من بيروت، وفقاً لوكالة الأنباء الوطنية التي تديرها الدولة.
وعلى نحو مماثل، أصدرت شركات الطيران مثل لوفتهانزا تعليمات للركاب بالإبلاغ عن أي هواتف ساخنة إلى طاقم الطائرة على الفور.
قد يعيد هذا إلى الأذهان كارثة سامسونغ غالاكسي نوت 7، حيث أدت البطاريات المعيبة إلى ارتفاع درجة حرارة بعض هذه الهواتف الذكية وحتى انفجارها في عام 2016.
ولكن الآن لم يعد القلق يتعلق بانفجار البطارية فحسب، بل يتعلق باحتمال قيام شخص ما بتفخيخ جهاز ثم تشغيله ليفجر عن بعد. الحرب السيبرانية المتطورة إن العملية الاستخباراتية الإسرائيلية الأخيرة ضد حزب الله ليست سوى أحدث مثال على كيفية إعادة تشكيل تكنولوجيا الطائرات المسيرة لساحة المعركة.
في عام 2020، استخدمت إسرائيل روبوتاً مدعوماً بالذكاء الاصطناعي، يتم التحكم فيه عن بعد عبر الأقمار الصناعية، لاغتيال أكبر عالم نووي في إيران.
كما استخدمت إسرائيل وحلفاؤها الحرب الإلكترونية لتعطيل جهود التطوير النووي الإيرانية.
وقد أثار التكامل السريع للذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة أوجه تشابه مع تطوير الأسلحة النووية، حيث وصف بعض الخبراء هذه اللحظة بأنها "لحظة أوبنهايمر" للذكاء الاصطناعي. فالطائرات بدون طيار ذاتية التشغيل، بما في ذلك تلك التي طورتها إسرائيل، أصبحت قادرة بشكل متزايد على العمل بأقل قدر من التدخل البشري، ومسح الأعداء وإطلاق ضربات دقيقة دون سيطرة مباشرة من المشغل.
كانت الحرب السيبرانية واضحة بشكل خاص في الحرب الدائرة في أوكرانيا مع روسيا، حيث وفرت أرض اختبار حقيقية لتكنولوجيا الطائرات بدون طيار.
استخدمت القوات الأوكرانية الطائرات بدون طيار على نطاق واسع للتعويض عن التفوق الجوي الروسي، باستخدام مسيرات انتحارية، كما استخدمت روسيا جيشا من الطائرات بدون طيار على الخطوط الأمامية.

وبعيداً عن تطبيقاتها العسكرية المباشرة، تمثل المسيّرات تحولاً في الاستراتيجية الأوسع للجيوش الحديثة.
فهي توفر إمكانية تنفيذ عمليات أقل تكلفة وأكثر تأثيراً ويمكن التحكم فيها عن بعد، مما يقلل من المخاطر التي يتعرض لها الجنود البشريون مع السماح لهم في الوقت نفسه بتوجيه ضربات عميقة إلى أراضي العدو.
بطبيعة الحال، يعتمد هذا التخفيض في المخاطر التي تهدد حياة البشر على المكان الذي تجلس فيه. مقاطع حقيقية ففي موقع "إكس" المنصة الاجتماعية غير الخاضعة للرقابة إلى حد كبير والتي يملكها إيلون ماسك، يكشف بحث سريع عن عدد لا يحصى من مقاطع الفيديو التي تظهر طائرات بدون طيار أوكرانية مسلحة تصطاد وتقتل جنوداً روساً من الأعلى.

Eastern Ukraine, a Ukrainian drone drops molten thermite on a Russian-held treeline, setting it ablaze. pic.twitter.com/LWKDj3NGpz

— OSINTtechnical (@Osinttechnical) September 2, 2024 تمنح المقاطع المشاهد إحساساً بأنك داخل لعبة فيديو، لكنها حقيقية.
وعلى نحو مماثل، استخدمت حماس في غزة طائرات بدون طيار زودتها بها إيران لإسقاط قنابل يدوية على الدبابات الإسرائيلية، وتدميرها من الأعلى بأقل تكلفة.
إن المخاوف بشأن الأضرار الجانبية وإمكانية المراقبة الجماعية تلوح في الأفق، ناهيك عن المناقشات الأخلاقية حول انتشار الحرب المستقلة.
ويخشى الاستراتيجيون العسكريون والمدافعون عن حقوق الإنسان أن يؤدي الاعتماد المتزايد على أنظمة الأسلحة المستقلة بالفعل إلى تقليص الإشراف البشري في قرارات الحياة والموت - وهو الوضع الذي ينضج للإساءة وسوء التقدير، كما رأينا في هجوم هذا الأسبوع.
"إن العديد من القتلى في لبنان لم يكونوا من مقاتلي حزب الله، بل كانوا من المدنيين"، وفقاً لقول المحلل العسكري عطار.
وتابع: "وحتى لو كان أحدهم من المسلحين، وإذا لم يكن مسلحاً وكان مع أسرته، فلا ينبغي اعتباره مقاتلاً في تلك اللحظة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان الطائرات بدون طیار أجهزة النداء بشکل متزاید حزب الله

إقرأ أيضاً:

"هجوم بيجر".. بين القوة التقنية الإسرائيلية والضباب الاستراتيجي

في غزة ولبنان وإيران، أظهرت إسرائيل أنها قادرة على القيام بأعمال تجسس غير عادية، لكنها تكافح من أجل تحديد أهداف طويلة الأجل، وفقاً لمحللين إسرائيليين وشخصيات عامة تحدثوا لصحيفة "نيويورك تايمز".

