بسبب قائد الفصائل الفلسطينية يحيى السنوار، وجدت أكبر صحيفة يهودية في العالم «جريش كرونيكل» في بريطانيا نفسها في قلب عاصفة محرجة، بعد تورطها في نشر وثائق مفبركة تتعلق بعدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وهو ما أدي إلى استقالة 4 من كبار الكتاب الذين يكتبون مقالات صحفية منذ أكثر من ربع قرن.. فماذا حدث؟

فبركة وثائق خاصة بالقائد يحيى السنوار

كشف موقع «الجارديان» البريطاني، أن صحيفة جويش كرونيكل «جي سي» التي صدرت في إنجلترا منذ 180 عاما، تورطت في فضيحة مهنية كبرى، بعد أن نشرت قصة تستند إلى وثائق مزورة تتعلق بالعدوان على قطاع غزة، وهو ما أدى إلى استقالة 4 من كتاب الصحيفة، وهم جوناثان فريدلاند، وديفيد آرونوفيتش، وهادلي فريمان، وديفيد باديل من الصحيفة على الفور، وديفيد آرونوفيتش، وانضم إليهم كولين شيندلر، أستاذ الدراسات الإسرائيلية.

وتتلخص هذه الفضيحة في أن الصحيفة نشرت تقرير مفبرك عن قائد الفصائل الفلسطينية يحيى السنوار لكاتب عرف نفسه أنه خدم كجندي كوماندوز خلال عملية «عنتيبي» وأستاذ في جامعة تل أبيب، يدعي إيلون بيري حيث قال أنه حصل على مستندات تفيد أن السنوار يسعي للهروب من غزة عبر محور فلاديفيا.

وما زاد هذه الفضيحة، تأكيد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو هذه المزاعم، خلال حديثها مع أهالي المحتجزين في قطاع غزة، وفق تقرير نشر بصحيفة واينت العبرية.

وبعد ظهور تلك المزاعم، نفي جيش الاحتلال الإسرائيلي علمه بمثل تلك الوثائق التي تم الادعاء أنه تم العثور عليها في أحد الأنفاق في قطاع غزة.

وهو ما جعل الكثيرين يتساءلون حول حملات التضليل التي تتبناها دولة الاحتلال الإسرائيلية.

الصحيفة تعتذر عن الوثائق المفبركة

وفي خضم ذلك الجدل، اعتذرت الصحيفة اليهودية مطلع الأسبوع الماضي عن الخطأ المهني الذي وقعت فيه، بعد أن نشر تقرير مفبرك، وأنها انهت التعاقد مع الكاتب، وتمت إزالة المقالات من موقعها على الانترنت.

إلا أن الصحف البريطانية اتهمت كرونيكل بالفشل في إجراء البحث عن خلفيات الكتاب الذين يتعاقدون معها، خاصة وأن إيلون نجح في نشر 9 قصص للصحيفة منذ بداية الحرب على غزة.

وكشفت التحقيقات التي أجرتها وسائل الإعلام العبرية، أن الكاتب إيلون الذي ادعي أنه كان أستاذ في جامعة تل أبيب، وأنه عضو في قوات الكوماندوز الإسرائيلية النخبوية، وصحفيًا مخضرمًا، كانت عبارة عن مجموعة من الأكاذيب، وأن كل أرشيفه المهني هو الـ9 مقالات التي نشرت في الصحيفة اليهودية البريطانية.

التضليل الإسرائيلي

سخرية جيش الاحتلال الإسرائيلي من التقارير المضللة التي تنشر عن يحيى السنوار لم تتوقف عند تقرير صحيفة جي سي العريقة، بل انتقد تقرير نشرته صحيفة ألمانية «بيلد» نهاية الشهر الماضي الذي زعم العثور على وثيقة تم استخراجها من جهاز الكمبيوتر للسنوار، أظهرت خطط الفصائل في حروبها ضد دولة الاحتلال.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: يحيي السنوار السنوار الاحتلال الاسرائيلي جويش كرونيكل جي سي فضيحة جويش كرونيكل نتنياهو جيش الاحتلال الاحتلال الإسرائیلی یحیى السنوار

