الخرطوم– تواجه مؤسسات التعليم العالي في السودان صدمة الحرب المستعرة في البلاد منذ نحو 17 شهرا، وتسعى لتجاوزها من خلال استئناف غالبية الجامعات الدراسة عن بُعد، وعقد امتحانات طلابها في داخل البلاد وخارجها. ولكن تعاني هذه المؤسسات من تسرّب الطلاب والأساتذة الذين هاجر مئات منهم.

وكشف تقرير رسمي اطلعت عليه الجزيرة نت أن نحو 120 جامعة وكلية حكومية وخاصة خصوصا في ولاية الخرطوم ينتسب إليها نحو نصف مليون طالب، خسرت بنيتها التحتية بصورة شبه كاملة، قبل أن تمتد الحرب إلى ولاية الجزيرة في وسط البلاد وجنوبها الشرقي.

كما تعرضت 6 جامعات في الولايات للتخريب والتدمير منها 3 جامعات في دارفور.

ويتحدث التقرير عن عمليات نهب وتدمير وتخريب الأجهزة والمعدات والمختبرات والمكتبات العريقة بالجامعات، وعن تعرض 4 مستشفيات تعليمية كبيرة للتدمير، بعدما كانت تقدم الخدمة الطبية جنبا إلى جنب مع مهمتها الأكاديمية. وكذلك تخريب المعامل، ومراكز الأبحاث، في المؤسسات التي طالها الدمار.

وحسب التقرير، فإن التخريب والدمار اللذين أصابا الجامعات أدى إلى تعطّل البحوث والنشاط التعليمي في بعض الجامعات، وسيؤثر على تصنيف المؤسسات العلمية السودانية بين نظيراتها في العالم، وإبطاء مسار التطور العلمي والمهني، كما أخّر تخرج دفعات من الطلاب، مما سيعطل التحاقهم بسوق العمل.

طلاب جامعة الخرطوم يؤدون الامتحان في أحد المراكز بالقاهرة (سونا) بداية التعافي

من جانبه، يقول مسؤول في وزارة التعليم العالي للجزيرة نت إن الجامعات الحكومية والخاصة استطاعت تجاوز "محنة" الحرب، واستأنفت الدراسة في الولايات الآمنة رغم صعوبة الأوضاع، كما استضافت بعضها جامعات من الخرطوم وعقدت امتحاناتها بعد دراسة طلابها عن بُعد.

وحسب المسؤول الحكومي، الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته، فإن وزارة التعليم العالي شجعت استضافة الجامعات الحكومية والأهلية بالولايات وعقد شراكات مع مؤسسات غير سودانية في خارج السودان وفتح مراكز أو فروع بالخارج، كما بادرت جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا إلى فتح فرع لها في تنزانيا ثم رواندا، وزارها وفد من الوزارة مؤخرا للتحقق من التزامها بالضوابط العلمية والوقوف على أوضاع طلابها.

ويؤكد المسؤول الحكومي أن الجامعات الخاصة استطاعت تجاوز التحديات وانتظمت فيها الدراسة، واستحدثت بعضها أنواعا جديدة من البرامج والتخصصات لتلبية متطلبات سوق العمل.

وفي الإطار ذاته، يقول المستشار الإعلامي لمدير جامعة الخرطوم، عبد الملك النعيم، إن الجامعة بها 50 ألف طالب ينتسبون إلى 23 كلية و12 معهدا، وعقدت خلال فترة الحرب 3 دورات امتحانية لطلابها في 4 مراكز داخل السودان.

وتستعد الجامعة، بحسب النعيم، لعقد دورة جديدة من الامتحانات في 26 أكتوبر/تشرين الأول المقبل لجميع الطلاب في مراكز بكوستي والقضارف وشندي وعطبرة، و3 مراكز خارجية في القاهرة والرياض وأبوظبي وذلك بعد تحديد مواقع وجود الطلاب.

