إعلاميات وناشطات في حديت لـ(الأسرة): الإمام زيد .. ثورة وعي وبصيرة لكل الأحرار
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
إحياء ذكرى الإمام زيد -عليه السلام- هو إحياء لعلم من أعلام الهدى ورجل عظيم حمل راية الإسلام ورفع صوت الحق في زمن السكوت . ثورة الإمام زيد- عليه السلام- ثورة تصحيحية لواقع الأمة المأساوي -آنذاك- ولمواصلة طريق الرفض والخنوع والسكوت عن الحاكم الظالم. هذه المرحلة نحن بأمس الحاجة إلى أن نعود إلى مدرسة الإمام زيد -عليه السلام- وأن نتحرك التحرك الجاد ضد الطغاة والمستكبرين.
خلد التاريخ ثورته ومنهجه الذي سار عليه اليمنيون و انتصروا على اعتى تحالف عالمي . اليمنيون اكثر من اخذ الدروس والعبر من مظلومية الإمام زيد بالتولي الصادق والمطلق لآل البيت وأعلام الهدى والتزود من الوعي والبصيرة.
بعد خذلان الأمة للإمام الحسين عليه السلام في كربلاء والذي لم يكن إلا نتيجة الضلال الذي خيم عليها، فأكسب الأمة الذل والهوان في دفع الضيم عن انفسهم والدفاع عن دينهم كان ذلك سببا كبيرا في تسلط الظالمين على رقابهم واستمرار توارث الخلافة بين بني أمية المعروف عنهم حقدهم على الإسلام وأهله فعاثوا بهم الفساد خليفة بعد الآخر إلى أن وصل زمام الحكم لهشام بن عبدالملك ولم يكن بأقل ظلما وفجورا عن سابقيه إلا انه عاصر فترة الأمام زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب والذي كان اكثر شبها بجده الإمام علي حكمة وبلاغة وفصاحة وشجاعة، كان دائما يتوجه بالنصح للعلماء في ثورة وعي لهم وبصيرة واستبصار، بعدها أبى الظلم على أمة جده وثار ثورة جده الحسين تحت شعار (والله ما يدعني كتاب الله أن اسكت) و”من أحب الحياة عاش ذليلا” وناله من الخذلان ما نال جده الحسين ودخل المعركة بقلة قليلة من المناصرين، وقاتل حتى استشهد، ومن بعد دفنه اخرج جسده وصلب ثم احرق وذري في الرياح،
ظنا انهم بذلك سيمحون أثره إلا أن التاريخ خلد ثورته ومنهجه الذي سار عليه اليمنيون وبه انتصروا على أعتى تحالف عالمي.
وفي الاستطلاع الذى أجراه المركز الإعلامي بالهيئة النسائية في مكتب أمانة العاصمة صنعاء لـ “الثورة” مع عدد من الناشطات والإعلاميات والمثقفات حول ذكرى استشهاد الإمام زيد وأهمية إحيائها ..نتابع هذه اللقاءات:
الأسرة/ خاص
البداية مع الناشطة / هناء أبو نجوم المحاقري تقول:
الإمام زيد عليه السلام عاصر فترة حكم بني أمية، وهو قائد عظيم، علم من أعلام الأمة الإسلامية ونجم من نجوم الهداية ويربطنا بهم الاقتداء والاتباع والاهتداء والتمسك فهم القدوة والقادة، هم لنا الرموز، هم لنا النور الذي نستضي به في ظلمات الجهل والباطل والطغيان.
وأكدت المحاقري : أن الإمام زيد تحرك في نفس الطريق الذي تحرك به الإمام الحسين عليه السلام تحرك على أساس إقامة رسالة الله، إحياء دين الله ، هداية عباد الله ،إصلاح أمة جده متأسيا بجده المصطفى صلى الله عليه وسلم واله. أشارت المحاقري: إلى أنه تحرك من مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا المبدأ المهم الذي يترتب عليه تصحيح واقع الأمة من الداخل وتطهير ساحتها الداخلية من هيمنة المفسدين والجائرين، والظالمين والعابثين الطغاة ، لان التفريط والتقصير في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نتيجتها أن يسلط الأشرار من داخل الأمة يسطون عليها ويتحكمون بها ويعبثون بها بفسادهم فيسوء واقع الحياة .
وأضافت المحاقري: الإمام زيد هو من قال في رسالته الشهيرة، دعوته التي وجهها إلى العلماء (واعلموا أن فريضة الله تعالى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا أقيمت له استقامت الفرائض بأسرها هينها وشديدها).
