جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-02@09:37:14 GMT

أحاديث عن التاريخ ومتشابهاته!

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

أحاديث عن التاريخ ومتشابهاته!

 

يوسف عوض العازمي

@ alzmi1969

"إنَّ أية محاولة إدخال أفكار جديدة مستترة في ثوب أفكار قديمة بدعوى اقتصاد الوقت ورسوخ التأثير، أو الوفاء للماضي و تدعيم الشخصية القومية، تركز التقليد و تحكم على نفسها بالتفاهة" عبدالله العروي.

**********

في كثير من الأحيان نسمع أو نقرأ جملة أو عبارة "التاريخ يعيد نفسه"، والعديد من الناس لديهم قناعة تامة بفحوى وجدوى هذه العبارة الجدلية، هناك من الناس -كل الناس- يعتقدون بصحة إعادة الزمن لنفس الحدث مع تغير الأشخاص؛ بل إنَّ هناك من يرسخ الأثر التاريخي على أنه أمر مسلم به، وأنه لا تغيير في سياق التاريخ إلّا بعنصر الأشخاص فقط، لذلك ليس فقط المهتمين وأهل التاريخ؛ بل عامة الناس يجزمون جزمًا لا مناص منه بأن التاريخ يذهب ويعود وفي صورة أشخاص.

وحتى لا أبعدك كثيرًا ولأوضح لك أكثر، وأقرِّب المعلومة كي يكون الفهم أنسب وبمعقولية هل تعرف الأمثال الشعبية، هناك أمثال هي في الحقيقة تتحدث وتختصر اعتقادات تاريخية وتجزم بها، أعطيك منها مثلًا وبالطبع على سبيل المثال وليس حصرًا: "المربى قتال" كلمتان تعني مثلا شائعا معناه أن الإنسان متأثر ببيئته الأولى ويحمل ذات الطباع ونفس الهوية، لا شك كثير من الناس يعتمد على هذا المثل ويستند إليه حتى في قرارات مُهمة كالزواج، والوظيفة، والشراء والبيع.

قبل سنوات كنت أتحدث مع سائق تاكسي في إحدى البلدان القريبة، و كان الحديث عن التاريخ والأمثال الشعبية، وكان الأخ سائق التاكسي مثقفا بالفطرة، ودار بيني وبينه حوار حول التاريخ وهل يعيد نفسه وعلاقة ذلك بالأمثال الشعبية، ومما ذكر لي بأن التاريخ يكتبه من يملك القلم والطباعة ومن يتحكم في النشر، فإن أعجبه حدث و تناسب هذا الحدث مع مثل شعبي دونه بالقلم ونشره؛ بل وأعتبره من المسلمات، وبعدها تسير في ذكره الركبان، وبالطبع العكس صحيح.

سألته هل أنت مقتنع بالأمثال وعلاقتها مع أحداث التاريخ، قال لي: لا بالطبع أنا أقتنع فقط بما تعطيني من أجره بعد إنتهاء المشوار، ولاتوجع رأسي بالتاريخ والأمثال، فالتاريخ يكتبه الشبعى وأهل المال، والأمثال ينشرها أهل الكيف، ويصدقها الأصحاء.

اقتنعت بجزء كبير من حديث وأفكار سائق التاكسي الذي حسب كلامه أمي لا يقرأ ولا يكتب، وإن كان يحمل معه تجربة حياتية زاخرة، هو مقتنع جدا بأفكاره، ويعتقد بأن أهل الشهادات أكتسبوها لأجل المال فقط ولاتسأل عن العلم، سألته غلطان ياصاحبي قال أنت الغلطان و أخذ يعدد أمثلة غير قابلة للنشر، فلما وجدت الحوار قد تدنى مستواه قليلا، قلت له لنرجع للتاريخ والأمثال والتشابه في الأحداث، قال لا فض فوه: لا تشابه ولا إشتباه، عندك قلم ومطبعة وفلوس أنت أبو التاريخ ومؤلف الأمثال، ماعندك لتجلس بعيدا وتقرأ منشوراتهم وتتثقف.

