الفارسية لـ"الرؤية": صندوق بنك ظفار للسيولة النقدية أداة استثمارية استراتيجية تستهدف تحقيق الاستقرار والسيولة
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
◄ الصندوق يهدف لتعظيم العائدات والحفاظ على رأس المال والسيولة اليومية
◄ فرصة كبيرة لنمو صندوق السيولة النقدية ضمن فئة الأصول الاستثمارية
◄ الصندوق يُركِّز على الاستثمار في الأوراق المالية مُنخفضة المخاطر
◄ استثمار 90% من محفظة الصندوق داخل سلطنة عُمان
الرؤية-ريم الحامدية
أكدت نوار بنت عبدالله الفارسية المحللة في قسم إدارة الأصول ببنك ظفار، أن صندوق بنك ظفار للسيولة النقدية يمثل أداة استراتيجية لإدارة النقد للمؤسسات والأفراد لتحقيق عوائد تستند إلى السوق من خلال السيولة اليومية، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي للصندوق يتمثل في الحفاظ على رأس المال وتقديم السيولة اليومية للمستثمرين، ومن ثم توليد عوائد تتماشى مع أسعار الفائدة قصيرة الأجل السائدة أو أفضل منها.
وقالت الفارسية- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- إن الصندوق يهدف إلى استثمار رأس المال في سلطنة عُمان وبقية أسواق دول مجلس التعاون الخليجي على فترات استحقاق أقل من عامين. وأوضحت أنَّ صندوق ظفار للسيولة النقدية، يعد صندوقًا استثماريًا مفتوحًا غير مدرج، ومعتمد من هيئة الخدمات المالية، ويوفر اشتراكًا واسترداداً يوميًا لرأس المال.
وباعتباره صندوقًا رئيسيًا لسوق المال، يستثمر صندوق بنك ظفار للسيولة النقدية في الأوراق المالية منخفضة المخاطر، ويقدم عوائد تعكس عادةً عوائد السوق قصيرة الأجل ويحقق ذلك من خلال الاستثمار في الأوراق المالية السائلة وعالية الجودة الصادرة عن البنوك والحكومات والهيئات شبه الحكومية وغيرها من المنظمات في سلطنة عمان ودول مجلس التعاون الخليجي.
وتابعت الفارسية القول إن الصندوق يركز على الاستثمار في أدوات السيولة قصيرة الأجل في سلطنة عُمان ومنطقة الخليج، مشيرة إلى أنَّه ووفقًا لإغلاق الشهر الأخير، استثمر الصندوق حوالي 90% من محفظته داخل سلطنة عُمان.
مشاريع استثمارية
ويعرض صندوق بنك ظفار للسيولة النقدية (وهو الصندوق الافتتاحي من قسم إدارة الأصول في بنك ظفار) خبرة البنك الطويلة وسجله القوي في القطاع المصرفي في سلطنة عُمان. ويعتبر هذا الصندوق هو الأول ضمن سلسلة من المشاريع المخطط لها والتي تهدف إلى تعزيز حضور بنك ظفار في مجال الاستثمار، علمًا بأنَّ الصندوق مفتوح للاكتتاب للمؤسسات والمواطنين والمقيمين، بحد أدنى للاستثمار قدره 1000 ريال عماني.
وأوضحت الفارسية أنه على الصعيد العالمي، تُعَد صناديق السيولة النقدية أدوات استراتيجية تُستخدم لاستثمار رأس المال الفائض قصير الأجل أو متوسط الأجل. وفي المنطقة، لا يزال هذا الأمر في طور التطور. وقالت: "نرى فرصة كبيرة لنمو صندوق السيولة النقدية كفئة أصول للمستثمرين وتوفير وسيلة استثمارية إضافية للمؤسسات والأفراد". وأكدت أن أعضاء فريق الصندوث يتمتعون بخبرة في إدارة صناديق الدخل الثابت وسوق النقد، وبالتالي كان المنتج مناسب لإطلاقه كنقطة بداية.
وأثنت الفارسية على ما تشهده بورصة مسقط من نجاحات؛ حيث استطاعات أن تكون واحدة من أفضل البورصات أداءً في المنطقة خلال العام الجاري، ومنذ مطلع 2024 وحتى الآن، بلغ المؤشر الرئيسي لبورصة مسقط ما نسبته .475% مقارنة بمؤشر دول مجلس التعاون الخليجي المركب البالغ 3.86%.
