مثقفون وأكاديميون لـ “الثورة “: الإمام زيد حارب الفساد وكرس مبدأ الوعي والبصيرة حفاظا على الأمة من الرضوخ لأعدائها!!
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
أوضح مثقفون وأكاديميون أن الإمام زيد عليه السلام كان يعي ويدرك جيدا ان الذي يجعل الناس يرضخون للباطل والفساد هو الجهل وانعدام الوعي والبصيرة، وان الفريضة الإلهية التي تكمن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب ان تكون قائمة ومستمرة في كل زمان ومجتمع، وان الجهاد في سبيل الله هو التوجه الحكيم الذي يردع الظلم ويحقق العدل للناس، مبينين أن التاريخ يعيد نفسه لأن واقع الأمة اليوم بحاجة ماسة إلى الوعي والبصيرة وإقامة العدل في واقعها الداخلي وحين يحصل ذلك سوف تتمكن من التغلب على أعدائها من أهل الكتاب الذين يهيمنون عليها ويستذلونها.
.
استطلاع / أسماء البزاز
فضيلة العلامة حسين السراجي أوضح أن ثورة الإمام الأعظم زيد بن علي عليهما السلام شعلة وقّادة في زمن الإستبداد والظلم والطغيان وقد حملت بين طياتها هدف إيقاظ الأمة من سباتها وخنوعها واستسلامها لواقع التحريف والتزييف الذي بدأه الطلقاء وطبقه ملوك بني أمية .
وبيّن السراجي أن الدماء التي سفكت في كربلاء وما تلاها من أحداث مؤلمة وموجعة في تاريخ الإسلام وصولاً لثورة حليف القرآن الإمام زيد كانت تبتغي إعادة المسار وتقويم الاعوجاج فالإسلام بات شكلياً والناس ما بين ساكت وصامت ومداهن ومدافع عن الملك وكان لا بد من تحريك المياه الراكدة.
وتابع السراجي أن مشكلتنا الحقيقية أننا لا نقرأ فتحركات الوهابية التي سقطت في عقر دارها هجّنت وعي الأمة ورسمت للأمة الأحداث التي تريد، وعملت بكل جهد على تحريف الوعي وطمس الهوية وتزييف الحقائق بهدف طمس حقائق الثورات التي قادها الأئمة والمجددون وطعنوا فيها وفي رجالاتها وقادتها ليخدموا الحكام الظالمين ويحموا كراسي ملكهم كافاهم الله بما يستحقون ﴿ بِئسَمَا اشتَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم أَن يَكفُروا بِما أَنزَلَ اللَّهُ بَغيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضلِهِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ فَباءوا بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَلِلكافِرينَ عَذابٌ مُهينٌ ﴾ البقرة 90 .
وأضاف : ولو استقرينا التاريخ في مراجعة مصادره السنّية كـ كتاب الكامل لابن الأثير ومروج الذهب للمسعودي والبداية والنهاية للحافظ ابن كثير والإصابة لابن عبدالبر وغيرها من مراجع التأريخ والسير لعرفنا الحقيقة وعلمنا مقدار الزيغ والانحراف والتآمر على الإسلام وعظمة الذين قادوا ثورات الوعي وتصحيح المسار ولكننا لا نقرأ أو نستصعب القراءة ونميل لمتابعة مهرجي الفيديوهات بشكل هستيري.
وتابع : لو يقرؤون ما حدث في واقعة الحرة وكم قتل بنو أمية وجلاوزتهم وأشقياؤهم من الصحابة وكيف استحلوا الحرم ورموا الكعبة بالمنجنيق واستباحوا المدينة والأحداث المأساوية لعلموا حجم البغي والظلم والكفر والارتداد عن الإسلام والممارسات الخبيثة التي يمارسها حكام الجور لتعدلت الأفكار وساهمت في استعادة الوعي ولكن من يقرأ ويستوعب؟
واردف قائلا : يعلم الله أن أي حديث عن ثورة قادها مجددو الإسلام ليست من باب عصبية أو سلالية ولا نبش الماضي كما يعزف البعض وإنما المراد استعادة الوعي واستنهاض الأمة واستفادتها في مسيرة عودتها لمكانتها وحيويتها خير أمة أخرجت للناس .فقداسة القضايا التي حملها الإمام الحسين والإمام زيد وبقية الأئمة سلام الله عليهم هو ما جعل جذوة الثورة مستمرة حتى اليوم، فالظالمون انتهوا والأحرار باقون نستلهم منهم الدروس والعظات والعبر حتى قيام الساعة .
