بقلم: هيثم السحماوي

القاهرة (زمان التركية)ــ بدايةً أقصد بالمؤسسات الدولية هنا المنظمات مثل الأمم المتحدة، والإتحاد الأوروبي، ومنظمة التجارة العالمية، والبنك الدولي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي. والحقيقة أن هذه المؤسسات تلعب دورًا هامًّا وحيويًّا وفعالًا في دعم الدبلوماسية ونجاحها في تحقيق أهدافها.

فقد تنجح الدبلوماسية في تحقيق أهدافها مباشرة بين دولتين العلاقات بينهم جيدة  وتسير على ما يرام، ولكن ماذا لو احتجنا توسيع دائرة هذا التعاون والنجاح من بين هاتين الدولتين ليشمل أكثر عدد من الدول ؟ وماذا لو حدثت مشكلة أو نزاع بين هاتين الدولتين ؟ وكيف يتم التعاون والالتقاء إذا لم تكن موجودة هذه العلاقة أصلاً؟ وماذا لو كانت هناك مشكلة تهدد جميع الدول وكان المطلوب تكاتف وترابط وتعاون الجميع للتصدي لها ومواجهة أخطارها مثل مشكلة التغير المناخي أو الهجرة غير الشرعية …الخ؟ الإجابة على كل هذا عن طريق المؤسسات الدولية والأدوار التي تقوم بها.

وبالتالي عن طريق هذه المؤسسات الدولية يتحقق هدف أولي وهام لجميع الدول، وهو نفس الهدف الأساسي الذي لأجله أنشأت أكبر منظمة دولية وهي الأمم المتحدة، وهو هدف تحقيق السلم والأمن الدوليين، وهو أمر ومهمة كبيرة وتزداد صعوبتها في ظل التحديات الأمنية المعقدة التي يشهدها العالم الآن.

وأيضا يتحقق عن طريق المؤسسات الدولية التعاون على كافة الأصعدة وبمختلف الأشكال، بمعنى سواء كان هذا التعاون بين دولتين أو مجموعة من الدول أو بين دول العالم كافة، وسواء كان لأهداف اقتصادية مثل تقديم الدعم والمساعدة لدول فقيرة أو دول تعاني من أزمات. أو كان لأهداف أخرى مثل مواجهة مشاكل خطرها يهدد العالم مثل التغير المناخي.. الخ.

وكذلك يتم عن طريق تلك المؤسسات التصدي للمشاكل الكبرى والصراعات سواء كانت بين دولتين أو مجموعة من الدول.

ويتم عن طريق هذه المؤسسات وضع القواعد القانونية الحاكمة للنظام العالمي الذي يشمل جميع الدول، مثل قواعد القانون الدولي، والاتفاقيات والمعاهدات الدولية، التي تحدد حقوق الدول والإطار القانوني لعلاقاتها بغيرها من الدول الأخرى.

ويضاف لذلك أيضا الدور الذي تلعبه المؤسسات القضائية الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، وكان لهم أدوار كثيرة في هذا الاتجاه، مثل الدور الناجح الذي لعبته محكمة العدل الدولية في النزاع على الحدود المائية الذي كان بين كازاخستان واوزبكستان، حيث نجحت المحكمة في تسوية النزاع بينهما.

ونأمل أن يتحقق النجاح أيضا للمؤسسات الدولية في حل مشكلة المياه بين مصر واثيوبيا، وغيرها من المشاكل والنزاعات  بين دول العالم، وأن تكون هناك إرادة حقيقية ودعم من الدول لهذه المؤسسات حتى يتسنى لها تحقيق هذا النجاح.

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: المؤسسات الدولیة هذه المؤسسات من الدول عن طریق

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي: تحويل الأبحاث العلمية إلى تطبيقات عملية تخدم أهداف التنمية المستدامة

أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن التعاون بين مصر وإسبانيا في مجالات البحث العلمي والابتكار يُعد خطوة محورية لدعم التحول الشامل في قطاع الطاقة، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، مشيرًا إلى حرص الوزارة على تهيئة بيئة محفزة للشراكة بين الجامعات والمؤسسات البحثية والقطاع الصناعي لضمان تحويل الأبحاث العلمية إلى تطبيقات عملية تخدم أهداف التنمية المستدامة.

