سالم بن نجيم البادي

 

هذه صرخة مواطن، وقد سئم من انتظار حصول أولاده على وظيفة وقد أصابه الحزن واليأس، بعد أن تجاوزت أعمار بعضهم 30 عامًا، وقد أعيتهم الحيلة وهم يبحثون عن عمل؛ أي عمل، يقيهم ذل السؤال وتوقف الحياة؛ حيث لا جديد، لا سيارة ولا منزل ولا زواج ولا سفر ولا ترفيه، لا شيء غير الحياة الرتيبة والروتين القاتل والهرولة الدائمة للبحث عن وظيفة.

لقد جربوا التجارة وليس كل من خاض غمار التجارة نحج، وإلّا لأصبح كل النَّاس تجارًا وأثرياء، وحيث المنافسة شديدة من الأجانب والذين زادت أعداهم في الآونة الأخيرة نتيجة دخولهم إلى البلاد بتأشيرة المستثمر.

تواصل معي هذا المواطن وهو في غاية الانفعال والغضب، وقد أرسل لي سيلا من الرسائل الصوتية والمكتوبة يشرح فيها حال أولاده ورحلتهم الطويلة في سبيل البحث عن عمل، وأعتقد أن هذا المواطن يتكلم بلسان الكثير من الآباء الذين لديهم أبناء يبحثون عن عمل مثل أبنائه.

لذلك سوف أكتب بعضًا من رسائله هنا كما أرسلها، والعهدة عليه في حقيقة وصحة كل ما ذكره. وقد ألحَّ عليَّ لنشر رسائله، لعلها تصل إلى من بأيديهم الحل لمشكلة الباحثين عن عمل من أبناء هذا الوطن العزيز. يقول في إحدى رسائله: "أوجه رسالتي هذه إلى وزارة العمل ووزارة التربية وكل المسؤولين في البلد وأصحاب السعادة المحافظين وأعضاء مجلس الشورى ومديري العموم في المحافظات.. وسؤالي هو هل أصبح لدينا فائض في الوظائف يزيد عن حاجة أبنائنا الباحثين عن عمل أو المسرحين من أعمالهم حتى نُوظف ما يزيد عن مليونين وأربعمائة ألف وافد؟ ألا يعرف الجميع أنه يوجد في هذا البلد أكثر من مائة ألف باحث عن عمل؛ سواء من أصحاب الشهادات العليا أو المتوسطة؟ وحين نذهب إلى المسؤولين في بلدنا نطالبهم برسالة لتسهيل أمر أحد أبنائنا للعمل بعد انتظار سنوات طويلة، يأتي الرد فورًا نحن لسنا جهة اختصاص بالتشغيل. لدي بنت تخرجت في الكلية التقنية العليا بتخصص شبكات في عام 2017، وإلى الآن تندب حظها، ولا تجد فرصة عمل، لا في الحكومة ولا القطاع الخاص، وقد تقدمت لوظيفة، ولا أقول من المضحك المبكي، ولكن من المُبكي المُبكي ويا للعجب لقد تمَّ تعيين موظفة آسيوية في الوظيفة التي تقدمت لها ابنتي، وابنتي الأخرى حصلت على شهادة بكالوريوس في الهندسة الكيميائية وهي تبحث عن عمل إلى الآن ولم تجد فرصة، بينما مختبرات الجهات الحكومية والشركات الخاصة تعج بالوافدين في هذا الاختصاص. ولقد وجدت فرصة عمل بالأجر اليومي في إحدى المدارس خلال العام الدراسي 2022- 2023، وفي تلك الفترة الوجيزة التي قضتها في العمل نالت إعجاب إدارة المدرسة وزميلاتها المعلمات ووليات أمر الطالبات، وتم منحها شهادات تقديرية من مديرية التربية والتعليم بالمحافظة بسبب مثابرتها وشغفها بالعمل الذي تؤديه.

