5 أيام تفصل عشاق الثقافة على افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب 2024
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 .. تشهد عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض يوم الخميس المقبل، انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، في المدة من 26 سبتمبر الجاري، حتى 5 أكتوبر المقبل، بجامعة الملك سعود، إذ يعد المعرض أحد أبرز وأكبر الأحداث والفعاليات الثقافية المرتقبة في المملكة والمنطقة، وتحرص الهيئة بشكل مستمر على ضمان تقديم نسخ سنوية متجددة من المعرض تواكب مستجدات عالم الثقافة وصناعة النشر، وتشكل أحد أهم الملتقيات الثقافية لأبرز رواد الأدب والفكر والثقافة والإبداع في العالم العربي، وتلبي تطلعات جمهوره العريض عبر برنامج ثقافي ثري يعد الأكبر والأكثر تنوعًا بين معارض الكتاب العربية.
وحرصت هيئة الأدب والنشر والترجمة، على استضافة ودعوة أبرز الأسماء في عالم الثقافة والأدب والفن، وأهم وأكبر دور النشر الرائدة محليًا وعربيًّا وعالميًا، وتعزيز الحضور الدولي والفعال للمعرض، واستقطاب الناشرين الذين يعرضون أحدث الإصدارات العربية والعالمية لزواره من عشاق الثقافة والأدب والقراءة.
ويشارك في نسخة المعرض هذا العام، أكثر من 2000 دار نشر ووكالة من المملكة والمنطقة والعالم، موزعة على 800 جناح، وتنتمي إلى أكثر من 30 دولة، وهذا يعكس بوضوح الأهمية الكبيرة لمعرض الرياض الدولي للكتاب لكونه أحد أهم وأبرز معارض الكتاب على المستويين الإقليمي والعالمي، وهو ما يساهم في ترسيخ المكانة الثقافية المتزايدة للمملكة.
وتشهد نسخة هذا العام تطورات ملحوظة، أتت في إطار جهود الهيئة المستمرة لتطوير هذا الحدث وفتح آفاق ومجالات جديدة تعزز شمولية ما يقدمه لقطاع الثقافة والنشر محليًا وعربيًا. ومن أبرز المستجدات استحداث منطقة أعمال متخصصة بمشاركة الوكالات الأدبية التي تدير أعمال المؤلفين وعقودهم، والمطابع المحلية التي تشارك للمرة الأولى في معارض الكتب المحلية لتقدم خدماتها للناشرين، ومشاركة أجنحة متنوعة للجهات الحكومية والتمويلية ذات العلاقة بقطاع الأعمال في النشر.
وستحل دولة قطر ضيف شرف للنسخة الحالية من المعرض، حيث يعكس اختيار قطر ضيف شرف للنسخة الحالية من المعرض، الدور الثقافي الرائد لدولة قطر في مشهد الثقافة الخليجي والعربي، وعمق الروابط الثقافية والتاريخية الوطيدة التي تربطها بالمملكة، كما يمثل نافذة مميزة لتمكين زوار المعرض من الاطلاع على المنجزات القطرية المتعددة في شتى مجالات الثقافة والفن والأدب، ولقاء رواد الثقافة والإبداع والفن القطريين، والتعرف على الإصدارات الأدبية والثقافية المميزة للمؤلفين القطريين والتي تعرضها العديد من دور النشر القطرية والجهات المعنية بالثقافة المشاركة في المعرض هذا العام.
وفي لفتة تكريم استثنائية، ستقوم الهيئة خلال المعرض بعمل ممر تكريمي لفقيد الثقافة السعودية والعربية وأيقونة الشعر الحديث الراحل، الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن آل سعود، رحمه الله، لتكريم منجزه الأدبي والثقافي الخالد وإرثه الشعري المستمر، وتسليط الضوء على مسيرته الحافلة وبصماته الملموسة في المشهد الثقافي السعودي والعربي، ومساهماته الأدبية والفنية المشهودة لكونه أحد رواد الحداثة الشعرية في المنطقة.
ويقدم المعرض في نسخته الجديدة برنامجًا ثقافيًا ثريًا يتضمن أكثر من 200 فعالية تناسب جميع الأعمار وتشمل العديد من الندوات والجلسات الحوارية، والمحاضرات والأمسيات الشعرية التي سيقدمها نخبة من الأدباء والمفكرين والمثقفين من السعودية وعدد من دول العالم، والتي ستقام على مسرح المعرض، كما سيقدم البرنامج الثقافي العديد من ورش العمل التي تناقش موضوعات مختلفة في شتى المجالات. وستتضمن الباحة الخارجية للمعرض العديد من العروض التفاعلية والفعاليات الثقافية والفنية والمسرحية المميزة التي يقدمها العديد من الفنانين والمسرحيين.
ويستضيف البرنامج الثقافي، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، في جلسة حوارية حول "الدارة والمكتبة"، كما يتحدث وزير الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، في جلسة بعنوان "البطولات العالمية في الخليج".
ويقدم معالي مساعد وزير الإعلام السعودي الدكتور عبدالله المغلوث، ندوة "تجارب في الإعلام الثقافي"، وتشارك المندوبة الدائمة للمملكة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافة، وسفيرة خادم الحرمين الشريفين الأميرة هيفاء آل مقرن في ندوة حول "الهوية العربية في اليونيسكو"، في حين سيكون الحضور على موعد مع جلسة نقاش حول الأمن الفكري، يتحدث فيها الٍأستاذ عبد الله بن فهد بن صالح العويس نائب رئيس أمن الدولة السعودي.
وتتضمن الفعاليات جلسة حول "مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة"، وجلسة نقاش بعنوان "ما الذي یحتاجه الخطاب الدیني الیوم"، ويتحدث فيها معالي الشیخ سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي.
وأولى المعرض اهتمامًا كبيرًا بالترجمة، فهناك ندوة "دور الترجمة في تشكيل الهوية الثقافية"، وجلسة نقاش بعنوان "دور التقنية في الترجمة"، إضافة إلى ورشة عمل بعنوان "جودة الترجمة السمع بصرية في الأعمال السينمائية"، و"الترجمة الفورية: كيفية التعامل مع المصطلحات المتخصصة".
عام الإبل
ويحتفي معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام بعام الإبل، من خلال ندوة "الاحتفاء بالإبل في الشعر العربي الفصيح والشعبي"، وندوة "وصف الناقة في معلقة طرفة بن العبد"، وجلسات تناقش "الإبل ودورها في التاريخ والثقافة العربية"، و"حديث الإبل" بمشاركة نخبة من المهتمين بتربيتها.
وحول الأفلام، يشمل البرنامج الثقافي ورشة عمل بعنوان "صناعة الفلم الوثائقي"، وورشة ثانية بعنوان "المونتاج للمبتدئين"، وثالثة حول "المونتاج"، ورابعة عن "كتابة الأفلام"، إضافة إلى ندوة "السينما السعودية: المنجز والتطلع".
وللصحافة حضور في البرنامج الثقافي، من خلال ورش عمل تعقد تحت عناوين "الكتابة الصحفية"، و"الأديب بين الكتابة عن الذات والكتابة عن الآخر"، كما تتضمن الفعاليات ندوة منتدى الجوائز العربية، تحت عنوان "الكتاب العربي والحضور العالمي" بمشاركة نخبة من المثقفين والروائيين والكتاب العرب، في حين سيكون عشاق الشعر على موعد مع الأمسيات الشعرية بمشاركة شعراء وشاعرات من السعودية والدول العربية طيلة أيام المعرض، كما يتيح المعرض منصات توقيع الكتب لعشّاق الكتاب للقاء كُتابهم المفضلين، والحصول على إهداءات خاصة، واقتناء أحدث الإصدارات المميزة.
وكعادته كل عام، يهتم المعرض بالطفل، حيث خصص المعرض جناحًا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 سنوات إلى 12 سنة، ويضم 8 أركان مختلفة وهي: الطاهي الصغير، تصميم الأزياء، التحديات الأدبية، صناعة حكاية، الرسوم المتحركة، الفنون والتراث، براعم المرح، أحاجي جحا (غرفة المتاهة)، إضافة إلى مسرح الطفل، الذي يقدم عددًا من الأعمال المسرحية الثقافية والأمسيات الشعرية. كما تشارك دولة قطر بجناح مصغر للأطفال حول فن العمارة الإسلامية، وتصميم قصص الأطفال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 عالم الثقافة هيئة الأدب والنشر والترجمة الثقافة الرياض السعودية معرض الریاض الدولی للکتاب البرنامج الثقافی هذا العام العدید من
إقرأ أيضاً:
عادات وتقاليد الاحتفال برمضان.. ضمن فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب
نظّمت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، بالتعاون مع دار الكتب والوثائق القومية، ندوة ثقافية متميزة بعنوان «عادات وتقاليد الاحتفال برمضان» تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وذلك ضمن فعاليات معرض فيصل الثالث عشر للكتاب.
شهدت الندوة مشاركة نخبة من المتخصصين في التراث والمعتقدات الشعبية، من بينهم الدكتور عبد الحكيم خليل، أستاذ ورئيس قسم المعتقدات والمعارف الشعبية بأكاديمية الفنون، والدكتورة نيفين خليل، أستاذ ورئيس قسم فنون التشكيل الشعبي، والدكتورة عزة محمود، استشاري الإدارة العامة بالمراكز العلمية بمركز تحقيق التراث، وأدارت الندوة الدكتورة سحر حسن، الباحثة بمركز تاريخ مصر المعاصر بدار الكتب.
استعرضت الندوة التطور التاريخي لعادات وتقاليد الاحتفال برمضان في مصر، بدايةً من العصر الفاطمي وحتى اليوم، مشيرة إلى الأهمية الثقافية والاجتماعية لهذا الشهر الكريم، حيث لا يقتصر على كونه شهرًا للعبادة، بل يعد موسمًا اجتماعيًا وثقافيًا يعكس روح التلاحم بين المصريين.
وأشارت الدكتورة سحر حسن إلى أن رمضان ليس مجرد أيام للصيام والعبادة، بل هو لوحة فنية تنبض بالحياة، حيث تزين الشوارع بالمصابيح والفوانيس، وتجتمع العائلات في أجواء من الألفة والمودة، مما يعكس خصوصية الاحتفال بهذا الشهر في مصر.
وأكدت الدكتورة عزة محمود، استشاري الإدارة العامة بالمراكز العلمية بمركز تحقيق التراث، أن شهر رمضان حظي بمكانة خاصة في كتب التراث الإسلامي، حيث وثّقت صفحاته فضائل هذا الشهر وما شهده من أحداث دينية وتاريخية مهمة، إلى جانب العادات والتقاليد التي تناقلتها الأجيال عبر الزمن.
وأوضحت أن المسلمين استقبلوا رمضان عبر العصور بفرحة واستعداد خاص، تجلى في تزيين المنازل والشوارع، وإقامة موائد الإفطار للفقراء والمحتاجين، وهو ما يعكس روح التكافل والإحسان التي تميز الشهر الكريم.
وأشارت إلى أن مظاهر الاحتفال برمضان شهدت تطورات كبيرة عبر العصور، منذ العهد النبوي والخلفاء الراشدين، مرورًا بالعصور الأموية والعباسية والفاطمية، حيث حرص الحكام على رعاية الفقراء ونُظمت المواكب الرمضانية الفخمة، كما انتشرت أسمطة الطعام في المساجد والميادين. كذلك برزت عادات خاصة بالسحور وصلاة التراويح، التي وإن اختلفت من بلد لآخر، إلا أنها اجتمعت على تعظيم الشهر الفضيل.
وشددت على أن رمضان، رغم تغير الأزمنة، يظل شهر الرحمة والمغفرة، حيث يحرص المسلمون على تكثيف العبادة، وإخراج الزكاة والصدقات، تحقيقًا لمقاصد الإسلام، وترقبًا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وأوضحت الدكتورة نيفين خليل، أستاذ ورئيس قسم فنون التشكيل الشعبي، أن الفانوس الرمضاني يعد أحد أبرز الرموز البصرية المرتبطة بشهر رمضان، حيث يجمع بين الجمال الفني والدلالة التاريخية.
وأشارت إلى أن ظهور الفانوس في مصر يعود إلى العصر الفاطمي، وتحديدًا إلى عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي (953-975م).
وأضافت أن هناك عدة روايات حول بداية استخدام الفانوس في رمضان، أشهرها أن المصريين خرجوا لاستقبال الخليفة المعز عند دخوله القاهرة ليلًا، وهم يحملون الفوانيس المضاءة بالشموع، ومنذ ذلك الحين أصبح الفانوس رمزًا ملازمًا للشهر الكريم. كما استخدمت الفوانيس لاحقًا لإنارة الشوارع خلال رمضان، حيث كان الجنود الفاطميون يطلبون من أصحاب المتاجر والمنازل تعليقها خارج بيوتهم لإنارة الطرقات.
وأشارت إلى أن الأطفال كانوا يحملون الفوانيس أثناء تجولهم مع المسحراتي وقت السحور، مرددين الأغاني الرمضانية، وهي عادة لا تزال مستمرة حتى اليوم. ومع مرور الزمن، لم يعد الفانوس مجرد أداة للإضاءة، بل تحول إلى رمز احتفالي يصنع بأشكال وألوان متنوعة، ليزين البيوت والشوارع، خاصة في مصر والدول العربية، مما يعكس أهمية الفن الشعبي في التعبير عن الهوية الثقافية والتراثية للمجتمع.
وتابعت: زينة رمضان تعد واحدة من أبرز العادات الاحتفالية التي تعكس روح الشهر الكريم، وقد تطورت عبر العصور، بدءًا من العصر الفاطمي، حين كانت الشوارع تُضاء بالفوانيس الملونة احتفالًا بقدوم رمضان. ومع مرور الزمن، بدأ الناس في تعليق الأقمشة المزخرفة والمشغولات اليدوية ذات الطابع الإسلامي على جدران المساجد والمنازل. في العصر العثماني، ازدادت مظاهر الزينة، حيث كانت الساحات تزين بالمشاعل والأنوار، وبدأت العائلات تستخدم النقوش العربية والفوانيس المصنوعة يدويًا. أما في العصر الحديث، فقد أصبحت الزينة أكثر تنوعًا، حيث انتشرت الأنوار الكهربائية، والفوانيس الملونة بأشكالها المختلفة، والزينات الورقية التي تملأ الشوارع، مما يضفي أجواءً احتفالية مميزة تعكس فرحة المسلمين بحلول الشهر الفضيل.
أكد الدكتور عبد الحكيم خليل، أستاذ ورئيس قسم المعتقدات والمعارف الشعبية بأكاديمية الفنون، أن شهر رمضان يحمل بُعدين أساسيين: روحي ومادي، حيث تمتزج فيه العبادات بالقيم الأخلاقية، مما يجعله موسمًا روحانيًا واجتماعيًا مميزًا.
وأوضح أن الاستعداد لرمضان لا يقتصر على الصيام فقط، بل يمتد إلى تهذيب النفس، مشيرًا إلى أن صيام يومي الإثنين والخميس قبل الشهر الفضيل يعد وسيلة روحانية لتهيئة النفس، إلى جانب أهمية تصفية القلوب من الضغائن والحسد واستحضار النية الصادقة لاستقبال هذا الشهر المبارك.
أما على المستوى الاجتماعي، فقد أشار إلى أن رمضان يرتبط بعادات مميزة، سواء من خلال الأطعمة التقليدية أو الأجواء الاحتفالية، لافتًا إلى ظاهرة «الطبق الدوّار» الذي يرمز إلى روح المشاركة بين العائلات والجيران، إلى جانب الألعاب والرموز الرمضانية مثل الفانوس، التي تضفي بهجة خاصة على ليالي الشهر الكريم.
جاءت هذه الندوة في إطار الفعاليات الثقافية للمعرض، والتي تهدف إلى تسليط الضوء على التراث المصري الأصيل وعاداته المتوارثة في شهر رمضان الكريم، من خلال نقاشات علمية متخصصة تلقي الضوء على الجوانب الثقافية والاجتماعية المرتبطة بهذا الشهر الفضيل.