ووفقا لحديث النعيم للجزيرة نت، فإن الجامعة خرجت عددا كبيرا من الطلاب خلال فترة الحرب التي لم تتوقف فيها "الدراسة أون لاين" وفتحت مكتبا إداريا في مدينة سواكن بولاية البحر الأحمر، وسلّمت أكثر من 4500 خريج شهاداتهم التي يتم التقديم لها إلكترونيا.

والخميس الماضي، تفقد محمد حسن دهب، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مركز امتحان طلاب كلية الطب في جامعة ابن سينا من الخرطوم في جامعة البحر الأحمر في بورتسودان. وقال إن وزارته تشجع الدراسة في الولايات الآمنة، مع الاهتمام بجودة التعليم العالي، وتجهيز الخريجين لسوق العمل.

هجرة طلاب وأساتذة

وحسب خبراء، فإن التعليم العالي لم يشهد استقرارا في البلاد منذ نهاية عام 2018 مع بدء الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس عمر البشير، الذي أغلق المدارس والجامعات، ثم فترة تفشي مرض كورونا (كوفيد-19). وتعثرت الحكومة في توفير أجور المعلمين وأساتذة الجامعات مما دفعهم للدخول في إضرابات عن العمل فترات طويلة وتراكم الدُفَع في الجامعات.

ويكشف الخبير الأكاديمي الطيب عبد الرحمن أن فترة اضطراب مؤسسات التعليم العالي وعدم الاستقرار السياسي قبل الحرب أدت إلى هجرة أكثر من 20 ألف طالب إلى الجامعات المصرية، وبعد الحرب تجاوز العدد 53 ألفا.

وفي حديث للجزيرة نت، يقول الخبير إن آلافا آخرين من الطلاب انتقلوا للدراسة في تركيا والهند ودول أخرى، وبرزت أيضا هجرة عدد كبير من أساتذة الجامعات إثر تدهور أوضاعهم الاقتصادية وضعف الأجور في الجامعات بعد الحرب بسبب التضخم وتآكل قيمة الجنيه السوداني، مقدرا أن أكثر من 20% من أساتذة الجامعات الذين يزيد عددهم عن 12 ألفا هاجروا أو بحثوا عن خيارات أخرى.

ويرى الأكاديمي أن معاناة الطلاب بسبب الحرب متعددة، لا سيما فيما يتعلق باستكمال السجل الأكاديمي، حيث ترك عدد كبير شهاداتهم في منازلهم التي غادروها قسرا، وواجهوا تحدي البحث عن جامعات خارجية، ومخاطر السفر بين الولايات السودانية.

من جهته، يشكو والد طالبتين في جامعة سودانية بأم درمان (م.س) أن الجامعة أهملتهم ولم تعالج قضايا طلابها وأخطرتهم بأن لها اتفاقا مع جامعة مصرية لاستيعاب أبنائهم، لكن الجامعة المصرية أعادت السودانيين عاميين من المستوى الذي وصلوا إليه في جامعتهم.

ويقول والد الطالبتين للجزيرة نت إن كثيرا من الأسر عجزت عن سداد رسوم الجامعات لأبنائهم في الدول التي لجأت إليها بعدما فقدت مصدر رزقها وتعرضت ممتلكاتها ومقتنياتها للنهب، ونضبت مدخراتها بعد 17 شهرا من الحرب، مما اضطرهم لتجميد الدراسة حتى تتحسن ظروفهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التعلیم العالی للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

وزراء التعليم العالي والرياضة والعمل يشهدون فعاليات النسخة الأولى من أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد د.أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، و د.أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، ومحمد جبران وزير العمل، فعاليات النسخة الأولى من أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية، الذي يُعقد خلال الفترة من 17 - 21 سبتمبر الجاري، وذلك بحضور الفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية،ووكيم يونج هيون سفير دولة كوريا الجنوبية، ورؤساء الجامعات التكنولوجية، وشركاء الصناعة، والإعلاميين والصحفيين، وذلك بالمدينة الشبابية بأبي قير بالإسكندرية.