ونوهت المحاقري: بأن هذه المرحلة بأمس الحاجة إلى أن نعود إلى مدرسة الإمام زيد عليه السلام وأن نتحرك التحرك الجاد ضد الطغاة والمستكبرين وان نواجههم في كل المجالات استجابة لتوجيهات الله وان نتحرك الحركة العملية في مواجهة أهل الباطل ويكون تحركنا في ان نقول مثل ماقال :(والله مايدعني كتاب الله أن أسكت ).
وشددت في سياق حديثها : انه لا يجوز أن نسكت على المنكر ..لا يجوز الجمود ولا الصمت على ما يعمل الظالمون من جرائم ومنكرات وإساءات لأن السكوت عليهم يساعد على طغيانهم .
سليل بيت النبوة
بدورها أوضحت الناشطة / غادة حيدر في حديثها ان الإمام زيد هو الإمام الأعظم الشهيد زيد ابن علي بن الحسين عليهم السلام جميعهم وهو حليف القرآن وسليل بيت النبوة ، أبوه الإمام السجاد زين العابدين علي ابن الحسين وجده الإمام الحسين سيد شباب وشهداء أهل الجنة بن الإمام علي ابن ابي طالب أمير المؤمنين عليهم السلام وهو حفيد الرسول الأعظم محمد ابن عبدالله وجدته السيدة فاطمة الزهراء بنت خاتم الأنبياء محمد صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين ، وقد عرف بعظمة شخصية القيادة وبمقامه العظيم على المستوى الثقافي والقيمي والأخلاقي والديني .
وذكرت حيدر أن الإمام زيد عليه السلام عاصر نظاماً هو الأبشع في تاريخ الإسلام وهو نظام الدولة الأموية التي استحكمت قبضتها على سدة الحكم بعد فاجعة كربلاء وكلنا يعرف انه نظام فاسد فاسق منحرف مخالف لشريعة الله ومنهجه انتهك كل الحرمات واستباحوا كل المقدسات كأحراق الكعبة واستباحة حرمة مدينة النبي وقتل سكانها واستحلال نساءها كما استهانوا بحرمة القرآن وقدسيته وبشخص النبي محمد ومكانته ومصداقيته فيما جاء به من أنباء الرسالة الإلهية
وكما ذكرت حيدر الأسباب التي دفعت الإمام الأعظم زيد ابن علي الشهيد للتحرك حيث قالت إن حركته كانت عبارة عن ثورة تصحيحية لواقع الأمة المأساوي آنذاك ولمواصلة طريق الرفض والخنوع والسكوت عن الحاكم الظالم واستكمالا لما بدأه جده الإمام الحسين المقتول ظلما في كربلاء
وأشارت غادة حيدر إلى أن الإمام زيد حمل من الوعي والبصيرة الكفاية لمجابهة الظالمين ومن خلال تمحوره حول القرآن الكريم استطاع أن يحدد المواقف والأولويات والتحرك بناء على تلك الرؤية القرآنية والثبات على ذلك .
وتابعت حديثها : أننا في اليمن وما نخوضه من ملحمة كبرى مع هذا العدو السعودي والإماراتي المجرم المطبع العميل لأمريكا وإسرائيل وعملائهم الخونة و المرتزقة في الداخل و ما قدمناه من تضحية وصبر وتفان وفيما حققناه من نصر وعزة وتمكين فما هو إلا من وحدة القضية وواحدية الموقف والمبدأ والاتجاه والمصير مع ثورة الأمام زيد، لذا فبلدنا الحبيب الجريح المظلوم اليمن المنتهج نهج النبي محمد وآل بيته الطاهرين سائر على خطاهم مقتفيا آثارهم فقد قدمنا النموذج الأرقى والأسمى والأسوة الحسنة لكل أبناء الأمة الإسلامية والعالم أجمع .
حليف القرآن
وعلى ذات الصعيد ذكرت جهاد أبو نجوم : أن الإمام الشهيد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (سلام الله عليهم)
عاصر في فترة حكم بني أمية في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك سادس خلفاء بني أمية
وأوضحت أبو نجوم: إن الأسباب والدوافع لثورة الإمام زبد بعد أن رأى حال الأمة بعد جده المصطفى وكيف أصبحت بحالة من الذل والهوان والاستضعاف فتحرك بدافع المسؤولية التي تحملها آل البيت.
وأشارت إلى أن الإمام زيد سمي بحليف القرآن لارتباطه الكبير بالقرآن وكان تحركه بثورته بدافع قرآني حيث قال( والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت )ثم جسد مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بداية ثورته والتي بدأها بثورة وعي للأمة وعلمائها، ونوهت أبو نجوم إلى العِبَر والدروس التي استلهمناها من ثورة الإمام زيد حيث قالت: نستفيدُ منها كواقعة تاريخية لها صلة بالتأريخ الذي امتدَّ تأثيرُه إلَـى الحاضر، فما حاضرُنا اليوم بكل ما فيه إلا امتداد لذلك الماضي ولذلك علينا أن نقتدي بهم ونهتدي بهم وإلى الانتفاع بهم فيما قدموه وفي عطائهم العظيم الذي بقيت آثاره ممتدةً عبر الأجيال.
وتابعت أبو نجوم: أننا نُحيي ذكرى الإمام زيد عليه السلام باعتبارها ذكرى لعَلَمٍ عظيمٍ من أعلام الهدى، رمز من رموز الإسْـلَام رجلٍ عظيمٍ حمل رايةَ الإسْـلَام في الأُمَّـة، ورفع صوت الحق في زمن السكوت، وتحَـرّك في أوساط الأُمَّـة كُلّ الأُمَّـة؛ بهدف إنقاذها من الضلال والظلمات والظلم والقهر والطغيان، فهو باعتباره رمزاً من رموز الإسْـلَام، وعَلَماً من أعلام الهُدى، هو في موقع القدوة، وفي موقع الأسوة، نتطلع إليه، إلَـى جهاده، إلَـى سيرته، إلَـى مواقفه، إلَـى أقواله، إلَـى علومه، إلَـى كُلِّ ما قدمه للأُمَّـة.
البصيرة والجهاد
ختاما الناشطة الثقافية إيمان الرميمة تقول: إن الإمام زيد بن علي بن الحسين بن على بن أبي طالب إمام العابدين و فقيه وحليف القرآن وهو أول من نادى بين الأمة( البصيرة البصيرة ثم الجهاد )وقد عاش في عهد هشام بن عبدالملك بن مروان شقي من أشقياء بني أمية من ورث العداء لائمة أهل البيت وورثه لمن بعده من الأجيال فكان لزاماً على الإمام زيد أن يخرج عندما أزداد ظلم وطغيان بني أمية استجابة لأمر الله عز وجل (ما كنت متخذ المظلين عضدا) .
وأكدت الرميمة: على انه قد كان حريصا على أمة جده من الضياع والانزلاق عن الصراط المستقيم وقد قال قولته المشهورة (لوكان دين محمد لن يستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني).
ونوهت الرميمة : إلى أن من أهم الدروس التي استلهمناها في ثورة الإمام زيد هو أن نتوخى البصيرة أثناء تحركنا في العمل الجهادي فالبصيرة هي مفتاح لكل خير ومغلاق لكل شر وأثم، تعلمنا أن لا نسكت على الظلم والطغيان أين كان موقعه، تعلمنا الاستبسال والشجاعة والحرص على استقامة الأمة وأن لا نخاف إلا الله الواحد الصمد، تعلمنا أنه كلما ضعفت بصيرتنا فشل العمل الجهادي، وتعلمنا أن على كل رجل دين أو عالم دين تحمل مسؤوليته في نشر الدين والحث على الجهاد لإعلاء كلمة الله والولاء لنبي الله وآل بيته وأعلام الهدى.
واختتمت الرميمة حديثها بالقول: ونحن اليمنيين أكثر من أخذ الدروس والعبر من مظلومية الإمام زيد بالتولي الصادق والمطلق لآل البيت وأعلام الهدى والتزود من الوعي والبصيرة، وعندما نحيي ذكرى استشهاد الإمام زيد فإنها تشعل فينا وقود الثورة ضد الطغاة والمستكبرين في كل عصر وزمان ونجدد العهد والولاء لأعلام الهدى ونأخذ منها درساً بأخذ الحيطة والحذر من قصور الوعي أو التفريط.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الإفتاء: حماية المال والمحافظة عليه أحد مقاصد الشرع الشريف
قالت دار الإفتاء المصرية إن الشرع أمر بحماية المال والمحافظة عليه، وقد حرَّمَ الشرع الشريف التعدي على أموال الغير واستحلالها دون وجه حقٍّ، فقال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ [النساء: 29].
وورد عن أبي بَكرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَليْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا» متفق عليه.
