زياد ابحيص يكتب .. جبهة الإسناد وخيارات المقاومة في لبنان
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
#سواليف
كتب … #زياد_ابحيص
كشفت #الضربات المتتالية التي وجهها #الاحتلال ضد #المقاومة_اللبنانية عن خطة معدة مسبقاً قائمة على #اختراق عميق وبحثٍ عن عناصر المفاجأة التكتيكية أمام غياب إمكانية المفاجأة الاستراتيجية في ظل #الحرب التي فتحتها المقاومة أصلاً من #جبهة_لبنان منذ الثامن من أكتوبر 2023، وهذا يدفع بالضرورة لمحاولة فهم الهدف الصهيوني والأمريكي من هذا التصعيد، ويمكن هنا أن يقرأ هدفان أساسيان وهدف ثانوي:
الهدف الأول: وهو هدف الحد الأدنى، هو إجبار المقاومة على الخروج من الحرب وترك غزة والضفة الغربية لوحدهما في المشهد، بما يسمح بالتخلص من حالة الاستنزاف التي تشكلها والتفرغ للحسم على جبهتي الضفة الغربية وغزة، وهذا الهدف عبر عنه الصهاينة علناً بعد ضربة البيجر الأولى، ونقله الأمريكان للأطراف اللبنانية صراحة، وهو ما يرجح أنه ليس الهدف الحقيقي للتحرك العسكري الحالي، فمختلف الأطراف تدرك أن حرب المقاومة قائمة على منع الطرف الآخر من تحقيق أهدافه، وهو ما يجعل إعلان هذه الأهداف كفيلاً بإفشالها، وهو ما تم بالفعل في خطاب أمين عام حزب الله بإعلان قطعي بعد هذه الضربات بأن جبهة الإسناد اللبنانية لن تخرج من الحرب قبل الوصول لوقف العدوان على غزة.
الهدف الثاني: الذهاب نحو حرب يتحكم الاحتلال فيها بسلم التصعيد، بما يفقد المقاومة المبادرة، ويجرها إلى توسيع الحرب في ظل حالة من الضغط وفقدان المباغتة التكتيكية وفي ظل خرق الأمني لم يغلق أبوابه ولم تعالج آثاره، وبالتالي يجعل الاحتلال هو المتحكم بوقائع الحرب بشكلٍ يذهب بها إلى الحرب الشاملة السريعة، وهو ما سيضطر المقاومة اللبنانية في المحصلة للخروج من الجبهة بناء على وقائع حربها وبعيداً عن ما يحصل على جبهة قطاع غزة.
الهدف الثالث: هو تحقيق صورة النصر التي لم يتمكن الاحتلال من تحقيقها في غزة، وقد حصل عليها خمس مراتٍ حتى الآن في اغتيال الشهداء إسماعيل هنية وفؤاد شكر ثم في عملية البيجر واللاسلكي وأخيراً بعملية اغتيال قيادة فرقة الرضوان، غير أن هذا الهدف حتى يتحقق يتطلب القدرة على استدامته على جميع الجبهات باعتباره مشهد النهاية، ومع غياب هذه الإمكانية فإن هذا الهدف لا يغدو عن كونه تحقيق إنجازات معنوية مؤقتة، ويجعل الهدفين الأول والثاني هما المتعلقان بمصير الحرب.
انطلاقاً من ذلك يمكن القول بأن هدف العمليات الصهيونية المتتالية هو أن تجبر المقاومة اللبنانية على الخروج من المعركة إما بالردع أو بالحسم، وبما أنها قد يئست من إمكانية إخراجها من المعركة بالردع فقد اتخذته هدفاً تضليلياً معلناً لكنها في الغالب ذاهبة نحو محاولة إخراجه من المعركة بالحسم، أي بتصعيد كبير في الحرب يجبر جبهة لبنان على أن تنتهي بحساباتها لا بحسابات جبهة غزة.
