أوضحت الشريعة الإسلامية الأهوال التي يعيشها البشر يوم القيامة، عند العرض على الله عز وجل في أرض المحشر، إذ ذكرت الأحاديث النبوية الشريفة أن الخلق سيحشرون عراة، وتدنو الشمس من رؤوسهم، وتكون حرارة الأجساد مرتفعة، وعلى الرغم من ذكر تلك المشاهد، فقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة وأمته من بعده في الحديث النبوي «سبعة يظلهم الله في ظله»، عن عبادات إذا واظبوا عليها وتمسكوا بها فإنها تقيهم حر ذلك اليوم، فما هي؟

حديث سبعة يظلهم الله في ظله

وحول تلك العبادات، فقد ورد ذكرها في حديث «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا، قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ».

وحول تفسير الحديث، أوضح الدكتور رمضان عبد الرازق، عضو اللجنة العليا بالدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، خلال فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن الله قد بشرنا بأن لله عبادا سيظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وهم كالتالي:

- إمام عادل.

- شاب نشأ في طاعة الله.

- رجل قلبه معلق بالمساجد.

- رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه.

- رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله.

- رجل تصدق بصدقه فأخفاها حتى لا تعلم شماله ماتنفق يمينه.

- رجل ذكر الله خاليا ففضات عيناه بالدمع.

وأكد رمضان عبدالرازق أن الحديث يتناسب مع تنوع طباع البشر فمنهم من هو عاطفي بطبعه محب للناس والمجتمعات مثل قوله فيأتي رجلان تحابا في  الله ورجل يحب المسجد والاجتماع به وصلاة الجماعة مثل قوله رجل قلبه معلق بالمساجد ويأتي شخص آخر انطوائي مثل قوله رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه من الدمع.

صفات حديث سبعة يظلهم الله في ظله

- الإمام العادل هو الحاكم الذي يعدل في رعيته ويحافظ على حقوق الناس ويرعى مصالحهم ويحكم فيها بشريعة الله عز وجل.

- شاب نشأ ملتزما في عبادة الله أي ملتزم بطاعته وأمره ونهيه.

- الرجل المعلق قلبة بالمساجد أي شديد الحب والتعلق بالمساجد يتردد عليها ويمكث وقت كبير فيها منتظرا الصلاة.

- رجلان تحابا في الله وأجتمعوا على محبتهما لأجل الله سبحانه وتعالى وأظهروا ان حبهما صادق لله عند اجتمعهما وافتراقهما.

- رجل دعته امرأه ذات منصب وجمال قال إني إخاف الله أي يمنعه خوف الله من الاقتراب للفاحشة وخص ذات المنصب والجمال  بالذكر لكثرة الرغبة فيها.

- رجل بالغ في إخفاء صدقته على الناس أي هذا هو الأفضل في الصدقة للبعد عن الرياء ولإظهار شعائر الإسلام.

- رجل ذكر الله خالياً فدمعت عيناه خوفا من الله سبحانه وتعالى ولو كان بين الناس.

فضل من يظلهم الله في ظله

وقال الدكتور رمضان عبدالرازق إن هؤلاء السبعة قد ينجون من شدة وعذاب يوم القيامة وينالون رضا الله سبحانه وتعالى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: رمضان عبد الرازق دار الإفتاء المصرية احاديث نبوية يوم القيامة

إقرأ أيضاً:

عالم أزهري: علامات الساعة بين قبض العلم وكثرة الزلازل وتقارب الزمان

أكد الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن الحديث الشريف الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج" يتضمن العديد من العلامات التي نعيشها في وقتنا الحاضر.

وأوضح جبر، خلال تصريح اليوم السبت، أن أولى هذه العلامات هي "قبض العلم"، الذي يعني أن العلم لا يُنتزع من الكتب، بل يُقبض بقبض العلماء الذين يحملون فهمًا حقيقيًا للعلم، فهم الذين يعلمون معنى المعلومات ويطبقونها في حياتهم.

وقال جبر: "العلم هو نور الفهم، وليس مجرد معلومات يُقرأ عنها، والمعلومة قد تكون موجودة في الكتب، ولكن الفهم هو الذي يضفي على تلك المعلومات قيمتها الحقيقية". 

وأضاف أن العلماء الذين يخشون الله ويعملون وفقًا لفهمهم العميق هم من يملكون العلم النافع، مؤكدًا أن العلم الحقيقى يرتبط بالتقوى والخشية من الله.

كما تناول جبر علامة "تكثر الزلازل" التي شهدناها في الآونة الأخيرة في العديد من المناطق حول العالم، مما يعد من العلامات التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم عن اقتراب الساعة. "الزلازل اليوم تحدث بشكل مستمر في مختلف الأماكن، وهو ما يعد من الظواهر التي نعيشها يوميًا".

وفيما يتعلق بتقارب الزمان، أوضح جبر أن المقصود بتقارب الزمان هو تقارب المسافات بفضل التقدم التكنولوجي ووسائل النقل الحديثة، التي جعلت المسافات بين المدن والدول تتقلص بشكل كبير

وتابع: "كان الناس في السابق يحتاجون لشهور للوصول من مكان إلى آخر، أما اليوم، فتستطيع السفر في ساعات قليلة عبر الطائرات والقطارات". 
وأضاف أن هذا التقارب التكنولوجي قد جعل العالم كله كالقرية الصغيرة، حيث أصبح بإمكاننا متابعة الأحداث في أي مكان في العالم في نفس اللحظة.

وفيما يخص "ظهور الفتن"، قال جبر: "الفتن التي يتحدث عنها الحديث الشريف هي التي تضل الإنسان عن دينه وتبعده عن عبادة ربه. اليوم نرى العديد من الناس يتحدثون في أمور الدين بدون فهم حقيقي، ويتخذون من أنفسهم مرجعًا في قضايا شرعية قد تشوش على العامة". 

واشار إلى أن هذه العلامات تعد تذكيرًا لنا بأننا في مرحلة قريبة من الساعة، وأن علينا أن نتأكد من تمسكنا بالعلم الصحيح والتقوى والعمل الصالح.

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري: علامات الساعة بين قبض العلم وكثرة الزلازل وتقارب الزمان
  • عالم أزهري يوضح علامات الساعة في الحديث النبوي وعلاقتها بالواقع الحالي
  • أزهري: "الهم في قصة سيدنا يوسف لا يؤاخذ به لأنه حديث نفس"
  • هل نعيم القبر وعذابه يقع على الروح أم الروح والجسد؟.. علي جمعة يوضح
  • إبراهيم الهدهد: الفاسد لن ينجو من عذاب الله
  • معنى الإلحاد في أسماء الله .. عالم أزهري يجيب
  • ما الصلاة التي يجوز فيها ترك القبلة؟ عالم أزهري: في هذه «الصلوات فقط»
  • عالم أزهري: استقبال القبلة ليس ملزما في صلاة النافلة
  • أزهري: حسن الخلق يجعل المسلم قريبا من الله
  • علي جمعة: الإيمان بالغيب ونعيم وعذاب القبر من ركائز الإيمان