جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-21@20:03:57 GMT

الباحثون عن عمل.. وتعديل "تقاعد" النساء

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

الباحثون عن عمل.. وتعديل 'تقاعد' النساء

 

مسعود الحمداني

samawat2004@live.com

 

في مُعظم البيوت يوجد "باحث عن عمل"، شاب في مقتبل العمر ينتظر فرصته في التوظيف، يحلم ليل نهار بأن يصنع مستقبله، ويشكّل حياته، ولا يكون عالة على أبيه وأمه، يُطالع هاتفه كل صباح علّه يتلقى اتصالًا أو رسالة من وزارة العمل، أو من جهة خاصة تطلبه للمقابلة الشخصية من أجل الوظيفة التي أصبحت حلمًا بعيد المنال، رغم محاولات "ترقيعية" لحلها من جهات التوظيف، ولكنها في الواقع تفاقم الأزمة بعد أن ينتهي العقد، مثل "التوظيف المؤقت" الذي أصبح عبئًا على الدولة، فيتحول الموظف إلى "مُسرَّح" من العمل، حين لا يتم تجديد عقده مع الجهة المعنية، إلّا حسب حاجة العمل، وتوفّر المخصصات المالية المعتمدة.

هذا الشاب الذي يضيع عمره بين "حانا ومانا"، هو ثروة هذا الوطن، وكنزه الثمين الذي يضيع هدرًا، وكلما طال أمد التوظيف، تخسر الدولة جزءًا من ثروتها البشرية. وبمرور الوقت، والسنين يصبح الشاب الباحث عن عمل، غير صالح للوظيفة بسبب كِبَر سِنّه، وضعف حماسه، وعدم قدرته على الإبداع في عمله، فيتحول إلى مجرد رقم في منظومة العمل، وهكذا يتحول الشباب إلى طاقات مهدرة تضيع وتتبخر كما الماء في البحر؛ بل ويصبح الباحثون عن عمل قنبلة اجتماعية خطيرة لا يمكن التنبؤ بنتائج انفجارها، حين يزيد الضغط عليها من كل مكان.

إنَّ من الغريب أن تكون مثل هذه المشكلة الكبيرة موجودة، وفي نفس الوقت يصدر قانون الحماية الاجتماعية وأخص بالذكر هنا مواد التقاعد، التي لم تراعِ مسألة "الخلل الوظيفي الاجتماعي"، فهو يرفع سنّ التقاعد إلى الستين عامًا، خاصة بالنسبة للنساء الموظفات، في ظل وجود هذا العدد الضخم من الشباب الباحثين عن عمل، وكان من الأجدى أن يُخفِّض سن التقاعد للموظفات الراغبات في التقاعد إلى سن أقل، ودون حسبة "لوغاريتماتية" لمعاشات التقاعد، وتلك "اللَفّة" الطويلة التي لا يُجيد حسابها غير موظف مالي مختص؛ فكثير من النساء الموظفات يرغبن في التقاعد قبل بلوغ سن الخامسة والخمسين أو الستين عامًا، فذلك أكثر منفعةً لهن، وللمجتمع ككل، مما يساهم في توظيف مجموعات جديدة من الشباب الباحثين عن عمل.

والمرونة في ضوابط التقاعد للنساء تعد واحداً من الحلول التي يجب وضعها في الحسبان؛ حيث تبلغ نسبة القوى العاملة النسائية في القطاع الحكومي أكثر من نصف مُجمل العاملين، وهناك الكثير من هؤلاء النساء قضين في وظائفهن أكثر من عشرين عامًا، ويرغب العديد منهن في التقاعد، ولكن يحول دون ذلك حسبة عجيبة وضعها قانون التقاعد، والتي تشترط خروج الموظفة عند سن الخامسة والخمسين عامًا بشروط مُعقَّدة، وبراتب ضئيل، وفي حالات أخرى لا تحصل على مكافأة نهاية الخدمة، أو أنَّ عليها انتظار وصولها إلى سن الستين، ثم "التمتع" بالتقاعد، وكل تلك الشروط المعقدة التي وضعها المشرّع تجعلها مُتردِّدة في اتخاذ قرار تقاعدها.

