بوابة الوفد:
2025-01-22@16:05:12 GMT

متى بدأ الشر؟!

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

ما إن تُذكر كلمة "الشر" حتى تستدعى المخيلة كل ما هو سيئ وقبيح ومؤلم ومرعب انتهاءً برسم صورة لرمز الشر؛ أى "الشيطان أو إبليس أو لوسيفير أو بلعزبول أو عزازيل" أو أيًا ما كان يُطلق عليه فى الحضارات القديمة أو الأديان حيث بدأت البذرة الخبيثة لما نطلق عليه الشر.
قبل ظهور الأديان السماوية نجد أن الشر ورموزه حاضرة فى كل الحضارات القديمة على مدار التاريخ الإنسانى باختلاف أشكالها، فيطالعنا رمز الشر الفرعونى المتمثل فى الإله ست الذى قتل أخاه أوزوريس، وكذلك نجد رمز الشر الإله موت عند الفينيقيين، أما حضارات الأزتيك والمايا والهند والصين مثلًا فقد تمثل الشر لديها فى وجود آلهة متعددة يدور بينها وبين آلهة الخير الصراع المحتدم ما يلقى بظله على الإنسان الذى يختار مصيره فيما بينها، فيما تم اختزال فكرة الشر فى وجود إله واحد فقط للشر فى مواجهة إله الخير، أو الظلام فى مواجهة النور، فى حضارات دول آسيا بشكل خاص.

بينما نجد الشر وفق نظريات عقائدية وفلسفية أخرى هو مجرد طيف غير ذى شكل محدد أو روح يتمثل فيها الشر.
بالنسبة للديانات السماوية فنجد الشر فى التوراة ليست له بداية محددة، بل نقرأ عن «شياطين» من جند الإله «يهوه»، يرسلهم لتنفيذ مهام الإهلاك بحق المغضوب عليهم، كذلك يرسل أرواحًا شريرة تُسَلّط على مَن يخطئ فى حق الإله فتتلبسه وتصيبه بالجنون، من أبرزهم «عزازيل»، وهو شيطان عظيم الشأن عالى المكانة إلى حد أنه يقتسم مع «يهوه» قربان الخطيئة الذى يغسل بدمه خطايا الشعب اليهودى.
بينما يعزى الشر فى المسيحية إلى جوانب السلوك البشرى المخالفة للوصايا العشر والتى تمثل خرق أوامر الرب، فالمخلوقات بطبيعتها بما فيها الشيطان ليست شرًا، بل إنه ينتج عن سوء استخدام وتوجيه الحرية، فالشر لا يكمن فى الشىء نفسه لأن كل ما هو مخلوق من الله ليس شرًا إنما يتمثل الشر فى موقفنا تجاه هذا الشىء، وبالتالى يكون الإنسان سبب الشر لنفسه وللآخرين.
أما القرآن فيروى لنا عن إبليس، ذلك المخلوق النارى الذى كان أشد المخلوقات طاعة لله، والذى أدى به غروره وخيلاؤه اللذان واجه بهما الأمر الإلهى «اسجد» إلى عصيان الخالق ومن ثم غضبه عليه وإخراجه من النعيم ولعنه إلى الأبد، فتوعد الإنسان بأنه لن يعدم وسيلة لإغوائه حتى يلقى الهلاك، حينها فقط بدأت قصة الشر ولن تنتهى حتى قيام الساعة.
إذن، فوجود الشر مقرون بوجود الإنسان، وما يعتبره البعض معضلة فلسفية تناقض فكرة الإله الرحيم، يعتبره البعض الآخر -الأستاذ عباس العقاد مثلًا- فاتحة خير، إذ لم يكن للإنسان معرفة قيمة الخير إلا بمقاساته ألوان الشر بصوره المتعددة ولم يكن قادرًا على أن يفرق بينهما، فوجود الشر متمثلًا فى إبليس وضع آدم أمام أعظم اختبار وهى حمل الأمانة - "الحرية" - التى أبت الجبال أن تحملها، كى يعبد الله بإرادته المحضة، ومناط الحكمة الإلهية بأن يبلغ مخلوقه الطينى هذا - الإنسان - أعلى مراتب النورانية الإيمانية التى لم تبلغها الملائكة المطبوعة على الطاعة، فسبحان الخالق الحكيم.
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خارج السرب الحضارات القديمة الشر فى

