لجريدة عمان:
2025-01-24@05:29:22 GMT

النظام النووي المتداعي

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

ترجمة: أحمد شافعي -

بلغ خطر اندلاع حرب نووية أعلى ذروة له منذ نهاية الحرب الباردة. والسبب يكمن أساسا في تهديدات وتدريبات روسيا النووية المستمرة وسط صراع أوكرانيا، ولكن الأمر لا يقتصر على روسيا وحدها. فقد تؤدي توترات الشرق الأوسط إلى تحفيز إيران على تعجيل مساعيها المحتملة إلى برنامج أسلحة نووية. وكوريا الشمالية مستمرة في تحديث وتوسيع ترسانتها النووية.

وفي حال فوز دونالد ترامب بولاية رئاسية ثانية، قد ترجع الولايات المتحدة إلى الاختبارات النووية هي الأخرى، مثلما أشار مستشار ترامب للأمن الوطني السابق روبرت أوبرين في مجلة فورين أفيرز في صيف هذا العام.

قد تمثل هذه التطورات مجتمعةً تحديا للمؤسسات والقواعد والمحرمات التي حالت دون استعمال الأسلحة النووية منذ قصف هيروشيما ونجازاكي في عام 1945. ولكن تآكل هذا النظام النووي لا يجري في عزلة. فالحكام الأوتقراطيون غالبا ما يعملون وفق تنسيق في ما بينهم في سياق السعي إلى تقويض النظام الدولي القائم، فيتحدون الأعراف المتصلة بحقوق الإنسان، والحدود الدولية، كما يتحدون على نحو متزايد الأعراف المتصلة بالأسلحة النووية. وعلى الرغم من نجاح الجهود الدبلوماسية العالمية في تأسيس أعراف بشأن استعمال الأسلحة النووية، لم يعد بوسع العالم أن يفترض أن الأسلحة النووية لن تستعمل في صراع تقليدي.

الانهيار النووي

تمثل الأعراف في جوهرها قواعد سير. قد تتجسد في مؤسسات، من قبيل معاهدة 1968 لحظر الانتشار النووي (NPT)ومعاهدة عام 1967 للحظر الشامل للتجارب النووية CTBT، في حالة الأسلحة النووية. ولكن هذه الأعراف، باعتبارها «معيارا للسلوك الملائم»، لا تكون ملموسة طيلة الوقت. فالأعراف في النظام النووي قد تمنع الدول من استعمال الأسلحة النوية من خلال آليات التقييد، فيعتمد ما يعرف بالمحرمات النووية على الرفض الأخلاقي والسياسي واسع النطاق للأسلحة النووية في تثبيط استعمالها. وقد ترغم الأعراف أيضا الدول على التقيد بالتزاماتها المفروضة بموجب المعاهدات ويأتي هذا الإرغام من خلال آليات التوجيه.

لقد تعهدت أغلب الدول حتى الآن بعدم إقامة أو اختبار أسلحة نووية. وبرغم رسوخ الأعراف الرافضة للاستعمال والانتشار والاختبار النووي لكنها لم تحترم تاريخيا، وبخاصة العرف المتعلق بالاختبارات النووية. في دراسة حديثة، تبين لنا أن هذه الأعراف، القائمة بحسم منذ منتصف القرن العشرين، تتعرض بشكل متزايد للانتهاك من حفنة فاعلين. ومن نقاط الضعف الخاصة في هذه الأعراف مسألة ترابطها، فعند انتهاك عرف، ولنقل إنه الخاص بالاختبار النووي، فإن العرفين الأخيرين ـ أي عدم الاستعمال وحظر الانتشار ـ قد يتهددان أيضا. ومن ثم فرفض عرف نووي واحد قد يؤدي إلى رفض كامل النظام النووي.