إنَّ معاناة الشباب الباحث عن عمل، لن تحل بتلك "العقود المؤقتة"، والتي لا تفي بمتطلبات الشباب، ولا تقيهم من تقلبات الوزارات، ومزاجات بعض المسؤولين، ويظل الموظف المؤقت في صراع نفسي دائم، فلا هو في سماء الأحلام، ولا هو على أرض الوظيفة، ولا تقبل أي جهة مصرفية إقراضه لأنها لا تعلم مصيره بعد حين، كما إن القطاع الخاص الذي تحاول جهات العمل رمي الكرة في ملعبه، لديه مشاكله الكثيرة التي قلّصت من دوره، فالضرائب تُثقل كاهله، والأعمال ليست بتلك الصورة التي يُحاول تبسيطها المسؤولون في الحكومة، وحتى الشركات الكبيرة و"العملاقة" لا تستطيع تحمُّل كل تركات وتراكمات مشكلة الباحثين عن عمل، ولا تتحمل إخفاق المسؤولين في حلها على مدى سنوات طويلة، وما تلك الأعمال البسيطة كـ"توصيل الطلبات" التي يحاول البعض الترويج لها على أنها تُدر دخلًا كبيرًا، لا تعدو كونها أوهامًا يتم تسويقها، في ظل وضع القوة الشرائية المتدنية بشكل عام، وقلة عدد السكان الذين يتوزعون على آلاف الكيلومترات في سلطنة عُمان؛ حيث لا توجد كثافة سكانية إلّا في محافظة مسقط، وبعض الولايات الرئيسة في محافظات أخرى؛ مما يعني أن تلك الأعمال لا يُمكن إلّا أن تحِل جزءًا محدودًا جدًا- وإلى حين- من القضية، وفي نطاق جغرافي ضيق للغاية.

لقد حان لوزارة العمل أن تبحث عن أفكار "خارج الصندوق" وأن لا تعتمد على أرقام التوظيف التي تعلن عنها، والتي لا تنظر إلى أعداد "الفاقد" من قوى العمل الشابة، ولا تذكر في إحصاءاتها عدد الذين لم يقبلوا أو تركوا العمل لعدم ملاءمته لطموحاتهم، وليكن ذلك بإعادة النظر في سن تقاعد النساء الموظفات، وطرق تحفيزهنّ لما بعد التقاعد، والذي سيتيح الآلاف من فرص العمل للشباب الذين ينتظرون لسنوات طويلة- في بيوت أهاليهم- "وظيفة ثابتة" تُلبِّي طموحاتهم، وتُنهي معاناتهم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

