العُزلة والشبكات الاجتماعية
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
عيسى الغساني
المجتمع المتماسك والمتكافل يشكل العمود الفقري للدولة الحديثة، فالدول التي استطاعت بناء وتأسيس مجتمع عضوي متماسك تربط أفراده مبادئ مشتركة تدور حولها كل الشبكات الاجتماعية التي وهي التي تشكل قوة المركز وهي القوة الفكرية التي يؤمن ويتعاون الجميع لتعزيز قوتها ومكانتها لكي تكون مركز الثقل للمجتمع العضوي المتماسك.
ونقيض المجتمع المتماسك هو المجتمع غير المترابط والذي لا يدور حول قوة مركزية واحدة بل عدة قوي متصارعة تدور حولها شبكات اجتماعية متضادة ومتنافرة وغير متصالحة تحركها تصورات وأوهام غير موجود او مختلقة. وكل هذه القوى لها قانونها الخاص الذي تسعي لتقديمة الى الواجهة على حساب القانون الذي يمثل الصالح العام.
هنا تنشأ وتبدء مرحلة تأكل كل مقومات النهوض لأي مجتمع إذ القاعدة للنهوض هي التماسك والتعاون، ومنتج الشبكات الاجتماعية المتضادة الصراع وليس التعاون، ويتصدر المشهد أفكار انتهازية وآنية وعلى الصعيد الخطاب اللغوي تحتفي المفردات ذات السمو الأخلاقي وتستبدل بمفردات هشة لا تشكل قيم الوعي السليم، ناهيك عن تدهور أدوات الأدب الرفيع من نثر وشعر ولغة ومفردات تواصل يومية وهذا هو ناقوس الخطر الذي بة تتراجع المجتمعات وتصبح فريسة واضحية علي هامش الرقي الإنساني عندما تستبدل لغة الآداب الرفيع بلغة ليس لها من التسامي إلا مخارج الأصوات وهذه حال أثنيا فالحرب البيلونسية انتجت نظاما اجتماعيا متناحرا وأصبحت الإلياذة والأوديسة وتجليات سقراط وأرسطو وزينون التي تداولتها كل الحضارات عاجزة عن إيقاف تدهور أثينا.
الحالة في الفقرة السابقة هي حالة العزلة والتي تعريفها ببساطة هي نشؤ شبكات اجتماعية بوعي وبدون وعي نتيجة شلل وعجز تطبيق وتأصيل قيم ومبادئ المجتمع المتماسك، هذه الشبكات الاجتماعية المنعزلة والمتفرقة تتأسس بناء على اهتمامات ضيقة أو أيدولوجيات محددة، وهذا يتنج تراجع التواصل بين أفراد المجتمع وزيادة التفرق والشك وعدم الثقة بين الأفراد نتيجة الجهل، والجهل يولد الخوف، إذ الإنسان عدو ما يجهل، ومن ثم ظهور شبكات الكراهية التي تنتشر مثل النار في الهشيم دون سبب سوي عدم الإدراك وعدم توافق الجميع حول منظومة قيم واحدة. وعدم التوفق يعني تأكل الثقة والذي يمهد للخلاف والنزاع بين الشبكات الاجتماعية المنعزلة والأخرى الوهمية التي تصطنع عبر وسائل التواصل الاجتماعي
وإن هناك شبكات ضارة، توجد شبكات اجتماعية صحية التي تتشكل من خلال مؤسسات المجتمع المدني سواء جمعيات ثقافية في مختلف مشارب الثقافة أو جمعيات علمية أو مهنية وتمكين هذه الشبكات لتكون قادرة على المشاركة والمساهمة في رسم وتأصيل القيم والمبادي المشتركة ووضع الأولويات حسب أهميتها في إطار توسيع دائرة صناعة القرار ليشمل كل فعاليات المجتمع الواعية والتي تستشعر احتياجات وضرورات التماسك الاجتماعي وجذب الجميع نحو القيم المشتركة ونحو المركز.
إن نتائج المجتمع المتماسك تتمثل في قلة الانحرافات والنزاعات، ومن ثم معالجة أي فجوة اجتماعية؛ سواء اقتصاديًا أو اجتماعيًا على وجه السرعة، ومعالجة العزلة الاجتماعية القسرية أو الاختيارية، ورفع مستوى الثقة بالمؤسسات، كل ما سبق تُجسِّده قوانين متزنة ومتجددة وفعّالة توجة نحو قيم التماسك.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
توزيع شبكات ري حديثة على المزارعين في شمال سيناء
يجري المزارعون في مدن وقرى محافظة شمال سيناء استعدادات مكثفة لزراعة الأرض بعد حرثها، تمهيدًا لتساقط الأمطار وبدء الموسم الزراعي الشتوي، وذلك بعد حصولهم على شبكات ري لـ 30 فدانًا تم توزيعها عليهم من مديرية الزراعة.
مد المزارعين بمستلزمات الزراعةوفي هذا السياق، قال الدكتور تامر حسن، وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، في بيان له، إنه تم مد صغار المزارعين بعدد من المعدات الزراعية والأدوية والمبيدات والبذور، بالإضافة إلى شبكات ري تم توزيعها على المزارعين، بناءً على تعليمات الوزارة ورعاية محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور.
وأشار إلى أن شمال سيناء هذا العام تحولت إلى مساحات خضراء كبيرة، وأن هناك جهودًا مشتركة بين المزارعين ومديرية الزراعة والمحافظة في هذا الشأن، مشددًا على أن العمل مستمر في جميع المناطق.
حرث الأرض بعد استلام الشبكاتمن جانبه، قال أحمد أبو زياد، أحد مزارعي الشيخ زويد، لـ«الوطن»، إن غالبية المزارعين قاموا بحرث الأرض وتعشيبها وتنظيفها من الأعشاب والشوك، استعدادًا لبذر الحبوب قبيل تساقط الأمطار، بعد استلامهم معدات الشبكات والخراطيم من مديرية الزراعة.
وتابع سليمان سواركة، من منطقة الظهير جنوب الشيخ زويد، أنه من المتوقع أن يقوم المزارعون بزراعة القمح والشعير بين خطوط أشجار الخوخ والزيتون، مؤكدًا أن زراعة الشعير بجانب الأشجار الكبيرة غير مؤثرة بل مفيدة. وأشار إلى أن عملية الزراعة تبدأ مع بداية تساقط الأمطار في الموسم الشتوي.
المزارعون استعدوا جيداوأوضح «سواركة» أن تساقط الأمطار حتى الآن كان ضعيفًا، لكن هناك توقعات وأمل بأن يكون الموسم جيدًا هذا العام، خاصة أن الشتاء في بدايته. وأكد أن غالبية المزارعين استعدوا تمامًا بالحبوب والبذور وحراثة الأرض بالشكل الملائم بعد فرد الخراطيم وشبكات الري على المساحات المطلوبة.
من جهته، قال محمد أبو عكر، أحد المزارعين، إن مناطق القرى جنوب وغرب الشيخ زويد تحسنت بشكل كبير هذا العام، بعد أن كانت قد حرمت من الزراعة عدة سنوات بسبب الأوضاع الأمنية. وأضاف أن المحصول العام الماضي شهد خصوبة كبيرة، مما أدى إلى زيادة مساحة الأراضي المزروعة هذا العام. وأوضح أن عمليات زراعة المنطقة الواقعة بين الخروبة وشرق العريش تتم على مساحات شاسعة وجيدة للزراعة، مشيرًا إلى أن وصول شبكات الري للمزارعين سيساعد كثيرًا في زراعة المناطق غير المزروعة.