الحرب الأمنية الاسرائيلية على حزب الله.. اختراق بشري أم سيبراني
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
د.حامد محمود
المدير التنفيذى لمركز الفارابى للدراسات السياسية والاستراتيجية
يُعد اغتيال القيادى فى حزب الله ابراهيم عقيل قائدالعمليات الخاصة فى الحزب ومعه عشرة اخرون من ابرز قيادات وحدة الرضوان والتى جاءت بعد ثلاثة ايام من عملية تفجير أجهزة اتصالات حزب الله اللبناني , والتى تعد أكبر خرق أمني إسرائيلي للحزب، وضربةً موجعة لهيبته ولمعنويات مناصريه وبيئته،خاصة وانها جاءت بعد افل من شهرين من اغتيال القائد العسكرى لحزب الله فؤاد شكر، الامر الذى يؤكد انها أوصلت رسالةً إلى الحزب بأن إسرائيل قادرة على إيقاع ضرر كبير بقدراته دون الحاجه لخوض حرب شاملة طلاق .
اغتالت إسرائيل رئيس شعبة العمليات في «حزب الله» إبراهيم عقيل في غارة استهدفته في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، في منطقة الجاموس المكتظة، ما أدت إلى سقوط مبنيين ومقتل 15 شخصاً على الأقل بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 70 بجروح «8 منهم في حالة حرجة» وفقدان 17 شخصاً .
وأكدت جماعة حزب الله اللبنانية مقتل القائد العسكري البارز بالجماعة إبراهيم عقيل، ووصفته بأنه أحد كبار قادتها.
وعقيل هو واحد من قياديين رفيعي المستوى في «الحزب» يشغلون مقاعد في «المجلس الجهادي» الذي يعد بمثابة القيادة العسكرية للحزب، ويُعتقد أنه تَسَلَّمَ قيادة «قوة الرضوان» الشهيرة بعد اغتيال إسرائيل القائد العسكري لـ«الحزب» فؤاد شكر.
إبراهيم عقيل، يعد قائدا لوحدة النخبة في الحزب المعروفة باسم «قوة الرضوان»، وهو المطلوب من الولايات المتحدة، كان الرجل العسكري الثاني في (حزب الله) بعد فؤاد شكر. وهو رقم 3 بـ(الحزب) وحديثاً أصبح رقم 2.
ومن المؤكد ان اغتيال عدد من قيادات شعبة العمليات في (قوة الرضوان) ومنهم معدّو خطة احتلال الجليل وكما يقول موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤول إسرائيلي قوله: «قتلنا كامل القيادة العليا لـ(قوة الرضوان) في (حزب الله) وعددهم 20, هذا كله يوضح حجم الاختراق للحزب، وعمق الازمة التى بات يواجهها أمنيا , خاصة انها المرة الثالثة التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي الضاحية الجنوبية، معقل «حزب الله»، حيث اغتال في ضربة جوية شهر يناير، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري مع 6 آخرين، واغتالت في 30 يوليو ، الرجل الثاني في «حزب الله» فؤاد شكر بغارة في قلب الضاحية.
بينما كانت التفجيرات المتزامنة لأجهزة نداء آلي (البيجر) يحملها عناصر من حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة الجنوب والبقاع، وسورية والعراق أيضاً، في 17 سبتمبر 2024، أدت إلى مقتل 11 شخصاً وإصابة نحو 3000 جُلهم ينتمون لحزب الله، من عسكريين ومدنيين. وتبعتها في اليوم التالي موجة تفجيرات متزامنة أخرى لأجهزة اتصال لاسلكي (ووكي توكي) يحملها عناصر الحزب أدت إلى مقتل 20 شخصاً، وجرح أكثر من 450 شخصاً.
ومع أن إسرائيل لم تتبنَّ هذه العملية رسمياً، فإن حزب الله حمَّلها في بيان رسمي “المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي”. ووفقاً للتقارير الإعلامية، يبدو أن إسرائيل نجحت في زرع شُحنة متفجرة في هذه الأجهزة التي اشتراها حزب الله في الأشهر الأخيرة، وهذا ما يُفسر أن التفجيرات اقتصرت على أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يحملها أفراد حزب الله ولم تتسع لتشمل كل الأجهزة العاملة في لبنان. وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قد طلب في خطاب له، في 14 فبراير 2024، من مقاتلي الحزب وأنصاره وسكان المناطق الحدودية في جنوب لبنان التخلي عن الهواتف المحمولة التي وصفها بـ”العميل القاتل”، وبالترافق مع ذلك زاد الحزب من الاعتماد في شبكة اتصالاته على أجهزة النداء الآلي وأجهزة “الووكي توكي” باعتبارها وسيلة أكثر أمناً للتواصل، في وجه قدرات الاختراق الإلكترونية المتقدمة لإسرائيل.