وأكد د.أيمن عاشور أهمية انعقاد فعاليات هذا الأسبوع، الذي يعكس الاهتمام الذي توليه الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأبنائها الشباب، والعمل على تكوين شخصياتهم السوية المستقلة، وتسليحهم بمختلف المهارات والقدرات العلمية والشخصية، التي تجعلهم عناصر صالحة لمجتمعها ووطنها، موضحًا أن التوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية والبرامج الدراسية الجديدة، يستهدف في الأساس تسليح الشباب بالمهارات المطلوبة لسوق العمل، معربًا عن سعادته بحضور فعاليات أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية، موجهًا التحية لكل الوفود المُشاركة من أساتذة وطلاب وعاملين، كما وجه الشكر لكل القائمين على تنظيم هذه الفعالية الهامة.

وأكد الوزير أهمية مشاركة الطلاب في أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية، حيث يمثل فرصة مميزة للمنافسة في مختلف المسابقات، والمشاركة في الأنشطة المتنوعة، موضحًا أن هذه الفعاليات تُسهم في دعم التواصل بين الطلاب وشركاء الصناعة، مما يتيح لهم اكتساب خبرات ومهارات قيمة، كما تجمع بين شباب الباحثين والمبتكرين؛ مما يتيح استثمار جهودهم في الحوار والنشاط الطلابي الفعال، ويعزز من طاقاتهم وطموحاتهم الواعدة، وأفكارهم البنّاءة؛ لتطوير قدراتهم بشكل إيجابي، بما يتماشى مع تحقيق رؤية مصر 2030.

وأشار د.أيمن عاشور إلى أن التعليم الفني والتقني شهد تطورًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، خاصةً في ظل جهود الحكومة لتعزيز القوى العاملة الماهرة، ودعم مختلف القطاعات الصناعية والتكنولوجية، موضحًا أن قطاع التعليم الفني والتقني يضم حاليًا أكثر من 3.5 ملايين طالب، مشيرًا إلى أن عام 2024 - 2025 شهد اهتمامًا كبيرًا من أولياء الأمور والطلاب بالالتحاق بالجامعات التكنولوجية، حيث أبدى أكثر من 23 ألف طالب رغبتهم في الالتحاق بالجامعات التكنولوجية، ليصل إجمالي عدد الطلاب في الجامعات والمعاهد التكنولوجية التابعة للوزارة إلى أكثر من 100 ألف، مما يمثل حوالي 8.5% من إجمالي طلاب التعليم الجامعي، ومن المتوقع أن تشهد هذه النسبة ارتفاعًا في ظل التوجه المحلي والدولي نحو التعليم القائم على المهارات الفنية والتقنية.

وأشار الوزير إلى أن الوزارة حرصت على تجهيز البنية التحتية للجامعات التكنولوجية، التي يصل عددها حاليًا إلى 10 جامعات تحتوي على 58 برنامجًا يتطلبها سوق العمل، لافتًا إلى إن هذا النمو يعكس الدور الحيوي الذي تلعبه البرامج الفنية والتقنية في تشكيل مستقبل القوى العاملة المصرية، وتعزيز الاقتصاد الوطني، مؤكدًا أننا ملتزمون من خلال الإصلاح المستمر والاستثمار، برفع مستوى التعليم الفني والتقني ليصل إلى المعايير الدولية، بما يُلبي احتياجات سوق العمل المُتطور.

وأكد د.أيمن عاشور أن الوزارة تسعى لتحقيق نقلة نوعية في التعليم العالي من خلال إنشاء 17 جامعة تكنولوجية جديدة تغطي جميع أنحاء الوطن، يأتي هذا المشروع تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، ويهدف إلى بناء كوادر وطنية مؤهلة علميًا وعمليًا قادرة على دفع عجلة التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة مصر التنافسية عالميًا، فالجامعات التكنولوجية العشر الحالية تقدم برامج تعليمية متخصصة تواكب التطورات في سوق العمل، مما يبرز الارتفاع الكبير في إقبال الطلاب عليها، ويعكس تغيرًا إيجابيًا في نظرة المجتمع لهذا النوع من التعليم.

