تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في قضية تؤكد على المعركة السرية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، اتُهم رجل أعمال إسرائيلي بالمساعدة في مؤامرة مدعومة من إيران لاغتيال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين إسرائيليين كبار آخرين. إن اعتقال هذا الفرد، الذي يُعتقد أنه يعمل بناءً على طلب الاستخبارات الإيرانية، يسلط الضوء على الجهود الجارية التي تبذلها إيران للرد على الإجراءات الإسرائيلية في المنطقة.

 
وفقًا لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي شين بيت، كان المتهم، وهو رجل أعمال إسرائيلي لم يُذكر اسمه في السبعينيات من عمره، متورطًا في سلسلة من الاجتماعات السرية مع عملاء إيرانيين. وبحسب ما ورد، طالب هذا الشخص بمبلغ مليون دولار مقابل القيام بعمليات مراقبة للمساعدة في اغتيال نتنياهو، إلى جانب مسئولين إسرائيليين بارزين آخرين، مثل رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي رونين بار ورئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت. وبحسب ما ورد، تلقى رجل الأعمال ٥٠٠٠ يورو كدفعة أولية لمشاركته في هذه الاجتماعات.
كشف جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي أن رجل الأعمال تم تهريبه إلى إيران في مناسبتين، إحداهما كانت مخفية في مقصورة شاحنة، وخلالها اقترب منه عملاء استخبارات إيرانيون. زُعم أن هؤلاء العملاء جندوه لأداء مهام مثل تحويل الأموال والأسلحة داخل إسرائيل، وجمع معلومات المراقبة حول أهداف بارزة، وتجنيد أصول إسرائيلية أو أوروبية لتنفيذ عمليات أخرى.
هذا التطور مثير للقلق بشكل خاص في ضوء التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، في أعقاب سلسلة من الاغتيالات المستهدفة التي نُسبت إلى عملاء إسرائيليين. ومن بين الحوادث البارزة مقتل زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، مما أثار غضبًا في إيران ومن المرجح أنه غذى مؤامرة اغتيال نتنياهو.
لطالما اتهمت الحكومة الإسرائيلية إيران بمحاولة التسلل إلى المجتمع الإسرائيلي من خلال التجسس وتجنيد عملاء محليين. وهذه القضية هي الأحدث في سلسلة من الكشوفات التي كشف عنها جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) حول جهود إيران وحزب الله لإنشاء شبكة من العملاء داخل حدود إسرائيل. ويُعتقد أن هؤلاء العملاء مكلفون بجمع المعلومات الاستخباراتية والتخطيط لهجمات وزعزعة استقرار الأمن الإسرائيلي.
وأشار بيان جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي إلى أن استراتيجية إيران تتضمن استخدام وسطاء في دول محايدة أو صديقة، مثل تركيا، للاتصال بالمجندين المحتملين. وفي حالة رجل الأعمال الإسرائيلي، ورد أنه اقترب منه أولاً شخصان تركيان، سهّلا تعريفه بوكلاء إيرانيين. وتسلط هذه الطريقة غير المباشرة للتجنيد الضوء على المدى الذي قد تذهب إليه إيران لتحقيق أهدافها، مع تقليل التعرض المباشر لعملائها.
ويحذر الخبراء من أن هذا النمط من التجنيد يشكل تهديدًا كبيرًا للأمن القومي الإسرائيلي. يقول الدكتور يوسي ميلمان، وهو محلل استخبارات إسرائيلي مخضرم: "إن الجهود الإيرانية المستمرة لتجنيد أفراد داخل إسرائيل، سواء من خلال الحوافز المالية أو الإكراه، تظهر نية واضحة لتحدي الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة من خلال الحرب غير التقليدية". ويضيف: "أصبحت هذه المحاولات أكثر تواترا وتعقيدا، حيث تسعى إيران إلى الانتقام من حرب الظل التي تشنها إسرائيل ضد برنامجها النووي ومجموعات وكلائها".
إن المؤامرة المزعومة لاغتيال القادة الإسرائيليين تمثل تصعيدا خطيرا في العلاقة المتقلبة بالفعل بين إسرائيل وإيران. لسنوات، نفذت إسرائيل ضربات دقيقة واغتيالات لشخصيات إيرانية رئيسية متورطة في برنامجها النووي، فضلا عن عملاء داخل حزب الله وحماس. ومع ذلك، اقتصر رد إيران إلى حد كبير على الهجمات الإلكترونية والحرب بالوكالة.
إن تورط مواطن إسرائيلي في مؤامرة اغتيال ضد حكومته يقدم ديناميكية جديدة ومزعجة لهذا الصراع. وتشير القضية إلى أن الاستخبارات الإيرانية ربما تسعى إلى استخدام أصول محلية لتنفيذ عمليات على الأراضي الإسرائيلية، وهو ما من شأنه أن يشكل تحولاً كبيراً في التكتيكات.
ويؤكد الدكتور إيلي كارمون، الباحث البارز في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، على التأثير المحتمل لهذا الكشف على الرأي العام الإسرائيلي. ويقول كارمون: "قد تؤدي هذه القضية إلى زيادة الشعور بالضعف بين الجمهور الإسرائيلي، لأنها تشير إلى أن المواطنين الإسرائيليين أنفسهم قد يكونون عرضة للتلاعب الإيراني. إنها تذكير صادم بالمدى الذي قد تذهب إليه إيران للانتقام".
يتفق الخبراء على أن مؤامرات الاغتيال مثل تلك التي كشف عنها جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) تخدم أغراضاً متعددة لإيران. فبعيداً عن الهدف المباشر المتمثل في القضاء على القادة الإسرائيليين، فإن مثل هذه المؤامرات تشكل شكلاً من أشكال الحرب النفسية التي تهدف إلى تقويض شعور الحكومة الإسرائيلية بالأمن وزرع الخوف بين عامة الناس.
يوضح الدكتور مايكل هيرتزوغ، السفير الإسرائيلي السابق، قائلاً: "إن مؤامرات الاغتيال، وخاصة تلك التي تستهدف شخصيات بارزة، ترسل رسالة ضعف إلى الحكومة ومواطنيها على حد سواء. ومن خلال استهداف شخصيات مثل نتنياهو وبينيت، تشير إيران إلى أن لا أحد بعيد عن متناولها، بغض النظر عن طبقات الأمن المحيطة بها". ينسجم هذا التكتيك أيضاً مع الهدف الأوسع لإيران المتمثل في الانتقام من العدوان الإسرائيلي المتصور. فبعد اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران، ربما شعر المسؤولون الإيرانيون بالضغط للرد بالمثل، لأن الفشل في القيام بذلك قد يُنظر إليه على أنه علامة على الضعف. ولكن حتى الآن، امتنعت إيران عن تنفيذ عمليات اغتيال انتقامية ضد شخصيات إسرائيلية، سواء في إسرائيل أو في الخارج. وربما يشير المخطط الفاشل ضد نتنياهو إلى تحول في هذا الضبط.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل إيران نتنياهو جهاز الأمن الداخلی الإسرائیلی من خلال شین بیت إلى أن

إقرأ أيضاً:

رعب داخل إسرائيل و«نتنياهو» يعقد اجتماعًا طارئًا.. ماذا يحدث بتل أبيب؟

عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتماعًا طارئًا مع وزراءه وقادة الجيش في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، وذلك حسب قناة «روسيا اليوم».

حالة تأهب قصوى داخل إسرائيل

وبعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان التي أدت إلى مقتل وإصابة العديد من قيادي حزب الله، بما في ذلك قيادات في وحدة «الرضوان»، أعلنت سلطات الاحتلال عن رفع مستوى التأهب العسكري، وفرض تعليمات خاصة وتقييدات في الجبهة الداخلية تحسبًا لرد محتمل، كما عُقد اجتماع طارئ في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب ضمّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراءه وقادة الجيش لمناقشة الوضع.

وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن تعليمات خاصة تُطبق على حيفا، وجميع بلدات الشمال وصولا إلى الحدود مع لبنان، وتشمل هذه التعليمات: 

1- التعليم والعمل بالقرب من الملاجئ.

2- تقليل التجمعات في الأماكن المغلقة إلى 300 شخص كحد أقصى.

3- تقليل التجمعات في الأماكن المفتوحة إلى 30 شخصا كحد أقصى.

حزب الله والاحتلال الإسرائيلي

ومنذ يوم السبت تجدد القصف المتبادل بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي، تجاه بلدات ومناطق بينها عسكرية في الجانبين، بسبب الغارة الإسرائيلية على مبنى بيروت واغتيال أكثر من قائد تابع لحزب الله.

ومنذ الضربة الإسرائيلية استشهد أكثر من 16 عنصرًا من قيادي حزب الله، بينهم مسؤول العمليات في الحزب إبراهيم عقيل، وأحمد محمود وهبي قائد العمليات العسكرية لقوة الراضون.

مقالات مشابهة

  • رعب داخل إسرائيل و«نتنياهو» يعقد اجتماعًا طارئًا.. ماذا يحدث بتل أبيب؟
  • اعتقال مواطن إسرائيلي بتهمة التآمر مع إيران لاغتيال نتنياهو وكبار المسؤولين ردا على مقتل هنية
  • إسرائيل: اعتقال رجل أعمال يهودي بتهمة التخطيط لاغتيال نتنياهو
  • إسرائيل تتهم مواطنًا بالتعاون مع إيران لاغتيال كبار المسؤولين
  • إعلام عبري: إيران جندت مواطنًا إسرائيليًا لاغتيال نتنياهو وغالانت
  • إسرائيل تعلن إحباط مؤامرة إيرانية لاغتيال نتانياهو وغالانت
  • «القاهرة الإخبارية»: اعتقال إسرائيلي جندته إيران لاغتيال نتنياهو وجالانت
  • محاولة لاغتيال نتنياهو.. القبض على إسرائيلي "عميل لإيران"
  • عاجل | موقع والا: اعتقال مواطن إسرائيلي بشبهة التعامل مع إيران والتخطيط لاغتيال نتنياهو ومسؤولين