لماذا تُقصى المحكمة الإدارية التونسية عن النظر في النزاعات الانتخابية؟
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
تونس– في قلب حملة الانتخابات الرئاسية التونسية، وقبل أسبوعين فقط من موعدها المقرر في السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، تقدّم 34 نائبا مواليا للرئيس المنتهية ولايته والمرشح قيس سعيد بمشروع قانون يُنتظر أن يصادق عليه البرلمان، خلال أيام، لإخراج هيئة الانتخابات من رقابة المحكمة الإدارية.
وستعقد لجنة التشريع بالبرلمان جلسة، الاثنين المقبل، لمناقشة المشروع الذي طالب مقدموه باستعجال النظر فيه، ويتضمن المشروع تعديلات لقانون الانتخابات تُقصي المحكمة الإدارية نهائيا عن النظر في النزاعات الانتخابية.
وتبدو بصمة الرئيس سعيد واضحة في كتابة مشروع القانون، وليس النواب سوى واجهة للتغطية عليه حتى لا يظهر في الصورة، وفق رأي بعض المتابعين، الذين يرجحون مصادقة البرلمان الموالي له على التعديلات التي ينتظر أن تدخل حيز التنفيذ بسرعة قبل الانتخابات الرئاسية المفترض إجراؤها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ملصقات لا يظهر فيها المرشح المسجون العياشي زمال في العاصمة التونسية (الجزيرة) مخاوف وشكوكويخشى نشطاء ومعارضون إن تمت المصادقة على المشروع أن يعبّد الطريق لفوز الرئيس سعيد، وذلك بالتحكم في نتائج الانتخابات وقطع الطريق أمام الطعن فيها من قبل 3 مرشحين معارضين له أقصتهم هيئة الانتخابات من السباق رغم قرار المحكمة الإدارية بإرجاعهم.
وكانت المحكمة الإدارية قد راسلت مؤخرا هيئة الانتخابات لتبلغها بأحكامها الملزمة بإعادة 3 مرشحين، وهم عبد اللطيف المكي ومنذر الزنايدي وعماد الدائمي، إلى سباق الانتخابات، وتعديل روزنامة الانتخابات، لكن هيئة الانتخابات لم تأبه لقراراتها الملزمة بالقانون.
وأوضحت المحكمة في رسالتها إلى هيئة الانتخابات أن رفضها قبول أحكامها بإدراج المرشحين للسباق الانتخابي "سيفرز وضعية غير قانونية تتعارض مع القانون الانتخابي ومع مبدأ شفافية المسار الانتخابي وسلامة إجراءاته"، في تلميح لإمكانية الطعن بنتائج الانتخابات.
وبعد أيام قليلة من ذلك التحذير، برز فجأة مشروع هذا القانون لإلغاء دور المحكمة الإدارية وتعويضها بمحكمتي الاستئناف والتعقيب في باب النزاعات والطعون التي يمكن أن يقدمها المترشحون ضد هيئة الانتخابات، مما غذى الشكوك حول نزاهة هذه الانتخابات.
وبسبب الصدمة التي أحدثتها هذه الخطوة غير المسبوقة، اشتعل جدل كبير على منصات التواصل، وعلّق البعض قائلا إنه لم يحصل في أي دولة أن تم تغيير القانون الانتخابي أثناء سير العملية الانتخابية. واعتبر آخرون الخطوة مدروسة من الرئيس سعيد للبقاء في الحكم.
وردا على تلك الخطوة، دعت "الشبكة التونسية للحقوق والحريات" المتكونة من أحزاب وجمعيات، للاحتجاج وسط العاصمة رفضا لتجريد المحكمة الإدارية من دورها في مراقبة العملية الانتخابية، معتبرة أن الرئيس سعيد "يسعى للتلاعب بنتائج الانتخابات".
الحيلولة دون الطعن
ويقول المحامي وأستاذ القانون عبد الوهاب معطر إن الهدف المباشر من مخطط تنقيح قانون الانتخابات هو "الحيلولة دون طعن المرشحين المستبعدين تعسفا من هيئة الانتخابات بنتائج الانتخابات" لدى المحكمة الإدارية التي يُنظر لها كآخر حصن يدافع عن استقلال القضاء، وكسلطة قضائية مضادة للسلطة التنفيذية في تونس.
ويؤكد معطر للجزيرة نت أن تجريد المحكمة الإدارية من اختصاص النزاع الانتخابي وتحويله إلى القضاء العدلي -وفق التعديلات الجديدة- هدفه تحويل النزاع الانتخابي إلى قضاء خاضع للرئيس، معتبرا أن هذه الخطوة "عبث وإهانة للتونسيين واستباحة للدولة قبل أيام من الانتخابات".
وبالنظر إلى المناخ العام وكل الانتقادات الموجهة لهيئة الانتخابات بالانحياز للرئيس سعيد وتعمد إقصاء المرشحين الذين أنصفتهم المحكمة الإدارية، لدى معطر يقين أن المحكمة الإدارية كانت ستقبل طعون المرشحين الثلاثة المستبعدين، لذلك سحب الرئيس البساط منها.
يعتقد معارضون ونشطاء أن الرئيس سعيد يسعى لقطع الطريق أمام أي طعن في نتائج الانتخابات (الجزيرة) إلغاء الأصواتويرى معطر أن مخطط تعديل قانون الانتخابات يعكس حالة خوف الرئيس من الهزيمة في الانتخابات، مضيفا أن الهدف الثاني من تعديل قانون الانتخابات هو الحصول على مصادقة القضاء العدلي لإلغاء الأصوات التي سيحصل عليها المرشح المسجون العياشي زمال.
وكان الرئيس قيس سعيد قد أدخل سابقا تعديلات في قانون الانتخابات مدرجا الفصل (143) الجديد الذي ينص على إمكانية إلغاء نتائج الفائزين بصفة كلية أو جزئية إذا تبين لهيئة الانتخابات أن مخالفاتهم قد أثّرت على نزاهة العملية الانتخابية وعلى نتائج التصويت.
ولم يتسن للمرشح العياشي زمال أن يخوض حملته الانتخابية بشكل طبيعي وعلى قدم المساواة مع المرشحين قيس سعيد وزهير المغزاوي الأمين العام لحركة الشعب، بسبب إيداعه في السجن وتحريك قضايا يقول فريق دفاعه إنها "مفبركة لإقصائه من السباق الانتخابي".
من جهة أخرى، يقول القيادي بحزب التيار الديمقراطي هشام العجبوني إن التوجه لسحب البساط من المحكمة الإدارية بتعديل القانون الانتخابي في قلب الحملة الانتخابية لم يحصل بأي بلد..، واصفا هذه الخطوة بـ"الفضيحة والمهزلة".
ويضيف للجزيرة نت أن تغيير قواعد اللعبة الانتخابية خلال سنة انتخابية هو اغتيال للديمقراطية، مشيرا إلى أن تجريد المحكمة الإدارية من اختصاص النزاعات الانتخابية وتعويضها بالقضاء العدلي الخاضع لأوامر وزيرة العدل دليل على أن الرئيس لا يريد قضاء مستقلا.
وكان الرئيس سعيد قد صرح في حديث إذاعي، قبل صعوده للحكم في الانتخابات الرئاسية سنة 2019، بأنه لا يمكن تعديل القانون الانتخابي أثناء سير العملية الانتخابية، معتبرا ذلك اغتيالا للديمقراطية والجمهورية.
ولا يستبعد العجبوني أن يقوم البرلمان الحالي الصاعد بموجب دستور 2022 الذي صاغه الرئيس سعيد بنفسه بالمصادقة على تعديل القانون الانتخابي قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات المفترض إجراؤها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، معتبرا البرلمان مجرد "مكتب ضبط"، على حد وصفه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات العملیة الانتخابیة القانون الانتخابی نتائج الانتخابات المحکمة الإداریة قانون الانتخابات هیئة الانتخابات الرئیس سعید
إقرأ أيضاً:
دي صورة مصر.. بكري عن القصر الرئاسي بالعاصمة الإدارية: الرئيس مش هياخد حاجة
كتب- حسن مرسي:
رد الإعلامي مصطفى بكري، على الهجوم الذي ينال العاصمة الإدارة الجديدة والقصر الرئاسي، موضحا أن الرئيس السيسي مش هياخد حاجة ويمشي وهذا المشروعات لصورة مصر وحاضرها ومستقبلها.