وفي ختام كلمته، أشاد عاشور بحجم المشاركة الواسعة من جانب الجامعات، لافتًا إلى أنها تعكس مدى الإصرار الذي يتمتع به شباب الجامعات، وحرصهم على المشاركة بقوة في كافة الفعاليات الرياضية، والفنية، والعلمية، والثقافية، والجوالة، مشيرًا إلى أن هذا يجعلنا أمام ملتقى شبابي تتجسد فيه معاني الإصرار والنجاح في مختلف صورها.

وفي كلمته، أكد د.أشرف صبحي أن فعاليات الأسبوع تناولت قضية مهمة للغاية تتعلق بتعزيز إسهامات الشباب المصري، وتحقيق طموحاتهم واحتياجاتهم، فالتكنولوجيا التي تُعد لغة العصر، تمثل أداة حيوية تمكن الشباب من تحقيق أحلامهم والمساهمة في تغيير العالم من حولهم، ويأتي هذا الاهتمام والرعاية من قيادتنا السياسية إيمانًا بأهمية الشباب كركيزة أساسية لمواجهة التحديات الوطنية في ظل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة، كما أن الشباب هم الأكثر إدراكًا لتلك التحديات، حيث يتأثرون بها بشكل كبير.

وأشار د.أشرف صبحي إلى أن تنظيم مثل هذه اللقاءات المتخصصة في مجال التكنولوجيا، بمشاركة الجامعات التكنولوجية، يُعتبر دليلًا بارزًا على ما حققه الشباب المصري في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويعكس هذا الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية للشباب، من خلال عقد العديد من المؤتمرات والفعاليات الشبابية التي أصبحت تقليدًا مصريًّا فريدًا، وأرست قواعده ووضعت معالمه القيادة السياسية في إطار إستراتيجية بناء الإنسان المصري.

وأعرب وزير الشباب والرياضة عن فخره واعتزازه بوجوده بين هذا الجمع من العقول المتميزة، قائلا: "سنقدم الدعم الكامل لإنجاح كافة الفعاليات والأنشطة التي تخدم شبابنا المصري في جميع المجالات، وأتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع الجامعات التكنولوجية المشاركة في هذا الحدث، وأود أن أشيد بجهودها الرائعة وإسهاماتها القيمة، كما أقدم شكري للجان المنظمة التي عملت بجد وإخلاص لإنجاح هذا الأسبوع، وإلى كل الشباب المشاركين الذين أثبتوا أنهم جيل واعد ومشرق لمستقبل مصر."

واستكمل د. أشرف صبحي قائلاً: "تمثل هذه الفعالية منصة لتبادل الأفكار وتعزيز التعاون بين شباب الجامعات التكنولوجية في ظل التحول الكبير في المجال التكنولوجي، وتأثيره على الاقتصاد والمجتمع، وأصبح تطوير المهارات والاستعداد للوظائف المستقبلية ضرورة ملحة، وتسعى وزارة الشباب والرياضة لنشر ثقافة التكنولوجيا الرياضية، التي نأمل أن تُحدث ثورة في هذا المجال، مما يسهم في تحسين أداء الرياضيين والمدربين والجمهور باستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على أهمية دعم سوق العمل الرياضي من خلال الأفكار المبتكرة التي سيقدمها الشباب."

