الزوجة الثالة للنبي.. طلقها الرسول وردها بأمر من جبريل
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية أن السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب هى زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كان قد طلقها النبي طلقة فأمره جبريل عليه السلام أن يراجعها وقال له: “ راجع حفصة فإنها صوامه قوامة وهى زوجتك في الجنة".
الزوجة الثانية للنبي.. بشرها الله بزواجها من الرسول في ذكرى مولده.. تعرف على أمهات المؤمنين
وجاء ذلك خلال حملة دار الإفتاء التوعوية (ولد الهدى) لمعرفة رسول الله وشمائله وأمهات المؤمنين خلال شهر مولده ربيع الأول، وعن السيدة حفصة فقد نزلت فيها آيات محكمات بكتاب الله تعالي، يزكيها ويعاتبها -رضي الله عنها وأرضاها-، فقد كانت بنت أمير المؤمنين وزوجة سيد الخلق أجمعين، قضت حياتها الشريفة في كنف رسول الله، فروت عنه ستين حديثًا، وجمعت كتاب الله في صدرها وحفظته في أمانتها وحين طلقها النبي رجعت إليه بوحى من الله مع سيدنا جبريل يزكي قدرها ويبشره بأنها زوجته في الجنة.
بنت الفاروق وزوجة المهاجر:
هى الصحابية الجليلة زوجة رسول الله وبنت الخليفة أمير المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب العدوية القرشية، وأمها زينب بنت مظعون -رضي الله عنهم-، وكان لها حوالي ثلاثة عشر أخًا من أبيها وهى أكبرهم سنًا، وتلتقي في نسبها مع رسول الله عند كعب بن لؤي.
ولدت في مكة المكرمة قبل البعثة بخمس سنوات، كانت قريش حينها تعيد بناء الكعبة، عُرف عنها الفصاحة والبلاغة وحسن الخطابة وكانت من النساء القلائل الذين تعلموا الكتابة، أسلمت لله تعالي في مكة مع أبيها الفاروق سنة خمسة من البعثة.
تزوجت خُنيس بن حذافة السهمي، وقد كان من أوائل المسلمين المهاجرين إلى الحبشة تمسكًا بدينهم، ثم عاد بخنيس ليؤيد رسول الله وهاجرت معه إلى المدينة المنورة، وقد شهد غزوتي بدر وأحد، وأصيب في غزوة أحد بجروج عميقة توفي على إثرها ودفن بالبقيع.
زوجة الرسول وبنت أمير المؤمنين:
ظلت السيدة حفصة حزينة على فراق زوجها، وسيدنا عمر مكروب على مصاب ابنته وقد قاربت أشهر العدة على الانتهاء ولم يأتي أحدًا لطلبها، فسارع ليبحث لها على زوج صالح، ولما تقطع السبل وازداد خوف الفاروق عليها جاءته البشرى من أشرف خلق الله لتكون زوجة لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأم المؤمنين.
عاشت أمنا حفصة في بينت النبوة وكانت شديدة الغيرة والحب على سيدنا محمد وقد عهد عندها بسر ولكنها أخبرت السيدة عائشة فنزل فيها قرآن في مستهل سورة التحريم: "وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا" إلى آخر الآيات
الكريمة، وقد طلقها نبي الله إثر ذلك ولكن نزل سيدنا جبريل بأمر من الله بمراجعتها قائلًا: "راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك فى الجنة"
حارسة القرآن:
قد عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب المخطوطة الأولى من القرآن عند ابنته السيدة حفصة رضي الله عنها، فظلت في أمانتها خوفًا من ضياع القرآن ولكنه محفوظ بإذن من الله، وبعدما انتقل سيدنا عمر إلى الله تعالى، وفي عهد عثمان بن عفان أُخذت منها الرقاع لجمع القرآن في مصحف واحد بعد حروب الردة، وما نتج عنها من فقد الكثير من حفظة القرآن، وبعد أن تم أمر الله رجعت الرقاع إليها، وقيل حتى لا نفجعها فيها، فقد كانت شديدة التعلق بكتاب الله وتحفظه عن ظهر قلب، وكثيرًا ما عكفت على تدبره وتلاوته وكان هذا ما شجع أمير المؤمنين على حفظه في أمانتها.
