بداية لا أنكر الجهود الجبارة التى تبذلها الدولة لتطوير القرى الأكثر فقرًا واحتياجًا فى كل ربوع مصر، بل أشيد وأحيى النقلة النوعية التى تشهدها هذه القرى تحديثًا وتطويرًا ومد خدمات مياه الشرب والصرف الصحى، والنظافة العامة ونقل المواطن بها إلى حياة جديدة ضمن برنامج (حياة كريمة).
إلا أننى أقصد هنا معالجة الفوضى العارمة التى تشهدها معظم مدننا التاريخية وقرانا بسبب سوء الإدارة وانعدام الفكر الرشيد، وقصر فى التفكير فى حلول مبتكرة، وهى موجودة بلا جهد أو تفكير فى حل المعضلات.
أعرض أولًا للمشاكل ونوعيات الفوضى والعشوائية وأطرح الحلول.
مثال: مدينتى (منيا القمح شرقية)، أزورها كثيرًا فى المناسبات، فى طريقى إلى قريتى (شيبة قش)، ويحلو لى التجول فى شوارعها التاريخية أستعيد ذكريات سنوات الإعدادية والثانوية، هى مدينة تاريخية وتجارية ومهوى أبناء مراكز كفر شكر قليوبية وبلبيس ومشتول السوق وتوابعهم، تاريخيًا وتجاريًا، يتوقف بها معظم القطارات المتجهة إلى التل لكبير والإسماعيلية والسويس وبور سعيد والمنصورة ودمياط، ويخترقها فرع اننيل (بحر مويس) وحتى عهد قريب كان ميناء نهريًا للغلال الواردة من صعيد مصر اليها على مر السنين، ومنه اشتق اسمها (ميناء القمح- وحور إلى منية القمح – والآن منيا القمح.
زرتها الاثنين الماضى، فور هبوطى من القطار مع أذان الظهر، هالنى ما شاهدت من فوضى عارمة بمعناها الشامل، مزلقان السكة الحديد ممتلئ بالباعة الجائلين والبشر، شرق وغرب المزلقان مئات الباعة الجائلين، يتوسط المدينة أشهر شوارعها تجاريًا (القيسارية) حتى الإدارة الزراعية على مسافة لا تقل عن كيلو ونصف، الشارع لا يسمح للمارة بالمرور فيه لكثافة الباعة الذين يفترشونه، وطبعا المحلات الأساسية على جانبى الشارع واقف حالها.
أما الجانب الغربى من المزلقان ترى قمة الهرج والمرج والفوضى، والاستهتار والاستخفاف عندما تجد أن مبنى مجلس المدينة مطوق بخيم ومحلات خشبية ثابته فى نهر الميدان الشهير ميدان الشهيد، منها مخبز افرنجى ومحل عصير قصب ومحلات اخرى يتخطى عددها العشرين محلات، وأمام هذه المحلات باعة اخرين لنوعيات اخرى، والتوكتك، وسيارة نقل الأهالى من والى قراهم.
أما المؤلم حقًا ويدعو إلى الحسرة والرثاء أن الحرم الداخلى لمجلس المدينة نصيبت فى المراجيح وقعدات لباعة جائلين آخرين، حتى البرجولة الخشبية التى كانت مخصصة من عشرات السنين لفرق موسيقى الشرطة والموسيقى العسكرية فى المناسبات الوطنية وإسبوعيا للترفيه عن الناس طوقت بالباعة ولم يظهر منها سوى المظلة.
الحل المقترح: معظم الباعة جاءوا من القرى المحيطة بالمدينة، والزبائن من نفس القرى، لماذا لا نقيم أسواقًا حضارية فى هذه القرى يومين أسبوعيًا فى كل قرية، فوق الأماكن الفضاء بالقرى أعلى الترع والمصارف التى تمت تغطيتها بدلًا من تركها مرتعا للمواشى ومخلفاتها التى تلقى بها.. الأمر يحتاج ادارة حكيمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية اليوم خدمات مياه الشرب والصرف الصحى النظافة العامة برنامج حياة كريمة
إقرأ أيضاً:
مناشدة من طلاب الجامعة اللبنانية في القرى الحدودية
ناشد طلاب الجامعة اللبنانية في القرى الحدودية إدارة الجامعة اللبنانية "التعاطف مع واقعهم الصعب جراء الحرب التي أرخت في ظلها المدمر والدامي على المنطقة الحدودية بخاصة ولبنان بعامة ، واعفاءهم من دفع رسم التسجيل نظراً لقدراتهم المادية المحدودة وذلك من قبيل تقديم الدعم لهم للإستمرار بتحصيل علومهم الجامعية".