ومن جانبه، وجه محمد جبران شكره لدكتور أيمن عاشور على دعوته للمشاركة في هذه الفعالية، مؤكدًا أن تجربة الجامعات التكنولوجية تحظى بدعم ورعاية القيادة السياسية لمواكبة المتغيرات العالمية في التعليم والتحديات التي يواجهها سوق العمل، مضيفا أن تجربة الأسبوع الأول لشباب الجامعات التكنولوجية تمثل فرصة لتأكيد تزامنها مع بدء تنفيذ المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي تهدف إلى تطوير المواطن المصري في مجالات التنمية الذاتية والصحية، والتعليمية، والرياضية، والثقافية، كما أن هذا اللقاء يعزز التواصل بين الطلاب، ويتيح تبادل المعرفة والخبرات التكنولوجية، ويدعم روح الابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى تنمية المهارات الاجتماعية وتوفير الفرص التدريبية، والتوظيفية لطلاب وخريجي الجامعات التكنولوجية.

وأضاف وزير العمل إن مشاركتنا اليوم تعكس حرصنا على التأكيد أن الحكومة المصرية تعمل بشكل متكامل ومنظومة واحدة، خاصة بين الوزارات ذات الأهداف المشتركة، وتسعى وزارة العمل لتطوير منظومة التدريب المهني، وربطها باحتياجات سوق العمل المحلي والدولي، ودعم برامج تأهيل الشباب للمهن المستقبلية، كما نحرص على سرعة إصدار الإستراتيجية الوطنية للتشغيل بالتعاون مع شركاء العمل والتنمية المحليين والدوليين، ونعمل مع القطاع الخاص في ملتقيات التوظيف لتوفير عمالة ماهرة ومدربة بساعات قياسية، لتلبية احتياجات الشركات، وتؤكد عضويتنا في اللجنة الوزارية المكلفة بمشروع المواءمة بين مخرجات التعليم والتدريب وسوق العمل، بالتعاون مع وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم، على تضافر الجهود نحو تطوير منظومة التعليم والتدريب المهني، لتخريج كوادر مؤهلة قادرة على المنافسة في سوق العمل المتغير، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 بما يتماشى مع مخرجات الجامعات التكنولوجية التي نحتفل اليوم بإنجازات طلابها.

وأكد جبران تأييده الكامل لمثل هذه الأفكار البناءة التي تسلط الضوء على دور الجامعات التكنولوجية، التي تُعتبر من أبرز نتائج تطوير العملية التعليمية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث شهدت المنظومة الجامعية عددًا من التطورات المهمة، أبرزها إنشاء كليات تكنولوجية في المحافظات، وذلك بفضل الدعم الكبير الذي يقدمه السيد رئيس الجمهورية للتعليم الجامعي وما قبله، استعدادًا لمواجهة عالم التكنولوجيا الحديث ووظائفه المستقبلية، والمساهمة في بناء الجمهورية الجديدة.

ومن جانبه أكد كيم يونج هيون سفير دولة كوريا الجنوبية لدى مصر سعادته بنجاح النسخة الأولى من أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية، مشيرًا إلى أن هذا الحدث يمثل فرصة رائعة للاحتفاء بإبداع الطلاب، وتعزيز روح الابتكار بينهم، معبرًا عن تقديره لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وجميع المعنيين بتنظيم هذا الحدث المميز، مؤكدًا أن  النسخة الأولى من أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية مناسبة ملهمة، حيث أتاحت الفرصة للشباب لتبادل الأفكار وعرض مشاريعهم المبتكرة، مما يسهم في تعزيز مكانة مصر كداعم رئيسي للعقول المبتكرة.

وأضاف السفير أن العلم والتكنولوجيا هما حجر الزاوية لأي تقدم اقتصادي،  مشيرًا إلى أن كوريا ومصر تحتفلان بالذكرى الثلاثين على إقامة العلاقات الدبلوماسية العام المقبل، وتعملان على تعميق التعاون في مجالات التكنولوجيا والتعليم العالي،مسلطا الضوء على التعاون المتميز بين كوريا ومصر في إنشاء جامعة بني سويف التكنولوجية،فمنذ عام 2016، قامت وكالة التعاون الدولي الكورية (KOICA) وجامعة بني سويف التكنولوجية بتطوير مناهج التعليم التكنولوجي على مستوى الجامعة، وأيضًا برامج الميكاترونيكس، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على غرار النظام الكوري، وتم تحقيق إنجاز بارز بتخريج 96 طالبًا في عام 2023، منهم 60  في برنامج هندسة الميكاترونيكس و33 في برنامج هندسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقد تعززت الشراكة الثنائية بشكل أكبر عندما قدم شركاء الصناعة مثل Samsung Electronics فرص تدريب للطلاب، وبناءً على نجاح هذه المرحلة، بدأنا المرحلة الثانية من المشروع هذا العام، والتي تركز على برامج الميكاترونيكس وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فضلاً عن تقديم برنامج تكنولوجيا السكك الحديدية، وتتميز المرحلة الثانية من المشروع بوجود تعاون وثيق مع وزارة النقل والشركاء الجدد من القطاع الخاص مثل Hyundai Rotem وCISCO، ويهدف المشروع البالغ تكلفته 8 ملايين دولار  على مدى السنوات الست المقبلة في المرحلة الثانية، إلى رفع معايير التعليم الفني في مصر بشكل أكبر، ومساعدة المواهب المصرية الشابة على تحقيق أهدافها المهنية، وتسعي كوريا إلى تعزيز تعاونها الإنمائي مع مصر الشريك الوحيد ذي الأولوية في التعاون الإنمائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لافتا إلى أنه بمناسبة انعقاد القمة الكورية الإفريقية  يونيو الماضي قامت كوريا الجنوبية بزيادة صندوقها للتعاون الإنمائي الاقتصادي لمصر من مليار دولار أمريكي إلي 3 مليارات دولار، وستواصل الحكومة الكورية التزامها القوي بدعم الشباب في مصر وتوسيع نطاقه بالشراكة مع الوزارات والمؤسسات ذات الصلة
وأشار السفير الكوري إلى أن الوكالة الكورية للتعاون الدولي تتعاون بشكل وثيق مع وزارة الشباب والرياضة المصرية من خلال مراكز الشباب التابعة لها؛ لتحسين الوعي بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، والصحة الإنجابية المناسبة للشباب ومجتمعاتهم.

ومن جانبه، أشار د.أحمد الصباغ مستشار الوزير للتعليم الفني والتكنولوجي، إلى أن النسخة الأولى من أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية تعكس الاهتمام بمنظومة التعليم الفني والتكنولوجي والالتزام بتعزيز قدرات شبابنا من المنتسبين لهذه المنظومة التي تحظى باهتمام ومتابعة القيادة السياسية، ويتجلى هذا الاهتمام في تكليف فخامة رئيس الجمهورية بإنشاء ١٧ جامعة تكنولوجية جديدة إلى جانب الجامعات التكنولوجية العشر الموجودة حاليا، وذلك سعيا لتغطية محافظات الجمهورية كلها بمثل هذا النوع من التعليم الذي يعد حجر الزاوية في التنمية الاقتصادية بكل دول العالم المتقدم، مشيرًا إلى أن أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية يشهد تنظيم العديد من الأنشطة في مختلف المجالات العلمية، والثقافية، والفنية، والرياضية، والاجتماعية، وتتضمن فعاليات الأسبوع أنشطة رياضية، مثل: كرة القدم الخماسية، وكرة الطائرة الشاطئية، وتنس الطاولة، واللياقة البدنية، كما تشمل الأنشطة الاجتماعية مسابقات الشطرنج، والطالب والطالبة المثالية، بينما تتضمن الأنشطة الثقافية تلاوة القرآن الكريم، والإنشاد الديني، والترانيم، والشعر، والإلقاء، ودوري المعلومات، أما الأنشطة الفنية، فتشمل معرضًا فنيًا، وورشة فنية، وغناء فردي، بالإضافة إلى الأنشطة العلمية التي تتضمن معرضًا علميًا ومسابقات في الروبوت.