ما أشبه اليوم بالأمس:
وتابع قائلا : تأملوا فقط في هذا الموقف لتُسقطوه على الواقع اليوم :
في مجلس هشام اللعين سمع الإمام زيد (ع) يهودياً جليساً لهشام يسب النبي الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله ويتطاول عليه فما سكت ولا داهن بل ردّ عليه وجابهه فقال له هشام : مَهٍ يا زيد لا تؤذ جليسنا ! فغضب الإمام زيد من كلام هشام اللعين فقال له : (والله لن تراني يا هشام إلا حيث تكره ).
الطريقة المثلى
ومن جهته يقول الدكتور زيد محمد محسن الحوثي_ جامعة صنعاء ان الإمام زيد بن علي عليه السلام جسد المسار الذي رسمه الله في القرآن الكريم، ونفذ عمليا من قبل من اختارهم الله من الرسل والأنبياء والأئمة والأولياء، والصادقين والأتقياء من عباده، ومنهم الإمام زيد بن علي عليهما السلام الذي اقتدى بمن سبقه من الآباء والجدود، وكان له الطريقة المثلى في إصلاح الأمة، والشعور بعظم المسؤولية، ولأنه من العلماء العاملين، حمل علماء الأمة مسؤولية كبرى، واعتبر أن الصلاح لا يكون إلا بهم وعليهم أداء المهمة الملقاة على عاتقهم، وفي المقابل لا خير في علماء السلطة، ووجه رسالة مفصلة إلى علماء الأمة -مطبوعة وتباع في المكتبات، ولم يحملهم المسؤولية ويترك نفسه بل مارس تغيير الظلم بنفسه، وواجه السلطات الظالمة في عقر دارها، ولم يخش إلا الله.
وقال الحوثي : يسجل التاريخ موقفه عندما دخل مجلس الحاكم هشام، وبجواره اليهودي، المدلل، وحاول الإساءة إلى الإمام زيد بن علي عليهما السلام، فقال له الإمام زيد فيما معناه “لو أتمكن منك لأقطعن رأسك”، فقال هشام: أيه زيد تؤذي جليسنا، وبعدها قول الإمام زيد المشهور ل هشام: “لن تجدني إلا حيث تكره” بما معناه في ميدان القتال!
ويأبى الذلة والمهانة أيضا، ومن أقواله المشهورة “ما كره قوم حر السيوف إلا ذلوا”
وتابع الحوثي : لقد رأى زيد أيضا أن حب الحياة يورث الذلة، ولهذا قال: “من أحب الحياة عاش ذليلا” فحياة الإمام زيد بن علي عليهما السلام مليئة بالدروس والعبر، الماثلة بين أيدينا وأمام أعيننا، وأمام هذه الشخصية المليئة بالزهد والورع والقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة يقف أي إنسان عبر الزمان والمكان إجلالا وتقديرا لهذه القيم والمبادئ الإنسانية التي تجسدت في شخصية الإمام زيد بن علي عليهما السلام ، ولم يقف عند هذا الحد.