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن التناقض بين براعة هجمات إسرائيل الأخيرة التي استهدفت عناصر حزب الله وعدم اليقين بشأن استراتيجيتها طويلة الأجل في لبنان هو أحدث مثال على هشاشة الحكم الإسرائيلي، وفقاً لشخصيات عامة ومحللين إسرائيليين.

Like so many of Israel’s actions, the pager attack was a tactical success—but its strategic consequences remain to be seen. Economist https://t.co/PkJ5nzAfXq

— Aniq Naji (@aniqnaji) September 18, 2024 فشل استراتيجي

تبدو إسرائيل قوية من الناحية التكنولوجية، لكنها ضائعة استراتيجياً، إذ إنها قادرة على القيام بأعمال تجسس غير عادية، فضلاً عن تعبيرات قوية عن القوة العسكرية، لكنها تكافح لربط هذه الجهود بأهداف دبلوماسية وجيوسياسية طويلة الأجل.

وقال إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: "نرى تطور العقول التكنولوجية لإسرائيل وفي الوقت نفسه الفشل التام للقيادة السياسية في تنفيذ أي تحركات ناتجة".

وأضاف أولمرت: "إنهم منشغلون ومهووسون بمخاوفهم لدرجة أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء على أساس استراتيجي أوسع".

وتشير الصحيفة، إلى أن على الرغم من تسلل أجهزة الأمن الإسرائيلية إلى شبكات الاتصالات التابعة لحزب الله وقامت بتخريبها بتفجير أجهزة الاستدعاء وأجهزة لاسلكية أخرى هذا الأسبوع، لكن القيادة الإسرائيلية تبدو غير متأكدة من كيفية احتواء الجماعة على المدى الطويل.

وقامت إسرائيل بعدة مهام واغتيالات سرية داخل إيران، كان آخرها زعيم حماس إسماعيل هنية من خلال التسلل إلى دار ضيافة تحميها المؤسسة الأمنية الإيرانية. وفي الوقت نفسه، تجنبت تقديم التنازلات السياسية اللازمة لإقامة تحالفات رسمية مع معظم خصوم إيران في المنطقة.

Analysis | Hezbollah vows revenge for the deaths of over two dozen members in recent attacks, promising a response that Israel cannot anticipate.

Written by @sfrantzman https://t.co/0PhYkufaOP

— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) September 19, 2024 حملة عسكرية بطيئة

وأطلقت قوات الكوماندوز التابعة لها سراح عدة رهائن من الأسر من خلال عمليات خاصة معقدة، حتى في الوقت الذي فشل فيه سياسيوها في التوصل إلى اتفاق أوسع لإنقاذ أكثر من 100 آخرين ما زالوا محتجزين في غزة. وبينما قصفت القوات الجوية الإسرائيلية الرائدة عالمياً غزة، ودمرت الكثير من النسيج الحضري في القطاع وقتلت كبار قادة حماس مثل محمد ضيف،

وحتى الآن، لم تصدر الحكومة الإسرائيلية خطة مفصلة وقابلة للتطبيق لمستقبل غزة بعد الحرب.

والنتيجة هي حملة عسكرية بطيئة ومتكررة في غزة يقوم فيها الجنود الإسرائيليون بشكل متكرر بالاستيلاء على جيوب الأرض نفسها ثم الانسحاب منها، دون تفويض إما بالتمسك بالأرض أو الشروع في نقل السلطة إلى قيادة فلسطينية مختلفة.

وجاءت حملات إسرائيل بتكلفة باهظة من خلال قتل عشرات الآلاف من المدنيين في غزة بالإضافة إلى عدة مئات من اللبنانيين في ضرباتها على المقاتلين التابعين لحزب الله، وأثارت بذلك غضباً دولياً، ووجهت اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية وشوهت مكانتها العالمية دون تدمير حماس بشكل قاطع، ناهيك عن حزب الله.

بالنسبة للبعض، فإن الضبابية في استراتيجية إسرائيل مستمدة جزئياً من صدمة هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، إذ كان الهجوم هو أكثر الأيام دموية في تاريخ إسرائيل وربما ترك قادة إسرائيل يسعون لتحقيق انتصارات قصيرة الأجل للتكفير عن هفواتهم في ذلك اليوم، على حساب التخطيط طويل الأجل لمستقبل إسرائيل.

