الخوصر.. نهر آشوري عراقي يعود للحياة
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
يشهد نهر الخوصر في الموصل بالعراق أعمال تطوير وتنظيف واسعة استغرقت 18 شهرا، تم خلالها رفع أكثر من نصف مليون متر مكعب من الأنقاض والمواد العضوية والترسبات، فضلا عن إكساء جنباته بالأحجار وإعادة تأهيل سياجه.
ويعد نهر الخوصر الآشوري من أقدم القنوات الإروائية في الموصل، وحفره الآشوريون في الألفية الثانية قبل الميلاد، ويمتد لمسافة 14 كيلو مترا.
وبعد أعمال التطوير، عاد النهر إلى وضعه الطبيعي كممر مائي يصب في نهر دجلة بعد أن كان مكبا للنفايات على مدى العقود الأربعة الماضية.
وقال المهندس المشرف على مشروع تأهيل نهر الخوصر، عوف عبد الكريم، لـ"الحرة" إن "الجهة المنفذة والمستفيدة من المشروع هي مديرية الموارد المائية بعد تخصيص الحكومة ستة مليارات دينار عراقي، أي ما يعادل أربعة ملايين دولار أميركي، لإعادة الحياة إلى هذا النهر القديم".
وأضاف عبدالكريم أن السلطات الرسمية قررت تخصيص مبالغ إضافية لإنشاء قناة ترفد نهر الخوصر بالمياه من سد الموصل بواقع ثمانية متر مكعب بالثانية عن طريق مشروع ري الجزيرة الشمالي لكي يكون واجهة سياحة لمدينة الموصل.
ونظرا لأهمية النهر البيئية والتاريخية، قررت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية دعم المنظمات المحلية المعنية بالبيئة والتي أطلقت حملة طويلة الأمد لمطالبة السلطات بإعادة الحياة إلى "الخوصر".
ومن جانبه، أشاد عضو مؤسسة مثابرون للخير والتنمية والبيئة، أنس الطائي، في حديثه لـ "الحرة"، باستجابة رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، للتوصيات والمخرجات التي أثمرت عنها الحملة لتقليل التلوث وتحجيمه وفق القانون العراقي للحفاظ على البيئة.
وتحمل إعادة تأهيل الخوصر فوائد بيئية عديدة، إذ سيساهم تنظيف النهر في تحسين نوعية المياه وتقليل التلوث، ما يعزز من التنوع البيولوجي ويعيد الحياة البيئية إلى المناطق المحيطة بالنهر.
كما يهدف مشروع التطوير إلى تقليل مخاطر الفيضانات التي كانت تشكل تهديدًا متزايدًا للمدينة في مواسم الأمطار. وستساهم هذه العمليات أيضًا في الحفاظ على النظام البيئي للمدينة، ما يعزز من استدامة الموارد الطبيعية.
وأكد مدير إعلام مديرية البيئة في نينوى، نشوان شاكر، لـ "الحرة" أن دائرته تراقب مصبات النهر في حوض نهر دجلة وألزمت المشافي والمصانع والشركات التي تنتشر على جانبي النهر بوضع محطات لمعالجة النفايات والترسبات والمواد الملوثة، في إطار جهود منعها من سكبها في نهر الخوصر كما كان في السابق.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
طبيب أمريكي: نظرتي للحياة تغيرت بعد عودتي من غزة
#سواليف
قال #الطبيب_الأمريكي من أصول باكستانية #طلال_علي_خان، الذي عمل لفترة بقطاع #غزة في ظل #حرب_الإبادة الإسرائيلية، إن نظرته للحياة تغيرت جراء ما شاهده من أهوال في القطاع، وإن هموم الحياة وضغوطاتها لم تعد تمثل له شيئا بعدما رأى مآسي الفلسطينيين.
علي خان استشاري أمراض الكلى في فريق الطوارئ الطبية التابع للجمعية الطبية الفلسطينية الأمريكية، يعمل كأستاذ مساعد في جامعة أوكلاهوما، وخدم #المرضى #الفلسطينيين في #مستشفيات غزة في الفترة ما بين 16 يوليو/ تموز- 7 أغسطس/ آب الماضي.
وفي حديث للأناضول، أوضح خان أنه “ذهب إلى قطاع غزة تحت مظلة الأمم المتحدة لتقديم الخدمات الطبية للمرضى الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف سيئة للغاية”.
مقالات ذات صلة ستة أسباب تُحتِّم على “الضمان” الاهتمام بمتقاعدي الشيخوخة 2024/11/24وأضاف أن “الأطباء والعاملين في القطاع الصحي بغزة يواجهون #مخاطر كبيرة وسط #الهجمات #الإسرائيلية العشوائية”.
وأردف علي خان: “غزة مكان يستهدف فيه العاملين في مجال الرعاية الصحية، والعديد منهم تعرضوا للاستهداف الإسرائيلي أكثر من مرة”.
وذكر خان أنه “رغم ذهاب الأطباء إلى غزة تحت مظلمة الأمم المتحدة، إلا أنهم يواجهون مخاطر كبيرة طيلة بقائهم في القطاع بسبب القنابل التي تسقط في كل مكان يمينا ويسارا من وقت لآخر دون تمييز”.
وأشار علي خان إلى أن “مستشفى الشفاء في غزة تم تدميره وحرقت وحدات غسيل الكلى في الهجمات الإسرائيلية، حيث كان القسم يدعم حوالي 450 مريضا قبل الحرب”.
والثلاثاء، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي أعدم 1000 طبيب وممرض في القطاع منذ بدء الإبادة، ودمر عشرات المستشفيات.
نظرتي للحياة تغيرت
وأوضح خان أن غزة بالنسبة له “تعني المقاومة والعزيمة وأن سكانها الفلسطينيون هم أناس مميزون أكثر مما كان تخيله”.
ولفت إلى أن “نظرته للحياة تغيرت بعد عودته من غزة”، مبينا أن “ضغوطات الحياة وهمومها باتت لا تمثل شيء بالنسبة له بعد ما رآه من الكوارث والصعوبات التي يعيشها سكان غزة”.
وقال علي خان إنه تأثر ذات مرة بأخلاق وكرم أحد المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج، حيث قدم له كأسا من الشاي تعبيرا عن شكره لتطوعه في علاج المرضى، مضيفا “هؤلاء الناس ليس لديهم شيء ليقدموه، لكن قلوبهم كبيرة جدا”.
المدارس والمساجد أكثر الأماكن استهدافا
وأشار علي خان، إلى أن الجيش الإسرائيلي “يتعمد استهداف المدارس والمساجد والمكتبات بشكل وحشي”، ولفت إلى أن “الدمار الذي شاهده لم يشهده من قبل في أي مكان آخر”.
وقال إنه “شهد خلال وجوده في غزة استهداف الجيش الإسرائيلي في أغسطس الماضي، للمدارس حوالي 16 مرة ما أسفر عن وقوع مجازر نتيجة وجود النازحين فيها”.
وأضاف: “لم أر مسجدا واحدا بقي سليما في غزة”.
وحول عزيمة الفلسطينيين في مواصلة الحياة رغم الحرب قال علي خان: “رأيت أطفالا في الخيام يذهبون إلى أماكن مؤقتة وتقوم النساء فيها بتعليم القرآن الكريم وتوفير التعليم للتلاميذ”.
وتابع: “من دواعي سروري للغاية أن أرى هؤلاء الناس ما زالوا صامدين ومصممين على المضي قدما ومواصلة الحياة”.
وتسببت الإبادة الجماعية بغزة في إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة، وتوقف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.