في ظل بيئة الأمن المتدهور المشهودة خلال السنوات الأخيرة، أشار زعماء العالم وخبراء نوويون إلى أن الأعراف الثلاثة قد تتعرض لمزيد من التحدي. في أكتوبر 2022، قدرت أوساط المخابرات الأمريكية أن مخاطرة استعمال سلاح نووي في أوكرانيا قد ترتفع إلى 50% في غمضة عين عمليا. وصرح روبرت فلويد السكرتير التنفيذي لمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية أن «التقدم ينطوي على مخاطرة بالتفكك في غياب حظر ملزم قانوني للاختبارات النووية». وبرغم أن أغلبية الدول (187) وقعت معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وتراعي العرف الرافض للاختبارات النووية، فالمعاهدة لم تدخل بعد حيز التفعيل لأن بعض الدول القادرة نوويا لم تصدّق بعد عليها نظرا لاعتبارات استراتيجية وتكنولوجية، منها مخاوف من أن التحقق من الالتزام سوف يكون صعبا وأن بعض الدول الموقعة قد لا تلتزم ببنود المعاهدة.

إذا ما استمرت الأعراف النووية في الانهيار، قد يصبح العالم أشد خطورة. فقد يؤدي المزيد من إجراء الاختبارات النووية على سبيل المثال إلى نتائج إنسانية وبيئية مدمرة. ولكي تلقوا نظرة خاطفة على أمثال هذه الآثار، تذكروا أن الاختبار الأمريكي لسلاح نووي شديد التأثير في عام 1954 على جزيرة بيكيني أتول وهي من جزر مارشال قد أدى إلى تبخر ثلاث جزر وتلويث خمس عشرة جزيرة أخرى أو أكثر، وتسبب في ظهور أورام الغدة الدرقية بين السكان. ووسط عدد متزايد من الصراعات الإقليمية، قد تكون العواقب المترتبة على عالم خال من المحرمات النووية والأعراف المناهضة لاستعمال الأسلحة النووية عالما أشد كارثية.

العمل المتناغم

بسبب اتساع نطاق الفاعلين الذين يتحدون النظام الدولي يكتسب الحفاظ على الأعراف المحيطة بالأسلحة النووية مزيدا من الأهمية. منذ أن أصر الرئيس الصيني شي جينبنج في عام 2014 على أن الصين في ظل قيادته تنافس على مستقبل النظام الدولي، وتحدي التحالفات والمؤسسات والمبادئ التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة لتشكيل النظام الدولي. وقبل عقد من الزمن، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا إلى نظام عالمي جديد أكثر تماشيا مع مصالح روسيا. وفي أغسطس 2024، وقع قرارا بـ»تقديم الدعم لأي أجانب يريدون الهروب من المثل النيوليبرالية المفروضة في بلادهم والانتقال إلى روسيا». وتزداد الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا تمكينا لبعضها البعض في «محور القلالقل» بحسب ما ذهب إليه أندريا كيندول تيلور وريتشارد فونتان في مجلة فورين أفيرز حيث يكتسب «التعاون المتزايد بين الدول الأربع دافعه من معارضتها المشتركة للنظام العالمي الخاضع للسيطرة الغربية، وتضرب جذور هذا العداء في اعتقاد هذه الدول بأن النظام لا يوليهم المكانة أو الحرية اللتين تستحقهما».

