طرح قرار مجلس النواب الليبي في بنغازي بخصوص اعتبار حكومة الوحدة الوطنية برئاسة، عبدالحميد الدبيبة حكومة منتهية الولاية مزيدا من التكهنات والتساؤلات عن تداعيات الخطوة والصدام بين الطرفين، وما إذا كان القرار سيؤثر على علاقات الحكومة الخارجية.

وأصدر البرلمان الليبي قرارا رقم 10 أكد فيه أن "حكومة الدبيبة انتهت رسميا وأن الحكومة المكلفة من البرلمان برئاسة، أسامة حماد، (غير المعترف بها دوليا) هي السلطة التنفيذية الشرعية الوحيدة للبلاد حتى انتخاب حكومة موحدة، مشددا على إلغاء أي قرار يخالف القرار الصادر وأن ينشر الأخير في الجريدة الرسمية ليصبح نافذا.



وصوت مجلس النواب الليبي سابقا على سحب الثقة من حكومة الدبيبة واعتبار حكومة حماد هي الشرعية وفقط، لكن لم تتخذ خطوات لتنفيذ نتائج التصويت، ما دفع رئيس المجلس، "عقيلة صالح" إلى إصدار قرار رسمي طبقا للتصويت على أن يعتبر نافذا وينشر رسميا.

"رد الدبيبة"

وتواصلت "عربي21" مع المتحدث الإعلامي باسم حكومة "الدبيبة"، محمد حمودة للتعليق على القرار الرسمي لكنه لم يبدي أي تجاوب واكتفى بالصمت.

لكن بيان سابق لحكومة الدبيبة أكدت فيه أنها تستمد شرعيتها من الاتفاق السياسي الليبي المضمن في الإعلان الدستوري، وأنها ملتزمة بمخرجات الإعلان الدستوري التي تنص على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية لإنهاء المرحلة الانتقالية الطويلة.

وفي ردها الضمني على تحركات البرلمان ورئيسه، ذكر البيان أن "قرارات عقيلة صالح مكررة في الشكل والمضمون ولا تتسم بالجدية وأنها لن تغير من الواقع شيئا بل هي مجرد مواقف سياسية لا تلزم الحكومة في شيء، وفق البيان.



لكن بعد إصدار قرار رسمي وتعميمه ونشره في الجريدة الرسمية.. هل ينجح "عقيلة والبرلمان" في محاصرة "الدبيبة" وإزاحته؟ وكيف تؤثر الخطوة على تحركات الحكومة دوليا وخارجيا خاصة في توقيع الاتفاقات؟

"تعميق الأزمة والصراع"

وأكدت رئيس لجنة التنمية المستدامة بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص أن هذا القرار سيعمق الأزمة ويزيد من حجم الفجوة، فمثل هذه القرارات يجب أن تكون عبر حوار ينهي الانقسام وينتج عنه حكومة موحدة، أما إصداره بهذا الشكل فهو لا يعبر عن إرادة المنطقة الغربية".

وتساءلت في تصريحاتها لـ"عربي21": ربما يعترف مجلس النواب بالحكومة الليبية المكلفة منه لكن هل ستعترف الأطراف الأخرى بهذا القرار؟، لذا أصبح الحوار خطوة ضرورية للحفاظ على الاستقرار العام وتقديم الخدمات للمواطنين، وكان الأجدر بمجلس النواب أن يعالج ما تسبب فيه قرار المجلس الرئاسي من أزمة مالية بخصوص مصرف ليبيا المركزي بدلا من خطوات تزيد من حدة الصراع"، وفق قولها.

"قرارات مدعومة دوليا وستغير الواقع"

لكن وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر رأى أن "البرلمان وحكومته في شرق البلاد لازالوا في صراع شديد ومتزايد مع حكومة الدبيبة، وفي الآونة الأخيرة يبدو أن المجتمع الدولي بدأ يقبل ويسمح بإجراءات لم يكن يسمح بها من قبل وهي التغول المتبادل بين المؤسسات".

وأشار في تصريح لـ"عربي21" إلى أن "هذه الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي على مختلف الأطراف أدت إلى قيام المجلس الرئاسي بإقالة المحافظ، "الصديق الكبير" وتنفيذ القرار بالقوة وقد جاء هذا القرار بعد قيام البرلمان بإلغاء اتفاق جنيف وسحب الصلاحيات من الرئاسي"، وفق تقديره.