في مقابل ذلك يواجه حزب الله ومن حوله من قوى المـ.ـقـ.ـاومة في لبنان تحدياً ثلاثياً: أولاُ في إدارة المعركة بما يحافظ على وحدة الساحات ويمنع إخراجها من المعركة إلا بوقف تام للعدوان الصهيوني على جبهة غزة باعتبارها قلب هذه الحرب، والثاني هو في التقدير الحقيقي لحجم الاختراق الأمني الصهيوني وتداعياته والعمل الحازم والمتأني على إغلاق بابه ومعالجة تداعياته لأنه مكن الصهاينة حتى الآن من اغتيال نخبة الصف الأول من القيادة وجزءاً من القيادات الصف الثالث الميدانية وصلاً إلى 400 عنصر تقريباً، علاوة عن محاولة هز الثقة وفرض انهيار إدراكي على المـ.ـقـ.ـاومة بضربات مباغتة كبيرة ومتتالية، والتحدي الثالث يكمن في توجيه ضربات تستعيد المبادرة والتوازن لكنها لا تسمح بنقل زمام المبادرة للاحتلال بما يجعله متحكماً في سلم التصعيد.
لا شك أن التحدي الثاني المتعلق بالاختراق الأمني هو التحدي المفاجئ والأكثر خطراً وإلحاحاً لمعالجته في المرحلة الحالية، لكن التحدي النهائي للحرب هو الأول: أن لا تخرج جبهات الإسناد من الحرب إلا بوقف شامل للعدوان عن غزة وعلى مبدأ وحدة الساحات، وهو المحك الفعلي لإحباط الإرادة الصهيونية والأمريكية ولتكريس معادلة استراتيجية جديدة في المنطقة. انطلاقاً من ذلك، يمكن تصور الاحتمالات التالية أمام المقاومة اللبنانية:
الاحتمال الأول: الذهاب نحو الحرب الشاملة وهو خيار إن وقع الآن فإنه يأتي في أسوأ الظروف منذ بداية الحرب، إذ أنه يأتي بعد تفرغ الاحتلال النسبي من جبهة غزة، وبعد ضربات كبيرة متتالية من الاحتلال وفي ظل اختراق أمني لم يجري تقدير حجمه ومعالجته بما يسمح عملياً بالاستفادة القصوى من تبعاته، ورغم أن هذا الخيار ربما يكون الأجدى في ظروفٍ أخرى، فإن منطق الحرب يفرض استبعاده في هذه المرحلة مهما كان حجم الضغوط الصهيونية والأمريكية للذهاب إليه.
الاحتمال الثاني: المحافظة على الوتيرة السابقة لجبهة الإسناد: أي بعمق متوسطه 15 كم يتجاوز إلى 20 كم أحياناً مع التركيز على المواقع العسكرية والتجهيزات التجسسية لتحقيق عمىً نسبي لدى الجيش الصهيوني مع الحفاظ على حجم التهجير الحالي الذي يعترف الاحتلال أنه في حدود 60 ألف مستوطن مهجر مع أن التقديرات الصحفية أن عدد المستوطنين المهجرين يصل إلى 100 ألفاً، وهذا الخيار قد يكون أسلم أمنياً لكنه سيعبر عن ضعف ويغري الاحتلال بالتصعيد كما أنه سيزيد من إحباط حاضنة المـ.ـقـ.ـاومة ومن التشكيك في جدوى جبهة الإسناد اللبنانية وهو تشكيك قائم أصلاً، بعضه ينطلق من نقاشٍ موضوعي ومعظمه يندفع من ثأر داخلي أو من أجندة دول التطبيع العربي.
الاحتمال الثالث: التصعيد النسبي بتوسيع نطاق النار والتهجير لكن بما يحافظ على طبيعة جبهة الإسناد ويمنع الانجرار للحرب الشاملة قبل إغلاق مصادر الاختراق ومعالجة آثار الاختراق على كل المستويات، وهو الخيار الأكثر ملاءمة مع طبيعة التحديات المركبة التي تواجهها المقاومة اللبنانية.
