أخبارنا المغربية- بدر هيكل

تُعد قضايا الفساد والهجرة من الموضوعات المتداخلة التي تعكس التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه العديد من الدول، بما في ذلك الجزائر.

فالفساد، كظاهرة معقدة، يؤثر بشكل مباشر على فرص التنمية والنمو، مما يدفع الشباب إلى البحث عن آفاق جديدة خارج بلادهم. وبينما يسعى الكثيرون للهجرة هربًا من الفساد وعدم الاستقرار، تعكس هذه الظاهرة أيضًا رغبتهم في الحصول على فرص أفضل وتحقيق مستقبل أكثر استقرارًا.

الفساد ضروري في نظر الجزائريين

يُعد الفساد من القضايا الأساسية التي تواجه الجزائر، حيث يُعتبر عائقًا كبيرًا أمام التنمية المستدامة والاستقرار السياسي، ويعبر الفساد عن استغلال "الكابرانات" وأذنابهم للسلطة، لتحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة، وهو يظهر في مجالات عدة.

وترصد دراسات، أن أهم أسباب الفساد في الجزائر، تتجلى في ضعف المؤسسات، حيث تعاني الجزائر من ضعف في المؤسسات الرقابية والقضائية، مما يجعل من الصعب محاسبة الفاسدين.

كما ترصد طغيان المحسوبية والرشوة في كثير من القطاعات، خاصة في الوظائف الحكومية والمشاريع الكبرى. علاوة على غياب الشفافية، إذ تفتقر العمليات الحكومية إلى الشفافية، مما يعزز الفساد ويُصعب الكشف عن تجاوزات المسؤولين.

وفي سياق متصل، أظهرت نتائج الاستطلاع الذي قامت به الشبكة البحثية المستقلة “الباروميتر العربي” في الجزائر، والذي اطلعت عليه "أخبارنا" عن استعداد عدد معتبر من المستجوبين لدفع الرشوة مقابل الحصول على خدمات جيدة في التعليم، حيث أن "ما يقارب 34 بالمئة من المواطنين يرون أن دفع رشوة لموظف مدني للحصول على خدمات تعليم أفضل ضروري جدا، و29 بالمئة يرون أنه ضروري".

وفيما يخص "سؤال حول إمكانية دفع رشوة لموظف حكومي للحصول على خدمات أفضل للرعاية الصحية، فما يقارب 45 بالمئة من المستجوبين يرون أن ذلك ضروري جدا، و24 بالمئة منهم يرون أنه ضروري إلى حد ما، وهذه النتائج تعكس الفساد الذي استشرى في المنظومة وسوء الخدمات المقدمة والتي تؤدي لدفع الرشوة للحصول على الخدمات، وتجعل الجزائريين مستعدين لذلك".

هذا، ويُعد الفساد تحديًا مستمرًا في الجزائر يتطلب تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية، أما تحقيق الإصلاحات الحقيقية فيتطلب إرادة سياسية قوية وشفافية في إدارة الموارد العامة،  يبدو أن "العصابة" لا تتوفر عليها.

سوء الأوضاع بالجزائر يدفع للهجرة

تعتبر الهجرة من الظواهر الاجتماعية المهمة التي تواجه الجزائر، حيث يعبّر العديد من الشباب عن رغبتهم في مغادرة البلاد بحثًا عن فرص أفضل.

وفي الوقت الذي تتنوع أسباب الهجرة، يبقى أبرزها كما تشير مصادر، الأسباب الاقتصادية، حيث يعاني الاقتصاد الجزائري من تحديات متعددة، مثل البطالة المرتفعة ونقص الفرص الوظيفية، يسعى الكثيرون للبحث عن عمل أفضل في الدول الأوروبية أو الأمريكية.

كما أن الاوضاع المتردية للتعليم بالجزائر تعتبر من أهم محفزات الهجرة، إذ يسعى الطلاب للحصول على تعليم متقدم في جامعات مرموقة، مما يعزز فرصهم المهنية في المستقبل، فالهجرة الدراسية أصبحت خيارًا شائعًا بين الشباب.

هذا دون الحاجة للإشارة إلى الاستقرار السياسي والاجتماعي، حيث تعاني الجزائر من عدم الاستقرار السياسي، مما يؤدي إلى شعور بعدم الأمان لدى الكثيرين، ما يجعل الهجرة تُمثل وسيلة للعيش في بيئات أكثر استقرارًا.