وتابع : أي إيثار وبذل يقدم وأي عطاء من أجل صلاح الأمة، وفي المقابل هناك من يستعبد الإنسان ويقهره ويذله ونتهك حرماته، ليس في بلدنا أو بلاد المسلمين فقط، بل على مستوى العالم، ويسعى جاهدا لإضلالها حتى عن إنسانيتها، والقضايا الراهنة حاضرة، وبحاجة إلى مسار الإمام زيد بن علي عليهما السلام ، ولأن الحديث حول الدروس المستفادة من ثورة الإمام زيد بن علي عليهما السلام و أكتفي بذكر ما طرحه في النقاط التالية:
تجسيد مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كمبدأ قرآني- رباني.
الشعور بعظم المسؤولية، ووجب تمثيلها بوعي وبصيرة.
العيش بعزة وكرامة، ويتطلب عدم الخضوع والذلة للظلم والظلمة.
التدرج في عملية التغيير، التعرف على الظلم والفساد، تعريف الظالم والفاسد بظلمه وفساده – النصيحة ، إذا لم يرتدع الظالم والفاسد، يتم الانتقال إلى مرحلة متقدمة تتمثل في التخشين في الخطاب، ورفع الصوت في وجه الظالم، كما هو اليوم في وسائل الإعلام.. الخ.
وقال الحوثي : إن لم يرتدع الظالم يتم ، تكوين الأنصار، وفي مقدمتهم علماء الأمة. وبدورهم يعدون الأمة وتبدأ المرحلة الحاسمة ممثلة بالثورة على الظلم والفساد، المتجسد في الظلمة الفاسدين وتغييرهم، وهكذا، وفي بعض الأحيان يكون الظلمة قد تمكنوا واستقووا بقوى داخلية وخارجية أيضا فيتم القضاء على الثورة والثوار لأسباب متعددة لا يتسع المجال لذكرها، ويعمل الظلمة والفاسدين على إسكات أي صوت أو تحرك، وثورة الإمام زيد بن علي عليهما السلام ظلت مستمرة حتى اليوم، رغم قتله والتمثيل بجسده الطاهر، وتعليقه لمدة عامين تقريبا بغرض التخويف والترهيب لمن بعده.
البذل والتضحية :
من ناحيتها تقول زينب إبراهيم الديلمي -كاتبة وناشطة إعلاميّة: أنه ومن المعلوم أنّ الأحداث التاريخيّة التي وقعت منذ عهد الأنبياء عليهم السّلام ومروراً بعهد آل بيت النبوّة – صلوات الله عليهم أجمعين – إنما لأخذ الدروس والعبر منها في واقعنا المُعاش، لاسيما وأن التأريخ يُعيد تسلسله في كل زمنٍ وفي كُل عصر، ونموذج ذلك هو اليمن الذي عاش كربلائيّة الأحداث وزيديّة الموقف وبلغ في ذلك مقاماً محموداً؛ مُستلهماً من هذه الأحداث وهذه القَصص أجلَّ العبر وأوسط الدروس في الجَلَد والاستعداد التّام لبذل أغلى ما لديه؛ نشوةً للوصول إلى رضوان الله.
وأضافت الديلمي : ما أحوجنا في هذا الزمن نحن كيمنيين وكأمةٍ إسلاميّة إلى أن نستلهم من تاريخ آل البيت – عليهم السّلام – ومن ثورة الإمام الشهيد الأعظم زيد بن علي – عليه السّلام – أعظم الدروس والملاحم البطوليّة والفدائيّة التي خلّدوها لنا في ظل المُحاولات العدائيّة للتشويش عليها – أو بالأحرى تغييبها عن مداركنا وعن تأريخنا وهويّتنا – ومن هُنا يأتي دورنا المُناط في العودة إلى معاني الصّبر والثّبات والتضحيّة والبذل في سبيل الله، ولتذكير النّاس بأنّ الحق والباطل في صراعٍ دائمٍ إلى قيام السّاعة. مُتيقنين أنّ طريق الحق المُتمثل بالثقلين وبأعلام الهدى هو طريق أمانٍ واطمئنانٍ ونجاةٍ من حبائل الباطل وشراكه.