الاحتمال الرابع: البحث عن أبواب ردود نوعية مؤلمة، وهنا أمام المقاومة احتمالات متعددة لتحقيق فكرة الضربات النوعية، بدءاً من ضرب الأهداف العسكرية العاملة بما يخرجها من الخدمة ويضعف قدرة الصهاينة على توظيفها في العدوان الشامل على لبنان، والذي يبدو أن قرار الاحتلال به قد اتخذ لكن ظروف الجبهة تؤجله حتى الآن، وبالذات بالمس بالقواعد الجوية وإمكانات الأسطول البحري الصهيوني، أو بضربات أمنية ضد شخصيات كبرى وهي عمليات تحقق أهدافاً نفسية لكن إمكانيتها قد تكون متعذرة، أو بالذهاب لضرب الأهداف شبه العسكرية مثل منشآت التصنيع العسكري الصهيونية.
في الخلاصة، أمام هذه القراءة فإن الخيار الأجدى للمقاومة في لبنان ربما يكون مزيجاً بين الاحتمالين الثالث والرابع: بتوسيع جبهة الإسناد بما يزيد دائرة التأثير والتهجير ويتجنب الانجرار للحرب الشاملة في الظرف الحالي، مع عمل دؤوبٍ ومتأنٍّ على إغلاق الخرق الأمني ومعالجة آثاره على كل المستويات، والمبادرة إلى ردودٍ نوعية تحقق التكافؤ وتستعيد المبادرة وتمس على المدى البعيد بقدرة الجيش الصهيوني على شن عدوان شامل على لبنان باتت سحبه تتراكم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف زياد ابحيص الضربات الاحتلال المقاومة اللبنانية اختراق الحرب جبهة لبنان المقاومة اللبنانیة جبهة الإسناد من المعرکة وهو ما
إقرأ أيضاً:
الحرب بالنقاط
حاتم الطائي
◄ المقاومة الفلسطينية أثبتت شجاعةً وصمودًا سيسجلهما التاريخ إلى الأبد
◄ لا يجب أن يتسلل اليأس إلى النفوس.. لأنَّ نصر الله قريب
◄ نحن أمام حرب تاريخية بين الحق والباطل.. والمُقاومة حققت انتصارًا استراتيجيًا
ربما لم يشهد التاريخ معركةً بين الحق والباطل، أوضح وأكثر جلاءً من معركة "طوفان الأقصى" التاريخية، بين حق الشعب الفلسطيني في المُقاومة والعيش على أرضه مُعززًا مُكرَّمًا، وبين باطل الصهيونية الإجرامية، التي تُنفذ أبشع حرب إبادة في تاريخنا المُعاصر، في ظل آلة القتل والدمار التي لا تتوقف بدعم أمريكي لا محدود، وخذلان إقليمي وعالمي مُؤسف.
المشاهد الدامية التي تُمزِّق قلوبنا منذ أكثر من سنة وشهرين، تُؤكد أننا أمام عدو بربري غاشم، يتعمَّد إبادة الشعب الفلسطيني، بهدف تصفية القضية وتنفيذ مخططه الإجرامي الذي بدأه قبل 76 عامًا، والاستيلاء على كامل التراب الفلسطيني وتوسيع كيانه الغاصب فيما يُعرف باسم "إسرائيل الكبرى". لكن المُقاومة الفلسطينية الشجاعة تقف لهذا العدو بالمرصاد، فبعد أن بادرت بمعركة "طوفان الأقصى" ونجاحها في اختراق صفوف العدو وأسر عدد كبير من الإسرائيليين، واصلت المقاومة- وعلى رأسها "كتائب القسام"- عملياتها من أجل صد العدوان ودحر العدو وتكبيده خسائر باهظة في الأرواح والعتاد والعُدة. ورغم عدم التكافؤ بين جيش إرهابي مُجرم يتلقى الدعم والتسليح من الولايات المتحدة، وبين المقاومة الفلسطينية التي تعتمد على جهودها الذاتية في التسليح بأبسط الإمكانيات والأدوات، وعلى رجالها المُخلصين المستعدين للتضحية بأرواحهم في سبيل تحرير الأرض، إلّا أنَّ المعارك لم تتوقف، والعمليات النوعية مُستمرة، والأرقام والإحصائيات تُبرهن على أنَّ المقاوِم الفلسطيني صامد في الميدان بعد 442 يومًا من العدوان.