معرض الإمارات للوظائف «رؤية» يفتح أبوابه للشباب 24 الجاري

دبي: «الخليج»
تنطلق فعاليات النسخة الثالثة والعشرون من «رؤية» معرض الإمارات للوظائف، المنصة الرائدة للتوظيف وتنمية المهارات والتواصل وتمكين الشباب الإماراتي، في قاعات زعبيل 4 و5 و6 بمركز دبي التجاري العالمي، اعتباراً من يوم الثلاثاء 24 وحتى الخميس 26 سبتمبر.
وتوفر الفعالية أكثر من 3000 وظيفة شاغرة في 26 قطاعاً، تقدمها 150 مؤسسة عامة وخاصة رائدة في نسختها الثالثة والعشرين، والتي من المتوقع أن تستقبل أكثر من 16 ألف زائر، وعلى مدار ثلاثة أيام من الساعة 10 صباحاً وحتى 6 مساءً، إلى تزويد المشاركين بالأدوات والموارد والفرص اللازمة لإيجاد مسارات مهنية واعدة.
تأتي الفعالية في إطار الجهود الحكومية الرامية إلى بناء اقتصاد تنافسي قائم على المعرفة والتزام الدولة بتوطين الوظائف، وخطتها الوطنية المدروسة لرسم مستقبل الإمارات على مدى السنوات العشر القادمة، من خلال إقرار حزمة من القوانين والأحكام الهادفة إلى استقطاب المزيد من المواطنين الإماراتيين إلى سوق العمل، وتحويل فرص التوظيف على امتداد قطاعات الأعمال إلى مساحة لتمكين الشباب الإماراتي.
ويستهدف المعرض تعزيز مسارات التواصل بين جهات التوظيف والمواهب الإماراتية الشابة من طلاب وخريجين جدد ومتخصصين مؤهلين ممن يتطلعون إلى تطوير حياتهم المهنية، حيث يشارك في الدورة الحالية أكثر من 150 مؤسسة رائدة من القطاعين العام والخاص، بما في ذلك الهيئات الحكومية مثل بلدية دبي، وهيئة الطرق والمواصلات، والجامعة الأمريكية في دبي، ومجموعة الإمارات، ومجموعة كلداري إخوان.
وتعكس الفعالية مساعي الإمارات لتحقيق التنوع الاقتصادي الوطني، كما تواصل حضورها المتنامي عاماً بعد آخر، حيث تشهد دورة عام 2024 مشاركة أسماء جديدة تمثّل نحو 50% من العارضين مع وجود قطاعات رئيسية تسجل حضورها للمرة الأولى في المعرض، وتشمل مجالات البناء وإدارة المرافق، والإعلام، والتسويق، والتجارة الإلكترونية، وتصنيع المواد الكيميائية، ممثلةً في شركات مرموقة مثل أمازون، وجوتن، وسيمنز للطاقة.
كما تستمر الفعالية لثلاثة أيام وتهدف إلى منح حوالي 16 ألف من الزوار المتوقعين فرصاً واعدة للتوظيف وتمكين الشباب الإماراتي من الدخول إلى سوق العمل، ما يتيح لهم المشاركة وبناء علاقات مهنية مثمرة والارتقاء بمهاراتهم لمواكبة أحدث التطورات واستكشاف فرص العمل.
ويتضمن جدول المعرض العديد من المناقشات البنّاءة وورش العمل والندوات التفاعلية والعروض الملهمة والمسابقات، إضافة إلى فرص التواصل المباشرة مع كبار رواد الأعمال في مختلف القطاعات.
وتغطي ورش العمل التي تنعقد تحت إشراف خبراء مختصين العديد من المواضيع المتنوعة، من التصوير الفوتوغرافي إلى مسارات التعليم الجامعي المتوافقة مع المهارات الشخصية، كما يشارك متحدثون إماراتيون ملهمون قصص نجاحهم وتجاربهم المهنية في مجالات متنوعة كالطهي والعزف.
بينما تتيح سلسلة المسابقات التفاعلية أمام طلاب المدارس والجامعات المحلية من زوار المعرض فرصة الانطلاق في رحلات مهنية واعدة، بما في ذلك مسابقة مختبر التصميم، التي تدعمها شركة فريو الإماراتية للمشروبات، حيث تقدّم للطلاب فرصة تصميم علامة تجارية جديدة لعلب فريو وابتكار نكهات جديدة منعشة.
كما يحظــى خريجو الجامعـــات الإماراتيـــة وطلبـــة السنة النهائية بفرصة المشاركة في برنامـــج تحــدَّ نفسك واحصل على وظيفــة، وهو برنامـــج توظيف قائـــم على المهارات، يضمن للفائزين الظفر الفــوري، خلال 24 ساعة، بفرص عمل لدى شركات رائدة في مجالات التسويق والمبيعات والتمويل.
وقالت أسماء الشريف، مساعدة نائب الرئيس لشؤون التنمية المستدامة وإدارة المعارض لدى مركز دبي التجاري العالمي: «نلتزم من خلال استضافتنا (رؤية) معرض الإمارات للوظائف 2024 بتعزيز الفرص التي من شأنها تمكين الجيل القادم من المواهب الإماراتية. وتشكّل هذه الفعالية منصة أساسية تتيح للشباب الواعد من أصحاب المؤهلات التواصل مع نخبة رواد الأعمال، كما تتماشى مع مهمتنا الأشمل، والمتمثّلة بدعم رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للنمو الاقتصادي المستدام والمتكامل. ونحن واثقون من قدرة المعرض في دورته الحالية على إلهام الشباب الإماراتي وتزويده بالمهارات وشبكات التواصل اللازمة لتحقيق نجاحه المهني، لا سيما مع مشاركة مجموعة واسعة من القطاعات وإطلاق العديد من الامتيازات الجديدة».
يفخر معرض رؤية هذا العام بحضور بنك أبوظبي الأول بصفته الراعي البلاتيني؛ ومصرف أبوظبي الإسلامي (ADIB) باعتباره الراعي الذهبي؛ إلى جانب العربية للطيران والبنك العربي المتحد كرعاة داعمين للفعالية.
وتركّز نسخة هذا العام والتي تنطلق تحت شعار «الشباب يستطيع»، على تمكين الشباب وتطوير سوق العمل الديناميكي في دولة الإمارات العربية المتحدة والاستفادة من التكنولوجيا المتطورة باعتبارها الدافع الرئيسي لكليهما.

مقالات مشابهة

  • ما هي خطوات عملية التوظيف؟
  • الحكيم لـ ذوي المهن الصحية: الحذر من الأجندات التي تستهدف المتظاهرين
  • الصين.. دعوة إلى “تقاعد” الناتو مع ستولتنبرغ
  • نظام غذائي جديد يقلل فرص الإصابة بالخرف لدى النساء
  • وزير العمل: حريصون على سرعة إصدار الاستراتيجية الوطنية للتشغيل
  • كلاس إلى نيويورك للمشاركة في قمة المستقبل التي تعقد في الامم المتحدة
  • معرض الإمارات للوظائف «رؤية» يفتح أبوابه للشباب 24 الجاري
  • رفع سن التقاعد الجديد 1446 في المملكة لموظفي الحكومة.. من هم؟
  • أصوات خافتة في الحقول والمدارس: حكاية المرأة العراقية العاملة