تقدمت هاتان البنتان لإجراء مقابلة في بداية هذا الفصل الدراسي 2024-2025 رغبة منهن في الحصول على فرص عمل عوضًا عن المكوث في المنزل، لكن هذه الفرص ذهبت إلى وافدات، دخلن إلى البلد قبل وقت قصير فقط، وبعض الموظفين في البلد لا نجد منهم إجابة مُقنعة حين نسألهم لماذا وكيف تم تشغيل هؤلاء الوافدين؟!

بهذه الطريقة وهذا المسار، ستتفاقم لدينا الأمور وستظل مشكلة الباحثين والمسرحين من أعمالهم، قنبلة موقوته نسأل الله أن يحفظ منها البلاد والعباد؛ فالجوع كافر كما يُقال، والحاجة قد تدفع الإنسان لمصادقة إبليس اللعين عندما لا يجد من يسمعه. ويجب أن نوصل لكم معلومة مُهمة قد لا تعرفونها: أصبح لدينا أسر هنا في سلطنة عُمان تُكافح من أجل توفير الأكل والشرب فقط، دون باقي المتطلبات الأخرى، التي تتزايد يومًا بعد يوم. فهل أنتم معنيون بهذا الأمر أم أنه لا يعنيكم؟".

انتهى كلام المواطن، والذى نتمنى أن يصل إلى من يهمه الأمر!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ماذ كشف جهاز الأمن والمخابرات العامة شعبة الأمن الاقتصادى بسنار؟

كشف مدير جهاز الأمن والمخابرات العامة شعبة الأمن الإقتصادي وحدة أمن سنارعن مبادرات مجتمعية متعددة لخدمة النازحين والمواطنين بصفة عامة مشيرا إلى مبادرات تفويج ثلاثة وفود عودة طوعية لمناطق السكر وجبل موية وولاية الجزيرة عامة بالإضافة إلى تشغيل محطات المياه بإحضار المولدات الكهربائية والجازولين ومن ثم مبادرة تطوير مستشفى سنار كتزويد مستشفى الكُلى بأدوية ومعدات كهربائية والوقوف جنباً إلى جنب مع جمعية مرضى السكري الذين ابلوا بلاءا حسناً طيلة فترة الحرب.وفيما يختص بمحور أسعار السلع الإستهلاكية أوضح مدير جهاز الأمن في تصريح (لسونا) أن سياسة جهاز الأمن والمخابرات هي تحقيق الوفرة والسماح للتجار بدخولها سوق سنار والسيطرة عليها حتى يتم الإشراف وتوزيعها عبر شعبة الأمن الإقتصادية وذلك بالتنسيق مع غرفة أصحاب العمل وتسعيرها وفق شروط البيع والشراءإلى جانب ذلك أوضح مدير الأمن الإقتصادي عن التعاون بينهم وإدارة المواصفات والمقاييس لمراقبة السلع الإستهلاكية وضبط الجودة بغرض الحفاظ على صحة المواطن.كما عبر سيادته عن كامل إمتنانه وفرحته بالإنتصارات التي حققتها قوات الشعب المسلحة في كافة المحاور مثمناً جهود الشرطة والمستنفرين والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية وكل القوات المساندة التي أبلت بلاءً حسناً في دحر الأعداء من أجل الحصول على أمن وإستقرار المواطن السوداني.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ماذ كشف جهاز الأمن والمخابرات العامة شعبة الأمن الاقتصادى بسنار؟
  • بخٍ! صرخة مدوية في وجه التآمر واليأس‏
  • «الزراعة» تُطور مهارات الباحثين في تحليل البيانات باستخدام أساليب الإحصاء الحديثة
  • منافذ تهريب مخزون الغاز المحلي إلى دول الجوار
  • حساب المواطن.. إجراءات الزيارات الميدانية للأفراد المستقلين
  • تخريج منتسبي برنامج تدريب الباحثين عن عمل في كلباء والوسطى
  • شيخ الأزهر يطلق صرخة من البحرين عن حال العرب والمسلمين
  • الحوار الإعلامي مع وزير الإسكان
  • خلال لقائه بالمعيدين الجدد.. رئيس جامعة بنها: حريصون على بناء قدرات شباب الباحثين
  • رئيس جامعة أسيوط يعلن توصيات المؤتمر العلمي الرابع لشباب الباحثين لكلية التمريض