Israel planted explosives in pagers sold to Hezbollah, officials say https://t.co/1pE0ZPaKdC

— The Boston Globe (@BostonGlobe) September 18, 2024

ومع صدمة العديد من الإسرائيليين جراء الهجوم، يخاطر قادتهم بفقدان شعبيتهم وتشويه إرثهم من خلال الترويج لتسويات مثيرة للجدل لإنهاء حروب إسرائيل المختلفة.

مخاطر سياسية

وقال السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن إيتامار رابينوفيتش: "يمكن تحقيق نجاحات تكتيكية من قبل محترفين، لكن يجب تحقيق إنجازات واسعة النطاق من قبل القادة.. يجب أن يكونوا قادرين على مخالفة التيار، واتخاذ قرارات غير شعبية ومخاطر سياسية".

بالنسبة لبنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يجب إعطاء الأولوية لأمن إسرائيل بأي ثمن، ويجب تشويه سمعة حماس وحزب الله بشكل كامل لاستعادة الشعور بالردع والمناعة الذي فقدته إسرائيل في هجوم حماس قبل التوصل إلى تنازلات دبلوماسية.

لكن بالنسبة لمنتقدي نتانياهو، لا يمكن تحقيق الأمن الحقيقي بدون رؤية دبلوماسية يمكن أن يقبلها حلفاء إسرائيل وحلفاؤها المحتملون، فهم يجادلون بأن العمليات الإسرائيلية الناجحة ضد حماس وحزب الله وإيران لن يكون لها تأثير محدود على المدى الطويل إلا إذا ظلوا منفصلين عن استراتيجية وطنية متماسكة.

U.S. warns Netanyahu against starting a war in Lebanon https://t.co/HhYksgHdjC

— Axios (@axios) September 16, 2024

ووفقاً لمعارضيه، سمح نتانياهو للاعتبارات السياسية وخاصة حاجته لمنع انهيار حكومته الائتلافية الهشة، أن تحل محل القرارات الاستراتيجية التي يعارضها حلفائه في الائتلاف.

وتعتمد قبضة نتانياهو على السلطة على مجموعة من المشرعين اليمينيين المتطرفين الذين يعارضون أنواع التسويات اللازمة للوصول إلى نهاية اللعبة في غزة ولبنان.

Israel expands war goals to include return of residents near border with Lebanon https://t.co/qoGP9ILfAi

— The Guardian (@guardian) September 17, 2024 تحركات غير حاسمة

وهدد هؤلاء المشرعون بانهيار ائتلاف نتانياهو إذا وافق على هدنة في غزة تترك حماس في السلطة. كما يعارضون خطط تسليم السلطة إلى الخصم الفلسطيني الرئيسي لحركة حماس، فتح.

في المقابل، أدت المواجهة في غزة إلى تمديد الحرب على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث يقول حزب الله إنه سيواصل القتال حتى يتم التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس.

وقال نداف شتراوتشلر، وهو استراتيجي سياسي ومستشار سابق لنتانياهو: "على الرغم من أن هذه خطوات تكتيكية، إلا أنها جزء من خطة أكبر"، بعد أشهر من الصراع على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

بالنسبة للآخرين، لا تزال التحركات تبدو غير حاسمة، ولا تصل إلى حد النهاية الحاسمة للمأزق من خلال القوة أو الدبلوماسية. من ناحية، تجنب نتانياهو الأمر بغزو بري للبنان. ومن ناحية أخرى، رفض هدنة في غزة يمكن أن تنهي حرب لبنان من خلال الوساطة.

Israel’s double-punch humiliation of Hezbollah is a dance on the edge of an abyss https://t.co/fFTbp4XrkK

— Guardian Australia (@GuardianAus) September 18, 2024

وبالنسبة لأولمرت، رئيس الوزراء السابق، فإن افتقار إسرائيل للاستراتيجية يمتد إلى ما هو أبعد من نتانياهو.

وقال أولمرت إن المشكلة متجذرة في إحجام المجتمع الإسرائيلي ومؤسسته عن معالجة معضلة داخل إسرائيل أو حتى الاعتراف بها في بعض الأحيان، وهي: مسألة السيادة.

مقالات مشابهة

  • بعد تفجير أجهزة الإتّصالات... هل يكون ردّ حزب الله إعلان حربٍ؟
  • أخطر من الـ تي إن تي… ما هي المادة التي زرعت في الـ”بيجر”؟
  • "هجوم بيجر".. بين القوة التقنية الإسرائيلية والضباب الاستراتيجي
  • تفجيرات “البيجر” واللاسلكي الإرهابية.. من الذي يجب أن يقلق؟
  • لماذا فجّرت إسرائيل أجهزة” البيجر”؟ وماهو القادم ؟
  • لماذا فجّرت إسرائيل أجهزة” البيجر”؟وماهو القادم ؟
  • “هجوم ينتهك القانون الدولي”.. نائبة أمريكية تطالب بالتحقيق بدور بلادها في هجوم الـ”بيجر” في لبنان
  • أول تعليق من نتنياهو بعد أحداث لبنان وتفجيرات “بيجر”
  • هجوم سيبراني جديد.. ما أجهزة “الووكي توكي” التي انفجرت في لبنان؟