فترة المراهقة من أكثر المراحل خطورة على الشباب والفتيات، إذ تحدث فيها تغيرات كثيرة سواء في الشكل الخارجي أو المشاعر، خاصة ما يتعلق بالميول الجنسية، ولتجنب الانحراف في انجذاب المراهقين لنفس الجنس، لا بد أن تعي الأسرة كيف ترشد أبناءها إلى الطريق الصحيح حتى يعبرون تلك الفترة بر الأمان، وتنشئتهم على القيم الحميدة، وحال ملاحظة أي تغير في سلوك المراهق يجب التحرك بسرعة والبدء في خطوات علاج انحراف الميول الجنسية لديهم، لذلك أطلقت «الوطن» حملة لتعزيز الهوية الاجتماعية تحت شعار «أسرة قوية.

. مجتمع متسامح».

انحراف الميول الجنسي

انحراف الميول الجنسي أو المثلية الجنسية، قد يظن الأبناء أنها إحساس طبيعي، خاصة وهم على مشارف مرحلة المراهقة، وذلك دون أن تدرك الأسرة أن طفلها يعاني من انحراف خطير غير مقبول سواء من الدين أو المجتمع، لذلك يجب على الأسرة أن تراقب أبناءها جيدًا تجنبًا لانحراف تفكيره في اتجاه خاطئ، وفق ما أوضحه الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية.

خطوات علاج انحراف الميول الجنسية لدى المراهقين، تبدأ من الأسرة أولًا، خاصة أنها الرقيب الأول على الأطفال وسلوكياتهم، خاصة حينما يبدأ المراهق في الشعور بميول جنسي أو محاولته التشبه الفتيات أو العكس.

خطوات علاج انحراف الميول الجنسي

ومع تناول بعض القنوات الأجنبية الخاصة بالأطفال لحالات الانحراف الجنسي على أنه وضع طبيعي، يجب على الأسرة إبعاد الطفل عنها وشرح أنه مشهد أو موقف لا يجب مشاهدته، على حد تعبير «هندي» خلال حديثه لـ«الوطن».

الاهتمام بالتربية الجنسية في مراحل الطفولة في الحدود الدينية والعلمية، تعد من طرق علاج انحراف الميول الجنسي لدى المراهقين، خاصة أن التربية تختلف من بيئة لأخرى، لذلك لا بد من الاهتمام بها جيدًا وشرحها للطفل بشكل يفهمه حتى لا يتعرض لأي من المواقف المرفوضة دينيًا ومجتمعيًا، فضلًا عن محاولة التحدث مع الطفل بشكل مستمر عن المواقف التي من الممكن أن يتعرض لها، وذلك لأن الأبحاث أثبتت أن الأطفال الذين يتعرضون للاعتداء أو التحرش من نفس جنسه، قد يشعر أن الأمر طبيعي ويعتاد عليه، وهو ما ينمي لديه الميول الجنسي أو المثلية الجنسية.

تجنب الإسراف في العناق أو التدليل

يجب تجنب الإسراف في العناق والتدليل وغير ذلك من الأفعال التي تثير الميول الجنسية، خاصة في مرحلة المراهقة، وعند الشعور بأن الطفل لديه ميول جنسية، يجب التحدث إليه لمعرفة الأسباب الحقيقية للانحراف، وعدم اللجوء إلى التهديد أو العقاب كي يتغلب الطفل على مشكلاته السلوكي، ومن ثم عرضه على أحد الأطباء النفسيين، إذا كان الأمر وصل إلى حد المرض أو عدم القدرة على التخلي عن هذه الأمور، وفق ما أوضح أحمد بركات استشاري الصحة النفسية.

الأصدقاء من أهم الجوانب التي يجب التركيز عليها عند محاولة علاج انحراف الميول الجنسي لدى المراهقين، خاصة أنه من الواد أن يكونوا هم بؤرة هذا الانحراف، وذلك من خلال التعرض لعملية تحرش جنسي قهري من أقران الطفل أو ممن هم أكبر منه سنًا، ما جعله يعتاد على هذا الأمر، وظنه أنه شيء طبيعي، كما يجب مصاحبة الأطفال من قبل الأهل، حتى لا يشعر بالعزلة.