وتابع: "لم يتضح بعد إلى أي حد سيسمح المجتمع الدولي بقبول نتائج هذه القرارات التي ستغير الواقع على الأرض، وبالطبع هذه الإجراءات تشكل واقعا جديدا وهو قيام حكومة في الشرق تسيطر على النفط والمصرف المركزي والبرلمان وتضع العالم الذي لاتهمه غير مصالحه أمام الأمر الواقع".



وبخصوص مصير حكومة الدبيبة بعد هذا القرار قال الوزير الليبي: "استمرار شرعية حكومة الوحدة الوطنية تعتمد على المجتمع الدولي بالدرجة الأولى، لكن حقيقة هذا الموقف بدأ يتزعزع بشكل كبير في الآونة الأخيرة"، كما صرح.

"قرار لن ينجح أو ينفذ"

الأكاديمي والإعلامي الليبي، عاطف الأطرش قال من جانبه إن "البرلمان لازال يبحث عن شرعية حقيقية لحكومة حماد وتقديمها للمجتمع الدولي على أنها الشريك الشرعي الحقيقي في المشهد السياسي الحالي، إلا أنه لا يتوقع نجاح هذه الخطوة".

واستدرك قائلا: "لن تنجح الخطوة لاسيما وأن مجلس النواب قام بذلك مرتين سابقا من خلال حكومة "عبد الله الثني" وحكومة "فتحي باشاغا"، لذا أصبح الهدف معروفا لدى البرلمان أو غيره وهو البحث عن أي ورقة تطيل مدة وجوده على حساب الأزمة الحاصلة وسط رضوخ شعبي للأمر الواقع"، وفق تعبيره وتصريحه لـ"عربي21".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية مجلس النواب الليبي حكومة الوحدة الوطنية الدبيبة عقيلة صالح ليبيا ليبيا عقيلة صالح مجلس النواب الليبي الدبيبة حكومة الوحدة الوطنية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المجتمع الدولی حکومة الدبیبة مجلس النواب هذا القرار

إقرأ أيضاً:

البرلمان يستأنف جلساته العامة لاستكمال مناقشة مشروع قانون العمل الجديد.. غدا

يستأنف مجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي جلساته العامة غدًا الأحد الموافق 9 مارس الجاري.

ومن المقرر أن يواصل المجلس نظر تقرير اللجنة المشتركة من لجنة القوى العاملة ومكتبي لجنتي الشؤون الدستورية والتشريعية والخطة والموازنة عن مشروع قانون مقدم من الحكومة بإصدار قانون العمل .

الإجراءات الجنائية

و وافق مجلس النواب خلال جلسته الماضية على مجموع مواد مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد وسط إشادات واسعة من النواب والحكومة بأن المناقشات اتسمت بالموضوعية وقيم الحوار السليم وانفتحت على كافة الآراء.

مشيدين بحرص المجلس على دعم مصلحة الوطن والمواطن على نحو يتماشى مع متطلبات الحاضر ومواجهة تحديات المستقبل لحماية الحقوق والحريات العامة وإرساء نظام قضائي عادل. 

مقالات مشابهة

  • هجوم برلماني على الحكومة بسبب تأخر صرف مستحقات مزارعي القطن
  • العوادي: العراق لم يبلغ رسمياً بحل الحشد الشعبي أو بإنهاء الإعفاءات على إستيراد الغاز الإيراني
  • مأدبة رمضانية بطعم سياسي: هل هي بداية العودة الصدرية؟
  • العراق: لم نبلغ رسميا بإنهاء الإعفاءات على الغاز الإيراني المستورد
  • رسميا.. مؤمن سليمان يرحل عن تدريب الأهلي الليبي
  • النزاهة النيابية: رئاسة البرلمان لا تهتم بالمواطن وهي رأس الفساد
  • البرلمان يستأنف جلساته العامة لاستكمال مناقشة مشروع قانون العمل الجديد.. غدا
  • «برلماني»: توجيهات من الرئيس بالانتهاء من قانون العمل لدفع عجلة الإنتاج
  • حكومة اليونان تواجه حجب الثقة بسبب أسوأ حادث قطارات
  • أمين سر حركة فتح: القرار العربي ضد التهجير انتصار للقانون الدولي