وهذا يدفعنا للتساؤل: هل خسرنا المعركة؟ هل المقاومة مُهددة بالاندثار كما يظن البعض؟
نقول للجميع، إنِّه لا ينبغي أن يتسلل اليأس إلى نفوسنا، وأن نظل مُتمسكين بما تحقق من نصر استراتيجي على عدو خسيس جبان، وأن كُل ما استطاع تحقيقه بمشقّة وصعوبة، لا يعدو كونها تحولات تكتيكية لصالحه، لكنها ليست نصرًا ولن تكون، فأيُّ نصر يتحقق دون إنجاز الأهداف المُعلنة؟ وأي انتصار مزعوم يُمكن أن يدعيه العدو بينما لم يتمكن من تحرير أسير واحد حيّاً أو إجبار الشعب الفلسطيني على التهجير من أرضه؟
نعم، المُقاومة خسرت كثيرًا، وهذه طبيعة المعارك التاريخية. نعم المقاومة فقدت كبار قادتها؛ سواءً في جبهة غزة العزة أو لبنان الصمود؛ وعلى رأسهم القائد إسماعيل هنية وصالح العاروري، ويحيى السنوار، وفي لبنان: الشهيد السيد حسن نصر الله زعيم حزب الله، والقيادي فؤاد شكر (الحاج محسن)، وإبراهيم عقيل، وإبراهيم قبيسي، وعلي كركي (مهندس الاستراتيجية العسكرية لحزب الله)، ونبيل قاووق، وغيرهم الكثير من الشهداء الذين سيُخلِّدهم التاريخ في صفحات البطولة والمُقاومة والشجاعة والعزة.
لذلك لا ينبغي أبدًا لكل مُؤمن بعدالة القضية أن يُعاني اليأس أو الإحباط، فهذا الدمار الهائل وذلك القتل المُمنهج والتصفيات الإجرامية للقادة التاريخيين للمقاومة، ليست سوى "رقصة المذبوح" لعدو تجرّع كؤوس الألم بكل مرارة، ويدعي زورًا وبهتانًا أنَّه انتصر!!
هذه حرب تاريخية بين الحق والباطل، وستظل مُستمرة لسنوات وعقود حتى تحين الضربة القاضية، ولن تحسمها معركة واحدة أو اثنتان؛ إنها حرب بالنقاط، وقد أحرزت المُقاومة الفلسطينية نقاطًا عدة، مكّنتها من تحقيق نتائج مُبهرة لم نكن يومًا نحلم بها؛ فلأول مرة تتوحد ساحات المُقاومة في لحظة تاريخية كُتبت فيها "ملحمة وحدة الساحات"، وانهالت الصواريخ والقذائف على عمق الكيان، من كل حدب وصوب، من غزة ومن لبنان ومن إيران ومن اليمن ومن العراق، وقد تحولت دولة الاحتلال إلى أكبر ملجأ تحت الأرض في العالم، يختبئ فيه في لحظة واحدة نحو 4 ملايين إسرائيلي.
لأوَّل مرة تبدأ الهجرة المُعاكسة؛ حيث فرَّت أعداد كبيرة من الصهاينة إلى خارج حدود دولة الاحتلال، ليعودوا من حيث جاءوا، وليتأكد العالم أجمع أن دولة الاحتلال الصهيوني ليست سوى مقر لمُتشردي العالم وليست ليهود العالم.
لأول مرة يُشاهد العالم أجمع حرب إبادة على الهواء مُباشرة، وعبر شاشات التلفزة ومنصات التواصل الاجتماعي.. ولأول مرة يخرج عشرات الملايين من البشر حول العالم للتنديد بجرائم الصهيونية تجاه الشعب الفلسطيني، وتسقط التهم الزائفة بما يُسمى بـ"معاداة السامية"، ويتكشف للجميع مدى عدوانية وبربرية وهمجية هذا العدو المُجرم.
لأوَّل مرة يُحاكم قادة إسرائيل المُجرمين أمام أكبر محكمتين في العالم: المحكمة الجنائية الدولية (المعروفة باسم محكمة جرائم الحرب)، ومحكمة العدل الدولية، وكلتاهما تحققان في تنفيذ إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاك القانون الدولي الإنساني.
