استقبل مسرح السامر بالعجوزة، الجمعة، العرض المسرحي "حريم النار"، آخر العروض المسرحية المشاركة في مهرجان مسرح الهواة في دورته العشرين، دورة "الفنان الراحل زكريا الحجاوي"، والمقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.

 

 

تناول العرض لقضايا المرأة في صعيد مصر

 

 

العرض لفرقة جمعية بورسعيد للتنمية والبيئة، تأليف شاذلي فرح، وإخراج مجدي الشناوي، وتدور أحداثه حول مجموعة من النساء يتحدثن بلسان حال نساء قرى الصعيد والريف، اللاتي يعانين من العادات والتقاليد العقيمة التي تسجن الأنثى منذ ولادتها في بيت أبيها، ثم بيت زوجها، وبمجرد وفاة الزوج تصبح هي السجينة والسجانة لبناتها، لتستمر المأساة عبر الأجيال.

 

 

 

فريق العمل المشارك في "حريم النار"

 

 

"حريم النار" أداء: سارة هاني، عزة وجدي، سلمى هاني، سارة حجازي، ليلى عبد القادر، حنين محمد، هبة مجدي، تنفيذ ديكور مجدي نجم، إضاءة محمد عبد الرؤوف، إكسسوارات ضحى السيد، مؤثرات محمد هريسة، ماكياج جايدا الجباس، مساعد مخرج شادي حامد، ومي محمد، ومخرج منفذ سليمان رضوان.

 

 

موضوعات العرض

 

 

وأوضح المخرج أن العرض يطرح قضايا المرأة في صعيد مصر تلك البيئة الصعبة المغلقة، من خلال عدة موضوعات كالقهر الاجتماعي، وغيرها نتيجة الأعراف المفروضة على النساء، ويقدم ذلك من خلال ٦ سيدات يجتمعن في بيت واحد، وتواجه كل واحدة منهن مشكلة خاصة، ويقعن في حب شخص واحد، مما يضفي على العرض بعدًا عاطفيًا ورمزيًا.

   أستخدام الموسيقى والغناء

 

 

وأضاف أنه تم الاستعانة بمقطوعات غنائية شهيرة مثل أغنية "بيبة" التي غنتها الفنانة شريهان في فيلم "عرق البلح"، بالإضافة إلى مربعات ابن عروس، لإضفاء طابع شعبي، متمنيًا أن يحظى العرض بإعجاب الجمهور ولجنة التحكيم.

 أدوار الممثلين

قالت الممثلة سارة هاني: "أجسد دور فتحية شلقم، شخصية معقدة ومليئة بالتحديات، فهي الأم المتسلطة وتعاني من مشكلة نفسية نتيجة تجربتين زواج، مما يؤثر بالسلب في تعاملاتها مع بناتها".

حضور الشخصيات الهامة

قُدم العرض بحضور الشاعر د. مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ولجنة التحكيم المكونة من الفنانين طارق الدسوقي، د. نبيلة حسن، د. وليد الشهاوي، سامح مجاهد، ومهندس الديكور فادي فوكيه.

ندوة نقدية عقب العرض

أعقب العرضين ندوة نقدية شارك بها النقاد د. محمد زعيمة، د. حسام أبو العلا، د. طارق عبد العزيز.

آراء النقاد في العرض 

قال "زعيمة" من العروض المميزة، فهو يعالج قضايا عميقة تتعلق بالعادات والتقاليد في الجنوب المصري، وكيف يمكن لهذه التقاليد أن تتحول إلى مأساة. وأشار أن ما يميز النص هو القدرة على نقل هذه القضايا مما يجعلها أكثر قربًا وواقعية للجمهور، كما أن استخدام المخرج نفس الجمل في البداية والنهاية، كما في مشهد وفاة "الأب"، و"الابنة"، أضفى لمسة فنية جعلت النص مترابطًا ومكثفًا.

 

استخدام الموسيقى والإضاءة

وعن الموسيقى والإضاءة، أوضح أن استخدامهم جاء بشكل مفرط مما أحدث تشويش أثناء متابعة الأحداث، فالصمت في بعض الأحيان يمكن أن يكون أبلغ وأكثر تأثيرًا.

تحليل النص المسرحي

وأشاد د. طارق عبد العزيز بالعرض قائلًا: يعتبر من أفضل العروض المقدمة بالمهرجان، وتساءل عن العلاقة بين المسرح الصعيدي والبورسعيدي، موضحًا أنه تساؤلًا مثيرًا للاهتمام، ربما في محاولة لفهم الاختلافات الثقافية والإقليمية التي ينعكس من خلالها المسرح في كل منطقة. كما تناول تحليلًا للنص الذي قدمه المؤلف، واصفًا إياه بأنه يعكس سطوة المرأة، خصوصًا في مواجهة العادات المجتمعية المتعلقة بالإرث، الطلاق، والترمل، وظهر ذلك خلال مشاهد الأم التي بدت وكأنها "السجان" داخل المنزل، ما يعكس قوتها وسلطتها الكامنة داخلها.

أداء الممثلين

وعن أداء الممثلين أوضح أن لديهم قدرات هائلة ولكنهم بحاجة إلى المزيد من التدريب، مقدّمًا التحية لفريق العمل الذي جعل الجمهور يتفاعل مع أحداث العرض.

رؤية درامية للنص

من ناحيته رأى د. حسام أبو العلا أن النص الذي اختاره المخرج، رغم أهميته التاريخية، إلا أنه لن يُحدث تأثيرًا بنفس القوة، إذا عرض في حقبة الستينيات والسبعينيات.

وأضاف أن العرض بمثابة صرخة للمرأة، ويتطلب معالجة درامية أكثر اختلافًا لكي تتلاءم مع احتياجات العصر الحديث، من خلال التركيز على احتياجات المرأة وتغيير الأفكار التقليدية المتعلقة بالزواج، وطرح تطلعات المجتمع الحالي بدلًا من التمسك بالتقاليد التي قد لا تعكس الواقع اليومي لأبناء الصعيد.

فعاليات المهرجان

مهرجان مسرح الهواة في دورته الحالية، يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الثقافية والإدارة العامة للجمعيات والمساعدات الثقافية، برئاسة عبير الرشيدي، ويشارك به هذا الموسم 11 عرضًا مسرحيًا يستمر تقديمها مجانًا للجمهور حتى مساء اليوم الجمعة، ويصدر عنه نشرة يومية، ويقام حفل ختام المهرجان في السابعة مساء اليوم السبت على مسرح السامر.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أحمد فؤاد هنو الهيئة العامة لقصور الثقافة حريم النار مهرجان مسرح الهواة مسرح السامر

إقرأ أيضاً:

يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل

في يوم المرأة العالمي، نحتفي بها، لكن بأي امرأة؟
تلك التي رسمها الخيال الجماعي في صورة انتصارٍ رمزي؟ أم المرأة التي ما زالت تقف عند حافة التاريخ، تنظر إلى حريتها كضوء بعيد لا يكتمل؟

التاريخ ليس مجرد خط صاعد نحو التقدم، بل شبكة معقدة من الصراعات. والمرأة، رغم كل ما تحقق، لم تخرج تمامًا من ظل الأنظمة التي صاغت وجودها.
قد تكون تحررت من بعض السلاسل، لكنها ما زالت محاطة بجدران غير مرئية، جدران صنعتها السياسة، والدين، والاقتصاد، وحتى اللغة نفسها.
هكذا نجد أن أسماء مثل فاطمة أحمد إبراهيم، التي ناضلت من أجل حقوق المرأة في السودان، لم تواجه فقط السلطة السياسية، بل واجهت بنية اجتماعية متجذرة صممت كي تعيد إنتاج القهر بأشكال جديدة.

لكن السؤال الأهم: هل التحرر أن تُمنح حقوقًا ضمن قواعد لعبة لم تصممها؟ أم أن التحرر الحقيقي هو إعادة تشكيل القواعد ذاتها؟
في مجتمعات تتقن إعادة إنتاج القهر بوجوه ناعمة، يصبح السؤال أكثر تعقيدًا: هل حصلت المرأة على حريتها، أم أنها فقط صارت أكثر وعيًا بما سُلِب منها؟

وإذا كان التحرر مسارًا متجدّدًا، فإن كل انتصار تحقق كان مصحوبًا بقيود جديدة، أكثر خفاءً، وأكثر فاعلية.
المرأة نالت حق التعليم، لكن ضمن أطر تحدد لها ماذا يعني أن تكون “مثقفة” وفق تصورات السلطة، كما حدث مع ملكة الدار محمد، كأول روائية سودانية ولكن بقي صوتها محصورًا داخل سياقات لم تعترف بإبداعها كما يجب.
المرأة نالت حق العمل، لكن في سوق مصمم لإدامة أشكال غير مرئية من الاستغلال، كما شهدنا مع النساء في الثورة السودانية اللواتي وقفن في الصفوف الأمامية، ثم وجدن أنفسهن مستبعدات من مراكز القرار.
نالت المرأة الحقوق السياسية، لكنها ظلت داخل أنظمة لم تتغير جذريًا، كما حدث مع الكثير من الناشطات اللواتي تم تهميشهن بعد الثورات، رغم أنهن كنّ المحرك الأساسي لها.

في ظل هذه التناقضات، يبقى السؤال: هل تحررت المرأة حين دخلت فضاء العمل والسياسة، أم أن الفضاء نفسه أعاد تشكيلها لتناسب إيقاعه، دون أن يسمح لها بتغييره من الداخل؟
لا يزال العالم يحتفي بالمرأة بناءً على الأدوار التي تؤديها للآخرين: أم، زوجة، ابنة، وحتى في أكثر الخطابات تحررًا، تُقدَّم كـ”مُلهمة” و”صانعة تغيير”، لكن نادرًا ما تُمنح حق الوجود كذات مستقلة.

وربما السؤال الحقيقي ليس “كيف تحررت المرأة؟” بل “ممن تحررت؟” وهل التحرر من سلطة الرجل يكفي، بينما ما زالت خاضعة لسلطة السوق، والسلطة الرمزية، وسلطة الخطابات التي تحدد لها حتى كيف ينبغي أن تتمرد؟

عند هذه النقطة، لم يعد السؤال عن الحقوق وحدها كافيًا، بل أصبح من الضروري إعادة النظر في مفهوم العدالة ذاته. هل يكفي أن تكون هناك مساواة قانونية إذا كان النسيج الاجتماعي نفسه منحازًا؟ هل يمكن للمرأة أن تتحدث بصوتها، أم أنها ما زالت تتحدث داخل الأطر التي صُممت سلفًا؟ إن الاحتفاء بيوم المرأة يجب ألا يكون طقسًا رمزيًا، بل لحظة للتأمل في بنية العالم نفسه. هل هو عالم يمكن للمرأة أن تعيد تشكيله، أم أنه عالم يلتهم كل محاولة لإعادة تعريفه؟

في النهاية، الحرية ليست وجهة تصلها المرأة، بل معركة مستمرة، ليس ضد الآخر فقط، بل ضد الأوهام التي صيغت لتجعلها تعتقد أنها وصلت.
ربما السؤال الأكثر إلحاحًا ليس متى ستحصل المرأة على حقوقها الكاملة، بل: هل هذه الحقوق هي كل ما تحتاجه؟ أم أن التغيير الحقيقي يبدأ عندما لا تكون المرأة مضطرة لأن تثبت أنها تستحقها أصلًا؟

zoolsaay@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • في أجندة قصور الثقافة هذا الأسبوع.. ليالي رمضانية مبهجة بالسامر والحديقة الثقافية
  • شاهد.. ليالي رمضان الثقافية والفنية تتواصل على مسرح 23 يوليو بالمحلة
  • يوم المرأة العالمي: إعادة التفكير في الحرية التي لم تكتمل
  • افتتاح مهرجان دمنهور الدولي لكاريكاتير المرأة.. صور
  • خفة النص التي احتملها الغذامي ولم يطقها البازعي!
  • مسلسل النص الحلقة 8.. مواعيد العرض والقنوات الناقلة
  • بالفيديو.. محمد أبو هاشم: السيدة سكينة زهرة من بيت النبوة ورائدة النهضة الثقافية في مصر
  • مسلسل النص الحلقة 7.. مواعيد العرض والقنوات الناقلة | صور
  • مسلسل النص الحلقة 6.. صدقي صخر يتعلم أساليب النشـ ل من أحمد أمين
  • مسلسل النص الحلقة 6.. مواعيد العرض والقنوات الناقلة