"أسوشيتد برس": واشنطن أكثر تحفظا من المعتاد في الشرق الأوسط خشية أن تزيد الأمور سوءا
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، في تقرير لها حول موقف الولايات المتحدة من التصعيد الخطير الذي يشهده الشرق الأوسط خلال الأيام الأخيرة، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتبنى نهجًا أكثر تحفظًا من المعتاد خلال أسبوع شهد تصعيدًا كبيرًا بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، إذ يحجم المسؤولون الأمريكيون عن التعامل بدبلوماسية الأزمات بصورة كاملة خشية أن يزيدوا الأمور سوءًا.
وأشار التقرير إلى أن ضبط النفس العلني هذا يأتي في أعقاب انفجارات أجهزة النداء "البيجر" وأجهزة اللاسلكي الخاصة بحزب الله، وغارة جوية إسرائيلية استهدفت أحد كبار قيادات "حزب الله" في بيروت، وهو ما يهدد بإشعال حرب شاملة بين إسرائيل وأعدائها في الشرق الأوسط وإحباط المفاوضات المتعثرة بالفعل لوقف إطلاق النار في النزاع مع حماس في غزة".
وجاء التصعيد حتى مع زيارة اثنين من مسؤولي إدارة بايدن للمنطقة هذا الأسبوع للدعوة إلى التهدئة، وزاد من الانطباع بأن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة تولي أقل اهتمام على الإطلاق لجهود الوساطة التي تبذلها حليفتها الرئيسية، على الرغم من اعتمادها على الولايات المتحدة للحصول على الأسلحة والدعم العسكري، بحسب التقرير.
وقال بريان كاتوليس الزميل البارز في السياسة الخارجية الأمريكية في معهد الشرق الأوسط بواشنطن "إن الولايات المتحدة من حيث الكلمات والأفعال والتحرك لا تقود الأحداث، بل تتفاعل مع الأحداث".. ولم يحدث أي اتصال أمريكي معلن مع نتنياهو منذ زيارة المسؤول الكبير في البيت الأبيض آموس هوكشتاين لإسرائيل يوم /الاثنين/، محذرًا من التصعيد، لتضرب في اليوم التالي الموجة الأولى من انفجارات الأجهزة، التي ألقي باللوم فيها على نطاق واسع على إسرائيل، دون أن تعترف بالمسؤولية.
وقال مسؤولون أمريكيون، وفقًا لـ"أسوشيتد برس"، "إن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى نقطة حساسة إلى حد أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن زار مصر فقط في رحلة إلى المنطقة هذا الأسبوع؛ لأن السفر إلى إسرائيل دعما للتوصل إلى اتفاق قد يدفع نتنياهو إلى قول شيء من شأنه أن يقوض الوساطة التي تقودها الولايات المتحدة"، أما بايدن، فعندما سُئل عما إذا كان لا يزال لدى الولايات المتحدة أمل في التوصل إلى اتفاق في غزة، والذي تصفه الإدارة بأنه "حاسم لتهدئة الصراع الإقليمي"، قال "إن الأمل لديه، وإن فريقه يضغط من أجل تحقيق ذلك".
وفي الوقت نفسه، رفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية التعليق علنًا على انفجار أجهزة "حزب الله" يومي الثلاثاء والأربعاء، مما أسفر عن مقتل 37 شخصًا على الأقل وإصابة آلاف منهم مدنيين، فيما يعتقد المحللون أنه عملية استخباراتية إسرائيلية متطورة للغاية.. كما لم يقدموا أي تقييم للغارة الجوية التي وقعت يوم الجمعة وقتلت أحد قادة "حزب الله" في منطقة مكتظة بالسكان من بيروت، وهي الضربة الأكثر دموية على العاصمة اللبنانية منذ سنوات.
وقال الجيش الإسرائيلي "إن 15 عنصرًا قتلوا أيضًا"، فيما قالت وزارة الصحة اللبنانية اليوم "إن الضربة قتلت 31 شخصًا على الأقل، بينهم سبع نساء وثلاثة أطفال".
وبحسب التقرير، اتبع نتنياهو وحماس الجولات السابقة من التواصل الدبلوماسي الأمريكي المباشر بخطاب ناري أو هجمات مفاجئة ترى الولايات المتحدة أنها تعيق الجهود المبذولة من أجل الهدنة.. وقال مسؤولون أمريكيون مطلعون، تحدثوا دون الكشف عن هوياتهم، إنه "قد يجري تواصل رفيع المستوى مع نتنياهو عندما يتوجه إلى نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل"، إلا أنهم اعترفوا أيضًا أن الوضع أصبح محفوفا بالمخاطر لدرجة أن اتخاذ موقف علني بدعم إسرائيل أو انتقادها ربما يضر أكثر مما ينفع.