وقالت: إن اهتمامات المستثمرين مُشجِّعة في السوق مع زخم إيجابي، وقد اجتذبت الاكتتابات العامة الأولية العام الماضي (مثل أبراج لخدمات الطاقة، وأوكيو لشبكات الغاز) طلبًا دوليًا ومحليًا تجاوز 10 مليارات دولار أمريكي". وأضافت أن عائد الأرباح في الأسواق ساهم في جذب الاهتمام بالمستثمرين المحتملين الجدد، وكانت هناك خطوات استباقية مثل صناديق السيولة. وأكدت أن الحوافز الجديدة التي جرى الإعلان عنها في أغسطس الماضي من شأنها تشجيع الإدراجات الجديدة في بورصة مسقط. وأوضحت الفارسية أنه يمكن أن تساعد الحوافز المقدمة عن طريق سوق رأس المال في إحداث تغيرات إيجابية في السوق، وجذب شركات ومستثمرين ورؤوس أموال جديدة.
فوائد متعددة
وأكدت الفارسية أن صندوق بنك ظفار للسيولة النقدية يقدم العديد من الفوائد التي قد تجذب المستثمرين؛ بما في ذلك السيولة العالية والحفاظ على رأس المال؛ مما يجعله خيار استثمار منخفض المخاطر. وأضافت أنه يُوفِّر التنوع من خلال محفظة من أدوات الدين قصيرة الأجل وعالية الجودة وتوليد دخل منتظم من الفائدة المكتسبة. وأشارت إلى أنه مع إدارة تتحلى بكفاءة مهنية وإشراف تنظيمي، فإن الصندوق يضمن تطبيق معايير الشفافية التي تكفل تحقيق نتائج جيدة. وقالت إن الصندوق يُعد خيارًا جاذبًا للمستثمرين الذين يسعون إلى تحقيق عوائد مناسبة مع الحفاظ على الأمان والمرونة في استثماراتهم.
ولفتت إلى أن الصندوق يجسد التزام بنك ظفار بتعزيز عروض القيمة الأساسية التي تدعم منتجاته وخدماته بما يلبي الاحتياجات المتطورة لزبائنه المتنوعين؛ حيث لا تشمل قاعدة زبائن البنك على قطاعات الخدمات المصرفية للأفراد المتوافقة مع دورة الحياة، مثل حسابات الأطفال، والقاصرين، والشباب، والسيدات فحسب؛ بل أيضًا قطاعات الخدمات المصرفية المتميزة " الريادة"، والخدمات المصرفية الحصرية " الرفعة"، والخدمات المصرفية الخاصة. وفي الوقت نفسه، يظل بنك ظفار ثابتًا في تقديم تجربة استثنائية للزبائن عبر جميع نقاط الاتصال بهم عبر شبكته الواسعة من الفروع والقنوات الرقمية على حدٍ سواء.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
التعليم بين الرؤية والواقع
#التعليم بين #الرؤية و #الواقع
الكاتب: عبد البصير عيد
لطالما كان للمعلم هيبته وللعلم قيمته الرفيعة في قلوب الناس على مر العصور، كما كانت الكتب تُكتب في صفات طالب العلم والقصص تروى والأمثال تضرب في شغف اكتساب العلم وتعلمه. إن القائمة تطول، لكن الزمان يتغير، فهذا التطور المتسارع جعل كثيراً من تلك الأقوال والحكم تشهد ملامح علاقات متغيرة مست طبيعة المعلم ومكانته، وسمات الطالب وشغفه، وباتت العملية التعليمية تواجه تحديات مختلفة في مختلف الأصعدة، لتخلق فينا أسئلة صعبة على رأسها: أين نحن الآن بين الرؤية المثالية للتعليم والواقع الذي نعيشه؟
لقد كان لتعليم هالته القدسية التي أحاطت به على مر التاريخ من ترسيخ المبادئ، وتعزيز القيم النبيلة، من أجل خدمة المجتمعات والارتقاء بها. فهي رسالة تحمل في طياتها الإخلاص والإبداع، وهيبة تجعل المعلم مصدر احترامٍ وإلهامٍ للطلاب والمجتمع على حدٍ سواء.