بعيدًا عن سائق التاكسي المثقف بالفطرة، سأذكرك بأن التاريخ يصنعه الإنسان، وبحسب ظروفا تواجهه، فيتصرف بما تمليه عليه إمكاناته الفكرية والأخلاقية، هنا قد تتشابه المعطيات الأساسبة لظرف الحدث، وإن أختلف الزمان والمكان؛ فالإنسان واحد لا يتجزء، لكنه يصرف وينصرف ويتصرف بحسب مايواجهه، لذلك كثير من الناس يعجبون أو ينبهرون بتصرف سين من الناس في حدث معين- أيًا كانت محددات الحدث- فيبنى بناء عليه مثل تتناقله الناس أو بيت شعر يخلد الموقف أو يدون في الكتابة، فتتم المقارنة بينه وبين أي حدث مشابه في قادم الأيام، فالمبادئ ثابتة إنما المعطيات متغيرة بحسب الواقع.

يقول أبو الطيب المتنبي:

فلا مجد في الدنيا لمن قلَّ ماله

ولا مال في الدنيا لمن قلَّ مجده

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تزييف التاريخ

#تزييف_التاريخ

د. #هاشم_غرايبه

لعل من أهم الكتب التي نشرت للدفاع عن الإسلام، هو كتاب “إظهار الحق” للعلامة الهندي “رحمت الله الكيرانوي”، جاء هذا الكتاب تصديا للجهود التنصيرية للبريطانيين إبان احتلالهم للهند، ولما كان مسلمو الهند هم أكبر تجمع للمسلمين، ورأس الحربة في المقاومة للاحتلال البريطاني، فقد شنوا عليهم أوسع حملة تنصيرية، مستغلين الفقر والجهل، وكان أكثر باب هاجموا فيه الإسلام، التعامل مع المرأة باعتباره وحشيا.
في الحرب على (الإرهاب)، استعاد الغرب من جديد هذه التهمة الباطلة، بحملة إعلامية انخرطت فيها وسائل الإعلام العالمية جميعها، نشرت فيها افتراءات وأكاذيب عن فظائع عن الإغتصاب منسوبة لأعضاء الجماعات الإسلامية، بهدف شيطنتهم لتبرير تلك الحملة، والهدف الأبعد كان الإسلام.
لذلك تحمس المنافقون من بيننا لترويج هذه القصص، مثل قصة جهاد النكاح التي تبين أنها من فبركة خيال مريض، وروايات اغتصاب اليزيديات التي كان أغلبها ملفق، نشروها لجهلهم بالإسلام، إذ أنهم لا يعرفون أن تدين المسلم يفرض عليه تحريم ممارسة الجنس مع أية امرأة غير زوجته أكانت مسلمة أم غير مسلمة.
يقول “جاكوب ل. شابیرو “في تحليله للأيديولوجيات: “والجمیع یخشون الإسلام المتطرف، الذي یشكل في الوقت الراھن أكثر الأیدیولوجیات السیاسیة وضوحاً، ولو أنھا الأیدیولوجیة الأكثر وحشیة أیضا”.
ترى على أي أساس اعتبر الإسلام الأكثر (وحشية)؟، لو راجعنا منتجات هذه (الوحشية) التي اكتوى بها الغرب خلال الفترة الداعشية لوجدنا أنها تمثلت بإعدام عدد من الرهائن الغربيين، وبضعة حالات من اغتصاب اليزيديات، ولو صدقنا بصحة نسبتها الى مسلمين، فهي لن تصل جميعها الى عشرة.
لنرصد بالمقابل ما هو بعرف الغرب أرقى الأيديولوجيات، ولنتناول الأوروبية منها، التي يعتبرها هذا المحلل الأقل وحشية:
لن نتعرض الى مئات الملايين من الهنود الحمر والعبيد الأفارقة، ولا لخمسين مليونا حصيلة التطهير الشيوعي، ولا مئات الألوف من اليابانيين الذي ذهبوا ضحية لتجربة القنابل النووية ولم يكن من حاجة الى قتلهم بعد انتهاء الحرب العالمية، ولن نتذكر الملايين من ضحايا نزاعات شرق آسيا، فذلك لا يعتبر في نظر الغرب وحشية، بل مجرد أعمال مؤسفة!.
سنستعيد فقط بعض مجريات الأحداث في حالة واحدة وثقها مؤرخوهم، وجرت بعد انتصار الحلفاء على ألمانيا ..وكلا الطرفين ينتميان الى عقيدة واحدة هي المسيحية.
في كتاب “عندما أتى الجنود” للمؤرخة الألمانية “مريام غيرهارد” تقول حرفياً:
“جنود الحلفاء الذين دخلوا ألمانيا بعد هزيمة النازية لم يدخلوها فقط كمحررين، فالكثيرون استغلوا قوتهم لإذلال النساء الألمانيات، في وقت كان فيه مئات الآلاف من رجالهن في سجون الحلفاء، فاقترفوا أيضًا حتى أوائل الخمسينات أبشع جريمة يمكن للرجل اقترافها وهي الاغتصاب، حتى أنهم اغتصبوا أطفالا ورجالا ومسنات، ونتيجة الاغتصابات يوجد اليوم في ألمانيا أكثر من نصف مليون من غير الشرعيين، أي غير معروفي الأب.
وحسب المؤرخة لا يوجد عدد محدد لحالات الاغتصاب لكنها وثقت نحو مليون اعتداء جنسي منها 190 ألفا قام بها جنود أميركيون.