الخرق الأمني الأكبروتُعد هذه العملية “أكبر خرق أمني” إسرائيلي لحزب الله، وضربةً موجعة لهيبة الحزب ولمعنويات مناصريه وبيئته، وبخاصة مع المشاهد المروعة التي رافقت آلاف الانفجارات التي وقعت في الشوارع والأسواق والمكاتب في المناطق التي تمثل حاضنة شعبية للحزب. وأوصلت العملية رسالةً إلى الحزب وعناصره وأنصاره أن إسرائيل -بقدراتها الاستخبارية والإلكترونية- قادرة على إيقاع خسائر كبيرة بقدرات الحزب دون إطلاق رصاصة واحدة.
كما أن للهجوم الإسرائيلي تداعيات عملية على قدرات حزب الله، فإصابة نحو ثلاثة آلاف من كوادر الحزب، عسكريين ومدنيين، يعني خروج المئات من هؤلاء من الخدمة الفعلية، ما سينعكس سلباً على قدرات الحزب التنظيمية والقتالية.
مثَّلت العملية الإسرائيلية “أكبر خرق أمني” لحزب الله، ووجهت ضربةً موجعة لهيبة الحزب ولمعنويات مناصريه وبيئته.
والأخطر أن هذه العملية تمسّ بدُرة التاج لدى حزب الله، وهي شبكة الاتصالات الخاصة به، والمعروف أن حزب الله اجتاح بيروت، في مايو 2008، من أجل منع قرار حكومة فؤاد السنيورة آنذاك بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاصة بالحزب. فنجاح إسرائيل في تعطيل جزء من وسائل الاتصال التي كان يحسبها الحزب آمنة، وكشْفها، سيضطره إلى إعادة بناء شبكة الاتصال، وهذا الأمر لن يكون سهلاً، أو سريعاً، في ضوء التحديات التقنية التي سيواجهها الحزب نظراً للتفوق الإلكتروني والسيبراني الإسرائيلي، فضلاً عن أن هذا التعطيل قد يؤثر سلباً في خطط تسيير حزب الاستنزاف الحالية مع إسرائيل.
ويمكن القول ان لهذه العملية النوعية التي استهدفت حزب الله سياقان:
الأول، بَعيد، يتصل بما تُسمى “حرب الإسناد” التي أطلقها حزب الله ضد شمال إسرائيل بعد يوم واحد من عملية “طوفان الأقصى”، وذلك لتخفيف الضغط العسكري على حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية، ولدفع إسرائيل إلى وقف حربها على القطاع. ومنذ ذلك الوقت تدور حرب استنزاف بين الحزب وإسرائيل على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، أدت إسرائيلياً إلى نزوح أكثر من 80 ألف إسرائيلي من بلْدات ومستوطنان الشمال، وهو ما شكّل ضغطاً كبيراً، سياسياً واقتصادياً، على الحكومة الإسرائيلية.
والسياق الثاني، قريب، إذ وقعت هذه العملية على أثر اتخاذ المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت الإسرائيلي)، قراراً في 16 سبتمبر بتوسيع أهداف الحرب من طريق إدراج هدف “إعادة سكان الشمال إلى مناطقهم بأمان”، بالتزامن مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بأن الحرب دخلت في مرحلة جديدة، وأن “مركز الثقل للحرب ينتقل إلى الشمال”، وفق تصريح وزير الأمن يوآف غالانت، وتصريح نتنياهو الذي قال فيه إنه هناك حاجة إلى “تغيير جذري في الوضع الأمني في الشمال”
حجم الخروقات الامنية كبير.. فكيف المواجهة؟ان حجم الاختراق الحاصل داخل حزب الله مرتبطا بـ كبير جدا وقد يكون مرتبطا بعملاء وهنا يطرح التساؤل حول مدى قدرة الحزب على مواجهة هذا الاختراق، وهل بإمكانه سد الثغرات؟ خاصة وأن المواجهة مصر اسرائيل التى تتمتع بتاريخ طويل في تنفيذ هجمات معقدة في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن، رغم أنها لا تعلن في معظم الأحيان عن مسؤوليتها.