هذه القوى الأربع عازمة على تحدي الأعراف النووية الثلاثة الكبيرة. وهي تعتمد على الأسلحة النووية ـ وشبح هذه الأسلحة ـ في تحقيق أغراضها الإقليمية والإستراتيجية. وهي كلها على استعداد لتقويض النظام النووي لعمل ذلك. فقد هددت كل من روسيا وكوريا الشمالية باستعمال الأسلحة النووية في السنوات الأخيرة. وصرح بوتين في فبراير 2024 أن الدول الغربية «لا بد أن تدرك أننا في روسيا لدينا أيضا أسلحة يمكن أن تصيب أهدافا في أراضيهم». وهدد الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون مرارا باستعمال الأسلحة النووية استعمالا استباقيا. والصين تسارع بتوسيع ترسانتها النووية مع معارضتها لمحادثات الحد من الأسلحة. وقد عارضت إيران العرف المناهض للانتشار النووي، مطورة عناصر أساسية لبرنامج أسلحة نووية يكذِّب مزاعم طهران بنواياها السلمية وصعب على الولايات المتحدة أن تكبحه منذ انسحابها في عام 2018 من الاتفاقية النووية التي استهدفت الحد من برنامج أسلحة إيران في مقابل تخفيف العقوبات. رفضت كوريا الشمالية أيضا القيود المفروضة على الانتشار النووي من خلال انسحابها من معاهدة حظر الانتشار النووي سنة 2003 وتطويرها بعد ذلك أسلحة نووية وتكنولوجيا صاروخية، فضلا عن اختباراتها النووية، وتحديها للعقوبات الدولية.

تتضافر دول في تحدي العرف المناهض للاختبارات النووية، وهو أضعف الأعراف النووية. وكان أوضح انتهاك في الفترة الأخيرة للأعراف الثلاثة هو الذي وقع باختبار كوريا الشمالية في 2017 لسلاح يشتبه في أنه سلاح نووي حراري. والأقل منه وضوحا وإن لم يقل أهمية هو تهديداتها المستمرة بالاختبار مرة أخرى. ولم يقتصر شأن هذه الأفعال على إظهارها التطورات في قدرات كوريا الشمالية النووية بل لقد كانت أيضا تحديا للإجماع العالمي المناهض للاختبارات النووية. وقد أشارت روسيا إلى عزمها استئناف الاختبارات النووية في خضم توترات جيوسياسية بارزة. ومن شأن استئناف دولة للاختبارات النووية ـ وبخاصة حين لا تكون هذه الدولة هي دولة كوريا الشمالية المنبوذة على نطاق واسع ـ أن يقوض العرف ويثر مخاوف بشأن سباق أسلحة جديد. وكل هذا التلويح بالسيوف النووية يثير خطر تحول حرب تقليدية إلى صراع نووي.

ويجدر بنا أن نلاحظ أن تحدي الأعراف النووية لم يقتصر على الحكام الطغاة، فقد خالفت الولايات المتحدة أيضا الأعراف العالمية بعدم تصديقها على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية سنة 1999، وكذلك فعل المستشارون السياسيون في كوريا الجنوبية حينما اقترحوا أن ينشئ بلدهم برنامج أسلحة نووية مستقلا.

على حافة الهاوية

النظام النووي في خطر، وما من بلد يمكن أن يحافظ عليه منفردا. لذلك يجب على الولايات المتحدة أن تعطي الأولوية لمجموعتين من الشراكات الدولية القادرة على تفعيل الأعراف النووية في هذه البيئة المترابطة. فأولا، يجب على واشنطن أن توسع علاقاتها مع بلاد في جنوب العالم كثير منها مستعد للشراكة في تحدي التمرد على الأعراف. والحق أن بلادا من قبيل المكسيك قد أعربت عن مخاوف من التآكل الحديث في النظام النووي ويشتمل ذلك على مخاطر الاستعمال النووي وزيادة أهمية الأسلحة النووية. وقد سعى كل من الرئيس الصيني شي ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى تحجيم بوتين، بتذكيرهما الرئيس الروسي بأن استعمال الأسلحة النووية في حرب أوكرانيا لن يكون مقبولا.