هيئة بيئة محفزة للشراكة بين الجامعات والمؤسسات 

ومن جهتها نظمت هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار (STDF) بالتعاون مع مركز التنمية التكنولوجية والابتكار بإسبانيا (CDTI) ورشة عمل بعنوان «التعاون بين الصناعة والأوساط الأكاديمية في مجال الطاقة»، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وذلك بمقر وزارة التعليم العالي في العاصمة الإدارية الجديدة.

تسريع وتيرة الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة

وأشار الدكتور حسام عثمان إلى أن الورشة تُعد منصة متميزة لتبادل الخبرات بين الخبراء من كلتا الدولتين، وتهدف إلى تسريع وتيرة الابتكار في مجالات الطاقة المتجددة، كما أكد دعم الوزارة للمشروعات التي تسهم في تطوير تقنيات مبتكرة تعزز الاقتصاد منخفض الكربون وتخلق فرصًا جديدة للبحث والتطوير.

وأكد الدكتور ولاء شتا أن الشراكات الدولية في البحث العلمي والابتكار تمثل ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الورشة تهدف إلى تعزيز التعاون المصري-الإسباني في مجالات الطاقة. وأوضح أن الهيئة ملتزمة بدعم المشروعات التي تربط الأبحاث بالصناعة لتحفيز التحول نحو اقتصاد صديق للبيئة، والعمل على ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة.

وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور علي عبد الفتاح أن مصر تطمح إلى أن تصبح مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة، وأن الابتكار هو المحرك الرئيسي لتحقيق هذا الهدف، وأشار إلى أن الورشة تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين قطاع الصناعة والمؤسسات البحثية لتطوير حلول مبتكرة تدعم أهداف التحول الطاقي.

تطوير حلول مبتكرة تدعم أهداف التحول الطاقي

وأعرب السيد ألفارو إيرانزو، سفير إسبانيا لدى مصر، عن سعادته بالمشاركة في هذه الفعالية، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا تشهد تقدمًا ملموسًا في العديد من المجالات، خاصة في البحث العلمي والابتكار، مؤكدا حرص الجانبين على تعزيز شراكات مستدامة تسهم في التحول نحو أنظمة طاقة نظيفة ومتطورة، مشيدًا بالإمكانات الكبيرة التي تمتلكها مصر في هذا المجال، ومؤكدًا التزام إسبانيا بتعزيز التعاون المثمر بين البلدين لتحقيق التنمية المستدامة.

وفي الختام أكدت الورشة على التزام مصر بتعزيز التعاون الدولي في مجال الطاقة ودعم الابتكار لتحقيق تحول شامل ومستدام في القطاع، كما أكدت الورشة على أهمية هذه الجهود في ترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة النظيفة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي: تحويل الأبحاث العلمية إلى تطبيقات عملية تخدم أهداف التنمية المستدامة
  • الشرع: أولويات سوريا استعادة مكانتها الدولية والإقليمية
  • الجنوب العالمي يعيد صياغة القواعد الدولية
  • رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات
  • تحقيق قضائي مع رئيسة وزراء إيطاليا لإفراجها عن ليبي مطلوب للجنائية الدولية
  • الجالية بالكناري تشيد بعمل الدبلوماسية المغربية
  • حزب المصريين: الرئيس السيسي يدرك دور المؤسسات الدستورية الأفريقية في الحفاظ على سيادة دولها
  • وزير الخارجية: تعزيز الانخراط مع الآليات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان
  • الرئيس السيسي: المؤسسات القضائية لها دور مهم في أمن واستقرار إفريقيا
  • الرئيس السيسي يؤكد أهمية دور المؤسسات القضائية في حفظ الاستقرار بإفريقيا