وخلال العقد الماضي، نجحت إسرائيل في اغتيال عدد من العلماء النوويين الإيرانيين، منهم محسن فخري زاده في 2020، والذي كان يعتبر العقل المدبر للبرنامج النووي الإيراني.
وقبل ذلك يعتقد أنها نجحت في سرقة الأرشيف النووي الإيراني من مخزن في طهران في عام 2018 في عملية معقدة.
وبعد حرب غزة تصاعدت حدة العمليات الاستخباراتية.
وكان آخرها قبل تفجيرات البيجر واللاسلكي في لبنان، وذلك في تنفيذ عملية إنزال خاصة في مركز البحوث العلمية بمدينة مصياف وسط سوريا، وفقا لمسؤولين نقل عنهم موقع “أكسيوس” وصحيفة “نيويورك تايمز”، الأسبوع الماضي.
ويمكن القول أن الخروقات التي تعرض لها حزب الله تهدف إلى إظهار الضعف الأساسي داخل جهاز الأمن التابع له , خاصة ان هذه الخروقات عميقة للغاية، بحيث تتسبب في هز المنظمة حتى الصميم.
وأن مكان الأمر الأكثر إثارة للدهشة , هو أن الحزب كان من المفترض أن يكون لديه بعض البصيرة بشأن الثغرات التي قد تحاول إسرائيل استهدافه فيها.
وتتطلب عملية إغلاق الثغرات قدرا كبيرا من إعادة الهيكلة والوقت والمال، فالضرر الذي لحق بالشعور بالأمن سوف يكون غير قابل للإصلاح على الأقل في الأمد القريب. فضلا عن ذلك فإن الأعداد المستهدفة كانت ضخمة بتفجيرات البيجر واللاسلكي.
وتشير تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي، إلى جانب الضربات الدقيقة التي تشنها إسرائيل على منصات إطلاق حزب الله والطرق وأنظمة القيادة والمخازن والمواقع الأخرى إلى أن إسرائيل تتجه نحو شل هيكل قيادة الجماعة المرتبطة بإيران.
وقد يكون ما سبق إما تحضيرا لهجوم واسع النطاق أو مؤشرا على المزيد من الضربات المستهدفة القادمة , خاصة ان الهجمات الأخيرة، وخاصة تفجيرات البيجر واللاسلكي أثرت بشكل كبير على نظام قيادة حزب الله، ومن المرجح أن “يظل معطلا لفترة قصيرة”.
نهايةمن المؤكد أن حزب الله أو إيران لديهما القدرة الصناعية لتلبية جميع احتياجاتهما بشكل مستقل , ولذل لا مفر من أن يحتاجا إلى الحصول على المزيد من المعدات من الموردين الأجانب ، وأنهما قد يلجآن إلى حلفاء مثل روسيا أو الصين، لكن لا يبدو أن هذا هو الحال في الوقت الحالي”.
وفي الأمد القريب، قد يتبنى حزب الله استراتيجيات مماثلة لحماس قبل السابع من أكتوبر، من خلال تقليل اعتماده على الأنظمة الإلكترونية والاعتماد بشكل أكبر على المحادثات وجها لوجه أو الوسائل التقليدية مثل الرسل البشريين، وان كان حزب الله أكبر وأكثر نشاطا من حماس، وبالتالي فإن تنفيذ مثل هذه التدابير على نطاق واسع سيكون تحديا كبيرا بالنسبة له.
أن الحرب الأمنية نقوم على أساسين الأول هو الاختراق البشري والثاني هو الاختراق التكنولوجي السيبراني.