توفر تهديدات النظام النووي فرصة لتأسيس إجماع. إذ يجب أن تسعى البلاد إلى المزيد من المشاركة والحوار وتأسيس فهم أفضل لمختلف زوايا النظر إلى الأسلحة النووية على المستوى الإقليمي. فالدول ذات الأسلحة النووية على سبيل المثال ترى الأسلحة النووية ضرورة لأمنها، لكن دولا كثيرة لا تمتلك هذه الأسلحة وتراها تهديدات جذرية للسلام العالمي وتناصر نزعها تماما. وقد يستغرق تكوين الإجماع حوارات مزعجة حول المخاوف من عدم قيام الولايات المتحدة بواجباتها في النظام النووي، فهي ضمن حفنة دول وقعت معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية لكنها لم تصدق على المعاهدة. ومع ذلك، ينبغي أن يتمثل أحد أهداف هذه الحوارات في إظهار أن الدول التي تمتلك أسلحة نووية لا تتماثل جميعا، ولا ينبغي أن تلقى معاملة من الدبلوماسية الدولية بوصفها كتلة واحدة. فكثير من الدول غير النووية تساوي بين جميع ممتلكي الأسلحة النووية وتلومها على تآكل الأعراف النووية دونما انتباه إلى السلوكيات الأشد خطورة، من قبيل التلويح الروسي بالسيف النووي في أوكرانيا. وبوسع التعامل فرديا مع الدول النووية أن يساعد في التفرقة بين السلوكيات المسؤولة والسلوكيات عديمة المسؤولية ويفرض الضغط على الدول التي تقاوم فعليا النظام النووي.

الأولوية الثانية يجب أن تتمثل في تفعيل الشراكات مع حلفاء الولايات المتحدة في الناتو وفي منطقة المحيطين الهندي والهادئ لدعم الأعراف النووية القائمة. غير أن تحديا خاصا سوف يتمثل في أن خطوات تقوية أحد الأعراف قد تضعف العرفين الآخرين بشكل غير مباشر. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي ردع نووي للتصعيد إلى تقوية عرف عدم الاستعمال وعدم الانتشار لأن زيادة الأمن قد تقلل احتياج القوى غير النووية إلى تطوير قدرات نووية خاصة بها. في الوقت نفسه، قد يمثل عقبات للحد من الأسلحة ونزعها على المدى البعيد بزيادة أهمية الأسلحة النووية وقيمتها. ولهذا السبب، ينبغي أن تتبنى الولايات المتحدة وشركاؤها نهجا مزدوج المسار، أي دعم الردع ـ من قبيل تصريحات مسؤولي إدارة بايدن الأخيرة بأن الولايات المتحدة قد تضطر إلى توسيع خطط التحديث النووي ـ مع البحث عن حلول مبتكرة جديدة لتقليص الخطر النووي وتقوية الأعراف. فعلى سبيل المثال، قد تشجع الولايات المتحدة اليابان ـ وهي البلد الوحيد الذي عرف خراب الأسلحة النووية في الحرب ـ على تيسير الحوار بين الدول ذات الأسلحة النووية والدول غير النووية لصالح الحفاظ على الأعراف.

ولا بد أن تستمر الولايات المتحدة في الاستثمار في تحالفاتها، وتوسيع التزامها بالردع، والانخراط في حوار أمين مع كل من الدول النووية وغير النووية، وإيضاح المخاطر في حال استمرار الانزلاق القائم حاليا. فالنظام النووي ينهار حاليا في هدوء، وقد يؤدي خرق واحد لإحدى ركائزه إلى تقويض الركائز جميعا في كارثة محققة.

دورين هورشيج زميلة مشاركة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وباحثة مشاركة غير مقيمة في جامعة سنترال فلوريدا.

هيزر وليمز مديرة مشروع القضايا النووية وزميلة بارزة في برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وزميلة مشاركة في مشروع إدارة الذرة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد.

خدمة فورين أفيرز

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: معاهدة الحظر الشامل للتجارب النوویة الولایات المتحدة على سبیل المثال کوریا الشمالیة النظام الدولی النظام النووی برنامج أسلحة النوویة على غیر النوویة أسلحة نوویة النوویة فی نوویة على قد یؤدی من قبیل نووی فی فی عام

إقرأ أيضاً:

الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟

نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا يسلط الضوء على الاستراتيجيات التي يعتزم الجيش الأمريكي تطبيقها في السنوات القادمة لتطوير قدراته وتعزيز هيمنته، وأبرز الأسلحة التي ستكون تحت تصرف رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب خلال ولايته الثانية.