لأول مرة في تاريخ هذا الكيان البغيض، يصدر أمر اعتقال دولي بحق رئيس وزرائه المُجرم عتيد الإجرام بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت، ويصبحان منبوذين ومذعورين من الخروج من كيانهما الغاصب، خشية الاعتقال.
لأول مرة تنهار على أيدي المُقاومة، أسطورةُ الردع، وتتحطم مزاعم "الجيش الذي لا يُقهر"، ولم تفلح أي منظومة دفاع جوي في صد صواريخ المقاومة التي كانت- وما زالت- عليهم مثل الطير الأبابيل، فتُشعل النيران فيهم وتُجبرهم على الفرار إلى الملاجئ.
لا يجب أن ييأس أحدُنا لما يُصيب المقاومة من خسائر مؤقتة؛ إذ إنَّ اختلال موازين القوى في هذا العالم يمنح العدو أفضلية نسبية بفضل استحواذه على أحدث التقنيات والأسلحة، لكن أصحاب القضية في المقابل يُسجلون النقاط العظيمة واحدة تلو الأخرى، حتى تتحرر فلسطين الأبيّة.
لن تذهب دماء الشهداء الزكية سُدى، لأننا أمة تؤمن بأن "نصر الله قريب"، ويكفينا عزة وفخرًا أن هذا النصر مقترن بلفظ الجلالة "الله"، ليتأكد لنا حتمية تحقُّقه، خصوصًا وأنه " وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ "، وهذه الآية الكريمة في سورة آل عمران، يجب أن تكون شعارنا دائمًا، وأن نتدبر معانيها في كل مرة نمر عليها، لنتيقن أن النصر آتٍ آتٍ، وما هي إلا مسألة وقت، فهذا وعد الله للمؤمنين، والله لا يُخلف الميعاد.
لقد أثبت الشعب الفلسطيني البطل مدى شجاعته واستبساله واستعداده للفداء والتضحية، ذودًا عن أرضه ووطنه، بينما الصهيوني الجبّان يفر تحت الملاجئ وخارج الحدود، وهنا يكمن الفارق بين صاحب الأرض والمُحتل!
لقد أدرك العالم بأسره، أن إسرائيل كيان غاصب خارج عن القانون الدولي، وقادته مجرمون عُتاة الإجرام ينفذون المذابح واحدة تلو الأخرى بدم بارد، ويواصلون حرب إبادة تستهدف الحرث والنسل.
ولذلك نؤكد أن نهاية إسرائيل قادمة لا محالة، وقريبًا سيزول هذا الورم السرطاني الذي يُعربد في منطقتنا العربية، ويُدنس مقدساتنا الدينية، فالقاتل سيُقتل ولو بعد حين، ويكفي أنَّ أول الذين توقعوا انهيار الكيان وتلاشيه إلى الأبد هم الكُتّاب والمفكرون اليهود، مثل نعوم تشومسكي وألون ميزراحي والمفكر الأمريكي اليهودي جيفري ساكس، وغيرهم كُثُر، لأنه لا يُمكن لدولة توسعية- تمثل آخر بقعة استعمارية في العالم- أن تستمر وسط محيط عربي ومسلم، يناصبها العداء جرّاء كل الجرائم التي ارتكبتها في العديد من الأقطار العربية والإسلامية، أضف إلى ذلك التناحر الداخلي القائم على العنصرية اليهودية (مثل الأشكيناز والسفارديم ويهود الفلاشا) والطائفيّة الدينية (مثل الحاريديم والليبراليين والعلمانيين).
ويبقى القول.. إنَّ "طوفان الأقصى" أسهم في نسف كل وهم ارتبط بالكيان الصهيوني، وأصبح العالم يُدرك تمامًا حجم الظلم والعدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة ودمار شامل، وبات قادة إسرائيل قاب قوسين أو أدنى من السجن، وقد فشلت كل مُخططاتهم لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية.. وعلى الجميع الإيمان بأنَّ المقاومة فكرة ستظل حيَّة في القلوب والعقول، قبل أن تتحول إلى حقيقة على أرض الواقع، وأنَّ الفكرة لا تموت مطلقًا، وأن النصر آتٍ، "وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ". وقد صدق الله العظيم.
رابط مختصر