إلياس حنا: غارات إسرائيل العنيفة على لبنان تخدم إستراتيجيات نتنياهو
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن الغارات الإسرائيلية العنيفة على لبنان، التي شهدت تصعيدًا ملحوظا في الأيام الأخيرة، تأتي في إطار إستراتيجية جديدة تبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضح حنا، في تحليل للمشهد العسكري، أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى "شرعنة" التصعيد العسكري في الشمال، وإضعاف قدرات حزب الله اللبناني.
ونفذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 100 غارة على لبنان اليوم السبت، في تصعيد هو الأعنف منذ بدء المواجهات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقد استهدفت هذه الغارات مناطق واسعة في جنوبي لبنان، بما في ذلك أعالي البقاع الغربي ومناطق في مجرى الليطاني والعيشية والنبطية وميس الجبل ومحيطها.
عدم التقدموأوضح حنا أن هذا التصعيد يأتي في وقت يسعى فيه نتنياهو إلى كسر حالة "نقطة عدم التقدم" في الساحة العسكرية، في حين يحاول حزب الله الحفاظ على الوضع الراهن والاستمرار في إستراتيجية الاستنزاف لمدة طويلة، مع ربط الموقف بالأوضاع في قطاع غزة.
وحول اتساع نطاق الغارات الإسرائيلية لتصل إلى مناطق شمال نهر الليطاني، أوضح حنا أن ذلك يهدف لخدمة إستراتيجية نتنياهو، التي تشمل شرعنة التحرك العسكري شمالاً، وتهيئة الظروف لعودة النازحين الإسرائيليين، بالإضافة إلى محاولة تقليص قدرات حزب الله العسكرية.
وأضاف حنا أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الإستراتيجية إلى تحضير الأرضية لسيناريو عسكري أوسع في لبنان، مشيرًا إلى أن هذا النهج يتبع الأساليب الغربية والإسرائيلية التقليدية في التمهيد للعمليات العسكرية الكبرى عبر القصف الجوي المكثف.
وفيما يتعلق برد حزب الله على الغارات الإسرائيلية، والذي تمثل في إطلاق عشرات صواريخ الكاتيوشا على مواقع عسكرية في الجليل والجولان المحتل، أكد حنا أن الحزب لا يزال يحتفظ بقدراته العسكرية رغم محاولات إضعافه.
وأشار إلى أن الحزب يركز حتى الآن على استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية دون المساس بالأهداف المدنية أو البنى التحتية غير العسكرية.
رسالة حزب اللهوأوضح الخبير العسكري أن استهداف حزب الله للطرق السريعة، مثل الطريق 89 بالقرب من عين زيتيم في الجليل الأعلى، يحمل رسالة مفادها أن الحزب قادر على ضرب طرق المواصلات الإسرائيلية إذا قررت إسرائيل التحرك للمناورة أو الهجوم، وهو أمر يعتبره حنا "مهمًا جدا للمرحلة القادمة".
وتطرق حنا إلى أهمية بعض المواقع التي استهدفها حزب الله مثل منطقة نفح، موضحًا أنها تضم قواعد تنصت إسرائيلية على حزب الله، بالإضافة إلى وجود سرية جديدة أرسلها جيش الاحتلال للاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية عن تحركات الحزب.
وحول فعالية الدفاعات الإسرائيلية في مواجهة صواريخ حزب الله، أشار حنا إلى أن نجاح العديد من الرشقات الصاروخية في الوصول إلى أهدافها، رغم وجود منظومة القبة الحديدية، يدل على أن الحزب قد تعلم من التجارب السابقة وتمكن من تحديد نقاط الضعف في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
وأوضح الخبير العسكري أن حزب الله يتبنى إستراتيجية الدفاع الإستراتيجي مستفيدًا من تحضيراته الميدانية والبيئية، في حين تفضل إسرائيل الهجوم الإستراتيجي.
ويرى حنا أن عودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم يبقى أمرا صعب التحقيق في ظل استمرار قدرة حزب الله على إطلاق الصواريخ لمسافات تلبغ 300 كيلومتر، حتى لو نجحت إسرائيل في التوغل لمسافة 10 أو 20 كيلومترًا داخل الأراضي اللبنانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله أن الحزب حنا أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تطلب من إدارة ترامب الإبقاء على مواقع استيطانية في جنوب لبنان رغم اتفاق الانسحاب
لبنان – أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تضغط على تل أبيب للانسحاب من جنوب لبنان امس الأحد، فيما يطلب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو البقاء في 5 مواقع.
وقالت القناة 13 الإسرائيلية إنه في غضون أربعة أيام، من المفترض أن يصبح اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال هدنة دائمة، ومن المفترض أن يقوم الجيش الإسرائيلي بإجلاء جميع قواته من جنوب لبنان.
وذكرت أن نتنياهو طلب من إدارة ترامب الموافقة على الإبقاء على خمس بؤر استيطانية إسرائيلية في جنوب لبنان، وسيجتمع مجلس الوزراء اليوم الخميس لمناقشة هذه القضية، مشيرة إلى أن الطلب قد تم تقديمه من خلال أحد مساعدي نتنياهو، رون ديرمر.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن هذه النقاط الاستيطانية الخمس الاستراتيجية تشكل حاجزا بين سكان الشمال وسكان جنوب لبنان.
وحسب القناة، فإن تل أبيب تبرر طلبها هذا بأن الاتفاق لم ينفذ بالكامل، وأن الجيش اللبناني لم ينتشر في المنطقة.
وأشارت إلى أن هناك عددا غير قليل من العناصر في المؤسسة الأمنية الذين يعتقدون، مثل نتنياهو، أنه يجب البقاء في جنوب لبنان، ولكن بشرط موافقة إدارة ترامب فقط.
يذكر أنه في 27 نوفمبر 2023، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي حيز التنفيذ، بعد شهور من عمليات عسكرية متبادلة بين الطرفين.
وأهم بنود الاتفاق تنص على:
تتوقف إسرائيل عن “تنفيذ أي عمليات عسكرية ضد الأراضي اللبنانية، بما في ذلك استهداف المواقع المدنية والعسكرية، ومؤسسات الدولة اللبنانية، برا وبحرا وجوا”. وتوقف كل الجماعات المسلحة في لبنان (أي حزب الله وحلفائه) عملياتها ضد إسرائيل. ينسحب الجيش الإسرائيلي تدريجيا من جنوب لبنان، ويكمل انسحابه في أجل لا يتعدى 60 يوما. كما تضمن الاتفاق نصوصا تحفظ حق لبنان وإسرائيل في الدفاع عن النفس. ينسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، الذي يبعد نحو 30 كيلومترا شمالي الحدود مع إسرائيل. ينشر الجيش اللبناني قواته في جنوب الليطاني (نحو 10 آلاف جندي) بما يشمل 33 موقعا على الحدود مع إسرائيل.المصدر: “القناة 13” + RT