سرايا - أصدر الجيش الاحتلال الاسرائيلي، السبت، تعليمات جديدة للجبهة الداخلية بمناطق الشمال، تشمل إغلاق الشواطئ وفرض قيود على التجمعات والأنشطة التعليمية.

تأتي هذه الإجراءات في ظل تصعيد كبير من قبل الجيش الإسرائيلي ضد لبنان وحزب الله خلال الأسبوع الجاري، ومخاوف إقليمية من تطور الأمر إلى حرب شاملة.

وقال ناطق الجيش دانيال هاغاري، عبر بيان، إنه تقرر إجراء تغييرات في السياسة الدفاعية لقيادة الجبهة الداخلية بمناطق الجليل الأسفل، والجليل الأعلى، ووسط الجليل، وبعض مستوطنات جولان داروم في شمال إسرائيل.



وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن المنطقة التي حددها هاغاري تمتد من مدينة حيفا حتى الحدود مع لبنان.

وأوضح هاغاري أن هذه التغييرات تشمل تعليمات للجبهة الداخلية بتلك المنطقة، بينها تقييد التجمعات إلى 30 شخصًا كحد أقصى في الأماكن المفتوحة، و300 شخص في المباني المغلقة.

وأضاف أنه يمكن إقامة أنشطة تعليمية في مواقع تتيح الوصول إلى مساحات محمية.

وأشار الناطق العسكري كذلك إلى أن الشواطئ في هذه المناطق ستظل مغلقة أمام الجمهور كجزء من إجراءات الأمن المتبعة.

تتزامن هذه الإجراءات الجديد في ظل "موجة جديدة" من التصعيد الإسرائيلي على لبنان وحزب الله، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع حزب الله "مرحلة جديدة".

ومن أبرز ملامح هذا التصعيد تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 قتيلا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحا، إلى جانب تصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى بالعمق، وأخيرا استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، ما خلف 37 قتيلا و68 جريحا، وفق إحصائية غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة، السبت.

وفي خطاب له الخميس، قال أمين عام حزب الله حسن نصر الله إن أحد أهداف التصعيد الإسرائيلي هو وقف جبهة لبنان عن دعم غزة وإعادة مستوطني الشمال، مؤكدا على أن وقف الحرب على القطاع هو السبيل الوحيد لتحقيق الهدفين.

وتواجه القيادة السياسية في إسرائيل ضغوطا داخلية على خلفية التأخر في إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم بأمان، ما دعاها قبل أيام إلى وضع هذا الأمر على قائمة أهداف الحرب.

وحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

ما خيارات حزب الله بعد التصعيد الإسرائيلي؟ خبراء يجيبون

بيروت- في تطور خطير يعكس تفاقم المواجهة، شنت إسرائيل، مساء أمس الجمعة، غارة جوية واغتالت القائد الكبير لحزب الله إبراهيم عقيل (الحاج عبد القادر) والقائد أحمد وهبي الذي تولى مسؤولية قوة الرضوان حتى مطلع 2024، مع 15 مقاتلا آخرين، في أثناء اجتماعهم في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.

هذه العملية جاءت بعد سلسلة من الضربات الإسرائيلية ضد الحزب خلال الأيام القليلة الماضية، بدءا من تفجيرات أجهزة "البيجر" و"ووكي توكي"، وصولا إلى اغتيال قياديين ومقاتلي من قوة الرضوان.

ويشير هذا التصعيد بوضوح إلى دخول المواجهة مرحلة جديدة قد تدفع المنطقة نحو حرب مفتوحة، خاصة في ظل تزايد التهديدات المتبادلة واستعداد الطرفين للرد.

أيام حاسمة

وتزداد الأسئلة في لبنان عن تداعيات رفع إسرائيل وتيرة الاغتيالات، وتوسيع نطاق عملياتها العسكرية في الجنوب، مما يؤكد أنها انتقلت إلى مرحلة جديدة من الحرب ضد حزب الله، لا سيما بعد استهداف عمق الضاحية، وهي حاضنة الحزب الأمنية والسياسية والشعبية.

من جهة أخرى، كان رد الحزب محط الأنظار خلال الأيام الماضية لمعرفة آفاق المرحلة المقبلة، وقد أدخل أهدافا جديدة واستهدف قاعدة العلّيقة للمرة الأولى شمال كتسرين في الجولان السوري المحتل، وتبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية نحو 20 كيلومترا. كما كثف من إطلاق الصواريخ في فترة زمنية قصيرة.

وفقا لتحليلات المراقبين للجزيرة نت، فإن هذه الاستهدافات الإسرائيلية تهدف بشكل أساسي إلى إضعاف حزب الله وفك ارتباطه مع المقاومة في غزة. ومع ذلك، يبقى الحزب مصمما على إبقاء جبهة الجنوب مساندة لغزة، بالإضافة إلى استعداده للرد القوي المرتقب على التفجيرات والاغتيالات، إذ ستكون الأيام المقبلة حاسمة في رسم مسار التصعيد والمواجهة العسكرية بين الطرفين.

من جانبه، يرى الباحث السياسي المتخصص في العلاقات والنزاعات الدولية علي حمادة أن استهداف الضاحية وعمليات الاغتيال تأتي في سياق الحرب المستمرة بين إسرائيل وحزب الله.