ويبلغ  إجمالي الوفود المشاركة من الجامعات التكنولوجية 600 طالب وطالبة، ويشمل أسبوع الفعاليات 27 مسابقة متنوعة في الأنشطة الرياضية، كما تشارك الجامعات بـ 40 مشروعًا تكنولوجيًا ابتكاريًا، بمعدل 4 مشروعات لكل جامعة، بالإضافة إلى ذلك، تتواجد عدد من الشركات الصناعية لعرض التجهيزات المعملية والطبية وتجهيزات المعامل والورش.

كما يتضمن الأسبوع تنظيم عدد من الندوات وورش العمل، تشمل 10 ورش تدريبية متخصصة في تنمية المهارات وريادة الأعمال، والشمول المالي، ودراسات الجدوى، وتساهم هذه الأنشطة في تكوين شخصيات الطلاب وتعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات بثقة، كما تفتح أمامهم فرصًا للتعرف على اهتماماتهم وبناء شبكة علاقات مهنية واجتماعية قيمة، بالإضافة إلى ذلك، يتضمن الأسبوع معرضًا لعرض التجهيزات العلمية وريادة الأعمال لعدد من الشركات الصناعية والمؤسسات ذات الصلة.

ومن ناحية أخرى، قام الوزراء  بتفقد المشروعات الابتكارية التي قدمها طلاب الجامعات التكنولوجية، حيث أبدى إعجابه بالجهود والإبداعات التي تجسد روح الابتكار لدى الشباب، واطلع على مجموعة متنوعة من المشاريع التي تغطي مجالات التكنولوجيا الحديثة؛ مما يعكس إمكانيات الطلاب وقدرتهم على تقديم حلول عملية للتحديات المعاصرة..

وقاموا أيضا بتكريم أوائل الجامعات التكنولوجية، معبرًين عن فخرهم بإنجازاتهم الأكاديمية، مشيرًين إلى أن هؤلاء الطلاب هم نموذج للجيل الذي يسعى لتحقيق التميز والإبداع...

كما تم تكريم شركاء الصناعة الذين ساهموا في دعم هذه الفعاليات، ومساندة جهود الجامعات التكنولوجية، وأكد الوزير على أهمية التعاون بين المؤسسات التعليمية والصناعية، حيث يُعتبر هذا التعاون عاملًا رئيسًا في تطوير التعليم وتلبية احتياجات سوق العمل، كما شهد الوزراء  فعاليات تدشين المجلس الاستشاري التكنولوجي للصحة والصناعة.

حضر الفعاليات كل من د.أيمن بهاء نائب وزير التربية والتعليم لشؤون التعليم الفني، وم.محمد زكي السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية، ود.رشا شرف رئيس صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء، واللواء هيثم زكي مساعد وزير التعليم العالي للمشروعات القومية، ود.كريم همام مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة بحلوان، ود.هبة صالح رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات التابع لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومحمد غانم رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب وزير التعليم العالي.

FB_IMG_1726818647308 FB_IMG_1726818645320 FB_IMG_1726818643046 FB_IMG_1726818640774 FB_IMG_1726818638461 FB_IMG_1726818633514 FB_IMG_1726818636475

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي في مصر: الشراكة مع القطاع الخاص طريق الابتكار والتوظيف
  • وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تترجم المبادرات الرئاسية إلى حزمة من الأنشطة الطلابية
  • وزير التعليم العالي يشهد حفل ختام المؤتمر الأول للإتحاد المصري للجامعات المصرية بجامعة القناة
  • وزير التعليم العالي يشهد النسخة الأولى من أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية
  • وزراء التعليم العالي والرياضة والعمل يشهدون فعاليات النسخة الأولى من أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية
  • الجامعات تتبرأ من «رقصات طلابها».. و«التعليم العالي» تجري تحقيقات عاجلة فى المخالفات
  • شاهد| وزير التعليم العالي يلعب كرة القدم مع طلاب الجامعات
  • التعليم العالي: 100 جامعة مصرية في مختلف المسارات
  • مبتعث في السودان