Tags: تفجيرات لبنانحزب اللهالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: تفجيرات لبنان حزب الله البیجر واللاسلکی قوة الرضوان هذه العملیة أن إسرائیل لحزب الله فؤاد شکر حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل هي حقيقة مُرّة أم سوء ظن.. أخي يتجاهلني بسبب طلاقي
هل هي حقيقة مُرّة أم سوء ظن.. أخي يتجاهلني بسبب طلاقي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، قراء الموقع الكرام سيدتي، قبل البدء في طرح انشغالي. دعوني أهنئكم بهذه المناسبة وأتمنى عيدا سعيدا للجميع، هذا العيد الذي من المفروض أن يكون يوم فرح وبهجة. كيف وهو شعيرة تأتي بعد شهر ترق فيه القلوب وتتراحم فيما بينها، لكن هيهات هيهات، فأنا عشت فيه حزنا لا يمكن وصفه بالكلمات.
سيدتي، أنا امرأة كُتب عليّ الطلاق، راضية بنصيبي هذا بإيمان رحابة صدر، خاصة وأن الله وهبني زينة الحياة الدنيا ابني قرة عيني. لكن ثمة مواقف ترهقنا تفاصيلها، وتعمق الجرح الذي نبذل جهدا لنداريه عن الأعين. فأخي الوحيد حفظه الله في هذا العيد لم يلتفت لي أبدا، لا أ،كر أنه لطالما عاملني بإحسان أنا وابني. لكن في هذه المناسبة قدّم هدايا لكل أفراد البيت ماعدا أنا وابني، فترك في نفسيتي أثرا كبيرا بالرغم من أن والدي لا يبخل عليّ بشيء لكن تجاهل أخي المني كثيرا، وشعرت بالنقص، وأنه لا سندي لي في الحياة، فلا ذنب لي أنني مطلقة، وهو أعلم بسبب الطلاق، وهذا موضوع لا أريد أن أخوض فيه، فلماذا يعاملني بها الإجحاف؟ تحدثت إلى أمي في الموضوع وقالت أنني تحسست فقط، لكن قلبي يحس بأمر آخر، فهل ظلمت أخي بسوء الظن أم أنها الحقيقة المرة؟
حنان من الوسط
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وعيدك مبارك، واضح جدا من خلال رسالتك رجاحة عقلك وطيبة قلبك، وهذه العاطفة الجميلة وحاجتك لحب أخيك هي ما جعلتك تتحسسين من تصرفاته، ولا يسعنا نحن غلا أن نقدر شعورك ونتفهم إحساسك، فما همك ليس ما كان ليقدمه أخوك، بل الفعل في حد ذاته، فالأخ بالنسبة للأخت هو السند، بل هو الأمان والحماية، فدلال الأخ له نكهة خاصة ترغبها كل فتاة، وتتباهى بها، فالأخ ومهما كانت ظروف أخته عزباء متزوجة أو مطلقة يجب عليه أن يشعرها بالاحتواء وأن يقف بجانبها وأن لا يتركها تحتاج أمرا، أما الطلاق فلا يجب أن تعتبريه أمرا سيئا ولا يجب أن يشعرك بالنقص، ولا يجب أن تعتبري تصرف أخاك سببه كونك مطلقة.
فرفقا بنفسيتك أختاه، لا تهولي الأمر ولا تسمحي للشيطان أن يفعل فعلته بينك وبين أخاك، لهذا أدعوك لأن تلتمسي له الأعذار، فربما لاحظ أن والدك ليس مقصرا، وأنك لست بحاجته، خاصة انك ذكرت بأنه يعاملك معاملة طيبة منذ أن عدتي إلى بيت أهلك، وهذا أمر عليك أن تحمي الله عليه كثيرا، فالكثيرات ممن عدن إلى بيوت أهلهن لم يجدن الرحب، ولا الاحتواء، لا من أب ولا من أخ، فلا تحملي أخاك مسؤولية إحساسك المرهف، فهو لم يقصد جرحك أو تهميشك، خاصة وأنك لم تسمعي منه ما يريب مكانتك في قلبه.
نعلم جميعا أن الهدية تفرح حتى من لم يكن بحاجة إليها، وأنها تزيد من الود والمحبة بين الناس، لكن ما في قلب أخيك لا يعلمه إلا الله تعالى، فلا داعي للتأويلات والفرضيات التي من شأنها أن تفسد ما بينك وبين أخيك من احترام وتقدير ومحبة، وبما أنك فاتحت أمك في الموضوع فمن المؤكد أنها ستنبهه للأمر وأن العيد المقبل لن يكرر فعلته بحول الله.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور