أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية بـ 127 مجلداً، وذلك في إنجاز فريد للأمة العربية والإسلامية يُضاف إلى سلسلة إنجازات الشارقة، بقيادة سموه، في مختلف مجالات الثقافة والأدب واللغة العربية.

جاء ذلك، خلال حضور سموه، اليوم، انطلاق فعاليات مؤتمر الشارقة الدولي الثاني لدراسات اللغة العربية في أوروبا، والذي ينظمه مجمع اللغة العربية بالشارقة، في دارة الدكتور سلطان القاسمي.

ورحّب صاحب السمو حاكم الشارقة بضيوف المؤتمر من مختلف الدول الأوروبية من العلماء والدارسين، مشيراً سموه إلى الفرحة الغامرة بإنجاز كامل مجلدات المعجم التاريخي للغة العربية، قائلاً سموه: «حضوركم في هذا اليوم الذي يصادف اكتمال المعجم هو قدوم فرحٍ وبهجة وقطفُ ثمار، وهي مناسبة سعيدة. هذا المعجم استغرق سبع سنوات، وقام على البحث العلمي فيه 500 باحث، وما يقارب من 200 من المدققين والمراجعين والطبّاعين والإداريين والفنيين».

وأضاف سموه، أن الفريق العلمي والبحثي للمعجم التاريخي سيواصل العمل الدؤوب مع مجمع اللغة العربية بالشارقة في إنجاز الأعمال البحثية والمرجعية لصالح اللغة العربية، حيث سيبدأ العمل على الموسوعة العربية التي ستكون في الفروع الأدبية والعلمية كافة، وستصبح المرجع الأول للناس كافة.

وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة في ختام كلمته إلى مواصلة الجهود في إنشاء المزيد من المراكز الثقافية التي تؤدي دوراً مهماً في نشر دعم الثقافة واللغة العربية والمشروعات القيمة لهما.

وكان المؤتمر افتتح بتلاوة آياتٍ بينات من القرآن الكريم، ألقى بعدها الدكتور امحمد صافي مستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة كلمةً رحب فيها بحضور وتشريف صاحب السمو حاكم الشارقة للمؤتمر في نسخته الثانية، مشيراً إلى الدعم الكبير والاهتمام الشخصي لسموه باللغة العربية، تعلماً وتعليماً ونشراً وأدباً وثقافةً، كما رحب بالمشاركين من ضيوف المؤتمر من مختلف الدول الأوروبية، وإسهاماتهم الجليلة في دعم اللغة العربية في بلدانهم.

وتناول المستغانمي أهمية التعاون المشترك بين كافة العلماء والباحثين والمستشرقين للبحث والاهتمام باللغة العربية، مشيراً إلى أهمية مؤتمر الدراسات العربية في أوروبا في تحقيق العديد من الأهداف لصالح تطوير نشر وتعلم اللغة العربية في العديد من البلدان الأوروبية، وفي تحقيق أهداف البحث فيها، ومناقشة التحديات وإيجاد الحلول.

وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور عرضاً مرئياً عن مجمع اللغة العربية بالشارقة ورؤيته ورسالته وأهدافه في مجالات نشر وتطوير ودعم اللغة العربية وأبحاثها ودراساتها، إلى جانب الإصدارات والدورات التعليمية التي يشرف عليها وجهوده في تكريم العلماء والمتفوقين في مختلف فروع اللغة العربية.

وألقت الدكتورة لاورا غاغو كلمة ضيوف المؤتمر، حيت فيها جهود صاحب السمو حاكم الشارقة على ما يقدمه للغة العربية بشكل عام، وفي أوروبا على وجه الخصوص، وما تمثله إمارة الشارقة للغة العربية من دعمٍ واهتمام مما جعلها قبلةً لمحبي ودارسي اللغة العربية وعاصمةً لها.

أخبار ذات صلة «أدنوك للمحترفين» يتصدّر المشهد في القارة الآسيوية غداً.. إطلاق المخيم الطبي لـ«خيرية الشارقة»

ونوهت بأهمية المؤتمر ونجاحه على المستوى الدولي وتسابق العلماء من مختلف الدول للمشاركة فيه، وقالت «جئنا من كل حدبٍ وصوب من بلدان أوروبا من شرقها وغربها، لنتحدث عن العربية في عاصمة العربية في العصر الحديث، لأننا نعلم أن العربية ليست جنساً، وإنما العربية، كما قال نبي الإسلام هي اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي. واللغة العربية تتربع على عرش اللغات الإنسانية وإذا كان أبناؤها يحبونها فِطرةً، فإن حب اللغة العربية لدينا، نحن الناطقين بغيرها، قرارٌ واختيار».

واختتمت كلمتها بالشكر والتقدير إلى مجمع اللغة العربية بالشارقة على تنظيم المؤتمر والحرص على نجاحه.

وقدمت الدكتورة دراغانا جورجيفتش كلمة شكر وعرفان، نيابة عن حضور المنتدى إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على ما يقوم به سموه من دعم لقضايا اللغة العربية وتعليمها، خاصة في البلدان الأوروبية، وتوفير الفرصة لحضور العلماء والباحثين للتدارس والخروج بما يسهم في دعم العربية ونشرها، وقالت: «نحن نشعر في الشارقة أننا في ديارنا وبين أهلنا».

وفي نهاية فعاليات افتتاح المؤتمر، تفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم المشاركين من العلماء والباحثين.

يُشارك في المؤتمر عدد من العلماء والأكاديميين من: رومانيا، وكازاخستان، وإسبانيا، والنرويج، وبولندا، وروسيا، وألمانيا، وصربيا، وكرواتيا، والدنمارك، تركيا، وفرنسا، واليونان، وإيطاليا، يقدمون بحوثاً مختلفة تتناول محاور المؤتمر والتجارب الخاصة بتعلم وتعليم اللغة العربية في بلدانهم وتحدياتها.

ويسعى المؤتمر إلى بحث ومناقشة عددٍ من المحاور هي: الحكايات العربية في الغرب: ألف ليلة وليلة، كليلة ودمنة، جحا، وغيرها، واللغة العربية والتكنولوجيا المعاصرة، والترجمة والتواصل الحضاري، وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الأوروبية: الواقع والآفاق، وصورة العربي في أدب الرحلات وكتب الجغرافيين الأوروبيين، بالإضافة إلى محور المخطوطات العربية في أوروبا.

ويهدف المؤتمر إلى تحديد المناهج والقواعد المتعلقة بتدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، والكشف عن تراث الأمم اللغوي والاجتماعي والإنساني، والارتقاء إلى تحصيل ما يواكب التطورات العلمية المعاصرة من مصطلحات وقيم، والاهتمام بمناهج الترجمة وطرق التواصل بين الحضارات، والاعتناء بالقراءات التفسيرية لمعاني القرآن الكريم من منظور اللغات الأوروبية، وتقنين أدب الرحلات ومدونات الجغرافيين الأوروبيين بتحريرات عربية وأوروبية، وإبراز خصائص المخطوطات العربية ومخبآتها، إلى جانب توظيف الخبرات العالمية والأساليب المبتكرة في خدمة اللغة العربية ونشرها في دول قارة أوروبا، واستثمار الطاقات البشرية والمهارات البحثية والمفاهيم والنظريات العلمية للاستفادة من الإرث اللغوي والكنز المعرفي العربي.

ويتناول المؤتمر في نسخته الثانية، والذي يستمر على مدى يومي 21 و22 سبتمبر الحالي، العديد من المجالات الخاصة باللغة العربية، وهي: الدراسات العربية والإنسانية الجادة المجسدة لواقع اللغة العربية في أوروبا، والأبحاث المبتكرة في تعلم اللغة العربية وتعليمها، والتجارب العملية والممارسات الحية في ميادين اللغة العربية والدراسات الإنسانية.

حضر انطلاق فعاليات المؤتمر إلى جانب حاكم الشارقة كل من: الدكتور خليفة الطنيجي رئيس مجمع القرآن الكريم بالشارقة، وجمال سالم الطريفي رئيس الجامعة القاسمية، وعبدالله خليفة السبوسي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية، وعلي المري رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، ومحمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، ورؤساء وممثلي اتحادات ومجامع اللغة العربية، وعدد من المسؤولين والمختصين.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سلطان القاسمي الشارقة أوروبا مجمع اللغة العربیة بالشارقة صاحب السمو حاکم الشارقة العربیة فی أوروبا اللغة العربیة فی واللغة العربیة القرآن الکریم

إقرأ أيضاً:

فاهم القاسمي يناقش متغيرات الاستثمار العالمي في مؤتمر بسنغافورة

الشارقة: «الخليج»
شارك الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، في مؤتمر «ألتس آسيا» العالمي «Global Alts Asia 2024»، أكبر مؤتمر للاستثمار البديل في آسيا، الذي نظمته خلال نوفمبر الجاري «آي كونيكشينز» iConnections في سنغافورة، المنصة الرائدة التي تربط كبار المستثمرين، ومديري الأصول، والخبراء في القطاعات المالية والتكنولوجية والجيوسياسية من جميع أنحاء العالم.
جاءت المشاركة في المؤتمر بهدف تسليط الضوء على مكانة إمارة الشارقة كمركز اقتصادي متطور في المنطقة، وتعزيز فرص التعاون مع المؤسسات المالية والاستثمارية العالمية، بما يسهم في فتح آفاق جديدة للاستثمار في الإمارة وتطوير شراكات استراتيجية تدعم رؤيتها الاقتصادية والتنموية.
واستضاف المؤتمر الشيخ فاهم القاسمي في جلسة نقاشية بعنوان «ديناميكيات الاستثمار العالمي: الفرص والتحديات الإقليمية»، شارك فيها ديفيد ماك أوليف، رئيس شركة Berkeley Endowment Management، ولويس-فنسنت غاف، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة «جيفكال»Gavekal.
وقدّم الشيخ فاهم القاسمي خلال الجلسة أفكاراً وتحليلات للمشهد العالمي المتغير، ناقش فيها مستقبل الاستثمار، وتأثير التكنولوجيا على الأسواق العالمية، إلى جانب الديناميكيات الجيوسياسية المتغيرة.
وقال الشيخ فاهم القاسمي:«تجسد مشاركتنا في دورة العام الجاري من مؤتمر Global Alts Asia إيماننا بأهمية تعزيز التواصل وتنسيق التعاون مع كبرى الجهات والمؤسسات والشخصيات في مختلف القطاعات، لا سيما في قطاع الاستثمار، لمناقشة أحدث التوجهات العالمية والممارسات الناجحة، والاستفادة من الدروس المتعلقة بكيفية التغلب على التحديات، واستحداث فرص جديدة، خاصة في مجال إدارة صناديق التمويل، والصناديق الائتمانية، وغيرها من مجالات الاستثمار البديل على مستوى العالم».
وأضاف:«تمتلك إمارة الشارقة موقعاً استراتيجياً وبنية تحتية عالمية المستوى تؤهلها لتكون من بين الوجهات الأكثر جذباً للاستثمار الأجنبي في المنطقة«لافتاً أن عدد المناطق الحرة التي تمتلكها الإمارة بتنوع قطاعاتها وحجم الخدمات والتسهيلات التي تقدمها تعزز من فرص المستثمرين في الإمارة خاصة من بلدان المنطقة وشرق آسيا.
وناقش المؤتمر موضوعات مهمة تعمقت في مجالات رأس المال والعائد والائتمان والأسهم الخاصة، أبرزها؛«دعم الابتكار وبناء النجاح: رؤى حول رأس المال الاستثماري لعام 2024»،«من الرسوم إلى الذكاء الاصطناعي»، و«رؤى مكاتب العائلات: كيفية بناء استثمارات استراتيجية برأس مال صبور»، و«فتح العائد: الجاذبية المستمرة للائتمان الخاص»، و«موجة الاستثمار المؤسسي في اليابان: رؤى مديري الأصول»، و«داخل الأسهم الخاصة: جلسة مع تيد سيديز»، و«الاستثمار النشط: وجهات نظر المستثمرين العالميين».

مقالات مشابهة

  • سلطان يوجه بتخصيص 330 مسكناً في «الحراي» بخورفكان للمنتفعين
  • نائب أمير مكة المكرمة يشهد انطلاق مؤتمر الابتكار في استدامة المياه بجدة وإعلان الفائزين بـ“جائزة الابتكار” وتدشين هاكاثون المياه “مياهثون”
  • الشارقة الخيرية: الأعراس الجماعية تعكس اهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة ببني وطنه
  • سلطان القاسمي يشيد بجهود "الشارقة للتعليم" في النهوض بالعمل التربوي
  • سلطان القاسمي يترأس اجتماع مجلس أمناء أكاديمية الشارقة للتعليم
  • تهنئة لرئيس الدولة وحاكم الشارقة من عبدالله بن سالم القاسمي بفوز فريق كرة اليد بنادي الشارقة بالبطولة الآسيوية
  • سلطان بن أحمد القاسمي يترأس الاجتماع الأول لمجلس القضاء
  • فيديو | سلطان بن أحمد القاسمي يترأس الاجتماع الأول لمجلس القضاء
  • فاهم القاسمي يناقش متغيرات الاستثمار العالمي في مؤتمر بسنغافورة
  • حاكم رأس الخيمة: شراكات مستدامة لخلق فرص اقتصادية جديدة