وأوضحت الإفتاء أن كان الاعتداء على الأموال الخاصة المملوكة للأشخاص حرامًا، فإن الحرمة تَشْتَدُّ إذا كان الاعتداء على الأموال العامَّة المملوكة لعموم المجتمع، إذ خطره أعظم؛ لأنه مالٌ تتعلق به ذمة عموم الناس، ولأنه ليس له مطالب بعينه من جهة العباد كالمال الخاصّ، ولما فيه من تضييع حقوق عامة الناس.
المقصود بالأموال العامة وبيان أسباب التملك التام في الشرع
وكشفت دار الإفتاء عن المقصود بالأموالُ العامَّةُ وهى كلُّ ما كان مملوكًا للدولة أو للأشخاص الاعتباريَّة العامَّةِ سواءٌ كان عقارًا أو منقولًا أو نحو ذلك، مما يكون مخصَّصًا لمنفعةٍ عامَّةٍ بالفعل أو بمقتضى قانونٍ أو مرسومٍ"، كما أفادته المادة رقم 87 من القانون المدني المصري.
وهذه الأموال تسَمَّى في الشريعة بـ"مال الله"؛ لأنها غير متعيّنة لفردٍ بعينه، وإنما هي حقُّ عام، يتصرف فيها ولي الأمر بما يحقق المصلحة للمجتمع.
فإذا اقتضت المصلحة تخصيص بعض الموارد الماليَّة العامَّة في هيئة مساعداتٍ ماليةٍ أو عينيةٍ وصَرْفها من قِبَلِ الجهات المختصة المنوط بها رعاية المجتمع وتقديم الدعم للمحتاجين لبعض الأسر أو الأفراد الأَولى بالرعاية، فإن هذه المساعدات تتعين لمن خصصته الدولة لهذا الاستحقاق دون غيره، وينبغي على هؤلاء المستحقين أن يحصلوا على تلك المخصصات بسببٍ صحيح حتى ينتقل إليهم الملك فيها بصورة صحيحة من صور التملك التام المأذون فيه شرعًا.
وأسباب التملك التام في الشرع متعددة، منها: المعاوضات، والميراث، والهبات والتبرعات، والوصايا، والوقف وغيرها، وهذه الأسباب كلها تحتاج إلى الانتقال بصورة صحيحة حتى يتم الملك الشرعي فيها، وتلك المساعدات التي تمنحها الدولة تُعدُّ من قبيل التبرعات فيلزم فيها انتقالها بصورةٍ صحيحةٍ إلى مستحقيها، ولا يحلُّ أخذها إلا لمن توفرت فيه شروط الاستحقاق.
فما تمنحه الدولة من مالٍ على سبيل التبرع لشخص مقيدٍ بوصفٍ معينٍ، فإنه يستحق هذه المنحة أو المساعدة متى كان على هذا الوصف، فإذا لم يكن متصفًا بذلك الوصف أو اتصف به ثم زال عنه، زال معه سبب الاستحقاق لهذا المال، ولا يحلُّ له أخذه؛ إذ من المقرر شرعًا أن الحكم المعلق والمقيد بوصف يدور معه وجودًا وعدمًا، بمعنى أنه ينزلُ الوصف من الحكم منزلةَ العلَّةِ التي يدور معها الحكم وجودًا وعدمًا، فإذا وُجد الوصف وُجدَ الحكم، وإذا انتفى انتفى الحكم. ينظر: "أصول الإمام السرخسي" (1/ 258، ط. دار المعرفة)، و"كشف الأسرار عن أصول فخر الإسلام البزدوي" للإمام علاء الدين البخاري (2/ 288، ط. دار الكتاب الإسلامي).
أما الاحتيال لأخذ تلك المِنَحِ والمساعدات عن طريق الإدلاء ببيانات خاطئةٍ أو بأيِّ وسيلة أخرى، فإنه أمرٌ محرمٌ شرعًا ومجرَّم قانونًا؛ لما فيه من أكل أموال الناس بالباطل، بل هو أمرٌ تَعظم حرمته ويشتدُّ إثمه؛ لكونه اعتداءً على الأموال العامة التي تتعلق بها ذمة عموم المجتمع، كما سبق بيانه.
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا» أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» متفق عليه.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالْمَكْرُ وَالْخِدَاعُ فِي النَّارِ» أخرجه الأئمة: ابن حِبَّان في "صحيحه"، والطبراني في "المعجم الكبير"، وأبو نُعَيْم الأَصْفَهَانِي في "حلية الأولياء".
ولهذا كله احتاط الشرع الشريف للمال العام احتياطًا أشدَّ من احتياطه للمال الخاص، حتى إنه جعل الاعتداء عليه غُلولًا -أي: خيانة- يحشر به صاحبه يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، فقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 161].