إتباع عملي
من جهته بقول زيد الشريف كاتب ومحلل سياسي: إن الإمام زيد عليه السلام لُقب بحليف القرآن واشتهر بهذا اللقب وهذا يعني أن الذي حركه ودفعه للثورة في وجه طغيان وفساد وظلم وانحراف بني أمية بقيادة هشام بن عبدالملك بن مروان هو القران الكريم بما يتضمنه من نور وهدى وبينات وتوجيهات إلهية تخاطب كل إنسان مسلم مؤمن بالقرآن الكريم وقبل ذلك مؤمن بالله تعالى إيمانا حقيقيا قائما على الاستجابة العملية لما امر الله به ووجه إليه في القران وهذا يعني أن المسألة والقضية الأساسية التي يجب أن يتصف بها كل إنسان مؤمن بالله تعالى وكل محب للإمام زيد عليه السلام هي الاتباع العملي للقران الكريم بشكل فردي وبشكل جماعي وان يوطن الجميع انفسهم على الاستجابة لأوامر الله التي تعج بها آيات وسور القران فالذي حرك الإمام زيد في ذلك الزمان للخروج في ثورة جهادية ضد الطغيان والانحراف والظلم والفساد هو القران الكريم وهو نفسه الذي يجب أن يحرك هذه الأمة ويدفعها للنهوض بمسؤوليتها أمام الله تعالى.
وبين الشريف إن من ابرز العناوين والمبادئ الثورية الإيمانية والثقافية والسياسية والجهادية التي رفعها الإمام زيد عليه السلام وتحرك على أساسها ضد طغيان بني أمية هي الدعوة العامة للمسلمين لضرورة التحلي بالوعي والبصيرة فكان شعاره المعروف الذي خلده التاريخ إلى اليوم هو (البصيرة البصيرة ثم الجهاد) هو المبدأ الأساسي لثورته ومعلوم أن البصيرة التي دعا إليها الإمام زيد في ذلك الزمان هي البصيرة التي تفتقر إليها الأمة اليوم والتي تكمن في الحكمة، والحكمة مصدرها الوحيد هو الله تعالى وكذلك الوعي الذي منبعه القرآن الكريم واخذ الدروس والعبر من الأحداث والمتغيرات فمن يعتمد على الله ويستعين به ويتوكل عليه ويستجيب له بصدق سوف يحصل على الحكمة ومن يتبع القرآن الكريم ويتحرك على أساس هديه ونوره فلن يضل ولن يرضخ للطاغوت ولن يقبل بالظلم والفساد .
وقال الشريف : كان التحرك الثوري الإيماني الجهادي للإمام زيد عليه السلام في مواجهة طغيان وفساد وظلم وانحراف بني أمية بقيادة هشام بن عبدالملك تحركا ثوريا شاملا قائما على الوعي والبصيرة والحكمة والارتباط بالله تعالى والاستعانة به والتحرك على أساس الاستجابة العملية لما امر به ووجه إليه في كتابه بمواقف وأعمال قوية قائمة على المسؤولية الدينية وتهدف إلى الإصلاح، الإصلاح لواقع الناس في مختلف شؤون حياتهم الدينية والدنيوية والسياسية والاقتصادية لما فيه الخير لهم في الدنيا والأخرة ووفق ما يريد الله لعباده أن تكون حياتهم مربوطة به وقائمة على الحق والعدل والهدى والعزة والكرامة وهذا هو ما يجب أن يسعى إلى تحقيقه كل إنسان مسلم في هذا العالم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
من (وعي وقيم ومشروع) كلمة السيد القائد بمناسبة يوم القدس العالمي 1446هـ ..