إقرأ أيضاً:

3 من أبواب الخير فضلها عظيم في شهر رجب.. احرص عليها

يغفل الكثيرون عن 3 من أبواب الخير يعظم فضلها في شهر رجب، وهذه الثلاثة أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه فلا تغفلها في الأيام المقبلة.

أبواب الخير في شهر رجب

ورد ذكر أبواب الخير في الحديث الشريف الذي رواه الترمذي، فقد جاء عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، أخبرني بعمل يُدخلني الجنة ويباعدني من النار ، قال : ( لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسّره الله عليه : تعبد الله لا تُشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحجّ البيت ) ثم قال له : ( ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنّة ، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يُطفيء الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل ) ، ثم تلا : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } حتى بلغ : { يعملون } ( السجدة : 16 – 17 ) ، ثم قال : ( ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه ؟ ) ، قلت : بلى يا رسول الله . قال : ( رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ) ، ثم قال : ( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ ) قلت : بلى يا رسول الله . فأخذ بلسانه ثم قال : ( كفّ عليك هذا ) ، قلت : يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ ، فقال : ( ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم ؟ ).

وفي بيان أبواب الخير في شهر رجب فهي كالتالي:

1- الصوم في شهر رجب: صوم شهر رجب كاملًا جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، ولا إثم على من يفعل ذلك؛ لعموم الأحاديث الواردة في فضل التطوع بالصيام، ولم يُنقَل عن أحدٍ من علماء الأمة المعتبرين إدراج هذا فيما يُكْرَهُ صومه.

ونقلت دار الإفتاء الصحيح عند جمهور الفقهاء استحباب التنفل بالصيام في شهر رجب كما هو مستحب طوال العام، والصوم في رجب بخصوصه وإن لم يصح في استحبابه حديثٌ بخصوصه، إلا أنه داخلٌ في العمومات الشرعية التي تندب للصوم مطلقًا، فضلًا عن أن الوارد فيه من الضعيف المحتمل الذي يُعمل به في فضائل الأعمال.

2- الصدقة في شهر رجب: روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إذا ماتَ ابنُ آدَمَ انقَطَعَ عَمَلُه إلَّا مِن ثَلاثٍ: صَدَقةٍ جارِيةٍ، أَو عِلمٍ يُنتَفَعُ به، أَو وَلَدٍ صالِحٍ يَدعُو لَهُ».
ويقول الإمام الرافعي الشافعي: والصدقة الجارية محمولة عند العلماء على الوقف. والوقف هو: حَبسُ مالٍ معينٍ قابلٍ للنقل يمكن الانتفاعُ به مع بقاء عينه، وقطعُ التصرف فيه، على أن يُصرَف في جهة خير تقربًا إلى الله تعالى.

وعليه: فكل ما كان وقفًا يكون مصرفًا للصدقة الجارية كبناء المساجد والمدارس والمعاهد الدينية والجامعات والمستشفيات والمراكز الصحية ومراكز محو الأمية وبناء الجسور وشق الأنهار والترع واستصلاح الأراضي وبناء الحصون للدفاع عن الأمة، كل ذلك وأمثاله مما يُخرِجه الواقف عن ملكه إلى ملك الله تعالى، وتكون غَلَّته ورِيعه لجهات الخيرات المختلفة؛ يكون بنودًا لمصارف الصدقة الجارية.

3- قيام الليل في شهر رجب: صلاة الليل مِن أجَلِّ العباداتِ وأعظَمِهَا، وأفضلِ القرباتِ وأحسَنِها، وهي دأبُ الصالحين، وسبيل الفالحين، امتدَحَها وامتَدَح أهلَها ربُّ العالمين؛ فقال في مُحكم آياته وهو أصْدقُ القائلين: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ۝ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: 16-17].