وأشار إلى أن الحزب فتح جبهة إسناد في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتطورت لتصبح نوعا من حرب الاستنزاف بالنسبة للإسرائيليين، إذ يواجهون ضغطا سياسيا نتيجة نزوح عشرات الآلاف منهم من الشمال. ويعتقد أن المعادلة واضحة، فما دامت الحرب في غزة، فإن الحزب الله لن يغير قراره بالإسناد. بينما ترى إسرائيل أن حزب الله قد بادر بتحريك الجبهة الشمالية، مما أدى إلى تصاعد المواجهات بين الطرفين.

تصعيد مستمر

وقد شهدت المنطقة تطورا تصاعديا في المواجهة حتى وصلت الأمور إلى نقطة مفصلية بين احتمالين، إما توقف الحرب أو استمرارها كحرب إسناد، أو تصعيد كبير من قبل إسرائيل، كما يقول علي حمادة للجزيرة نت.

وأشار الباحث إلى الأحداث الأخيرة، بدءا من اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر، مرورا بعملية تفجير أجهزة "البيجر" و"ووكي توكي"، وصولا إلى قصف واغتيال مجموعة من ضباط وحدة الرضوان. وبرأيه، فهي تعكس تصعيدا مستمرا خاصة مع وضع الحكومة الإسرائيلية إعادة سكان الشمال إلى منازلهم كإحدى أولويات الحرب، وهو ما يعكس تحول الأمور نحو مستويات أعلى من المواجهة.

من جهة أخرى، ووفق حمادة، حاول حزب الله، طوال الأشهر الماضية، الحفاظ على نطاق ضيق من المواجهات، بحيث تكون حرب استنزاف متوسطة الوتيرة تجنبا لمواجهة كبيرة، لكنه أشار إلى أن ذلك يتطلب قبول الطرفين. وقد اعتبر الطرف الإسرائيلي -بعد استنفاد جميع الوسائل الدبلوماسية الأميركية، ومن بينها زيارة الموفد الأميركي والفرنسيين والبريطانيين إلى لبنان مرارا- أن المعادلة قد تغيرت وتوجهت نحو المواجهة الأمنية والعسكرية.

ولفت إلى الخسائر التي تكبدها حزب الله مما يجعل الكرة في ملعبه، ويطرح تساؤلات حول رد فعله، وإذا ما كان سيحافظ على قواعد الاشتباك التي فرضها سابقا.

وحسب حمادة، لا يوجد حاليا توازن ردعي، إذ إن الاستهدافات الإسرائيلية كانت شديدة، ويتعين على الحزب التشاور مع حلفائه الإقليميين، مثل إيران، قبل اتخاذ أي قرار بشأن التصعيد، لأن قرار الحرب المحدودة أو المضبوطة الإيقاع "يتجاوز لبنان".

استعداد

في المقابل، يعتقد الأستاذ في العلاقات الدولية والمحلل السياسي علي مطر أن حزب الله لا يسعى للحرب، ولكنه مستعد لها إذا فرضتها عليه الظروف، حيث تبقى كل الخيارات مفتوحة. وقد يكون الرد المحتمل هذه المرة أكثر قوة وجرأة مما سبق. وإذا دفع الإسرائيليون الأمور نحو الحرب، فإن الحزب جاهز بقوته العسكرية وبنيته التحتية المتينة.

ويؤكد مطر أهمية التفريق بين عدم الرد وضرورته، فجيش الاحتلال يمتلك إمكانيات كبيرة وقد يعود لاستهداف الضاحية. لذلك، من الضروري إظهار إرادة القتال والاستعداد لأي مواجهة، إذ إن حزب الله يمتلك القدرة على رسم قواعد جديدة وامتلاك زمام المبادرة.

كما يوضح للجزيرة نت أن الإسرائيليين يحاولون عزل حزب الله عن جبهة غزة، ولكنه لن يتخلى عن دعمه لها مهما كانت التضحيات، مما يُعد -برأيه- ردا قويا في حد ذاته، ورغم قدرة إسرائيل على استهداف الضاحية، فإن الرد سيأتي في كل مرة مختلفا والحزب مستعد لأي تصعيد.

وحسب المحلل مطر، عندما رد حزب الله على اغتيال نائب رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد صالح العاروري واستهداف "الشهيد الحاج فؤاد شكر"، اختار أهدافا نوعية مثل قاعدتي ميرون والوحدة 8200، موجها ضربات دقيقة دون تصعيد نحو حرب شاملة.

وختم بأن حزب الله يتابع التطورات الإقليمية والدولية، ولا يرغب في الدخول في حرب في توقيت يخدم إسرائيل أو يجلب الولايات المتحدة إلى الساحة. ولكنه، في الوقت نفسه، غير مكبل بفكرة الحرب الشاملة، وسيظل مستعدا إذا فُرضت عليه الحرب.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تغلق الشواطئ وتقيد التجمعات والدراسة بالشمال
  • التصعيد مع لبنان .. نتنياهو يعقد اجتماعا طارئا لتقييم الوضع الأمني
  • ما خيارات حزب الله بعد التصعيد الإسرائيلي؟ خبراء يجيبون
  • ما هي خيارات “حزب الله” بعد التصعيد “الإسرائيلي”؟
  • الاحتلال يغلق نافذة الدبلوماسية مع حزب الله.. ونتنياهو يهدد
  • رئيس الأركان الإسرائيلي يُصادق على خطط عسكرية للجبهة الشمالية
  • «نصر الله»: الاحتلال الإسرائيلي استدعى قوات إضافية غير مسبوقة إلى الشمال
  • تحذير أمريكي من “التصعيد” في الشرق الأوسط بعد انفجارات لبنان
  • أول تعليق من وزير الدفاع الإسرائيلي بعد انفجارات لبنان