في كلمته السنوية بمناسبة يوم القدس العالمي، أكد السيد القائد ان دعوة الإمام الخميني لإحياء يوم القدس العالمي هي من أجل أن تبقى قضية فلسطين حية في قلوب المسلمين وأن يبقى الجهاد وسيلة المسلمين لتحرير القدس، وتتزامن المناسبة هذا العام بعدد من التطورات أهمها، أولا: مع أحداث كثيرة ومنها إجرام العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومنع الغذاء والدواء والقتل الشامل للشعب الفلسطيني بهدف كسر الإرادة للشعب الفلسطيني، ثانيا: انكشاف عمل وتوجه العدو الإسرائيلي والأمريكي معا بهدف تهجير الشعب الفلسطيني وتوسيع الاحتلال للبلدان المجاورة لفلسطين، وحديث الأمريكي عن التهجير يكشفه ويفضحه، والسعي لتصفية القضية الفلسطينية، وهذا الانكشاف من التطورات المهمة، ثالثا :حجم الثبات والصمود الفلسطيني وهو تطور غير مسبوق وتجلى ضعف العدو الإسرائيلي والتجاؤه للعدو الأمريكي مع الدعم الغربي، وإلا كان العدو الإسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى مهزوماً بشكل غير مسبوق..
اتجه الإسرائيلي والأمريكي لاستخدام الإبادة والتدمير الشامل لكل مقومات الحياة، بدلا من المواجهة العسكرية، للضغط على الجانب الجهادي في فلسطيني، رابعا: ثبات الحاضنة الشعبية في قطاع غزة مقابل ذلك الإجرام الإسرائيلي والأمريكي والغربي البشع، خامسا: تطور جبهات الإسناد وما قدمته من تضحيات بداية بلبنان الذي قدم إسهاما مهما ومتميزا ومؤثرا، وكذلك اليمن وتحركه بكل المستويات العسكرية والإعلامية والشعبية، وكذلك في العراق، وكذلك الدور الأساسي المهم لجمهورية إيران الإسلامية في محور المقاومة، سادسا: الكشف والفرز والغربلة للأنظمة والشعوب العربية والإسلامية، وكان التخاذل غير مسبوق، والتواطؤ المكشوف، وهذا الفرز يأتي في إطار سنه الله تعالى للمجاهدين والمؤمنين عن المتخاذلين، سابعا: انكشاف المؤسسات الدولية وفضيحة الغرب وشعاراتهم المزيفة عن حقوق الإنسان، والأمم المتحدة ووزرها الكبير بالاعتراف بإسرائيل، واقل ما كان ان تخفف عن نفسها هو طرد إسرائيل من الأمم المتحدة لتخفف عن نفسها هذا العار، وكذلك مجلس الأمن الدولي وكل المنظمات الأخرى، ثامنا : الموقف الحر لأحرار العالم في فنزويلا وكولومبيا وجنوب أفريقيا والتي قطعت علاقاتها السياسية والاقتصادية بالعدو الإسرائيلي، ومحاكمة أي جندي إسرائيلي يتجه لبلدانهم أكثر من الأنظمة العربية والإسلامية، وكذلك الصوت الإنساني الذي تحرك من الجامعات والساحات بالمظاهرات في أوروبا وأمريكا والعالم، والذي تعاملت معهم الأجهزة البوليسية بطريقة وحشية وظالمة ومذلة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا وأستراليا، وكل هذا النقد والقمع والقتل والإجرام ومواجهتها يكشف زيف شعارات أوروبا وأمريكا..
فيما يتعلق بالوضع الراهن ونكث العدو الإسرائيلي والأمريكي بالاتفاق وتنكرهم لتلك الالتزامات، وهناك عدة تطورات منها فشل العدو الإسرائيلي في إعادة أسراه وتركيع المقاومة في غزة بعد إجرامه البشع، وفيما يتعلق بالفلسطينيين فإنها حقوق إنسانية مشروعة وليست شروطاً تعجزيية وهي إدخال المساعدات والاحتياجات الإنسانية وهذا شيء مكفول في كل العالم ووقف العدوان الظالم والوحشي، وانسحاب الجيش الإسرائيلي ومن الحقوق المعترف بها عالميا، فكل البنود هي التزامات واستحقاقات معترف بها عالميا كحق ثابت، وقد قدمت المقاومة تنازلات بالسقف الممكن لها، وكانت حريصة على إنجاح الاتفاق وأوفت بكل التزاماتها، ولم تتنصل عن أي بند من بنود الاتفاق، وفي المقابل لم يلتزم العدو الإسرائيلي بأي اتفاق ومنع الكثير من المواد الغذائية ومنع الخيام والكرفانات ومنع خروج الجرحى والمرضى، ولم يكمل انسحاباته، ولم يلتزم بالوقف التام لإطلاق النار، وهكذا كان العدو الإسرائيلي هو من تهرب وتنصل ونكث الاتفاق والالتزامات وساعده وشجعه وتبناه العدو الأمريكي على ذلك بشكل علني رسمي واضح وهو الضامن على العدو الإسرائيلي، وهذه جريمة ووصمة عار على الجبين العالمي كله، وهكذا هي الهمجية والعدوان والطغيان، وليس فيهم أي مستمسك يتنكرون لكل شيء..
الإسرائيلي عاد لإجرامه استنادا بالصوت والقرار والقنابل الأمريكية لإبادة الشعب الفلسطيني، وكذلك في لبنان يستمر العدو الإسرائيلي بالاختراقات الجسيمة والتصعيد واحتلال مراكز وهو يخالف الاتفاق، وفيما يتعلق بسوريا يستمر العدو الإسرائيلي في توسيع احتلاله لثلاث محافظات سوريه وغاراته على سوريا مستمرة واستباحة كاملة، ومع هذه الممارسات العدوانية المكشوفة يسعى العدو الإسرائيلي والأمريكي لحل القضية الفلسطينية والاستباحة والاحتلال للمنطقة كلها، والتخاذل العربي من العوامل المشجعة للأعداء ووصل بهم الحال إلى أن ينتظروا الأذن الإسرائيلي والأمريكي لن يقدموا الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني، والعرب لم يراجعوا سياستهم الخاطئة تجاه العدو الإسرائيلي، ويعتمدون سياسة الاسترضاء للأمريكي ويكررون المكرر الذي ثبت أن لا أهمية له ولا أي قيمة أو فائدة، وهو أشبه بخيارات عبثية، الجماعات التكفيرية في سوريا تعادي أعداء إسرائيل ولو كان هذا خيارا مفيدا لكان الإسرائيلي تعامل معهم بود واحترام، لكنه قابل سكوتهم وتعاونهم باحتلال أراضيهم وقصفهم..
وأضاف قائد الثورة: ينبغي أن تتحمل الأمة مسؤوليتها ونحن في هذا الشهر المبارك شهر القرآن ان يكون هناك منسوب زائد في التقوى والمسؤولية الدينية اليوم تجاه الخطر الإسرائيلي هي إلتزام إيماني وأخلاقي وإنساني، وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة ان المسئولية دينية كامله، فالعدو الإسرائيلي عدو مجرم ووحشي ودموي ويقتل النساء والأطفال بالقنابل والتجويع، وعدو بهذا المستوى من الإجرام والطمع والجشع يجب ان تترسخ لدينا عنه هذه النظرة، عدو يسعى لنهب ثرواتكم ومياهكم وممتلكاتكم، يسعى للتحكم في المنطقة، ويتحدث عن التغيير لوجه الشرق الأوسط ولا يتحدث عن جزر واق الواق، فالمشروع الصهيوني الكبير والذي يهدف ان تكون إسرائيل أكبر دولة جغرافية في الشرق الأوسط، وان تكون باقي الدول العربية مقسمة على أساس مناطقي وعرقي ومذهبي ولا تمتلك أي عناصر قوة أمام العدو الإسرائيلي، لكي ينهب منها كل ثرواتها ولا يعترض عليه أحد، وان يتحول واقع أمتنا إلى منطقة مستباحة في دمها، يقتل العدو الصهيوني من يشاء وكم ما يشاء بدون ان يعترض أو يتكلم احد ودول مستباحه في العرض للنساء والرجال وان تكون خاضعه لأمره، فالمشروع الصهيوني يسعى الاستيلاء على المقدسات من القدس والمسجد الأقصى ومكة والمدينة وتدجين الإسلام ولا يبقي للإسلام أي أثر في النفوس والحياة، وتجريد العرب من إنسانيتهم فلا يبقي حرا ولا عزيزا ولا كريما، فيصبح الإنسان العربي ضائعاً وضالاً وخانعاً وذليلاً ومستسلماً وعبداً لهم، وهذا هو المشروع هو هكذا بهذه الصورة، وهذا هو مشروع حقيقي وليس دعاية ضد اليهود، لذلك يجب أن تتحرك الأمة بمشروع عملي وصحيح وجاد، ولو رضيت هذه الأمة ان تكون أمة مستباحة للإسرائيلي وقبلت بهذا السوء الإسرائيلي فإنها تجلب على نفسها غضب الله ولعنه الله وجهنم بالآخرة..