وفي هذا الإطار، كشف استطلاع للرأي، تتوفر أخبارنا على نسخة منه، أجري من قبل “الباروميتر العربي” والذي خص الجزائر وشمل 2332 شخص، عن حقائق صادمة بخصوص استعداد الشباب للهجرة. "حيث يفكر 56 بالمئة من الجزائريين الشباب في الفئة العمرية بين 18 و29 سنة في الهجرة ومغادرة البلاد، و35 بالمئة منهم من الفئة العمرية 30 و39، وهذا التفكير أكثر لدى الرجال من النساء، فيما يقبل سكان المدن أكثر على الرغبة في الهجرة مقارنة بسكان الريف، وأشار إلى أن الوجهات المطلوبة للهجرة هي أوروبا وأمريكا الشمالية، لتأتي بعدها دول مجلس التعاون الخليجي".

وتظل الهجرة قضية معقدة في الجزائر، تجمع بين الرغبة في البحث عن الفرص والتحديات التي تواجه المهاجرين، أما الحديث عن معالجة أسباب الهجرة فيبقى بعيدا عن أجندة الكابرانات، في غياب أي جهود حكومية فعالة لتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: فی الجزائر التی تواجه للحصول على بالمئة من یرون أن

إقرأ أيضاً:

الغرف السياحية: سكان 170 دولة يرغبون في زيارة مصر بالشتاء

تحدث حسام هزاع، عضو الإتحاد المصري للغرف السياحية، عن زيادة أعداد السياح بشكل ملحوظ في الفترة السابقة، مشددًا على أن الفترة الحالية تشهد إقبال سياحي جيد منذ بداية شهر سبتمبر نسبة إلى الإنتقال من الموسم الصيفي للشتوي، مؤكدًا أن مصر تشهد إقبال سياحي ضخم في موسم الشتاء من جميع دول العالم وبالأخص من الدول الأوروبية.

وزارة السياحة تُشرف على انتخابات مجلس إدارة نادي السيارات والرحلات لدورة 2024/2028 وزارة السياحة تشارك في المعرض السياحي الدولي IFTM TOP RESA 2024 بفرنسا عدد الدول التي يرغب سكانها زيارة مصر 

وتابع «هزاع»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح» المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، : «عدد الدول التي يرغب سكانها زيارة مصر خلال موسم الشتاء قد يصل إلى 170 دولة»، مشيرًا إلى أن استهداف السياح لشواطئ البحر الأحمر وجنوب سيناء أدى إلى زيادة دعم الدولة للطيران الشاطئ بصفة مستمرة، ذاكرا أن أعداد السياح ستستمر بالزيادة حتى شهر أكتوبر لعام 2025.

زيادة عدد الرحلات السياحية

وأوضح أن هناك عدد من العوامل التي أدت لزيادة عدد الرحلات السياحية الوافدة لمصر، من بينها تركيز الدولة المصرية على تطوير البنية التحتية السياحية خلال السنوات السابقة، بالإضافة إلى الترويج والتسويق للسياحة بشكل جيد ومبتكر سواء عن طريق منصات التواصل الإجتماعي أو عن طريق المعارض الدولية.
 

مقالات مشابهة

  • الوعود التي تعهد ترامب بتنفيذها في اليوم الأول كرئيس
  • 14 باحثا من البلقاء التطبيقية ضمن قائمة أفضل 2 بالمئة على مستوى العالم
  • الغرف السياحية: سكان 170 دولة يرغبون في زيارة مصر بالشتاء
  • دعوات مغربية لإعادة فرض التأشيرة على الجزائريين بعد أحداث الفنيدق
  • نيويورك تايمز تدخل المنشأة السرية التي تؤوي المهاجرين في خليج غوانتانامو
  • المؤشر نيكي يسجل أفضل مكاسب أسبوعية منذ منتصف أغسطس
  • حادث مرعب.. ثعبان ضخم "يخنق امرأة" لمدة ساعتين
  • الصحة: رضاء المرضى ضروري لقياس جودة الخدمات الصحية
  • بيروت.. سقوط 14 قتيلًا وأكثر من 450 جريحًا في حصيلة جديدة للتفجيرات التي طالت أجهزة لا سلكية الأربعاء