طبول الحرب الكبرى
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
حاتم الطائي
◄ العدوان على لبنان يستهدف جرَّ المنطقة لحرب كبرى
◄ 4 أهداف للإجرام الإسرائيلي.. أبرزها إبادة الشعب الفلسطيني
◄ إسرائيل خطر حقيقي على البشرية ينبغي التصدي له
لا يُمكن لعاقل أن يُنكر أنَّ الإجرام الإسرائيلي يسعى حثيثًا لإشعال الشرق الأوسط وجرّ الأطراف الفاعلة على الأرض إلى حرب إقليمية كبرى؛ حيث تعتقد أنها قادرة على القضاء على خصومها، وتحديدًا حركات المُقاومة الوطنية في لبنان وفلسطين واليمن، وكذلك إيران، مدعومة في ذلك بحماية منقطعة النظير وتأييد أمريكي لا محدود.
وما جرى في لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، ليس سوى حلقة من حلقات الاستفزاز الإسرائيلي لقوى المقاومة، إضافة إلى الجرائم الشنيعة التي ترتكبها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي. هذا الإرهاب الإسرائيلي بات أكثر وضوحًا للغرب، لكن من المؤسف أنَّ الولايات المتحدة ما تزال عمياء عن هذا الإرهاب، أو بالأحرى تتعامى عنه! والسر مفهوم هُنا، إنها آلاعيب الانتخابات الأمريكية؛ فالحزب الديمقراطي- ورغم ما يدعيه من مبادئ ليبرالية وغيرها- لا يُريد أبدًا الصدام مع اللوبي اليهودي القابع في واشنطن لتقديم كل الدعم والمؤازرة للمجرم بنيامين نتنياهو في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة، وعدوانه الاستفزازي في لبنان. أصوات وأموال اليهود في الولايات المُتحدة مؤثرة للغاية وفاعلة في تحديد مدى نجاح أو خسارة المرشح لحُكم البيت الأبيض.
الحزب الديمقراطي وبعد انسحاب مرشحه العجوز الرئيس الحالي جو بايدن بسبب فشله الذريع في أوَّل مناظرة رئاسية وبسبب حالته الصحية المتدهورة، يسعى الحزب إلى تقديم كل الدعم إلى مرشحته كامالا هاريس، ومن ثم الاستمرار في الحكم، لذلك لن تتخذ الإدارة الديمقراطية الحالية أية قرارات تُنهي هذه المأساة التاريخية، ولن يُعارض الإجرام الإسرائيلي حتى لو أُبيد سكان غزة عن بكرة أبيهم، فالأهم انتخابات الرئاسة. ويكفي أن نجد رئيس أكبر دولة في العالم يُردد أكاذيب الإعلام الصهيوني منذ اللحظة الأولى للحرب، ويكفي أيضًا أن نجد نتنياهو أقوى في التأثير على القرار الأمريكي من بايدن نفسه. هذه الحالة العبثية واللامعقولة تعزز إيماننا بأنَّ الجرائم الصهيونية الشنيعة بحق الشعب الفلسطيني وكذلك الشعب اللبناني، مدعومة بصورة كاملة وبرضا تام من الإدارة الأمريكية، التي ما تزال تُزوِّد إسرائيل بالسلاح والمال، بمليارات الدولارات، دون الاكتراث لحجم الخسائر البشرية والإصابات والإعاقات، ولا بالتأكيد لحجم الأضرار المادية؛ حيث إنَّ قطاع غزة بالكامل مُدمَّرٌ ولم يعد صالحًا للعيش في ظل الوضع الحالي.
أما فيما يتعلق بالوضع الإنساني على الأرض في القطاع، والمجاعة التي تفتك ببطون السكان، والأمراض التي تنهش أجساد الصغار قبل الكبار، وعوامل الطقس القاسية التي تلفح أجسادهم صيف شتاء، كل ذلك لا تضعه الولايات المتحدة ولا حزبها الديمقراطي في الحسبان، كما لن يُلقي له بالًا دونالد ترامب المُتلهِّف للعودة إلى البيت الأبيض، ومُستعدٌ لتقديم أي شيء وكل شيء من أجل ذلك، ومن هنا لا نستبعد أبدًا قرارًا رئاسيًا أمريكيًا من ترامب- حال فوزه بالانتخابات- بمنح كامل فلسطين لدولة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعدما منحها في فترة رئاسته الأولى القدس والجولان.
