تستمر معركة كسر العظام بين أعضاء المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، وبين صلاح الدين أبو الغالي، عضو القيادة الجماعية بهذا الحزب قبل تجميد عضويته إثر قضية بيع عقارات يتنتهي بشكل سيء.

والجمعة، أعلن أبو الغالي رفضه المثول لدى اللجنة الوطنية للتحكيم والأخلاقيات، في الجلسة المقررة في 24 شتنبر، بعد تقليه استدعاء بهذا الخصوص، حيث سيجري فحص الأسباب التي دعت إلى تجميد عضويته بالمنصب الذي يشغله.

ردا على ذلك، شدد مسؤول بارز بالحزب على أن زميله السابق في المكتب السياسي « تنتظره أنباء سيئة إضافية في الحزب في أكتوبر »، مشيرا بذلك إلى القرار المتوقع إصداره من لدن المجلس الوطني للحزب في اجتماعه الشهر المقبل، بناء على توصية من اللجنة الوطنية للأخلاقيات التي أحيلت عليها القضية مطلع هذا الشهر.

ما يثير أسئلة هو زعم أبو الغالي بأن قيادة الحزب قد تراجعت عن تجميد عضويته في « القيادة الجماعية » التي تضم عداه، كلا من منسقته الوطنية فاطمة الزهراء المنصوري، ومحمد بنسعيد، وزير الشباب والثقافة. يستند أبو الغالي في دعواه إلى أن الاستدعاء الذي تلقاه من اللجنة الوطنية للأخلاقيات ينص على أن قرار تجميد عضويته يشمل المكتب السياسي. بالنسبة إليه، فإن « القيادة الجماعية » و »المكتب السياسي » هيئتان منفصلتان. لكن كيف يمكن تعليق عضوية قيادي في المكتب السياسي دون أن يمس ذلك حقوقه في « القيادة الجماعية »؟

ولئن كان أبو الغالي يطرح قضية مربكة على حزبه الذي لا يبدو مستعدا لإجراء أي تغييرات إضافية على قوانينه بعد كل هذا الجدل بسبب هذه القضية، إلا أن قيادة الحزب تظهر حزما لا تردد فيه بشأن هذا الأمر.

المسؤول في قيادة الحزب قال متحدثا إلى « اليوم 24″، إن أبو الغالي « انتهى في الحزب »، مؤكدا أن « ما ينتظره في أكتوبر المقبل هو قرار طرده من الحزب » بعد الحملة التي شنها في مواجهة قيادته، ولاسيما المنصوري نفسها. وزاد مؤكدا: « في كل الضجيج الذي يريد أبو الغالي تركه خلفه، فإن الحقيقة الوحيدة هي أن رجوعه إلى الحزب قد سٌد ».

معتبرا تفسير أبو الغالي لمضمون الاستدعاء « كاريكاتوريا »، يجيب المصدر داته ساخرا « إن أبو الغالي يؤول أشياء بسيطة بطريقة معقدة، وغير متصلة بالواقع، ويشبه وضعه حال شخص سُحبت منه رخصة السياقة، لكنه عاد إلى قيادة عربته بدعوى أن من سحب رخصته لم يخبره بعدم قدرته على السياقة مجددا ».

وفي أحدث بياناته، عاد أبو الغالي مجددا إلى سلسلة الأحداث المرتبطة بالنزاع التجاري الشهير الآن، بين عائلته وبين زميله في الحزب، عبد الرحيم بنضو، والتي أفضت إلى تجميد عضويته، مسلطا مزيد من الضوء على بعض التفاصيل الإضافية.

تحدث بعض قادة حزب الأصالة والمعاصرة عن ثلاثة أشهر من المساعي من أجل حل المشكلة، والحال، كما يقول أبو الغالي موضحا، أن « الأصح ليس « المساعي » وإنما « الضغوطات » لدفعي إلى الرضوخ لما يريده « مزاج » و »مصالح » السيدة فاطمة الزهراء المنصوري ومن يدور في فلكها ».

وأضاف مستطردا: « عندما رفضت رفضا مطلقا الخضوع(..) كان ردّ « المنسّقة » متوتّرا محتدّا وتهديديا: « غنجمّد ليك عضويتك وغنحط الأمر لدى المكتب السياسي وغيتخاذ القرار بالإجماع دون الوقوف على التفاصيل »! وكذلك كان! ».