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب سيمتثل في البداية لميزانية الدفاع لسنة 2025، والمقدرة بـ865 مليار دولار، واستراتيجية الدفاع الوطني التي اعتُمدت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2022.

وترجح الصحيفة إجراء تعديلات جذرية في استراتيجيات الجيش الأمريكي خلال السنوات القادمة، استنادًا إلى دراسات وتجارب من أهمها تلك المتعلقة بالخبرة المكتسبة من الحرب الروسية الأوكرانية.



الردع الشامل للأعداء
أوضحت الصحيفة أن مسألة الردع الاستراتيجي تمثل أولوية بالنسبة لوزارة الدفاع الأمريكية، وأضافت أن البنتاغون يرى أن الأسلحة النووية ستكتسب في المستقبل القريب تأثيرا ردعيا لا يمكن لأي عنصر آخر من عناصر القوة العسكرية أن يحل محله.

لذلك يعتزم البنتاغون -وفقا للصحيفة- تحديث قدراته النووية الاستراتيجية والبنية التحتية الإنتاجية والقاعدة العلمية والهندسية.

وقد تم إنشاء معظم أنظمة الردع النووي في الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن العشرين وما قبل ذلك. وبعد عدة عمليات تحديث، من المنتظر أن تنتهي صلاحية جميع الأنظمة العاملة حاليًا في منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.

وحسب الصحيفة، تعتقد وزارة الدفاع الأمريكية أن إعادة تمويل المنصات النووية وأنظمة التسليم وأنظمة الدعم المرتبطة بها سوف تتطلب استثمارات كبيرة على مدى العشرين عاماً المقبلة.

ومن المقرر أن يحل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" محل الصاروخ الباليستي العابر للقارات "مينتمان 3" والذي تم تطويره في سبعينيات القرن العشرين.

وحسب المطورين، سيحتفظ صاروخ "إل جي إم-35 إيه سينتنيل" بخصائص التكيف السابقة، مع توفير قدرات وأمان وموثوقية أكبر. كما سيتم استبدال صاروخ "إيه جي إم 86" الذي دخل الخدمة سنة 1982.

ومن المنتظر أن يتم تطوير الغواصة النووية الاستراتيجية "كولومبيا" لتعويض الغواصات النووية الاستراتيجية من طراز "أوهايو" انطلاقا من تشرين الأول/ أكتوبر 2030. وقد انطلقت أشغال بناء السفينة الأولى من هذا المشروع في أيلول/ سبتمبر 2020.

وأضافت الصحيفة أنه من المقرر تخصيص أموال إضافية للصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات من طراز "يو جي إم-133 ترايدنت 2". ومن المقرر أن تظل هذه الصواريخ في الخدمة مع البحرية الأمريكية طوال فترة خدمة الغواصات من طراز "أوهايو"، أي إلى أوائل أربعينيات القرن الحادي والعشرين، وهو الموعد المحدد لنشر أولى الغواصات النووية من طراز كولومبيا.

كما دخلت القاذفات الاستراتيجية من طراز "نورثروب غرومان بي-21 رايدر" مرحلة الإنتاج الكامل في السنة المالية 2024. وتؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن هذه الطائرات، عند دخولها الخدمة، ستكون طائرات منخفضة التكلفة مجهزة بتقنيات متطورة. كما تؤكد وزارة الدفاع الأمريكية أن القاذفة ستشكل عنصرا رئيسيا في ترسانة مشتركة من الأسلحة التقليدية والنووية.

ومن المنتظر أن تحل مقاتلات "إف 35" القادرة على حمل الأسلحة النووية والعادية محل المقاتلات القديمة من الجيل الرابع، بما في ذلك "إف 15 إي"، وستكون مخصصًة لتنفيذ مهمات الردع النووية لحلف الناتو.

