سرايا - في الوقت الذي تخوض فيه إسرائيل حربا في غزة، فتحت جبهة للتصعيد في الشمال حيث أخذت الهجمات على حزب الله شكلا جديدا، فيما تتنامى المخاوف من تصاعد الأزمة لتصبح حربا إقليمية.

إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، بجميع مستوياتها في البيت الأبيض ووزارتي الدفاع والخارجية، أعربت عن مخاوفها من التصعيد في الشرق الأوسط، داعية الجميع إلى التهدئة، ولكنها في الوقت ذاته أكدت استمرار دعمها لإسرائيل.



وأعرب مسؤولون أميركيون عن أملهم في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار قريبا، بما قد يدفع بتهدئة التوترات في المنطقة، بينما أشار وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى أن 90 في المئة من مقترحات وقف إطلاق النار تم الاتفاق عليها.

ويشكك محللون سياسيون من قدرة إدارة بايدن على التوصل لاتفاق قبل انتهاء ولايته، ليس لعدم جديتها في ذلك، بل بسبب أن إسرائيل تعمل وفقا لساعة زمنية مختلفة عما تعمل به واشنطن، إذا تريد الإدارة الأميركية الحالية تحقيق اتفاق قبل الانتخابات، بينما تود إسرائيل تحقيق أهدافها قبل أي شيء.

بعد انفجار آلاف من أجهزة اتصال كان يستخدمها أعضاء حزب الله، يومي الثلاثاء والأربعاء، وهي عملية خلفت 37 قتيلا و2931 جريحا، تكثف تبادل القصف منذ الخميس بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران.

"مماطلة نتانياهو وتلكؤ السنوار "
المحلل السياسي الأميركي، إيلان بيرمان، يرى أنه "من غير المحتمل أن تتمكن إدارة الرئيس بايدن من التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة قبل الانتخابات".

وقال في رد على استفسارات موقع "الحرة" إن "المسؤولين في البيت الأبيض متفائلون، لكن التوقعات أقل مما هي عليه"، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو "تلقى الكثير من الانتقادات، بسبب مماطلته السياسية في المفاوضات"، ناهيك عن التلكؤ من قبل "زعيم حماس، يحيى السنوار، الذي لا يعطي مؤشرات على الاستعداد لتسوية ذات مغزى".

وتمنح "العطلة البرلمانية في إسرائيل حتى النصف الثاني من تشرين الاول، نتانياهو مساحة أكبر للمناورة للتوصل إلى تسوية في الوقت الحالي، ناهيك عن القيود التي يضعها، ما ستعطي دفعة لتماسك ائتلافه"، ومع اقتراب الخريف، تتضاءل التوقعات في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، بحسب بيرمان.

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، الخميس، أن مسؤولين أميركيين يعتقدون حاليا أنه من المستبعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس قبل أن يغادر بايدن، منصبه في كانون الثاني.

المحلل السياسي العسكري الأميركي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، يختلف مع بيرمان، ويقول إنه "من الممكن بالتأكيد التوصل إلى وقف إطلاق النار خلال الأشهر الأربعة المقبلة".

ويرجح في حديثه لموقع "الحرة" أن عدم التنسيق "بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الهجمات الأخيرة، قد يأتي في إطار الحفاظ على سريتها، خاصة بعد فضيحة التسريبات الأميركية حيث جرى تداول وثائق سرية على منصة تواصل اجتماعي خلال العام الماضي" في إشارة إلى تسريبات "ديسكورد".

الأكاديمي والمحلل الجيوسياسي، عامر السبايلة، يوضح أن "إسرائيل استطاعت جر واشنطن وسياساتها نحو ساعتها الزمنية، إذ أصبحت أولوية عامل الوقت بعيدا عن غزة، لتتسع رقعة التصعيد نحو الجبهات الأخرى التي أهمها لبنان، خاصة بعد احتواء المشهد بالنسبة لها في الضفة الغربية، ليصبح التوصل للاتفاق هدفا بعيد المنال".

