منذ باكورة الصباح، يهم المزارعون من منازلهم متجهين للحقول سعياً وراء الرزق ولقمة العيش، خلال موسم حصاد البلح بألوانه الأحمر والأصفر والأسود، الذى يبدأ مع نهاية شهر أغسطس وأول سبتمبر من كل عام، ويعتمد عليه أهالى مدينة «ميت غمر» التابعة لمحافظة الدقهلية.

عدسة «الوطن» وثقت مراحل موسم حصاد البلح وطقوس الفلاحين فى جنى ثماره من النخيل، مروراً برحلة تصنيعه وتصديره.

ربما تعتمد الأسر البسيطة داخل المدينة على هذا الحصاد، حيث يعمل به الكثير خاصة السيدات والأطفال، يداً بيد مع المزارعين الرجال، حيث يُقسمون أنفسهم كلُ له طبيعة عمل حتى تكتمل عملية الحصاد والجنى على أكمل وجه، وروى الشاب عبدالحميد على أحمد، الذى ورث تلك المهنة أباً عن جد، مراحل الحصاد، وما يواجهه من متاعب وصعوبات.

مهنة البلح وراثة أبا عن جد

«وعيت على الدنيا لقيتها مهنة أجدادى وأمى كملت مسيرة أبويا بعد ما مات»، هكذا تحدث المزارع الثلاثينى، عن مهنة حصاد البلح، مضيفاً: «الموسم بيراضى الناس كلها وبيسترزقوا منه، علشان يعيشوا هما وأولادهم».

يمر حصاد البلح بعدة مراحل مترابطة ومتجانسة واحدة تلو الأخرى، فالبداية من «التقليم»، التى يتم من خلالها التخلص من سباط بلح العام الماضى، ويليها «التطليح»، الذى يبدأ فى شهر فبراير من كل عام، مروراً بمرحلتى «التقويس والتدنية»، وهنا يتأهب المزارعون لوضع المحصول فى سلال من الخوص، بعد جنيها من فوق النخل.

«حيانى يا بلح حيانى.. والبلح طرح»، على نغمات تلك الأغنية الشهيرة للمطربة سعاد منصور، التى تعود لعام 1985، يبدأ المزارعون فى جنى ثمار البلح من على النخل، لتكون تلك الطقوس الخاصة بهم لإنجاز مهامهم دون الشعور بالملل أو بمشقة: «بنختار الوقت اللى مفيهوش ندى، لما الشمس بتكسر، خاصة فى شهر أمشير لأن العامل الجوى بيساعد النخل على النضج بشكل أسرع».

تعمل السيدة الستينية «زينب» والدة الشاب «عبدالحميد» يداً بيد معه ومع شقيقه الذى يشاركه فى أعمال جنى ثمار البلح، فكل مهمتها هى تنظيف البلح بعد قطفه، لإزالة الطين والجريد منه، ثم تضعه فى أقفاص أو براميل حتى ينتقل للمرحلة التى تليها.

مخاطر و طرق للحماية

وعن كيفية تجنب المخاطر التى يمكن أن تواجه من يتسلق النخل الشاهق، قال «عبدالحميد»: «فى مطلع بطلع بيه مربوط على وسطى، علشان لو كانت النخلة مايلة وفيه هوا شديد، أقدر أحافظ على أمانى ومقعش على الأرض».

بعد الانتهاء من جنى الثمار، ينتقل المزارعون لمهمة أخرى وهى «التعبئة»، حتى يسهل بيعها لأصحاب المزارع والتجار والوكالات: «بنورد فى اليوم الواحد حوالى 5 طن، بيتم توزيعها على المدن والمصانع، والأرزقى بياخد على قده طن واحد».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: موسم حصاد البلح حصاد البلح موسم البلح ثمار البلح حصاد البلح

إقرأ أيضاً:

التجارة تعلن صرف مستحقات مزارعي محافظات كوردستان وكركوك ونينوى

التجارة تعلن صرف مستحقات مزارعي محافظات كوردستان وكركوك ونينوى

مقالات مشابهة

  • عودة سوبر دونالد
  • محافظ أسوان: حققنا معدلات إنجاز بملف التقنين واسترداد أراضى الدولة
  • حصاد ضعيف يهدد لقمة العيش.. هل ينجو اليمن من أزمة الغذاء؟
  • التجارة تعلن صرف مستحقات مزارعي محافظات كوردستان وكركوك ونينوى
  • الأولى من نوعها المفروضة على أحد طرفي الصراع.. خبراء يكشفون مدى فاعلية عقوبات مجلس الأمن الدولي ضد السودان
  • قانون الإيجار.. والسلام المجتمعى
  • وزبر في قمة الرياض
  • «الدولة الفلسطينية» فى مهب الريح!
  • منتخب مصر ضد المغرب.. مواجهة صعبة على "شط القناة"
  • انفجار محول كهرباء يحول مزغونه إلى جحيم ورئيس شركة الكهرباء يرفض صرف 100 متر كابلات