وقد حصلت بعض مقاتلات "إف-35 إيه" التي تمتلكها الولايات المتحدة وعدد من حلفائها الأوروبيين على شهادة القدرة التشغيلية النووية في بداية السنة المالية 2024.

التفوق الجوي
ذكرت الصحيفة أن المجمع الصناعي الدفاعي الأمريكي يستمر بالتركيز في المجال الجوي على تنفيذ مشروع "الجيل المقبل من الهيمنة الجوية"، والذي يقوم على نشر مجموعة كاملة من الأنظمة المتصلة، والتي يمكن أن تشمل المقاتلات والطائرات المسيرة والأقمار الصناعية ومنصات الفضاء الإلكتروني.

في هذه المرحلة، يتمثل الاستثمار الرئيسي في الطائرة المقاتلة من طراز "لوكهيد مارتن إف-35 لايتنينغ الثانية"، والتي ستكون العمود الفقري للقوات الجوية.

في إطار برنامج "إف-35"، يتم تطوير وإنتاج وتوريد ثلاثة أنواع من مقاتلات الجيل الخامس الضاربة، وهي النسخة التقليدية للإقلاع والهبوط "إف-35 إيه" والمخصصة لسلاح الجو، ونسخة الإقلاع القصير والهبوط العمودي "إف-35 بي" لمشاة البحرية، و"إف-35 سي" الخاصة بالقوات البحرية.

وفقًا للبنتاغون، فإن خاصية التخفي التي تتميز بها طائرة "إف-35"، وأجهزة الاستشعار المتطورة والتكامل الوظيفي الذي يسمح بتبادل المعلومات بشكل سلس، كلها مميزات تجعل هذه الطائرة أذكى وأكثر فتكًا وقدرة على الصمود في ساحات المعارك.

كما يستمر تمويل نظام الطائرات المسيرة التابع للبحرية الأمريكية من طراز "بوينغ أم كيو-25 ستينغراي"، التي ستوفر لوزارة الدفاع ناقلة وقود مسيرة من شأنها مضاعفة القوة الضاربة لجناح حاملة الطائرات مع توفير المراقبة البحرية.



وأضافت الصحيفة أن ميزانية السنة المالية 2025 تتضمن أيضًا شراء طائرة نقل من طراز "بوينغ كيه سي-46 بيغاسوس"، والتي ستحل محل الناقلات القديمة. كما تتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويل جهود القوات الجوية الأمريكية لاستبدال أسطول طائرات الإنذار المبكر المحمولة جوا من طراز "بوينغ إي 3 سينتري" بأخرى من طراز "بوينغ 737".

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة خصصت مبالغ لتمويل مختلف أنظمة الحرب الإلكترونية. بالإضافة إلى التعديلات الحالية على طائرة الحرب إلكترونية من "بوينغ إي إيه-18 جي غرولير"، فإن جهاز التشويش من الجيل القادم سيضمن إمكانيات متقدمة في مجال الهجوم الإلكتروني الجوي ضد رادارات الدفاع الجوي المتقدمة.

وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 أيضًا تخصيص أموال لتعزيز قدرة نظام التحذير في طائرة "إف-15 إيغل"، ونظام الإجراءات الإلكترونية المضادة المتكامل في طائرة "إف/إيه-18 هورنت".

التفوق على الأرض
وقالت الصحيفة إن وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لاتخاذ القرار النهائي بشأن الصورة المستقبلية والهيكل التنظيمي للقوات البرية الأمريكية في سنة 2040 خلال العامين المقبلين.

وتخطط المؤسسة العسكرية الأمريكية لمعرفة ماهية ساحات المعارك والبيئة التشغيلية في المستقبل المنظور، ومما لا شك فيه أن هذه الدراسات سوف تتأثر إلى حد كبير بالخبرة القتالية المكتسبة من النزاع المسلح في أوكرانيا، وفقا للصحيفة.