وبحسبه، لم تتوقف الضغوط عند هذا الحد، بل « وصلت ذروتها في يوم انعقاد المكتب السياسي، إذ حصل اجتماع خماسي، كنت فيه بمواجهة أربعة: فاطمة الزهراء المنصوري وسمير كوادر وأحمد التويزي والمهدي بنسعيد، توجّه لي فيه كودار بلهجة تهديدية آمرة بأن أقدم استقالتي، فأصررت على موقفي القاضي برفضي تدخل الحزب في خلاف تجاري خاص! فما كان من كودار إلا أن « استلّ » هاتفه المحمول واتصل أمام الجميع حيث « أمر » بتقديم الشكاية! وما كان من المنصوري إلا التلويح بتجميد العضوية ».

كودار الذي يشغل مساحات متزايدة في ردود أبو الغالي، تحدث أيضا إلى « اليوم24″، مقدما جانبا من الوقائع التي حدثت خلال هذه الأزمة، ودور المنصوري في تجميد عضوية هذا القيادي في الحزب. وقال مؤكدا « إن المنصوري ليست مستبدة »، موضحا أن منسقته الوطنية « هي من قدمت خلال المؤتمر، المقترح المتعلق بمنح أبو الغالي مكانا في القيادة الجماعية »، معتبرا أن « هذا الرجل لو كان يرغب لوحده في هذا المنصب، ما كان ليناله، وهو بالكاد قد يحصل على عشرة أصوات في المجلس الوطني »، ثم زاد مستطردا: « هذا واقع لا يرتفع… وأنا على يقين منه »، قبل أن يضيف مستدركا: « لا يمكن مقارنة وضعه بتاتا مع المنصوري، هذه السيدة تحظى بالإجماع في الحزب، وكلماته لن تضر بشيء في ذلك ».

رئيس قطب التنظيم أشار إلى أن القرار المتخذ بشأن أبو الغالي، « كان في اجتماع ترأسه المهدي بنسعيد، وهو من اقترح تجميد عضوية أبو الغالي، وبحضوره معنا، وقد مررنا للتصويت، وهو مازال حاضرا، بعدما ألقى كلمة ». ثم قال مضيفا إن قرار المكتب السياسي بحقه « أحيط من لدن المنصوري بكافة عناصر الملاءمة، وكانت المنسقة الوطنية حريصة على ألا تستخدم أي نبرة حادة في البيان الصادر عن المكتب السياسي، والمتعلق بأمره ».

وفق مساطر الحزب، أحيلت قضية أبو الغالي على اللجنة الوطنية للأخلاقيات، حيث سيجري استجوابه بشأن ما نسب إليه أوليا من لدن المكتب السياسي، قبل أن تدرج قضيته في جدول أعمال اجتماع المجلس الوطني للحزب في أكتوبر المقبل.

كلمات دلالية أحزاب البام المغرب سياسية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أحزاب البام المغرب سياسية القیادة الجماعیة المکتب السیاسی اللجنة الوطنیة تجمید عضویته أبو الغالی فی أکتوبر فی الحزب

إقرأ أيضاً:

بينهم «الشبح».. قيادات من حزب الله استهدفتهم إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023

استهدفت دولة الاحتلال الاسرائيلي خلال عام 2024 عدداً من القيادات البارزة في حزب الله اللبناني، وتزعم أنهم كانوا متورطين في التخطيط لهجمات نحو الأراضي الإسرائيلية، ويأتي هذا التصعيد في إطار محاولة الاحتلال إضعاف قوة حزب الله، خاصة مع استهداف شخصيات رفيعة وقريبة من الأمين العام حسن نصر الله، حيث تهدف إلى تقويض فرقة «رضوان»، الوحدة القتالية الأبرز من خلال استهداف قادة مؤثرين بها، مما يزيد من حدة التوترات في المنطقة، بحسب وكالة «رويترز».

وفي السطور التالية نستعرض، أبرز قيادات حزب الله الذين اغتالتهم إسرائيل:

وسام طويل

هو نائب رئيس قوة العمليات الخاصة، وأكد حزب الله وفاته في 8 يناير 2024 بعد استهدافه بضربة إسرائيلية على سيارته في قرية مجدل سلم بجنوب لبنان.

كان وسام طويل «جواد» واحداً من أعلى قيادات حزب الله، ويشغل منصب نائب رئيس فرقة «رضوان».

علي حسين برجي

هو قائد وحدة الطائرات المسيرة في حزب الله، وتم تأكيد وفاته في 9 يناير 2024، بعدما استهدفته دولة الاحتلال من خلال غارة جوية استهدفت جنازة وسام الطويل.

وكان برجي يلعب دوراً رئيسياً في تطوير نظام الطائرات بدون طيار «الانتحارية» للحزب.

علي أحمد حسين

هو من كبار قادة حزب الله العسكريين، وتم استهدفته غارة جوية في 8 أبريل 2024، في منطقة السلطانية جنوب لبنان.

وكان حسين يحمل رتبة تعادل رتبة قائد اللواء في الحزب، ويعتبر من كبار القيادات الذين لديهم خبرة عسكرية طويلة، وكان من قادة تنظيم فرقة «رضوان».

محمد مصطفى شحوري

هو أحد  القيادات الشابة البارزة في الحزب، تم استهدافه خلال غارة جوية في 16 أبريل 2024، في قرية دونين بجنوب لبنان، أدت إلى مقتل شحوري، وهو أحد كبار قيادات حزب الله في فرقة «رضوان».

 كان شحوري، من مواليد عام 1994 في قرية الشهابية، حيث كان أحد القيادات الشابة في الحزب، كما أسفرت الغارة عن مقتل مساعده محمد إبراهيم فضل الله، مما جعل هذه الضربة المزدوجة تشكل استهدافاً واضحاً لكبار القيادات في الحزب.

فؤاد شكر

كان رئيس أركان الحزب، وتم استهدافه في غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، في 30 يوليو 2024، حيث كانت إسرائيل تلقبه بـ«الشبح».

كان شكر يبلغ من العمر 63 عاماً، وهو أحد أبرز قادة حزب الله وأكبر مسؤول عسكري في الحزب، وبحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، تضمنت عملية اغتيال شكر اختراقاً للشبكة الداخلية لحزب الله ومكالمة هاتفية استخدمت لتحديد موقعه. 

أحمد وهبي

هو المشرف علي العمليات العسكرية للحزب، وأعلن حزب الله صباح اليوم السبت، استهداف القيادي البارز وهبي، في غارة علي الضاحية الجنوبية، في 20 سبتمبر 2024.

وهو من مواليد عام 1964، والذي أشرف على العمليات العسكرية لفرقة «الرضوان» حتى أوائل العام الجاري، وتولى وهبي مسؤولية الإشراف على وحدة التدريب المركزي بعد مقتل القيادي وسام الطويل.

إبراهيم عقيل

هو أحد الأعضاء المؤسسين للجناح العسكري لحزب الله، تم استهدافه في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية ببيروت في 21 سبتمبر 2024.

ولد عقيل في قرية في وادي البقاع بلبنان في وقت ما حوالي عام 1960، وكان رئيس فريق عمليات تنظيم حزب الله وقائم بأعمال قائد فرقة «رضوان»، عقيل كان من القيادات التاريخية للحزب، ويمثل مقتله ضربة معنوية كبيرة لحزب الله.

مقالات مشابهة

  • الحزب القومي الاجتماعي يهنئ قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي بالعيد العاشر لثورة 21 سبتمبر
  • المنصوري تكشف معطيات لأول مرة عن قضية تجميد عضوية أبو الغالي
  • بينهم «الشبح».. قيادات من حزب الله استهدفتهم إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023
  • حزب الله يعلن قصف مقر استخبارات إسرائيلي مسؤول عن الاغتيالات
  • أزمة أبو الغالي تفتح طريق عودة الحموتي والمحرشي إلى قيادة "البام".. وكذلك وهبي
  • المنصوري تستخف باتهامات أبو الغالي حول استقوائها بـ"جهات عليا"
  • المنصوري ترد على بنكيران: نجحتي بشعار محاربة الفساد و حنا ماشي بوليس
  • البام يدين الإستغلال السياسوي لأحداث الفنيدق ويشيد بتدخلات السلطات العمومية
  • أبو الغالي يرفض حضور "محاكمته الحزبية" متحدثا عن تراجع "البام" عن تجميد عضويته في القيادة الجماعية