إسرائيل بعدوانها الآثم المجرم والجبان على قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان بل والضاحية الجنوبية لبيروت، وسوريا، واليمن وإيران، تدفع المنطقة دفعًا إلى أتون حرب كبرى، ستأكل الأخضر واليابس، ومُخطئ من يظن أنَّ إرسال الولايات المتحدة لحاملات الطائرات أو الغواصات النووية، أو دعمها العسكري والسياسي اللامحدود لإسرائيل، يُمكن أن يُجنِّب المنطقة خطر نشوب الحرب الكبرى؛ لأنَّ الأطراف التي تتلقى كل هذه الضربات، وهذا العدد الهائل من الشهداء والمصابين، وذلك الدمار الكبير، لن تظل صامتة وتكتفي بالردود المحدودة، ويكفي أنَّ المقاومة اللبنانية التي فقدت المئات من عناصرها، تُبدي استعدادًا لخوض الحرب إذا ما فُرِضت عليها، عندئذ لن تتمكن لا أمريكا ولا إسرائيل من احتواء الموقف، وسينهار الأمن الإقليمي في اللحظة التي تشتعل فيها الحرب، وستتعطل حركة الملاحة الجوية والبحرية، وسيتعمق الانقسام العالمي، لا سيما إذا ما نظرنا إلى الموقفين الروسي والصيني، والذي يُعارض بصورة واضحة العربدة الإسرائيلية.
المجرم بنيامين نتنياهو، يسعى من خلال عدوانه إلى تحقيق أهداف واضحة لا تُخطئها العين؛ أولًا: البقاء في منصبه إلى أجل غير مسمى، تفاديًا للمحاكمة في قضايا فساد، ثم قضية الإخفاق الأمني والعسكري الكبير في 7 أكتوبر. ثانيًا: تنفيذ المخططات الصهيونية واحتلال كامل أرض فلسطين من النهر إلى البحر كما يزعمون. ثالثًا: تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، ويعتمد في ذلك على ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، والقتل والتصفية المباشرة بدم بارد. رابعًا: مواصلة ابتزاز الولايات المتحدة في خضم انتخاباتها الرئاسية؛ بهدف الحصول على أكبر وعود مُمكنة من المُرشحيْن على مقعد الرئيس.
والإبادة الجماعية التي نُشير إليها لم تتوقف عند حدود قطاع غزة؛ حيث سقط أكثر من 41 ألف شهيد، وعشرات الآلاف من المصابين؛ بل تمتد إلى لبنان، إذ إنَّ إسرائيل خططت في عملية تفخيخ أجهزة الاتصالات على مدار يومين، إلى قتل أكثر من 5 آلاف إنسان بضغطة زر واحدة، في جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان. أيُ إجرام بلغ بهذا الكيان الإرهابي في التخطيط لتنفيذ جريمة قتل جماعي لآلاف البشر في دقيقة واحدة؟! إننا أمام جريمة بشعة لم يشهدها التاريخ، لجأ فيها تنظيم إرهابي استخباراتي يُدعى "الموساد" إلى وضع مواد مُتفجرة داخل أجهزة الاتصالات التي يستخدمها مدنيون في الأساس، في فعلٍ إجرامي حقير يعكس ما يُضمره هذا العدو الجبان من خِسّة وخطط شيطانية لا مثيل لها.
إسرائيل باتت بالفعل خطرًا داهمًا، ليس على منطقة الشرق الأوسط وحسب؛ بل على البشرية جمعاء، ويكفي أن نرى دول العالم قد اتحدت وراء قرار منظمة الأمم المتحدة الذي طالب إسرائيل بإنهاء احتلال فلسطين، والتأكيد على قرار محكمة العدل الدولية القاضي بعدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وهو قرار تاريخي وانتصار غير مسبوق للقضية الفلسطينية. لكن في المُقابل لن تستجب دولة الاحتلال لقرار الأمم المتحدة، رغم أنَّ هذه المنظمة هي التي أصدرت قرار التقسيم عام 1948 ومنحت اليهود مبررًا قانونيًا لإقامة دولتهم المزعومة على التراب الفلسطيني.
المؤكد لدينا وفق قناعتنا ورؤيتنا للأيام المُقبلة، أن وتيرة التصعيد لن تتوقف، والعدوان الصهيوني سيتواصل، بدعم وغطاء أمريكي، وفي المقابل فإنَّ المقاومة في لبنان لن تصمت كثيرًا على العدوان الآثم الذي استهدف لبنان خلال الأيام الماضية، وسقوط عدد كبير من الضحايا؛ سواء في صفوف المدنيين أو أعضاء المقاومة. أما الوضع في غزة فإنِّه يزداد سوءًا لحظة تلو الأخرى، واتفاق وقف إطلاق النار ربما لن يتحقق أبدًا، في ظل التعنت الإسرائيلي والمراوغة الأمريكية.
ويبقى القول.. إنَّ استمرار الإرهاب الإسرائيلي دون رادع حقيقي، سيقود الشرق الأوسط إلى أعماق هاوية سحيقة من الدمار، والحل في موقف عربي وإقليمي موحّد يضغط على الولايات المتحدة بكل الطرق، من أجل وقف دعمها للمجنون الإسرائيلي نتنياهو، وأن يكون السلام الخيار الاستراتيجي، لأن الحرب إذا ما اندلعت ستُفجِّر أنهارًا من الدماء، دون تمييز، وستكون جميع الأهداف مُستباحة، لذلك على الجميع الانتباه لما يُحدق بنا من مخاطر هائلة، لن تستثني أحدًا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكثف قصفها في غزة والضفة وتوقع قتلى وجرحى وفرنسا تحذرها من انهيار وقف إطلاق النار مع لبنان
في اليوم الـ422 للحرب على قطاع غزة، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 44,429، وتجاوزت الإصابات 105,250 منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
اعلانفي الـ24 ساعة الماضية، وقعت ست مجازر في مناطق مختلفة من القطاع، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات. وأفادت الوزارة أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض أو في الطرقات التي يصعب الوصول إليها بسبب القصف المستمر من قبل الجيش الإسرائيلي.
في شمال غزة، أشار الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، إلى أن نحو 200 شخص لا يزالون تحت الأنقاض في المنطقة، وأن الناجين من الهجوم قليلون جدًا. ويعاني المستشفى من نقص حاد في المعدات الطبية والأدوية، مما يزيد من معاناة المصابين.
فلسطينيون يتفقدون السيارة التي قتلت فيها غارة جوية إسرائيلية يوم السبت خمسة أشخاص، من بينهم ثلاثة موظفين في المطبخ المركزي العالمي في خان يونس، قطاع غزة، الأحد 1 ديسمبر 2024 APRelatedوول ستريت جورنال: مقترح مصري جديد لوقف النار في غزة يشمل تبادل الأسرى وتدفق المساعدات إلى غزةأسير إسرائيلي أمريكي في غزة يناشد ترامب العمل على إطلاق سراحه بن غفير: الظروف مناسبة لتشجيع سكان غزة على الهجرة ونتنياهو يبدي انفتاحاً إزاء ذلك "نتنياهو خلف القضبان".. مظاهرة حاشدة في روما تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على غزةوعلى الصعيد الإنساني، أعلنت وكالة الأونروا عن توقف إدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم بسبب سرقة الشاحنات ومخاوف أمنية، مما يزيد من تفاقم الوضع في غزة التي تعاني من نقص حاد في المواد الأساسية. وقد أكدت الأمم المتحدة مقتل 333 عامل إغاثة منذ بداية الحرب، مما يبرز تصاعد المخاطر التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني.
فلسطينيون يتجمعون للحصول على الطعام في مركز توزيع في دير البلح، قطاع غزة، الجمعة 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2024APمن جهة أخرى، بثت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مشاهد تُظهر تنفيذ كمين ضد الجيش الإسرائيلي في رفح جنوبي قطاع غزة، وذلك في إطار ما أسمته "عملية الانتصار لدماء السنوار"، والتي نفذتها في 22 نوفمبر
وفي الضفة الغربية، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية غرفة زراعية في قرية صير جنوب شرق جنين، تلاها قصف لمركبة كانت تقل أربعة شبان فلسطينيين، حيث زعم الجيش الإسرائيلي أنهم نفذوا عمليات إطلاق نار ضد الجيش.
و أكدت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى المنطقة لتقديم المساعدة للمصابين.
أشخاص يتفقدون سيارة مليئة بثقوب الرصاص بعد توغل الجيش الإسرائيلي في قرية صير بالقرب من جنين في الضفة الغربية المحتلة يوم الأحد، 1 ديسمبر 2024APأما لبنان، فقد حذرت فرنسا إسرائيل من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بسبب خروقات الجيش الإسرائيلي التي أسفرت عن مقتل وإصابة لبنانيين في الأيام الأخيرة، وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
من الجدير بالذكر أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، اعتبر أن الاستيطان في غزة غير كاف، إذ إنه يريد تشجيع سكان القطاع على الهجرة "لأن الظروف مناسبة". وقد جاءت تصريحات بن غفير خلال حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية صور اللبنانية تنفض غبار الحرب.. الشركات تستأنف عملها بعد أيام من وقف إطلاق النار حروب الشرق الأوسط.. خفتت أو كادت في لبنان واشتعلت في سوريا فما حقيقة ما يجري في حلب؟ إسرائيل تواصل خرق وقف إطلاق النار في لبنان: هل يصمد الاتفاق؟ قطاع غزةقصفالضفة الغربيةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني جنوب لبناناعتداء إسرائيلاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next بن غفير: الظروف مناسبة لتشجيع سكان غزة على الهجرة ونتنياهو يبدي انفتاحاً إزاء ذلك يعرض الآن Next رومانيا تصوت لانتخاب برلمان جديد بعد أسبوع من تقدم المرشح الرئاسي المناهض للناتو يعرض الآن Next السعودية تتخلى عن معاهدة دفاع مشترك مع واشنطن مشروطة بالتطبيع مع إسرائيل وتريد اتفاقا عسكريا محدودا يعرض الآن Next ترامب يهدد دول بريكس: إياكم والمساس بالدولار يعرض الآن Next حقنتان في السنة قد تكفيان للتخلص من الإيدز فهل تكون متاحة لجميع المرضى؟ اعلانالاكثر قراءة أكثر من 60 نائبًا بريطانيًا يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي الأسد: سوريا مستمرة في الدفاع عن استقرارها ووحدة أراضيها في وجه "الإرهاب" مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومغزةروسياإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا حزب اللهلبنانمراهقونقطاع غزةأفريقياعلاجفلسطينالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024