ووفقًا للتقرير، يتهم النقاد الإدارة بالدفع باتفاق فشل مرارًا وتكرارًا في كسب تأييد الأطراف المتحاربة، ولا يواكب تنامي الصراع.. وقال كاتوليس المحلل في معهد الشرق الأوسط "إن الإدارة تستطيع أن تفعل المزيد على الصعيد الدبلوماسي، ومن ذلك العمل بجدية أكبر لحشد دول الشرق الأوسط لتكثيف الضغوط على إسرائيل وإيران ووكلائها لوقف القتال".
ويرفض المسؤولون الأمريكيون مزاعم تخليهم عن وقف إطلاق النار في غزة أو منع الصراع من التوسع إلى حرب شاملة في لبنان، حيث قال المتحدث باسم الأمن القومي جون كيربي أمس "سنكون أول من يدرك أننا لسنا أقرب إلى تحقيق هذا مما كنا عليه قبل أسبوع أو نحو ذلك".. وأضاف: "لكن لا أحد يستسلم".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الشرق الأوسط بايدن الولایات المتحدة الشرق الأوسط حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن ترسل حاملة طائرات نووية ثانية إلى الشرق الأوسط.. ماذا نعرف عنها؟
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عن إرسال حاملة طائرات ثانية إلى منطقة الشرق الأوسط، فيما وضعت ما وصفته بـ"الخطوة في إطار مواصلة تعزيز الاستقرار الإقليمي وردع أي عدوان وحماية التدفق الحر للتجارة في المنطقة".
وبحسب البنتاغون فإنّ هذه التعزيزاتُ العسكرية الأميركية في المنطقة، تأتي في ذروة التوترات الجارية بين واشنطن وطهران، وأيضا تزامنا مع تعرّض القطع الأميركية في البحر الأحمر لهجمات من الحوثيين.
وتحشد واشنطن، في خضم هذه التهديدات المتواترة، المزيد من القوات والعتاد العسكري في الشرق الأوسط. حيث قال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، عبر بيان، إنّ: "حاملة الطائرات "كارل فينسون" سوف تنضم إلى حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان" من أجل مواصلة تعزيز الاستقرار الإقليمي، وردع أيّ عدوان، وحماية التدفق الحر للتجارة في المنطقة".
اقتربت كما قلت لكم الاستعدادات النهائية لضرب إيران الاسبوع القادم أو الذي يليه علي أقصي تقدير.
حاملة الطائرات النووية CVN 70 كارل فينسون شوهدت في مضيق سنغافورة في طريقها إلى الشرق الأوسط pic.twitter.com/SxLT6KNQfm — Shicoo Monester (@chickooph) April 4, 2025
وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية، في البيان نفسه، أنّ: "الوزير بيت هيغسيث قد أمر بنشر طائرات حربية إضافية، من أجل تعزيز الأصول البحرية للبنتاغون في الشرق الأوسط، وسط حملة قصف في اليمن وتصاعد التوتر مع إيران".
إلى ذلك، تعتبر "كارل فينسون" أضخم السفن الحربية المتواجدة في العالم، وثالث حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية ضمن فئة نيميتز "Nimitz".
كذلك، تمتلك "كارل فينسون" وفقا لعدد من التقارير الإعلامية، نظام دفع يعتمد على مفاعلين نوويين يمنحاها قدرة تشغيلية غير محدودة تقريبا، ما يسمح لها بالبقاء في البحر لفترات طويلة، وذلك دون الحاجة للتزود بالوقود.
وفي السياق نفسه، تتمتع السفينة الحربية ذاتها ببنية هندسية توصف بكونها: "متطورة" إذ تُمكّنها من استيعاب أكثر من 5000 فرد، فيما يتكوّن طاقمها من حوالي 3000 بحار مسؤولين عن تشغيل السفينة وصيانتها؛ ويضم الجناح الجوي نحو 2000 فرد يتولون مسؤولية تشغيل وصيانة الطائرات.
أيضا، تستطيع حمل أكثر من 60 طائرة مقاتلة وهجومية؛ ومن أبرز مهامها، توفير غطاء جوي للقوات البحرية والبرية وتنفيذ الضربات الجوية الاستراتيجية، ناهيك عن قدرتها على دعم المهام الإنسانية وكذلك عمليات الإجلاء الطارئ عند الحاجة.