ويعد مشروع التقارب التابع للجيش الأمريكي، والذي انطلق في 2020 ويهدف إلى تحسين قدرات الجيش، منصة للقيام بهذه التجارب.

ينص المشروع على استبدال الدبابات التقليدية بدبابات روبوتية ونقل جزء كبير من الأعمال العسكرية الشاقة، وخاصة المهام عالية المخاطر، إلى الآلات والروبوتات بدلاً من الجنود. وقد خصصت ميزانية 2025 حوالي 13 مليار دولار لتحديث الأسلحة والمعدات العسكرية للجيش الأمريكي وسلاح مشاة البحرية، بما في ذلك المركبات المدرعة متعددة الأغراض ومركبات القتال البرمائية ومركبات المشاة القتالية.

الهيمنة في البحار والمحيطات
تتضمن طلبات الميزانية للسنة المالية 2025 تخصيص 48.1 مليار دولار للاستثمار في القوة البحرية الأمريكية، ببناء ست سفن جديدة، بينها غواصة نووية متعددة المهام من طراز "فيرجينيا"، ومدمرتين من فئة "آرلي بيرك" مزودة برادار متطور، وسفينة إنزال من فئة "سان أنطونيو"، وسفينة إنزال متوسطة الحجم.

وتتضمن ميزانية السنة المالية 2025 تمويلًا إضافيًا لبناء حاملات طائرات جديدة تعمل بالطاقة النووية من فئة "جيرالد فورد" و"يو إس إس جون إف كينيدي"، المقرر تسليمها إلى البحرية في 2025، و"يو إس إس إنتربرايز" المقرر دخولها الخدمة في 2028، فضلا عن حاملة أخرى من فئة "يو إس إس دوريس ميلر".

ومن المقرر وضع حجر الأساس للناقلة "دوريس ميلر" في كانون الثاني/ يناير 2026، وإطلاقها في تشرين الأول/ أكتوبر 2029، ودخولها الخدمة في 2032.

ما المتوقع من ترامب؟
وذكرت الصحيفة أن من المتوقع تخصيص حوالي 143.2 مليار دولار للبحث والتطوير والاختبار والتقييم، ويشمل ذلك الاستثمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الجيل الخامس ومختلف أنواع التجارب.



ومن المنتظر تخصيص 17.2 مليار دولار للعلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك الاستثمارات في البحوث الأساسية بقيمة إجمالية تبلغ 2.5 مليار دولار.

وحسب البنتاغون، تتيح هذه الإجراءات للقوات المسلحة الأمريكية تحقيق مزايا مستدامة في إدارة العمليات العسكرية.

وختمت الصحيفة أنه من المستبعد أن يتخذ الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أي قرارات في المستقبل القريب بمراجعة البرامج والتمويلات المعتمدة سابقا لتطوير قدرات الجيش الأمريكي.


مقالات مشابهة

  • عراقجي: ايران لن تسعى لامتلاك الأسلحة النووية او تطويرها
  • عراقجي يطالب بوقف "وعظ" إيران حول الأسلحة النووية
  • عراقجي يطالب بوقف "وعظ" إيران حول الأسلحة النووية
  • عراقجي: التزام طهران بالنظام العالمي لعدم انتشار الأسلحة النووية واضح للجميع
  • ظريف: لو رغبت إيران في إنتاج الأسلحة النووية لفعلت ذلك
  • إيران: لو أردنا إنتاج الأسلحة النووية لفعلنا ذلك
  • تحذيرات دولية لإيران من استغلال اليورانيوم في صناعة الأسلحة النووية
  • الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إيران إلى التخلي عن الأسلحة النووية
  • أمريكا تدرس 3 استراتيجيات لمنع إيران من الأسلحة النووية
  • الترسانة النووية للرئيس الـ47.. ما الأسلحة التي يستطيع ترامب أن يهدد بها العالم؟