ويتابع في حديث لموقع "الحرة" أن "إدارة بايدن لن تستطيع وقف ما يحدث على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، من دون فكرة تأمين إسرائيل، إذ هناك محددات وأولويات أمنية من واشنطن تجاه إسرائيل".

وبدأت إسرائيل حربا على قطاع غزة منذ ما يقرب من عام، وخلال تلك الفترة تبادلت إطلاق النار مع حزب الله وتم إجلاء عشرات الآلاف من منازلهم على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

مراد بطل الشيشاني، مدير مجموعة "ريماركس" لتحليل العنف السياسي، قال إن "التوصل للاتفاق هي أُمنية لإدارة بايدن قبل انتهاء ولايتها، لاستخدامها وتوظيفها في الانتخابات الأميركية، ولكن بالنهاية كل من نتانياهو والسنوار يريدان تحقيق أهداف مختلفة ويعملان بحسب أولوياتهم".

ويضيف أن "نتانياهو يريد تحقيق إنجاز بالحرب والتصعيد على الجبهات المختلفة، على أمل استعادة جزء من شعبيته التي خسرها خلال السنوات الماضية كهدف شخصي، وإعادة الاعتبار لقوة الردع الإسرائيلية في المنطقة كهدف أكبر".

وقالت سابرينا سينغ، المتحدثة باسم البنتاغون، للصحفيين، الخميس: "أستطيع أن أقول لكم أننا لا نعتقد أن اتفاق (وقف إطلاق النار) ينهار".

وتحاول الولايات المتحدة والوسطاء من قطر ومصر منذ أشهر التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن هذه الجهود فشلت في جعل إسرائيل وحماس تبرمان اتفاقا نهائيا.

وهناك عقبتان من الصعب تجاوزهما على الأخص، الأولى هي طلب إسرائيل الاحتفاظ بقوات في محور فيلادلفيا "صلاح الدين" بين غزة ومصر، والثانية هي تفاصيل تبادل الرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.

وتقول الولايات المتحدة إن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة قد يخفف التوتر في الشرق الأوسط، وسط مخاوف من اتساع الصراع.

وطرح بايدن، في 31 ايار الماضي، اقتراحا لوقف إطلاق النار من ثلاث مراحل، وقال آنذاك إن إسرائيل وافقت عليه. ومع تعثر المحادثات، قال مسؤولون أميركيون منذ أسابيع إن اقتراحا جديدا سيطرح قريبا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الجمعة، إنه ليس لديه علم بأي إخطار من إسرائيل للولايات المتحدة قبل تنفيذ هجمات بيروت، مطالبا الأميركيين بشدة بتجنب السفر إلى لبنان أو مغادرته إذا كانوا هناك بالفعل.

وأضاف كيربي "الحرب هناك عند الخط الأزرق ليست حتمية، وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لمحاولة منعها"، وذلك في إشارة للحدود اللبنانية الإسرائيلية.

المسؤولون الأميركيون يشعرون "بالقلق بشكل مبرر بشأن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، واحتمال تورط إيران أيضا"، ولكن "هناك موافقة ضمنية من الإدارة الأميركية على إجراءات لا ترقى إلى مستوى الهجوم العسكري الشامل الذي يهدف لتقزيم قدرات حزب الله، أكان ذلك بالتنسيق مع واشنطن من عدمه"، وفق بيرمان.

ويشير إلى أن "شن حملة عسكرية كاملة على لبنان، هذه قصة أخرى، ستحتاج إسرائيل فيها لإبلاغ الولايات المتحدة ما إذا كانت تخطط لهجوم عسكري مستدام، لأن فرص تصاعدها إلى حرب إقليمية ليست ضئيلة".

