بن بيه: لا بديل عن السلام إلا الفناء
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
أوضح الشيخ المحفوظ بن بيه، الأمين العام لمنتدى أبوظبي للسلم، أن "لا بديل عن السلام إلا الفناء، وفقًا لما أعلنته وكالة" سكاي نيوز عربية".
وقال الشيخ المحفوظ بن بيه، في عيد اليوم الدولي للسلام:"قد يحقٌّ لصناع السلام في يومهم العالمي أن ينشدوا مع المتنبي: عيدٌ بأية حالٍ عُدتَّ يا عيدُ * بما مضى أم بأمر منك تجديدُ.
يعود عيدُ السلام والعالم من حولنا على شفا جرف هار يوشك أن ينزلق إلى أتون حرب عالمية لا تبقي ولا تذر، يعود عيد السلام والفضاء الإنساني مشبعٌ بخطابات الكراهية، وسفك الدماء في ربوع كثيرة مستمر بفعل السفهاء، من تجار الموت.
هل يعني هذا المشهد أن السلام فقد راهنيته، وفاعليّته، ذلك ما يبشر به أعداء الإنسانية ويتمنونه، والحق أنه لم يكن العالم يوما أحوج إلى استثارة قيم السلام منه اليومَ، فالسلام كالصحة نِعَمٌ لا تقدّر حق قدَرها إلا عندما تفقد وتزول.
قبل عقد من الزمن، في يوم من أيام ربيع أبوظبي الجميل، اجتمعت نخبة من العلماء والفلاسفة وأرباب الثقافة في دار زايد، دار التسامح والأخوة الإنسانية، اجتمعوا من منطلق الوعي الصادق بالأوضاع المحزنة للعالم الإسلامي من حولهم، فالتكلفة البشرية والعمرانية لما كان يقع من حولهم لم يكن يجوز معها بحال أن يقف أيُّ عاقل متفرجا.
في ذلك اللقاء التأسيسي لمنتدى أبوظبي للسلم، استمع المشاركون لراعي المنتدى، سمو الشيخ عبد الله بن زايد، وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، يحثّهم: "إنكم أيها العلماء تحملون أمانة التنوير والتبصير فديننا الإسلامي ما فتئ منذ نزوله وسيظلُّ دينا نورانيا يدعو البشر إلى التبصُّر والتفكُّر والتعايش، ولذلك فإننا نقدر دوركم التاريخي في إخماد نيران الفتنة وتقريب وجهات النظر وإنارة العقول وتأليف القلوب على مبدأ السلم".
كانت تلك الكلمات التوجيهية في ذلك المحفل التاريخي، تختطّ الطريق لرحلة حضارية جديدة، رحلة منتدى أبوظبي للسلم.
نجاحات كثيرة تحقَّقَتْ، ومجالات عديدة أنجزت، أطلقت المشاريع البحثية للحفر في تراثنا الإسلامي والإنساني لإحياء قيم السلام الضامرة والكشف عن فقه المطمور، مبادرات ميدانية كثيرة للإصلاح والمصالحات رَأَتْ النُّور، مُدَّتْ الأيدي لجميع محبي السلام في الأفق الإنساني الأرحب، من خلال ما أسماه الرئيس العلمي للمنتدى معالي الشيخ عبد الله بن بيه "مقاربة أولي بقية"، التي تقوم على تفعيل التواصل والتكامل بين دوائر الانتماء المتعانقة، دائرة الخصوصية الإسلامية، ودائرة المشترك الإبراهيمي، ودائرة المشترك الإنساني.
عقد مبارك من الزمان، كان كافيا لصياغة براديجم السلام، وإعادة مركزة قيمه، وتأثيث الساحة بمفاهيمه، فالسلام الذي ننشده لم يكن كلمة تلوكها الألسنة، ولا حالة عابرة تسكت فيها البنادق، بل هو ميلاد إنسان جديد، برؤية جديدة للعالم، على أساس قيم السلام، قيم الفضيلة، يعيد بناء ذاته وعلاقاته بجنسه وبالأمم الأخرى من المخلوقات بجنبه.
السلام الذي يسعى إليه المنتدى هو الدعوة إلى إنشاء نموذج تنموي يوفّر الرّفاه والازدهار والاستقرار للجميع، عالم تكون فيه ثمرات العقول مبذولة لفائدة الجميع فلا يستأثر بها القوي أو يحتكرها الغني، عالم تتنافس فيه الأمم في الخير، وفق الرؤية التي عبر عنها صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد حفظه الله بقوله" ستظل سياسة دولة الإمارات داعمة للسلام والاستقرار في منطقتنا والعالم، وعونا للشقيق والصديق، وداعية إلى الحكمة والتعاون من أجل خير البشرية وتقدمها، وسنستمر في نهجنا الراسخ في تعزيز جسور الشراكة والحوار والعلاقات الفاعلة والمتوزانة القائمة على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل ومع دول العالم لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع".
واليوم وبعد مضي عقد من الزمان، يجد مُحبُّو السلام أنفسهم في ظل تحديات السياق الراهن التي تمتحن متانة قيم السلام وصلابة ما شيدوه، من أواصر التّعاون والتضامن.
قناعتنا في منتدى أبوظبي للسلم أنه مهما علت أصوات الكراهية والحرب، وخفتت أصوات السّلام أصوات العقل والدين والقيم، تحت وقع الأحداث المأساوية والصراعات الدموية، فإنه يظلّ متحتما على محبي السلام أن لا يَيْأسوا بعضهم من بعض، ولا يفتروا من الدعوة إلى إحياء جذوة الضمير الإنساني المؤمن بغد أفضل، يسوده السلام والوئام.
قوّة السلام في بَداهَتِهِ، وقوته في كونه المنطلق وكونه المنتهى، فالسلام والسلام آخرا، لا بديل عن السلام إلا الفناء".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السلام منتدى أبوظبي للسلم صناع السلام أبوظبی للسلم قیم السلام بن بیه
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية ناعيًا البابا فرنسيس: مواقفه ستظل محفورة في ذاكرة الضمير الإنساني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نعى د نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 88 عامًا، مشيدًا بمسيرته الحافلة التي عبّرت عن حضور إنساني مؤثر وسعي دؤوب لتعزيز التفاهم والتقارب بين الشعوب والأديان.
مفتي الجمهورية ينعى البابا فرنسيسوأكد مفتي الجمهورية، أن البابا فرنسيس كان واحدًا من الرموز الدينية العالمية التي كرّست حياتها لترسيخ ثقافة السلام، وتعزيز قيم التفاهم والتسامح، ومدّ جسور المحبة بين أتباع الأديان، في إطار من الحوار الجاد والمسؤول، وكان صوتًا حاضرًا في الدفاع عن الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية في مختلف المحافل، وأن مواقفه ستظل محفورة في ذاكرة الضمير الإنساني.
وتقدَّم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد الراحل وإلى الكنيسة الكاثوليكية في العالم، داعيًا أن تتواصل الجهود المخلصة لبناء عالم يسوده السلام والرحمة والتفاهم بين الشعوب.