ليس لدى الأمة أي مبرر لقبول المشروع الصهيوني الأمريكي والإسرائيلي، هذه أمة لديها كل المقومات لإفشال هذا المخطط الصهيوني، الذي هو خطر على الإنسانية كلها، الأمة أمة كبيرة وعظيمة فلماذا تقبل بهذا المشروع الشيطاني، ولديها الهدى والنور والبصائر والوعي والخيارات الصحيحة تصلها بالله تفيدها على أرض الواقع، والخيارات الأقوم التي يستقيم بها حال الأمة، لذلك فإن تحركنا في مسيرتنا القرآنية هو منطلق من هويتنا الإيمانية بوعي وبصيرة كشفها لنا الله في القرآن الكريم ضد هذا الخطر الكبير، الذي يقدم لنا كل صفاتهم وعملهم والواقع يكشف لنا كل مخططاتهم وحرم الموالاة لهم أشد التحريم، والموالاة لهم هو تخلٍ عن مبدأ مهم من مبادئ ديننا الذي يوجهنا لموالاة الله وبحبله والاعتصام بالله والالتزام الإيماني بكل مجالات التقوى والجهاد، والأمة بهذه المرحلة بحاجه لله وللقيم والأخلاق لمواجهة هذا العدو الشيطاني المجرم، والإسلام هو العائق أمام هذا العدو الذي يريد فصلنا عن الالتزامات الدينية والأخلاقية وهذا بسبب المنافقين، ومن المهم لإنسانيتنا ولشرفنا ولعزتنا الإيمانية ولرشدنا أن نكون ضد العدو الإسرائيلي والأمريكي، والتضحية بهذا السبيل أقل بكثير من الخيانة والاستسلام، والخيار الإيماني هو الخيار الصحيح وله أفق حقيقي وفيه ضمانة من الله سبحانه وتعالى ونحن نثق به وبوعده، ومهما كان علو العدو الإسرائيلي والأمريكي فإن زوالهما هو المحتوم بوعد الله، العدو الإسرائيلي كيان مفسد وواقعه بعد طوفان الأقصى انه هش وزائل، وبقاؤه معتمد على تخاذل الأمة والدعم الأمريكي..
فيما يتعلق بالعدوان الأمريكي على بلدنا فإنه واضح وهو من بدأ العدوان علينا ونحن نرد عليه ونتصدى لعدوانه، وعدوانه إسناد للعدو الإسرائيلي، وهدفه للتأثير على موقفنا وموقف شعبنا العزيز بالوقوف مع غزه، وسيسهم بتطوير قدراتنا وهناك بشارات بذلك، وإعلانه عن استقدام حاملة طائرات أخرى فإنه يعلن فشله، وبالنسبة ليوم الصمود فإنه توافق مع يوم القدس، ونصيحتنا للقوى الإقليمية ان لا تتورط مع الأمريكي، وفي الختام نؤكد إلى الوقوف مع غزة، وندعو شعبنا للخروج المليوني يوم الجمعة في يوم الصمود يوم القدس وهو غيظ وقهر للأمريكان والصهاينة”.