عبر وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، الجمعة، عن قلقه من التصعيد بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية في مكالمته الهاتفية السادسة مع نظيره الإسرائيلي في أقل من أسبوع وحث على التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بین إسرائیل التوصل إلى حزب الله فی غزة

إقرأ أيضاً:

أول تعليق من الحوثيون على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان

#سواليف

علقت حركة “أنصار الله” #الحوثية على اتفاق وقف إطلاق النار بين #إسرائيل و #لبنان، مؤكدة أن ” #المقاومة_الإسلامية في لبنان ما زادت بتضحياتها الكبيرة إلا تجذرا وقوة وصلابة”.

وقال الناطق الرسمي باسم حركة “أنصار الله” محمد عبد السلام في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع “إكس”: “نحيي #الصمود العظيم لحزب الله والشعب اللبناني العزيز في مواجهة #العدوان_الإسرائيلي الغاشم، وبفضل هذا الصمود وتلاحم الشعب والجيش والمقاومة تمكن لبنان من اجتراح نصر جديد بصد هذا العدوان وإفشال أهدافه الخبيثة”.

وأضاف أن “‏المقاومة الإسلامية في لبنان ما زادت بتضحياتها الكبيرة إلا تجذرا وقوة وصلابة، وقد تألقت بعملياتها الجهادية التي تصاعدت كما ونوعا حتى فرضت على العدو الصهيوني وراعيه الأمريكي الذهاب نحو اتفاق وقف إطلاق النار، وبما يحفظ أمن وسيادة واستقلال لبنان”.

مقالات ذات صلة تقارير إعلامية تكشف خسائر إسرائيل على الجبهة اللبنانية 2024/11/27

وتابع ‏عبد السلام “نثق في خيارات المقاومة الإسلامية في لبنان ونعتقد أن قيادتها الحكيمة قد تمكنت من استعادة زمام المبادرة في وقت قياسي رغم الجراح الكبيرة التي أصابت جسم المقاومة خصوصا بعد اغتيال الأمين العام السيد حسن نصرالله”.

وأردف “العدو الإسرائيلي ما كان له أن يرضخ ويقبل بوقف إطلاق النار لولا اصطدامه بمقاومة صلبة لم تنكسر أمام جرائم الاغتيال الغادرة، وإنها مقاومة نهضت أشد شراسة وهي قادرة على خوض حرب استنزاف طويلة المدى وهو ما لا قدرة لكيان ضعيف هش أن يتحملها، وأنه في ضعفه وهشاشته أوهن من بيت العنكبوت حسب وصف الشهيد القائد السيد نصرالله”.

وذكر أن ‏”شهداء حزب الله هم شهداء قضوا على طريق القدس، وقد أبلى الحزب بلاء حسنا على هذا الطريق الشاق، وبقي متحملا جبهته الإسنادية لغزة وفلسطين رغم التخاذل العربي والإسلامي المشين والمعيب إلا ما ندر”.

وأشار عبد السلام إلى ‏أن الصراع مع العدو الصهيوني صراع “حتمي” والحروب معه هي “جولات في صراع سينتهي حتما بزواله”.

ومع حلول الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء، بتوقيت لبنان المحلي، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” اللبناني وإسرائيل الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيز التنفيذ، بعد أكثر من سنة على القتال بين الطرفين.

وأعلن جو بايدن مساء يوم الثلاثاء، أن إسرائيل ولبنان وافقا على وقف إطلاق النار في نزاع هو الأكثر دموية بين الجانبين.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان
  • أول تعليق من الحوثيون على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان
  • بايدن: سنلتزم مع الحلفاء بضمان تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان
  • بايدن : وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يبدأ الرابعة صباح اليوم الأربعاء
  • بايدن يؤكد: إسرائيل ولبنان وافقتا على وقف إطلاق النار
  • هل يتم اليوم اعلان وقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان (تقرير)
  • مسؤولون لأكسيوس: إسرائيل ولبنان على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
  • مسئولون لأكسيوس: إسرائيل ولبنان على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار
  • قصف متبادل هو الأعنف بين إسرائيل وحزب الله.. هل يكون تمهيدا لاتفاق؟
  • لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