تفاصيل اجتماع بين البرهان وبلينكن بشأن إنهاء الحرب
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
يزور قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، نيويورك لحضور اجتماعات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ويُتوقع أن يجري خلال الزيارة اجتماعات جانبية مع مسؤولين أميركيين.
وتلقى البرهان للمرة الثانية منذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل (نيسان) 2023، دعوة رسمية للمشاركة في مداولات الجمعية العامة، بينما يتوقع أن يصدر رد فعل من خصمه قائد «قوات الدعم السريع» الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عبر مخاطبة الجمعية العامة عن بعد، كما حدث في العام السابق.
الوضع في السودان
وفي معرض رده على بيان الرئيس الأميركي جو بايدن، بخصوص الوضع في السودان يوم الخميس الماضي، أعلن البرهان أنه يتطلع إلى تعميق المناقشات مع المسؤولين الأميركيين خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأكد أن الحكومة السودانية منفتحة على جميع الجهود الرامية لإنهاء الحرب المدمرة في بلاده.
وكانت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، قد كشفت يوم الخميس الماضي، أن بلادها ستنظم اجتماعاً جانبياً حول السودان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة، يشارك فيها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والمبعوث الخاص للسودان توم بيرييلو. وذكرت غرينفيلد أن هذا الاجتماع يعكس اهتمام واشنطن العميق بالأزمة السودانية، ويهدف إلى جمع الأطراف المتحاربة إلى طاولة المفاوضات.
وقف العدائيات
ووفقاً لمصادر دبلوماسية، ستشارك في الاجتماع الجانبي على هامش فعاليات الجمعية العامة بين الوفدين السوداني والأميركي، دول من مجموعة «متحدون» على رأسها المملكة العربية السعودية ومصر وسويسرا، إلى جانب عدد من المسؤولين الأمميين. ويترقب السودانيون هذا اللقاء على أمل أن يحدث اختراقاً في الوصول إلى وقف للحرب.
وأفادت المصادر ذاتها بأن عقد لقاءات مباشرة بين البرهان وبلينكن قد يحدث «اختراقاً» في إقناع الجيش بالتفاوض مع «قوات الدعم السريع»، لوقف العدائيات بشكل نهائي في السودان. وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع الجانبي قد يدفع دولاً أخرى للمساهمة مع مجموعة «متحدون» في إزالة الخلافات وتقريب وجهات النظر بين الجانبين المتحاربين في السودان، ومن ثم تنشيط محادثات جنيف التي تستند على إعلان «مبادئ جدة» الموقع بين الطرفين في العام الماضي.
وتعثرت اجتماعات سابقة بين وفد الحكومة السودانية ومسؤولين أميركيين، جرت في أغسطس (آب) الماضي بكل من جدة والقاهرة، في إقناع الجيش السوداني بإرسال قادة من كبار العسكريين للمشاركة في محادثات جنيف حول السودان، التي حضرها وفد من «قوات الدعم السريع»، بينما غاب عنها وفد الجيش.
الميليشيا المتمردة»
من جانبه، قال وزير الخارجية السوداني حسين عوض علي لـ«وكالة السودان للأنباء»، إن وفد بلاده سيشارك في الاجتماعات لتقديم شرح للمجتمع الدولي عن تطورات الوضع والحرب التي تشنها «الميليشيا المتمردة»، في إشارة إلى «قوات الدعم السريع». وأكد تعاون السودان مع الأمم المتحدة في المجال الإنساني وكيفية التوزيع الأمثل للعون الإنساني للمتضررين من الحرب في السودان.
وطالب البرهان لدى مخاطبته الدورة السابقة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بتصنيف «قوات الدعم السريع» منظمة إرهابية. وكان «حميدتي» قد استبق خطاب البرهان، متهماً إياه بالتحالف مع عناصر النظام السابق من الإسلاميين، لإشعال الحرب في البلاد، فضلاً عن رفض كل المساعي الإقليمية والدولية خلال أكثر من عام للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إجتماع البرهان بلينكن إنهاء الحرب الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان نيويورك قوات الدعم السریع الجمعیة العامة فی السودان
إقرأ أيضاً:
كنداكة الثورة السودانية تتحدث عن الثورة والانقلاب وانتهاكات الدعم السريع
وتعود كلمة "كنداكة" إلى العهد الكوشي أو ما يعرف بالحضارة النوبية، وهي تعني الملكة أو السيدة الأولى، لكن آلاء صلاح، قالت لبودكاست "ملهمات" إن الكلمة تعني "المقاتلة" أو بمعنى آخر "الأيقونة".
ويمكن القول إن كنداكة الثورة السودانية ليست جديدة على النضال السياسي، فقد شاركت جدتها في حراك 1964، الذي أنهى حكم الفريق إبراهيم عبود، وشاركت والدتها في انتفاضة 1985، التي أطاح الجيش على إثرها بحكم جعفر النميري، فيما شاركت أختها في انتفاضة الطلاب عام 2013 التي خرجت ضد قرار رفع الدعم الحكومي عن الوقود.
وبسبب مشاركتها في الثورة على عمر البشير، فقدت آلاء دراستها بعدما تم فصلها من الجامعة، لكنها التحقت بإحدى الجامعات البريطانية بعد حرمانها من الالتحاق بجامعة محلية.
وظلت آلاء في السودان حتى انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021، حيث غادرت خشية التعرض للاعتقال كما حدث لكثيرين ممن شاركوا في الثورة على البشير، وفق قولها.
وتعرضت لتهديد مباشر من قوات الدعم السريع، وتلقت اتصالا من مدير مكتب قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي طلب منها لقاء سريًّا، لكنها رفضت ذلك بسبب مسؤوليته عن قتل الثوار في اعتصام القيادة العامة وحرقهم واغتصاب بعضهم، حسب قولها.
إعلان
السفر لبريطانيا
بعد ذلك، أصبح تهديد الدعم السريع للشابة صريحا، وقد ذهبوا إلى بيتها أكثر من مرة وحاولوا ترهيب عائلتها جراء رفضها مقابلة حميدتي، الذي قالت إنه كان يحاول الضغط على رموز الثورة لدعم انقلاب أكتوبر/تشرين الأول 2021، ووصفه بأنه "تصحيح للمسار".
وعندما توجهت قوات الدعم السريع لبيتها قبل انقلاب 2021 بـ3 أيام، قررت آلاء الاختباء عند بعض أقربائها حتى تمكنت من السفر إلى بريطانيا التي كانت ستسافر لها بعد أيام من الانقلاب على كل حال لإكمال دراستها، كما قالت.
وبعد 5 سنوات من الإطاحة بحكم عمر البشير، وما آلت إليه أوضاع السودان، لا تريد صلاح القول إنها تشعر بخيبة أمل، لأن هذا الأمل هو الذي ساعدهم على تحقيق بعض أهداف الثورة -كما تقول- لكنها تعترف بأنها ليست سعيدة بينما السودان يعيش حالة من القتل والاغتصاب والانتهاكات التي لا تتوقف، وفق تعبيرها.
وشاركت المرأة بشكل كبير بالثورة على نظام البشير في ديسمبر/كانون الأول 2018، رغم القيود الكبيرة التي كانت مفروضة عليها في ذلك الوقت، وكانت كل واحدة منهن تقوم بما تجيد القيام به سواء كان التصوير أو مخاطبة الجماهير أو الرأي العام أو إسعاف الجرحى أو إعداد الطعام والشراب، كما تقول صلاح.
وبعد أن كان السودانيون يحلمون بالديمقراطية وتداول السلطة، "أصبحوا اليوم يعيشون قمعا وتهجيرا وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان على يد قوات الدعم السريع التي تقاتل منذ عامين ضد قوات الجيش"، حسب كنداكة الثورة.
وإلى جانب الانتهاكات، يعيش السودانيون مجاعة فعلية وتراجعا حادا في الخدمات الصحية وقتلا خارج القانون فيما توزع "شباب الثورة" بين جائع ونازح وهارب، حسب وصف صلاح.
أما من نجحوا في الخروج إلى دول أكثر أمنا، تضيف صلاح، فيعملون على توثيق ما يتعرض له الناس من انتهاكات وجرائم وتعريف العالم بها من خلال مواقع التواصل، لكنّ مَن هم بالداخل يجدون صعوبة كبيرة في إيصال ما يتم توثيقه للخارج بسبب توقف الإنترنت.
إعلانبيد أنه في ظل حالة الفقر المدقع والحاجة الشديدة وانهيار الخدمات وتفشي الخوف، أصبحت غالبية النشطاء مشغولين بعائلاتهم وجيرانهم وزملائهم أكثر من انشغالهم بمحاولة إحياء الثورة التي لم تعد سهلة أبدا في ظل ما وصلت إليه البلاد من استحكام للقوة، برأي صلاح.
ومع ذلك، فإن الشباب قادرون على إحداث التغيير لكنهم بحاجة للحد الأدنى من الظروف التي قد تساعد على تحويل مسار البلاد من الحرب إلى السلم الأهلي، وهو مسار تقول صلاح إنه "صعب جدا".
24/12/2024