كان الطالب يسعى للتعلم بكل إصرار غير مكترثٍ ببعد المسافات ولا وعورة الطرق، فقد كان الشغف دافعه والعزيمة زاده، يرحل في طلب العلم، وينهل من ينابيعه الصافية، مدركًا أن التعليم هو مفتاح مستقبله وأساس نهضته.
أما اليوم في عصرنا هذا، أصبح التعليم في العديد من الأحيان يخضع لتأثيرات خارجية أو داخلية، تؤثر على العملية التعليمية لتحويلها من رسالة أخلاقية نبيلة إلى معادلة حسابية مادية. وكنتيجة لذلك تتراجع قيم التعليم الأصيلة أمام التحديات اليومية التي تواجه المعلمين والطلاب على حدٍ سواء.
تُضاف إلى ذلك ظاهرة دخول بعض الأفراد إلى مهنة التعليم دون امتلاك رؤية واضحة أو شغف حقيقي، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم ومخرجاته، ليصبح التعليم جسداً لا روح فيه.
وتتعدى المشكلة إلى أبعد من مجرد تحويل التعليم إلى سلعة تجارية إلى مرحلة غياب الرؤية الحقيقية لدى بعض القائمين على التعليم. الرؤية التي تُغرس في النفوس، وتستند إلى حب المهنة والرغبة في تحقيق تغيير إيجابي. فلا شك في أن للجانب المادي طريقه وفلسفته في قطاع التعليم، لكن لا يمكن أن يُتَهَاوَن في جوهر العملية التعليمية وهي كونها رسالة ورؤية لها مكانتها، بل وهي حجر أساسها وركيزتها.
الرؤية ليست مجرد كلمات تُعلق على الجدران، أو تُكتب في التقارير، بل هي إيمان داخلي يتجلى في العمل اليومي للمعلم وبوصلة يهتدي بها العاملون كلهم في هذا المجال معلمين وقادة من أجل تقديم التعليم المطلوب بحب وشغف وإخلاص.
يواجه التعليم اليوم أجيالاً تعيش في عالم متغير يتطلب مهارات ومعارف مبدعة ومبتكرة. هؤلاء الطلاب هم بناة المستقبل، لكن إعدادهم لمواجهة التحديات يتطلب رؤية تعليمية متكاملة، تُوازن بين القيم المتوارثة والأصيلة والرؤية العصرية والحديثة واستشراف المستقبل.
ومع كل هذا لا ننكر أن المعلمين يواجهون تحديات كبرى، مثل التعامل مع طلاب مختلفي الخلفيات والاحتياجات، والضغط الناتج عن المناهج المكثفة، والتقنية المتسارعة، فضلاً عن ضعف التقدير المجتمعي في بعض الأحيان.
لذلك، ومن أجل إحداث فرق حقيقي، يجب أن يكون لكل فرد في مجال التعليم رؤيته الخاصة التي تُميّزه عن غيره. رؤية تقوم على المبادئ الأصيلة، والإبداع في مواجهة التحديات، والإيمان بأهمية الرسالة، فيجب ألا يفقد المعلم شغفه وبوصلته ورؤيته تجاه هذه المهنة النبيلة. هذه الرؤية يجب أن تكون صامدة أمام التحديات، فلا تُحيدها الظروف، أو تجعلها تتأثر بضغوط الحياة اليومية.
رغم تعقيد المشهد الحالي، لا بد أن نحافظ على أهم مبادئ هذه المهنة والعودة بها إلى بساطتها وقيمها الأولى. فالعودة إلى رؤية واضحة ومخلصة للتعليم ليست ترفًا، بل ضرورة لإعادة بناء الأجيال القادمة.
فحينما تغيب الرؤية، يصبح التعليم مجرد وظيفة، وقد يفقد المعلم شغفه، والطالب دافعيته، والمجتمع أمله في مستقبل أفضل. التعليم ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل هو فن يحيى العقول، وأمانة تضمن بقاء القيم، وطريق لتحقيق النهضة. لهذا، يجب أن نسعى جاهدين لتحقيق التوازن بين الرؤية المثالية للتعليم والواقع الذي نعيشه، واضعين نصب أعيننا أن التعليم هو أساس أي نهضة حضارية مستدامة.
كاتب وخبير تربوي
مقالات ذات صلة استنهاض هِمَم / مروى الشوابكة 2024/12/20