وحسب استشاري الصحة النفسية، فإن هناك العديد من الدراسات النفسية التي أثبتت أن المثلية الجنسية عند الرجال أكثر من السيدات، تعود أسبابها إلى هرمونات جينية ما قبل الولادة «أي فرط التنسج الخلقية الذكري الذي يُحدث خللا أو مشاكل في الهرمونات»، وكذلك التربية فحينما ترى الأسرة أن الفتاة أو الصبي يحاول أن يتشبه بالآخر لا يقومون بنصحه وإرشاده لما يجب أن يكون عليه.

معرفة ميول الطفل الجنسية

ويمكن معرفة إذا كان الطفل لديه انحراف جنسي عن طريق تكرار مزايا الجنس الآخر سواء من الذكور أو الإناث، أو تكرار أنه يريد أن يكون الجنس الآخر، أو عدم الاستياء بل والترحيب بمعاملة الأقران على أنه مختلف يميل للجنس الآخر، لذلك لا بد من متابعة تصرفات الأطفال وسلوكياتهم بشكل مستمر، حسب «بركات».

الدكتورة إيناس علي استشاري الصحة النفسية، أوضحت أن الدور الأكبر والأهم يقع على عاتق الأسرة، في تقديم الدعم النفسي واحتواء التغير السلوكي للطفل، فضلًا عن توعيته بالقيم الدينية والمجتمعية، وأن ما يفكر به خاطئ وغير مقبول من الجميع، كما أنه لا بد من البحث عن أخصائيين للتعريف السلوكي، حتى لا يتعمق في انحراف الميول الجنسي، الذي من الممكن علاجه إذا كان مجرد ميول فقط.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حملة الوطن استشاری الصحة النفسیة لدى المراهقین

إقرأ أيضاً:

أما آن وقف الحرب من أجل الأطفال

ياسر سليم شلبي
yas_shalabi@yahoo.com

أما آن وقف الحرب من أجل الأطفال

بمناسبة اليوم العالمي للسلام

يحتفل العالم يوم السبت باليوم العالمي للسلام، الذي يوافق21 سبتمبر من كل عام وهو يوم هام من أيام مناصرة السلام و تعزيز قيم السلام و وقف الحروب و أثارها الكارثية على الأطفال أولا قبل كل شئ . جاء اليوم العالمي للسلام مع نفحات ذكرى مولد نبي السلام عليه الصلاة و السلام و الذي كان يقول عقب كل صلاة :اللهم أنت السلام و منك السلام و اليك السلام .
نقف قليلا في ذكرى مولده و ذكري يوم السلام، أمام عظمته أمام الأطفال و حبه للسلام ، كان يضع الأطفال أولا و مصلحتهم فوق كل شئ ، و ها هو حرصا على سلامة الأطفال ، يؤم الناس فيطيل الصلاة لأن هناك طفلا على ظهره حتى خشي الصحابة أن يكون أصابه مكروه و تفيض عيناه بالدموع عند وفاة طفل و حتى سأله سعد بن عبادة ما هذا يا رسول الله؟ فقال: "إنها رحمةٌ، جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" . ها هو من أجل الصلح و السلام، يستجيب لشرط كفار قريش بعدم كتابة بسم الله الرحمن الرحيم، ويكتبها باسمك اللهم ، ثم يوافق على شرطهم بعدم كتابة محمد رسول الله و يكتب محمد بن عبد الله ، و هكذا من أجل السلام ،يتجاوزالخلاف حول المسميات ، و ليس هذا فحسب ، بل وافق لهم على أن يرجع المسلمون الى المدينة فلا يقضوا العمرة الا في العام القادم و ليس هذا فحسب ،بل أن يرد من يأتي اليه من قريش مسلما دون علم أهله وألا ترد قريش من يأتيها مرتدا.وافق عليه الصلاة و السلام على كل هذه الشروط التي بدأت لسيدنا عمر رضي الله عنه أن فيها اجحافا حتى قال للنبي عليه الصلاة و السلام( ألسنا على الحق و عدونا على الباطل ،فلم نعطي الدنية في ديننا اذا؟). وبقى عمر رضي الله عنه زمنا طويلا متخوفا أن ينزل الله به عقابا لما قاله و كان يقول : مازلت أصوم و أتصدق و أعتق مخافة كلامي الذي قلته يوم الحديبية . كان الصلح مفتاحا لفتح مكة و قال ابن مسعود رضي الله عنه (انكم تعدون الفتح فتح مكة ، و نحن نعد الفتح صلح الحديبية) .لنا في الرسول عليه الصلاة و السلام أُسْوةٌ حسنة، لكن لمن ؟ قال الله تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كثيرًا ) (الأحزاب: 21) لا خلاف ،ان الأطفال لم يتسببوا في اشعال هذه الحرب ، و بالرغم من ذلك هم أكثر من تأثر بها و أن اثارها الكارثية تأثر بها الأطفال قبل الجميع..نحتاج للسلام اليوم قبل الغد..هم أكثر الأفراد ضعفا في عائلتنا البشرية ..نحتاج لوقف الحرب لحق الحياة و النماء للأطفال و للحد لمعاناة الأطفال..الأطفال هم الضحايا الأساسيون للحرب ،استمرار الحرب، يعني تهديد حق الأطفال في البقاء و النماء...كم من المفترض أن يصل عدد الأطفال ضحايا هذه الحرب الكارثية حتى ننادي بالسلام وبوقف الحرب !!هم الحاضر و المستقبل و هم أولا و علينا الدعوة لوقف الحرب اليوم قبل الغد من أجل أطفال و أجيال الغد . يهتم من هم جزء من العالم البشري بالأطفال و يجعلهم أولا ثم أولا ،سبق أن عقد العالم أكبر مؤتمر قمة من أجل الأطفال، و شارك فيه السودان ، و كانت نتيجته اعلان الأطفال أولا و أن يعمل العالم من أجل ضمان حقهم في البقاء و النماء، في اطار حق الأطفال في البقاء ،قرر مجلس الأمن أن قضية الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح هي قضية تهدد السلام و الأمن. من أجلهم، جاءت أهداف التنمية المستدامة لتنادي ببناء عالم أفضل للأطفال و أكثر استدامة في المستقبل و أكثر أمنا و ازدهارا ..من أجلهم نادت أجلانتين جيب بحمايتهم و وضعت اعلان جنيف لحقوق الطفل و أسست منظمة انقاذ الطفولة في العالم و قالت : كل جيل من الأطفال يقدم الى البشرية امكانية اعادة بناء العالم المدمر، و كانت هي المصدر الرئيسي لاتفاقية حقوق الطفل التي أساسها ضمان حق الحياة للأطفال.
نتائج الحرب على الأطفال = فناء و بقاء الأطفال تعدى مرحلة الخطر، وفيات بالجملة ، لا تحصى و لا تعد ،19 مليون طفل سوداني خارج الدراسة ،افتقار 7.4 مليون طفل الى مياه الشرب ، و الكوليرا تحصد أرواحهم حصدا ، معاناة 700 ألف طفل من سوء التغذية، ذكرت الأمم المتحدة بأنها أكبر كارثة تعليمية في العالم ،أكبر أزمة نزوح أطفال في العالم ، انتهاكات جسيمة ، عنف ، لجوء و نزوح و يتعرض أطفالنا لكوارث و يوميا تحدث وفيات للأطفال أمام أعيننا و الوضع يزداد من سئ الى أسوء ومالات الحرب واضحة للجميع.
استمرار الحرب = المزيد من فناء و معاناة الأطفال بكافة أنواعها الكارثية وقف الحرب = الحفاظ على حق البقاء و النماء لمن تبقى من الأطفال أنظر مع من تقف ، بعد مراجعة أدميتك . نقول كما قال النبي عليه الصلاة و السلام لغلاظ القلب تجاه الأطفال :أو أملك ان كان الله نزع من قلوبكم الرحمة! لا نملك لكم شيئا اذا نزع الله الرحمة منكم تجاه الأطفال ! اذا لم ننادي بحق بقاء الأطفال و وقف الحرب التي تحصد أرواحهم و تحطمهم ،من نكون ويا من في مجال الأطفال و تعلمون جيدا أثارها الكارثية على الأطفال و استمرارها يهدد بقاءهم و نماءهم و حرمانهم من أجمل سنوات الطفولة ،لماذا لا تناصرون حقهم في البقاء والذي لا يتوفر الا في ظل السلام و وقف الحرب . ماذا حدث لانسانيتنا و قيمنا ؟ هل هناك طريقة لضمان حق حياة و نماء الأطفال دون مناصرة السلام و وقف الحرب؟! متى سنبادر بالعمل من أجل حق الأطفال في الحياة و جعل ذلك أولا و فوق كل اعتبار. هل رأيتم الحرب بعيون الأطفال، أصوات أطفال السودان في كل مكان تنادي بوقف الحرب و ويلاتها ، وهم يسردون تفاصيل مروعة و كارثية و يسألون متى يأتي السلام و تقف الحرب؟ فلنقلها من أجلهم ، معا لمناصرة السلام و وقف الحرب من أجل الأطفال وهي أفضل طريقة لضمان حقهم في البقاء و النماء. نحتاج لمبادرات و حملات قوية لمناصرة ذلك . . الأطفال أولا ثم أولا . الحصة ضمان حق الأطفال في الحياة و النماء وبس . يا ليت لنا مانديلا لينادي بكل شجاعة و انسانية بالسلام و ليضمد جراح الأطفال و ينظر بحكمة الى مستقبل الأجيال. السلام ليست كلمة عابرة بل هي أساس البقاء و الاستقرار على وجه الأرض،فالانتصارات الحقيقية و الدائمة هي انتصارات السلام و ليس انتصارات الحروب . تطمح نفوس الأطفال الى التحليق في عالم مسالم لا توجد فيه حروب. بدون السلام ،لا يمكن للطفولة أن تستمر و تضيع أجيال و أجيال .
يتزايد كل يوم عدد الأطفال ضحايا هذه الحرب،على سبيل المثال،بالأمس في تصريح لوكالة سونا ،ذكرت أمين مجلس الطفولة بولاية الخرطوم أنه بمحلية كرري 12,213 طفل يحتاجون للدعم النفسي و للغذاء وذلك بمراكز الايواء و 30 طفل تعرضوا لأصابات أدت لبتر في الأطراف وهناك 12 طفل يحتاجون لمساعدتهم لغسيل الكلى و تكلف الغسلة الواحدة 60 ألف) . ألم يأن وقف الحرب ووضع حد لمعاناة الأطفال..أما آن لنا أن ندعوا للسلام..ووقف الحرب من أجلهم ؟ بمناسبة اليوم العالمي للسلام...أدعوكم جميعا الى حملة السلام و وقف الحرب اليوم قبل الغد من أجل حق الأطفال في الحياة .

ياسر سليم شلبي
ناشط في حقوق الطفل  

مقالات مشابهة

  • «ناسفة للقيم».. خبراء نفسيون يوضحون كيف تهدد المثلية الجنسية استقرار الأسرة
  • 5 علامات تنذر بإصابة ابنك باضطراب الهوية الجنسية.. راقبي ميوله
  • هل اضطراب الهوية الجنسية مرض نفسي أم عضوي؟.. أطباء يحسمون الجدل
  • بالصور: انحراف القطار السريع الجزائر – وهران ببوفاريك 
  • ابتسامة طفلك الدئمة تنذر بمرض خطير.. احذر «متلازمة الملائكة»
  • أما آن وقف الحرب من أجل الأطفال
  • أول يوم مدارس.. 6 خطوات لتهيئة الأطفال نفسيًا وبدنيًا
  • عين على الأسرة: خطوات فعالة تحرر ابنك من كسل العطلة الصفية
  • الرسوم المقررة وخطوات استخراج «جواز سفر» للأطفال