وفاة أمنا حفصة:
مكثت بعد وفاة الحبيب المصطفى في بيتها صوامة قوامة تتلو كتاب الله، ولها خبطة شهيرة بعد وفاة أبيها الخطاب، ووافتها المنيّة سنة إحدى وأربعين بالمدينة المنورة، وكان عمرها ستون سنة، ودفنت بالبقيع -رضي الله عنها- وعن أمهات المؤمنين جميعًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رسول الله زوجة الرسول حفصة أمیر المؤمنین رسول الله رضی الله
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: هجر الزوجة جائز شرعا وهدفه العلاج
أوضح الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الفرق بين التعليق والهجر في الحياة الزوجية، مشيرًا إلى أن كلًا منهما له معناه الخاص وأثره المختلف في العلاقة بين الزوجين.
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريح: "في البداية، يجب أن نعرف أن الزواج في الإسلام قائم على المودة والرحمة، كما قال الله تعالى: 'ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة'، وبالتالي فإن كل تصرف يخالف هذه المبادئ يعد مخالفًا لما شرعه الله ورسوله."
وتابع: "التعليق هو حالة زوجية يعيش فيها الرجل مع زوجته ولكن دون أداء لحقوقها الشرعية، قد يمتنع عن الإنفاق عليها أو حتى تجاهل حقوقها العاطفية والجسدية، في هذه الحالة، الزوج لا يؤدي واجباته تجاه الزوجة ويجعلها في حالة من الفراغ العاطفي والشرعي، وهو أمر حرام شرعًا."
وأضاف: "أما الهجر فهو مسار آخر، الهجر في الإسلام لا يكون بغرض الانتقام أو العقاب، بل هو وسيلة علاجية في حال وجود مشكلة بين الزوجين، فالهجر يعني أن الزوج يتجنب العلاقة الزوجية مؤقتًا مع زوجته بهدف معالجة الخلافات، وليس تركها دون حقوق أو دون رعاية."
وأشار إلى أن الهجر يجب أن يكون تحت ضوابط شرعية واضحة، أولاً، يجب أن يكون بعد الموعظة الحسنة، حيث يجب على الزوج نصح زوجته بكلمات طيبة ومحاولة الإصلاح قبل اللجوء إلى الهجر، وفي حالة عدم حدوث أي نتيجة بعد ذلك، يمكن للزوج الهجر في العلاقة الزوجية وليس في البيت، مع الحفاظ على الحقوق الأساسية كالنفقة والطعام.
وأضاف الشيخ محمد كمال: "على سبيل المثال، عندما تلاحظ أن الزوجة تقوم بتصرف خاطئ، يمكنك أن تقول لها بلطف: 'يا زوجتي الحبيبة، هذا التصرف غير لائق، وما تفعليه ليس جيدًا'، وهذا هو أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان دائمًا رفيقًا في التعامل مع زوجاته، كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نصح عائشة رضي الله عنها، كان يفعل ذلك، الموعظة يجب أن تكون مرارًا وتكرارًا، فإذا نصحت الزوجة مرة، ثم نصحتها ثانية، ثم نصحتها ثالثة، وكان العلاج بالموعظة لم يحقق نتيجة، فقد يحتاج الأمر إلى الانتقال إلى العلاج الآخر، وهو الهجر."
وتابع: "هذا يشبه تمامًا ما يحدث مع الطبيب عندما يصف علاجًا معينًا ولا ينجح، فيضطر إلى تغيير العلاج إلى العلاج الأقوى، والهجر هنا يعني البقاء في نفس البيت، ولكن مع تجنب العلاقة الزوجية، الهدف هو أن الزوجة تنتبه إلى أن هناك مشكلة كبيرة يجب حلها، وبالتالي، يكون الهجر وسيلة لإصلاح العلاقة، لكن إذا استمر الهجر لسنوات دون حل، فهذا يعتبر ظلمًا، وهو حرام."
وشدد الشيخ محمد كمال على أن الهجر الصحيح يجب أن يكون لوقت محدد، حتى يأتي العلاج بثماره، فإذا كان الهجر قد أدى إلى النتيجة المرجوة، وهو الإصلاح، فيمكن أن يقبل الزوجة الاعتذار وتعود الأمور إلى طبيعتها، أما الهجر الذي يستمر لسنوات طويلة فهو حرام، بينما الهجر المحدود والمبني على النية الطيبة للإصلاح قد يؤدي إلى حل المشكلة في وقت أقل."
وأكد أن “الهجر يجب أن يكون من أجل الإصلاح، وإذا قامت الزوجة بتقديم الاعتذار، يجب على الزوج أن يقبل ذلك بروح طيبة، ويكمل حياته الزوجية بنية الإصلاح والمحبة.”