بيروت- أعلن حزب الله السبت 21سبتمبر2024، مقتل اثنين من قادته في الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية في اليوم السابق والتي أسفرت عن مقتل 31 شخصا من بينهم 16 عنصرا في الحزب الذي تلقى ضربة جديدة بعد أيام من انفجارات في آلاف من أجهزة اتصال كان يحملها عناصره.

وأعربت الأمم المتحدة الجمعة عن قلقها الشديد، داعية إلى "خفض التصعيد" وتوخي "أقصى درجات ضبط النفس"، فيما تتحول جبهة الحرب من قطاع غزة نحو لبنان.

وأعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض خلال مؤتمر صحافي السبت أن حصيلة الغارة الاسرائيلية بلغت 31 قتيلا، بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء، موضحا أن عمليات الانقاذ تواصلت طوال الليل.

وأفاد مصدر مقرب من الحزب السبت أن الغارة الإسرائيلية استهدفت اجتماعا لوحدة الرضوان، قوة النخبة التابعة للحزب، في ابق تحت أرضي ما أدى إلى مقتل 16 عنصرا منها.

من بين القتلى قائد القوة النخبوية إبراهيم عقيل، بالإضافة إلى قائد كبير آخر في الرضوان، بحسب حزب الله.

والمقصود هو أحمد محمود وهبي الذي قاد حتى بداية العام الحالي العمليات العسكرية لوحدة الرضوان في إطار "إسناد" حركة حماس الفلسطينية التي تخوض حربا ضد إسرائيل في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حسبما قال الحزب اللبناني المدعوم من إيران السبت.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه نفذ ضربة "دقيقة" أدت إلى "تصفية" إبراهيم عقيل و"حوالي عشرة مسؤولين" آخرين في حزب الله.

إبراهيم عقيل هو ثاني قائد عسكري بارز في حزب الله تقتله إسرائيل في بيروت، بعد فؤاد شكر، منذ أن فتح الحزب جبهة في جنوب لبنان ضد الجيش الإسرائيلي قبل عام تقريبا.

- مشاهد فوضى -

وكانت الولايات المتحدة عرضت مكافأة مقدارها سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن إبراهيم عقيل الذي كانت تلاحقه لتورطه المفترض في تفجيرين في بيروت استهدفا مقر السفارة الأميركية والمارينز عام 1983 وأسفرا عن مقتل مئات الأميركيين.

بعيد الغارة، شاهد مصور من وكالة فرانس برس في الموقع مبنى منهارا ورجال الإنقاذ يقومون بإجلاء ضحايا وسط مشاهد فوضى.

وقال رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي في بيان إن "الاستهداف لمنطقة سكنية مأهولة يثبت مجددا أن العدو الإسرائيلي لا يقيم وزنا لأي اعتبار إنساني وقانوني وأخلاقي".

كما اعتبرت إيران أن "الهجوم الجوي الوحشي والخبيث الذي شنه النظام الصهيوني على بيروت... هو انتهاك صارخ لقواعد وأنظمة القانون الدولي وكذلك السيادة وسلامة أراضي لبنان وأمنه الوطني".

أما وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، فتوعد بعد الغارة "أعداء" بلاده بأنهم لن يجدوا "ملاذا... حتى في الضاحية ببيروت".

بعد الانفجارات التي طالت آلافا من أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها أعضاء في حزب الله يومي الثلاثاء والأربعاء في عملية نسبت إلى إسرائيل وخلفت 37 قتيلا و2931 جريحا، تكثف القصف المتبادل منذ الخميس بين الجيش الإسرائيلي والحزب اللبناني.

- "حساب عسير" -

وتوعّد الأمين العام للحزب حسن نصرالله الدولة العبرية في خطاب الخميس "بحساب عسير" بعد تفجيرات أجهزة الاتصال.

ولم تعلق إسرائيل على التفجيرات التي وقعت في معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وكذلك في جنوب لبنان وشرقه.

وأعلن وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب رفع شكوى إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية "العدوان الإلكتروني الإرهابي الإسرائيلي الذي يشكل جريمة حرب".

وقال بوحبيب خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الجمعة إن التفجيرات تعد "أسلوباً قتالياً غير مسبوق في وحشيته، وإرهابه. إن استهداف آلاف الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، وفي مناطق واسعة ومكتظة بالسكان تشمل كافة المناطق اللبنانية، أثناء ممارستهم لحياتهم اليومية في المنازل، والشوارع، وأماكن العمل، ومراكز التسوق، هو الإرهاب بعينه".

وجاءت الموجة الأولى من التفجيرات في أجهزة الاتصال التي يحملها عناصر في حزب الله الثلاثاء بعيد إعلان إسرائيل أنها توسع أهدافها الحربية إلى الجبهة الشمالية، للسماح لعشرات الآلاف من السكان الذين نزحوا بسبب القصف بالعودة إلى ديارهم.

وكانت الأهداف الرئيسية المعلنة حتى ذلك الحين هي تدمير حماس التي تتولى السلطة في غزة منذ العام 2007، وإعادة الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله توجه الى قادة إسرائيل بالقول الخميس إن "جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف العدوان على غزة (رغم) كل هذه الجراح وكل هذه الدماء... لن تستطيعوا أن تعيدوا سكان الشمال الى الشمال.. وافعلوا ما شئتم... لا تصعيد عسكري ولا قتل ولا اغتيالات ولا حرب شاملة تستطيع أن تعيد السكان الى الحدود".

- تواصل القصف في غزة -

في الأثناء، تواصل القصف الإسرائيلي في غزة، حيث أعلن الدفاع المدني انتشال جثة امرأة إثر قصف جوي لمنزل في حي الزيتون في شمال القطاع الفلسطيني.

كما أفادت مصادر طبية وشهود عن قصف على خيمة في وسط مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة، وغارة جوية في محيط مجمع ناصر الطبي في غرب المدينة، إضافة إلى قصف على منزل في منطقة المخيم الجديد في النصيرات بوسط القطاع.

اندلعت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، مع شن حماس هجوما تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41272 قتيلا على الأقل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

أحمد وهبي.. من هو القيادي الذي قتل في الغارة الإسرائيلية على بيروت؟

أعلن “حزب الله” اللبناني اليوم السبت، أن القائد البارز أحمد وهبي، المكنى بـ”أبو حسين سمير”، قُتل في الغارة الإسرائيلية أمس الجمعة على الضاحية الجنوبية لبيروت.

ويعد وهبي من أهم قادتها العسكريين الذين لعبوا دورا كبيرا خلال التصعيد بين حزب الله وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر الماضي. وهوالقيادي الثاني الذي يكشف حزب الله عن مقتله في نفس الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة قائد “قوة الرضوان” إبراهيم عقيل، الجمعة، كما قتلت 15 قيادياً آخرين من “حزب الله”.

فمن هو أحمد وهبي؟

وُلد وهبي في بلدة عدلون بجنوب لبنان في 1 نوفمبر 1964، والتحق بـالحزب منذ تأسيسه، وشارك في العديد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. وفي عام 1984 تعرض للأسر في إسرائيل.

وذكر “حزب الله” في بيان، أن “وهبي أصبح مسؤولاً عن «وحدة التدريب المركزي» حتى عام 2007، ولعب دوراً محورياً في تطوير القدرات البشرية للحزب. وتولى مسؤولية التدريب في «قوة الرضوان» حتى عام 2012”.

كما كان وهبي من القادة الأساسيين في التصدي للهجمات على حدود لبنان الشرقية، وفي مختلف المحافظات السورية.

وقاد عمليات «قوة الرضوان» العسكرية منذ بداية المعركة بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر وحتى مطلع 2024، ثم عاد ليتولى مسؤولية الإشراف على وحدة التدريب المركزي بعد مقتل وسام الطويل.

مقالات مشابهة

  • أحمد وهبي.. من هو القيادي الذي قتل في الغارة الإسرائيلية على بيروت؟
  • حزب الله يعلن مقتل القيادي أحمد محمود وهبي في الغارة الإسرائيلية بضاحية بيروت الجنوبية
  • الصحة اللبنانية: ارتفاع عدد قتلى الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت إلى 14
  • الصحة اللبنانية: ارتفاع عدد قتلى الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت إلى 12
  • الجيش الإسرائيلي: قتلنا 10 من قادة قوة الرضوان التابعة لحزب الله في الغارة على الضاحية الجنوبية
  • من هو إبراهيم عقيل الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية على بيروت وما دوره في حزب الله؟
  • الجيش الإسرائيلي يشن غارة على ضاحية بيروت الجنوبية
  • مقتل 5 أطفال بقصف إسرائيلي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية (صور وفيديو)
  • الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية تستهدف مبنى في منطقة الجاموس