قال الإمام الزَّمَخْشَرِيُّ في "الكشاف" (3/ 511-512، ط. دار الكتاب العربي): [﴿تَتَجَافَى﴾ تَرتفع وتَتَنَحَّى عَنِ الْمَضاجِعِ عن الفُرُش ومواضِع النوم، داعِين ربهم، عابِدِين له، لأجْل خوفهم مِن سَخَطِه وطَمَعِهم في رحمته، وهم المُتَهَجِّدُون. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تفسيرها: «قِيَاْمُ الْعَبْدِ مِنَ الْلَّيلِ».. والمعنى: لا تَعلم النُّفُوس -كلُّهنَّ ولا نَفْسٌ واحدةٌ منهنَّ لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ولا نبيٌّ مُرسَلٌ- أيَّ نوعٍ عظيمٍ مِن الثواب ادَّخَرَ اللهُ لأولئك وأَخْفَاهُ مِن جميع خلائقه، لا يَعلمه إلا هو مما تَقَرُّ به عيونُهم، ولا مَزيد على هذه العدة ولا مَطْمَحَ وراءها، ثم قال: ﴿جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ فحَسَمَ أطماعَ المُتَمَنِّين] اهـ.

ولَمَّا كان الليلُ يَنقسم إلى أجزاءٍ يَختص بعضُها بِمَزِيَّةٍ عن غيرها مِن الفضل والأجر، احتاج المسلم أن يعرف هذه الأوقات ابتغاءَ نَيْلِ بَرَكَتِهَا وإحيائها بالعبادة مِن القيام، والتهجُّد، وقراءة القرآن، والْذِّكْرِ، والدعاء وقت السَّحَرِ، والحرص على إيقاع الأذكار في أوقاتها المحبوبة، فإنَّ خيرَ الناس مَن يراعي الأوقات لأجْل ذلك؛ فعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللهِ الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالْأَظِلَّةَ لِذِكْرِ اللهِ» أخرجه مرفوعًا الأئمةُ: البيهقي في "السنن الكبرى"، والبغوي في "شرح السنة"، والطبراني في "الدعاء"، والحاكم في "المستدرك" ووثَّق إسناده.

قال زين الدين المُنَاوِيُّ في "فيض القدير" (2/ 448-449، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [«إِنَّ خِيَارَ عِبَادِ اللهِ» أي: مِن خيارهم «الَّذِينَ يُرَاعُونَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَالْأَظِلَّةَ» أي: يترصدون دخول الأوقات بها «لِذِكْرِ اللهِ» أي: لأجْل ذِكره تعالى مِن الأذان للصلاة ثم لإقامتها، ولإيقاع الأوراد في أوقاتها المحبوبة] اهـ.

مقالات مشابهة

  • 3 من أبواب الخير فضلها عظيم في شهر رجب.. احرص عليها
  • السيسي: يقظة القوات المسلحة والشرطة ووعي المواطنين ووحدتهم حائط الصد ضد أهل الشر
  • «الحرية المصري»: كلمة الرئيس في احتفالية الشرطة تكشف محاولات قوى الشر لزعزعة الأمن
  • الحرية المصري: يجب أن نستمع لكلمات الرئيس جيدًا ونحافظ على بلدنا من المشككين والأعداء
  • والدة الشهيد النقيب عمر القاضي: نقف وراء الرئيس السيسي للقضاء على أهل الشر
  • أثـر مـن عُمـان: إنليـل .. إلـه الهـواء
  • قبل مسلسل «الغاوي».. كم مرة قدم أحمد مكي أدوار الشر؟
  • صلاح ومرموش.. لا داعى للمقارنة!!
  • سيدة من غزة
  • نشأت أبو الخير يكتب يوحنا المعمدان أعظم مواليد الناس