وبتقديرها فإنه من 4 إلى 5 في المائة من الولادات التي تمت خلال فترة احتلال قوات الحلفاء وحتى أوائل الخمسينات كانت نتيجة عمليات اغتصاب، وكل مائة اعتداء نتج عنه ولادة طفل، ما زال الكثير من الضحايا النساء يعانين من آثارها النفسية أيضا على الأطفال الذين ولدوا، والأفظع أن بعض الجنود كانوا يقتلون ضحيتهم بعد الاعتداء عليها.

مقالات ذات صلة قاهرة المُعز…مقاطع انطباعية لخطاب الحياة فيها. 2025/01/31

والأمر ليس أفضل مع الجنود الروس والبريطانيين والفرنسيين والبلجيكيين فهم اغتصبوا أيضا مسنات وأطفالا ورجالا خلال عمليات جماعية بعد وضعهم في السجون، ووثقت الكاتبة 45 ألف اعتداء جنسي قام به الجنود البريطانيون و50 ألف اغتصاب ارتكبه الجنود الفرنسيون.

ونتيجة عمليات اغتصاب للجنود الأميركيين السود ولد جيل من الأطفال مختلط الأجناس أطلق عليه اسم «الأطفال السمر» تبنتهم عائلات ألمانية كأجانب، فالقانون الألماني حتى عام 1948 كان يحظر زواج الألمانية من ملون، من بين هؤلاء الأطفال “جيمي هارتفيغ” وكان من أشهر لاعبي كرة القدم في فريق “سي في هامبورغ”، و”فيليكس ماغات” مدرب منتخب بافاريا في ميونيخ. ولقد قبلت ألمانيا حتى منتصف الخمسينات تسجيل 37 ألف طفل باسم أمهاتهم، ومن تبقوا تم تبنيهم”.
فهل هنالك أي وجه لمقارنة وحشية الأوروبيين مع وحشية أخرى!؟.. حتى مع (داعشهم)!؟.

مقالات مشابهة

  • سبيد يتعرض للتدمير ويسقط أرضًا فور دخوله حلبة رويال رامبل .. فيديو
  • أتالانتا.. كثير من «الندم»!
  • أمم إفريقيا.. مدرب أنجولا: تواجدنا مع منتخب مصر في المجموعة سيساعدنا كثيرًا لهذا السبب
  • مدرب أنجولا: تواجدنا مع مصر في المجموعة سيساعدنا.. والوضع تغير كثيرًا في القارة
  • تزييف التاريخ
  • عاااااجل.. عشرات القتلى والمصابين في قصف لمليشيا الدعم السريع على مدينة أم درمان
  • اختتام فعاليات جرّب جنوب الباطنة في نسختها الثانية
  • الفرق بين صيام التطوع والفرض .. ولماذا نصوم رمضان كاملا؟ 18 سببًا لا يعلمها كثير
  • عشرات الآلاف يحتشدون في بنغلاديش بأكبر تجمع للمسلمين بعد الحج
  • سنن الجمعة الأولى من شعبان الواردة عن رسول الله.. اغتنمها فيها خير كثير