وتابع خلال تقديم برنامج حقائق وأسرار، المذاع على قناة صدى البلد، أن هناك من يتربح من عمله في اللجان الإلكترونية وهدفهم إسقاط مصر وليس الرئيس السيسي.
وأكد الإعلامي مصطفى بكري، أن ما يهمنا البلد دي، وأنا هنا أخاطب الوطنيين، لأن هناك من يريد البلد فوضى والعدو لا يفرق بين أحد.
وأردف أن مصر ليست أي بلد وبها شعب واعي شاف المر على مدار السنين، وبها جيش وطني شريف ومسلح بأحدث الأسلحة وفي مركز متقدم وعندنا رجالة تاكل الزلط ولا إسرائيل ولا أبوها يقدر ينال من مصر.
واستطرد الإعلامي مصطفى بكري، أن ما رفضته مصر من تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهلها وهو ما تم الإعلان عنه بشكل واضح وصريح على لسان الرئيس السيسي الذي أسقط مخطط الشرق الأوسط الجديد.
وأضاف أن هناك خلايا نائمة في مصر، ورجال الأمن والأجهزة الأمنية عارفين كل حاجة ولو حصلت حاجة هيتلموا في 24 ساعة، وجيش مصر خلف القائد الأعلى الذي يمضي في طريق نثق فيه بحكمة وموضوعية .
وشدد الإعلامي مصطفى بكري، أنه لو إسرائيل فكرت هنقطع رجلها هي واللي أتخن منها لأن إحنا عندنا وحوش في كل مكان في مصر ومستعدين نروح من قنا لبورسعيد بالزقل زي ما حصل قبل كده.
اقرأ أيضًا:
إنهاء خدمة 14 قيادة.. تفاصيل أكبر حركة تنقلات في تاريخ المحليات
الاقتصادية والخمس نجوم.. أسعار عمرة رجب 2025
تصل لـ"رعدية".. خريطة سقوط الأمطار خلال الساعات المقبلة
مصطفى بكري القصر الرئاسي بالعاصمة الإدارية برنامج حقائق وأسرار اللجان الإلكترونية هدفهم إسقاط مصر
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة خالد عباس: العاصمة الإدارية تملك أصولًا تتجاوز الـ300 مليار جنيه أخبار بكري: سوريا تعاني من الفوضى وانتهاكات بالتنسيق مع إسرائيل أخبار هل نعيش بداية "سايكس بيكو" جديد لتغيير خريطة الشرق الأوسط؟.. جمال أخبار نشرة التوك شو| حقيقة المتحور الجديد لـ كورونا في مصر وتحذيرات من السماسرة أخبار أخبار مصر متحدث الزراعة يزف بشرى بشأن اللحوم والألبان منذ 24 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر رئيسة "القومي للمرأة" تترأس لجنة برنامج "المرأة تقود للمصريات بالخارج" منذ 26 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر أشرف عبدالعزيز عن قضية المصفوع: عمرو دياب حاول التهدئة ولكن الشاب منذ 29 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر أشرف عبدالعزيز يدافع عن كهربا: الهجوم على اللاعب غير مبرر منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر الأطباء تدعو إلى "عمومية طارئة" 3 يناير المقبل بشأن المسؤولية الطبية منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر أول أيام الشتاء.. الأرصاد تكشف عن 3 ظواهر جوية متوقعة غدًا منذ ساعتين قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخباردي صورة مصر.. بكري عن القصر الرئاسي بالعاصمة الإدارية: الرئيس مش هياخد حاجة
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك أول أيام الشتاء.. الأرصاد تكشف عن 3 ظواهر جوية متوقعة غدًا بعد دهسه 3 أشخاص.. تطورات جديدة بشأن قضية اللاعب رجب عمران مدن كاملة ومناطق حيوية.. تفاصيل قطع مياه الشرب والكهرباء غدًا السبت في 6 محافظات للإعلان كامل للإعلان كامل 21القاهرة - مصر
21 13 الرطوبة: 59% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك