الأسرة أولا.. خطوات علاج انحراف الميول الجنسي لدى المراهقين
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
فترة المراهقة من أكثر المراحل خطورة على الشباب والفتيات، إذ تحدث فيها تغيرات كثيرة سواء في الشكل الخارجي أو المشاعر، خاصة ما يتعلق بالميول الجنسية، ولتجنب الانحراف في انجذاب المراهقين لنفس الجنس، لا بد أن تعي الأسرة كيف ترشد أبناءها إلى الطريق الصحيح حتى يعبرون تلك الفترة بر الأمان، وتنشئتهم على القيم الحميدة، وحال ملاحظة أي تغير في سلوك المراهق يجب التحرك بسرعة والبدء في خطوات علاج انحراف الميول الجنسية لديهم، لذلك أطلقت «الوطن» حملة لتعزيز الهوية الاجتماعية تحت شعار «أسرة قوية.
انحراف الميول الجنسي أو المثلية الجنسية، قد يظن الأبناء أنها إحساس طبيعي، خاصة وهم على مشارف مرحلة المراهقة، وذلك دون أن تدرك الأسرة أن طفلها يعاني من انحراف خطير غير مقبول سواء من الدين أو المجتمع، لذلك يجب على الأسرة أن تراقب أبناءها جيدًا تجنبًا لانحراف تفكيره في اتجاه خاطئ، وفق ما أوضحه الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية.
خطوات علاج انحراف الميول الجنسية لدى المراهقين، تبدأ من الأسرة أولًا، خاصة أنها الرقيب الأول على الأطفال وسلوكياتهم، خاصة حينما يبدأ المراهق في الشعور بميول جنسي أو محاولته التشبه الفتيات أو العكس.
خطوات علاج انحراف الميول الجنسيومع تناول بعض القنوات الأجنبية الخاصة بالأطفال لحالات الانحراف الجنسي على أنه وضع طبيعي، يجب على الأسرة إبعاد الطفل عنها وشرح أنه مشهد أو موقف لا يجب مشاهدته، على حد تعبير «هندي» خلال حديثه لـ«الوطن».
الاهتمام بالتربية الجنسية في مراحل الطفولة في الحدود الدينية والعلمية، تعد من طرق علاج انحراف الميول الجنسي لدى المراهقين، خاصة أن التربية تختلف من بيئة لأخرى، لذلك لا بد من الاهتمام بها جيدًا وشرحها للطفل بشكل يفهمه حتى لا يتعرض لأي من المواقف المرفوضة دينيًا ومجتمعيًا، فضلًا عن محاولة التحدث مع الطفل بشكل مستمر عن المواقف التي من الممكن أن يتعرض لها، وذلك لأن الأبحاث أثبتت أن الأطفال الذين يتعرضون للاعتداء أو التحرش من نفس جنسه، قد يشعر أن الأمر طبيعي ويعتاد عليه، وهو ما ينمي لديه الميول الجنسي أو المثلية الجنسية.
تجنب الإسراف في العناق أو التدليليجب تجنب الإسراف في العناق والتدليل وغير ذلك من الأفعال التي تثير الميول الجنسية، خاصة في مرحلة المراهقة، وعند الشعور بأن الطفل لديه ميول جنسية، يجب التحدث إليه لمعرفة الأسباب الحقيقية للانحراف، وعدم اللجوء إلى التهديد أو العقاب كي يتغلب الطفل على مشكلاته السلوكي، ومن ثم عرضه على أحد الأطباء النفسيين، إذا كان الأمر وصل إلى حد المرض أو عدم القدرة على التخلي عن هذه الأمور، وفق ما أوضح أحمد بركات استشاري الصحة النفسية.
الأصدقاء من أهم الجوانب التي يجب التركيز عليها عند محاولة علاج انحراف الميول الجنسي لدى المراهقين، خاصة أنه من الواد أن يكونوا هم بؤرة هذا الانحراف، وذلك من خلال التعرض لعملية تحرش جنسي قهري من أقران الطفل أو ممن هم أكبر منه سنًا، ما جعله يعتاد على هذا الأمر، وظنه أنه شيء طبيعي، كما يجب مصاحبة الأطفال من قبل الأهل، حتى لا يشعر بالعزلة.
وحسب استشاري الصحة النفسية، فإن هناك العديد من الدراسات النفسية التي أثبتت أن المثلية الجنسية عند الرجال أكثر من السيدات، تعود أسبابها إلى هرمونات جينية ما قبل الولادة «أي فرط التنسج الخلقية الذكري الذي يُحدث خللا أو مشاكل في الهرمونات»، وكذلك التربية فحينما ترى الأسرة أن الفتاة أو الصبي يحاول أن يتشبه بالآخر لا يقومون بنصحه وإرشاده لما يجب أن يكون عليه.
معرفة ميول الطفل الجنسيةويمكن معرفة إذا كان الطفل لديه انحراف جنسي عن طريق تكرار مزايا الجنس الآخر سواء من الذكور أو الإناث، أو تكرار أنه يريد أن يكون الجنس الآخر، أو عدم الاستياء بل والترحيب بمعاملة الأقران على أنه مختلف يميل للجنس الآخر، لذلك لا بد من متابعة تصرفات الأطفال وسلوكياتهم بشكل مستمر، حسب «بركات».
الدكتورة إيناس علي استشاري الصحة النفسية، أوضحت أن الدور الأكبر والأهم يقع على عاتق الأسرة، في تقديم الدعم النفسي واحتواء التغير السلوكي للطفل، فضلًا عن توعيته بالقيم الدينية والمجتمعية، وأن ما يفكر به خاطئ وغير مقبول من الجميع، كما أنه لا بد من البحث عن أخصائيين للتعريف السلوكي، حتى لا يتعمق في انحراف الميول الجنسي، الذي من الممكن علاجه إذا كان مجرد ميول فقط.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حملة الوطن استشاری الصحة النفسیة لدى المراهقین
إقرأ أيضاً:
حياة الشابات في السودان: الحرب تتركهن في مهب العنف الجنسي والجوع
تفاقمت ظاهرة العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في السودان، مع تعاظم حالات الاختطاف والاغتصاب والزواج القسري والانتهاكات المنهجية، كما تكشف الدكتورة الزهراء محمد التي تدعو إلى وقف اللامبالاة العالمية والالتفات إلى هذه المشكلة.
التغيير ــ وكالات
بعد نحو عامين من الصراع الوحشي الدائر في السودان، أصبحت الحياة اليومية للنساء والفتيات محفوفة بالأخطار. فالتهديد يحيط بهن أثناء قيامهن بمهام روتينية كالذهاب إلى السوق لشراء الطعام الذي هن في أمس الحاجة إليه، أو قطع أميال من الرحلات الضرورية للحصول على الرعاية الصحية، أو حتى أثناء دخول المراحيض بعد حلول الظلام. فجميع هذه الأوضاع تعرضهن لخطر متعاظم من العنف الجنسي والجندري العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وقد تصاعدت بشكل كبير خلال العامين الأخيرين عمليات استهداف النساء والفتيات بالاختطاف والاغتصاب والإكراه على الزواج والأسر الجنسي، مما شكل اتجاهاً مقلقاً للغاية.
المخيماتفي المخيمات المزدحمة حيث أعمل، نصادف فتيات بالكاد تجاوزن مرحلة الطفولة، بعضهن لا تتعدى أعمارهن الـ12، وقد تعرضن لصدمات مروعة نتيجة العنف الجنسي. إحداهن، لم تكن قد بلغت سن المراهقة بعد، وصلت إلينا وهي في المخاض وولدت توأمين، فيما كان جسدها الصغير [لم يشتد عوده بعد] غير مهيأ لتحمل ولادة طفل واحد، فكيف باثنين؟ ورغم أن الأطباء تمكنوا من إنقاذ حياتها، فقد توفي التوأمان أثناء الولادة. ولم أعلم إلا لاحقاً أن هذه الطفلة كانت من الناجيات من العنف الجنسي. إنها لحظة أليمة ستبقى محفورة في ذاكرتي وذاكرة زملائي إلى الأبد.
في إطار عملي طبيبة واختصاصية صحية مع منظمة “بلان إنترناشيونال” Plan International (مؤسسة تنموية وإنسانية مقرها المملكة المتحدة)، أتحدث يومياً مع فتيات وشابات فررن من أهوال النزاع العنيفة الدائر في السودان. وقد أسرن إلى قصصهن وتحدثن عن آمالهن ومخاوفهن وأحلامهن، وشاهدت من كثب الأثر المدمر للعنف الجندري الجنسي [القائم على النوع الاجتماعي] على أجسادهن وعقولهن [نفوسهن].
وبصفتي متحدرة أصلاً من منطقة دارفور غرب السودان، وبصفتي أماً لثلاثة أطفال، وعند رؤية معاناة هؤلاء الفتيات في المخيمات، لا أتمالك نفسي حين أتساءل عما كان يمكن أن يحدث لي أو لأطفالي لو لم ننج من براثن الحرب.
لا بد من الإشارة إلى أنه بالنسبة إلى هؤلاء الفتيات، فإن خطر العنف لا ينفصل عن [مكابدة] الجوع الذي وصل في بعض مناطق البلاد إلى مستويات المجاعة. فالحرب أدت إلى تقويض الإمدادات الغذائية وارتفاع الأسعار كثيراً. وفي أوساط معظم الأسر تدهورت الأحوال المالية، وعليه، فغالباً ما نلاحظ كثيراً من الأطفال، لا سيما منهم الفتيات الصغيرات، وهم يبحثون عن الطعام أو العمل. ولأنهن ضعيفات وبعيدات عن أسرهن، تواجه الفتيات خطراً للعنف الجنسي والجندري. ومع ذلك لا خيار أمامهن. فسوء التغذية يتفاقم في أوساط الأطفال. وأرى أطفالاً وفتيات ألم بهن النحل ويتناهى إلينا موت أولاد يومياً.
ويذكر أن منظمة “بلان إنترناشيونال”، فهي تنشط في السودان منذ نحو 45 عاماً، ونحن نبذل كل ما في وسعنا لدعم النساء والفتيات في خضم هذه الأزمة. وتعمل فرقنا المجتمعية المتنقلة بشكل مباشر مع الناجيات من العنف الجنسي، وتقدم الرعاية وخدمات أساسية تشمل الدعم النفسي الحيوي أو الحماية. ونتولى أيضاً إدارة برامج صحية ضرورية للأمهات الحوامل والمواليد الجدد، ونعمل على توفير الطعام والتغذية المنقذة للحياة والمياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي.
أتمنى لو كان في استطاعتنا أن نبذل المزيد. لكن مع وجود ما يزيد على 12 مليون نازح في البلاد منذ عام 2023، فإن حجم الحاجات هائل، فيما الموارد المتاحة محدودة وغير كافية على الإطلاق. ورغم أن السودان يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم اليوم، فإن الاستجابة الدولية لا تزال تعاني نقصاً حاداً في التمويل، إلى حد أن الأمر يبدو كما لو أن العالم قد أشاح بنظره عن هذه المعاناة.
مع دخول الحرب عامها الثالث، لم يعد مقبولاً أن يلتزم المجتمع الدولي الصمت، وباتت تقع على عاتق الحكومة البريطانية وسائر الأطراف الدولية، عدم غض الطرف عن الأزمة. قبل كل شيء، نحن في أمس الحاجة إلى السلام، ولبيئة آمنة يشب فيها أطفالنا، وبناتنا على وجه الخصوص، بعيداً من الخوف، ويحظون بفرص تتيح لهم تحقيق جميع قدراتهم. كما أننا في حاجة ماسة لمضاعفة حجم الدعم الإنساني العاجل، بما يشمل تمويل خدمات الحماية الأساسية، والدعم النفسي للعدد الهائل من الناجيات من العنف الجنسي.
العيش بأمانتستحق النساء والفتيات في السودان الحق في العيش بأمان. وتستحق ألا يصيبهن الجوع. ويحق لهن اتخاذ خياراتهن الخاصة في شأن أجسادهن وحياتهن. وينبغي لكل طفلة في الـ12 من عمرها أن ترتاد المدرسة، وتتعلم، وتبني صداقات وتحلم بمستقبل واعد، لا أن تكابد الجوع وتعاني الصدمات والخوف من العنف الجندري. وقد حان الوقت لأن يقف العالم إلى جانب فتيات السودان.
الدكتورة الزهراء محمد هي مسؤولة الصحة الجنسية والإنجابية في منظمة “بلان إنترناشيونال” Plan International، ومقرها في السودان. نشأت في منطقة دارفور غرب البلاد. وبسبب النزاع الدائر يعيش أطفالها الثلاثة الآن في مصر مع والدتها، بينما تواصل هي عملها في السودان.
د.الزهراء محمد
طبيبة متخصصة في الصحة الجنسية والإنجابية
الوسومالاغتصاب الجوع الحرب العنف الجنسي النساء