إقرأ أيضاً:

محاكمة نتنياهو ولجنة القضاة.. تعرّف على الأزمات التي تهدد بانهيار النظام القضائي الإسرائيلي

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مقالا، لرئيس معهد سياسة الشعب اليهودي (JPPI) وأستاذ القانون بجامعة بار إيلان، يديديا شتيرن، أكّد فيه: "في الوقت الذي يزعم فيه الاحتلال أنه يقاتل أعداءه على سبع جبهات حربية عسكرية، فإن هناك جبهة ثامنة لا تقل شراسة عن تلك الجبهات".

وأوضح المقال الذي ترجمته "عربي21"، أنّ الجبهة الثامنة تتمثّل بـ"الجبهة الداخلية، حيث تتمثل استراتيجية الحكومة في "قصفها" من خلال وضع العديد من القضايا الإشكالية على أجندة الجمهور".

"بالتالي إرهاقه، وتعزيز الأغراض التي لا يمكن الترويج لها في سياق الشؤون العادية، وبعضها قد تكون مجرد كلام فارغ" بحسب المقال نفسه، مؤكدا أنّ: "آخر عمليات القصف التي تقوم بها الحكومة على جبهتها الداخلية تمثّلت بقرارها حجب الثقة عن المستشارة القانونية".

وأضاف: "هذه خطوة دعائية لن تؤدي لنتائج عملية، إذ تقف في طريقها عقبات قانونية لا يمكن التغلب عليها، وفي حالات أخرى، يكون الهدف تغيير الواقع، مثل مشروع قانون تغيير تشكيل لجنة اختيار القضاة، الذي يوشك أن يدخل القانون الأساسي، دون أي احتجاج شعبي تقريباً، رغم خطورته الهائلة".

وأردف أنّ: "قرارات الحكومة تشعل بكل قوتها الجبهة الداخلية الثامنة: "إسرائيل ضد إسرائيل"، فالحكومة ووزراؤها يدفعون الإسرائيليين إلى حافة خلاف عميق حول القضايا الأكثر محورية في حياتهم، وكأنها: تقطع اللحم الحي أثناء الحرب". 

وأبرز: "عشية التعبئة الواسعة النطاق لجيش الاحتياط، وتثير عواقبها قلقاً هائلاً وإحساساً واضحاً بالطوارئ بين غالبية الجمهور، بما في ذلك أنصارها"، مشيرا إلى أنّ: "كل واحدة من هذه القضايا هي قضية رئيسية بحد ذاتها".

واستطرد: "في حين أن قضايا أخرى أكثر خطورة لا تستحوذ على اهتمام الحكومة، لاسيما معضلة إعادة الأسرى في مواجهة الحرب المتجددة في غزة، ما يثير أسئلة مهمة ذات طبيعة وجودية، وأخلاقية، وأمنية".


"صحيح أن اختيار القتال هو قرار الحكومة، لكن الاحتجاج ضده خشية ان يؤثر على عودة الأسرى، لا يجب أن يكون مرتبطا بالاحتجاجات الأخرى ضد تحركات الحكومة الأخرى ذات الطابع الإشكالي" وفقا للمقال نفسه الذي ترجمته "عربي21".

وأوضح أنه: "كان ينبغي أن تنتهي محاكمة رئيس الوزراء منذ زمن طويل، وقد تم اقتراح أفكار بشأن صفقة إقراره بالذنب، والوساطة الجنائية، وأكثر من ذلك، وعرضت الدوائر القانونية كثيرا من المقترحات لحلّ هذه الإشكالية، لاسيما من قبل أهارون باراك، الرئيس الأسبق للمحكمة العليا، المسمى "قائد الدولة العميقة"، وأفيخاي ماندلبليت، المستشار القانوني الأسبق للحكومة، الذي قدم لائحة الاتهام ضد نتنياهو".

