“هنالك مَنْ يدعم الحرب بناءً على حيثيات دينية، ويستدل بنصوص شرعية لتأييد موقفه، ويقدم خطابات تُشرعن الأضرار المترتبة على العمليات العسكرية تجاه المدنيين خاصةً إذا كانت من مكونات اجتماعية مُحددة باعتبارهم حواضن لأحد أطراف الحرب”

التغيير: كمبالا

قال كيان ” دينيون من أجل السلام” إن السودان يمر بأخطر مرحلة في تاريخِه الحديث لدرجة أن مآلات الحرب باتت تطرح سؤال نكون أو لا نكون؟ فاستمرار الحرب بهذه الصورة التدميرية معنىً ومبنىً يُهدِّد وجود الإنسان، ويُهدِّد بقاء البلد نفسه مُوحدَّاً، وبالتالي فإن التواضع على معالجتِها بالآليات السلمية ضرورة دينية ووطنية وإنسانية.

وأضاف الكيان في بيان بمناسبة اليوم العالمي للسلام “21 سبتمبر”، إنه بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على الحرب، وبعد تعذر الحسم العسكري لأيٍ من أطرافها، وبعد كل التدمير الذي طال الأبرياء والبنى التحتية، وبعد كل التشريد لأكثر مِنْ نصف السكان، وبعد اجتياح المجاعة التي تُهدد أكثر من ٢٥ مليون شخص فإن مراجعة الموقف من استمرار القتال يصبح ضرورة دينية ووطنية وإنسانية.

وجاء بالبيان “إن الله تعالى خالق الكون قد جعل الإنسان خليفته في الأرض، وأوكل إليه عمارتها بالحق والعدل والرحمة والسلم والتعاون على البر بين جميع بني الإنسان؛ وهذه هي الأمانة التي أبت السمواتُ والأرضُ والجبالُ أن تحملها فحملها الإنسانُ؛ فلنعمل جميعاً بمقتضاها ولنتجنب ما تخوف منه الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) ولنتجنب (وإذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ (٢٠٥) البقرة؛ وإن الحروب تُشكِّل حاضنةً لكل هذه الموبقات”.

وقال: “إن الإنسان الذي خلقه اللهُ تعالى بيديه، وكرمَّه، وأسجد له ملائكته، وفضلَّه على كثيرٍ من مخلوقاته، وسخَّر له الكون ببرِه وجوِه وبحرِه لجديرٌ به أن يعيش حياة الأمن، والاستقرار، والسلام؛ ولذلك كان النداء الرباني (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) البقرة ٢٠٨، وإن الجنوح للسلمِ واجبٌ حتى في القتال مع المُعتدِين مِنْ غيرِ المسلمين قال تعالى (إِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦١) الأنفال؛ فكيف بالقتال بين أبناء الدين الواحد والبلد الواحد؛ ولذلك نحث كافة فئات المجتمع وعلى رأسها  المُصلِحين والحكماء والدعاة والقادة إلى التحرك العاجل لوقف الحرب وبناء السلام، وتبني مشروع للإصلاح بين المتقاتلين على أسس عادلة قال تعالى (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)  وقال النبي ﷺ: «ألَا أُخبِرُكم بأفضَلَ مِن درجةِ الصِّيامِ والقيامِ؟». قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ قال: «إصلاحُ ذاتِ البَيْنِ، فإن فسادَ ذاتِ البَيْنِ هي الحالقةُ» سنن أبي داود.”

وأوضح البيان إن “هنالك مَنْ يدعم الحرب بناءً على حيثيات دينية، ويستدل بنصوص شرعية لتأييد موقفه، ويقدم خطابات تُشرعن الأضرار المترتبة على العمليات العسكرية تجاه المدنيين خاصةً إذا كانت من مكونات اجتماعية مُحددة باعتبارهم حواضن لأحد أطراف الحرب، مؤكدا أن في هذا تجاوز لمبدأ مهم في الإسلام وهو مبدأ المسؤولية الفردية”.

وأكد البيان إن واجب الأمانة يقتضي علينا جميعاً السعي لرفع صوت السلام عالياً، وإخفات صوت الحرب وخطاب الكراهية، والعمل على معالجة آثار الحرب معنوياً ومادياً لننعم بالسلام والرخاء والتنمية والعدل والمساواة والنهوض فلقد تخلفنا كثيراً بسبب الحروب فآن الأوان لطي صفحتِها نهائياً وفتح صفحات للسلام الشامل والعادل .

 

الوسومإنهاء الحرب السلام حرب السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إنهاء الحرب السلام حرب السودان

إقرأ أيضاً:

كتابه أنقذ سيدة من الانتحار.. الأذربيجاني روفشان عبد الله أوجلو في ضيافة معرض الكتاب

أدارت الإعلامية إنجي ماهر، ندوة للكاتب الأذربيجاني روفشان عبد الله أوجلو، بمحور التجارب الثقافية، ضمن ندوات معرض القاهرة الدولي للكتاب في يومه الرسمي الأخير.

وتحدث الكاتب عن تجربته في الكتابة وأهم الأسئلة الشائعة التي يتعرض لها خلال الندوات والمؤتمرات، مؤكدا أن كتبه تدرس في الفصول المدرسية بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم في أذربيجان بدءا من سن السابعة ليتعلم الأطفال مواجهة التحديات، ومن هنا بدأت فكرة عمل معرض للطفل يشارك به كتاب وأطباء نفسيون لمواجهة أي مشكلات يمر بها الطفل.

وأضاف أن الكاتب كان يقرأ للأطفال في هذا المعرض والأهم من القراءة أن يسأل الطفل ويفكر، مشيرا إلى أن هناك خطأ يرتكبه الأهل بعدم إعطاء الطفل الفرصة للتعبير عن رأيه في سن مبكر.

وأكد أن معارض كتب الأطفال تمنح الأهالي الفرصة لرؤية كيف يفكر أطفالهم، موضحا أن انه كان لديه أيضا مشروع بعمل مكتبات في السجون لأن المساجين محتاجون للقراءة بشدة، وهو ما أوصلهم أيضا لعمل مسابقات وجوائز للقراءة بين المساجين.

وأكد الكاتب الأذربيجاني، أن لديه الآن 4 كتب تترجم للعربية، فاز أحدهم بجائزة ذهبية.

وأشار إلى أن أكثر سؤال غريب تم توجيهه له كان عندما أعطته سيدة خطابا وطلبت منه أن يقرؤه، واتضح أنها مضطربة نفسيا، وكانت قد قررت الانتحار لكنها غيرت رأيها وقررت أن تعيش يوما إضافيا، وعندما كانت تتجول في الشوارع رأت محلا يبيع الكتب ورأت فيه كتابا له، وبعد أن تصفحته قررت أن تعيش حتي تقرأ الكتاب، وبعد قراءته تأثرت به وتركت فكرة الانتحار، وهو ما أسعده جدا لأن كتابه استطاع أن يساعد ولو شخصا واحدا.

اقرأ أيضاًمعرض الكتاب يشتضيف ندوة بعنوان «الابتكارات في مواجهة تغيير المناخ في البناء والإعمار»

لمسة وفاء بتكريم الراحلين.. إعلان أسماء الفائزين بجوائز معرض الكتاب 2025

بعد تكريمها في معرض الكتاب.. فاطمة المعدول: أنا بنت الدولة المصرية

مقالات مشابهة

  • قيادات دينية: أهمية بلورة رؤية جماعية تستند إلى وثيقة الأخوّة
  • المحرمون من المغفرة في ليلة النصف من شعبان
  • عاجل.. الأردن تعلن الحرب على كيان العدو الصهيوني
  • خصوصية جبل الطور حتى يتجلى الله تعالى عليه
  • كيان الاحتلال ينسحب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
  • ينطوي على سيناريو تهجير..جامعة الدول العربية: طرح ترامب لن يضمن السلام والأمن
  • الجامعة العربية: لا تنازل عن حقوق الفلسطينيين وحل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام
  • الجامعة العربية: مخطط ترامب مرفوض عربياً ودوليا ومخالف للقانون الدولي
  • الجامعة العربية تدين تصريحات ترامب الداعية لتهجير الفلسطينيين
  • كتابه أنقذ سيدة من الانتحار.. الأذربيجاني روفشان عبد الله أوجلو في ضيافة معرض الكتاب