وأضاف أنّ: "الجهات القانونية الحالية في الدولة تتجاهل هذه الصيغ الوسط لحل معضلة محاكمة نتنياهو، وهي في ذلك لا تتخذ القرارات الشجاعة التي ترى الصورة الكبيرة، وبالتالي تتحمل المسؤولية عن مستقبل الدولة، ومقدمة لـ"هدم المعبد على رؤوس الإسرائيليين جميعاً" وفق صيغة علي وعلى أعدائي، وهذا منهج لا ينبغي لنا أن نسير على خطاه، مما يجعل من خطوة إنشاء لجنة تحقيق حكومية في كل أخطاء الحكومة وإخفاقاتها أمرٌ بالغ الأهمية لتعزيز بقاء الدولة".

ولفت أنّه: "سيتم الاتفاق مسبقًا على أن يقتصر تفويض اللجنة على التحقيق في العمليات والمؤسسات، وليس بالضرورة العثور على الجناة، الأمر الذي يتمثل بعدم توجيه إصبع الاتهام إلى فرد بعينه، بل التحقيق في إخفاقات البنية التحتية في عمليات التفكير والتشغيل للنظام المسؤول عن أمن الدولة".

"وأن يكون هدف اللجنة هو تصحيح مسارها، وهنا يُمكن إجراؤه بكفاءة أكبر، دون تحذيرات أو محامين، وبصورة علنية، ودون أن تُصبح نتائجه موضع جدل، وبالتالي يتم تقويضها من قبل صناع القرار في الدولة" استرسل المقال ذاته.

وأكد أنّ: "العديد من إخفاقات حكومة الاحتلال بحاجة لتوضيح كامل، لأن تقويض النظام السياسي للدولة هو الخطر الأكبر على مستقبلها، وهذا ممكن بعد أن نجحت التحركات الحكومية في خلق حالة من عدم الثقة لدى الكثيرين تجاه الأفراد والمؤسسات المسؤولة عن سيادة القانون".


ومضى بالقول: "يجب أن نعترف بصراحة أن قرارات وسلوك أجزاء من النظام القضائي ساهمت أيضًا في هذه النتيجة الكارثية، مع أن جزءً أساسياً منها قد يكون استوحاه بنيامين نتنياهو من أفكار الرئيس دونالد ترامب".

وفي السياق نفسه، حذّر من أنّ: "القلق الكبير والفوري أن تحكم المحكمة العليا بأن إقالة رئيس جهاز الشاباك رونين بار غير قانونية، لكونها إجراءً غير سليم، ولأن المعايير القانونية المنصوص عليها في القانون الإداري، وتشكل شرطاً لشرعية الإقالة، لم يتم استيفاؤها".

وختم بالقول إنه: "في هذه الحالة سيجادل رئيس الوزراء بأن المحكمة تجاوزت سلطتها، ولا ينبغي الامتثال لحكمها، وفي هذه الحالة قد يُرسّخ رئيس الشاباك نفسه في منصبه، وهنا سيسأل الجميع: من سيقرر، أم ستصبح دولة الاحتلال "جمهورية موز"، وتدخل في مواجهة مباشرة ومصيرية بين مراكز قواتها".

مقالات مشابهة

  • اللواء سمير فرج لـ«كلم ربنا»: رفضوا يسفروني الهند للدراسة لكن ربنا عوضني بأكبر كلية عسكرية في العالم
  • ماذا قال ترامب عن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا لضرب أوكرانيا؟
  • يديعوت أحرونوت: هناك خطط إسرائيلية لاغتيال السنوار والضيف قبل السابع من أكتوبر
  • تقرير: إحباط في حماس بسبب مظاهرات غزة
  • صحيفة عبرية تكشف تراجع رغبة جنود الاحتياط في العودة إلى القتال بغزة
  • تقرير فلكي: رؤية هلال عيد الفطر يوم السبت مستحيلة من شرق العالم
  • تقرير إستخباراتيّ عن حزب الله.. ماذا كشف؟
  • محاكمة نتنياهو ولجنة القضاة.. تعرّف على الأزمات التي تهدد بانهيار النظام القضائي الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يعلن عدد الأهداف التي قصفها في غزة وسوريا ولبنان
  • ما هي المنتخبات التي تأهلت إلى «كأس العالم 2026»؟