سواليف:
2024-12-22@23:58:58 GMT

بين الخوف واليقين

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

بين الخوف واليقين

م. #أنس_معابرة

قصة سيدنا موسى عليه السلام أكثر القصص وروداً في القرآن الكريم، ونجد بها الكثير من العبر والمواعظ، خصوصاً في المراحل المختلفة لحياته عليه الصلاة والسلام.

ولو عدنا إلى مرحلة ما قبل ولادته عليه السلام؛ لوجدنا صعوبة الظروف التي عاشتها أمه، فلقد كان ذلك العام هو العام الذي يقتل به فرعون كل ذكر يولد لبني إسرائيل، وهذا معناه أن يقتل فرعون وليد ام موسى في حال كان ذكراً.

مقالات ذات صلة دودين استقالت وتحملت المسؤولية فما هو رأي السواعير؟ 2024/09/21

هل تتخيل حجم خوف ام موسى كل يوم وهي تفكر في جنس طفلها الذي تحمله بين احشائها؟ هل تتخيل كمية هرمون الادرينالين الذي أفرزه جسمها، وتدفق منه الكثير إلى وليدها؟ لقد تغذى سيدنا موسى على كمية كبيرة من الخوف والأدرينالين وهو في بطن أمه، وعاش الخوف حتى قبل أن يولد.

وتأثر عليه السلام كثيراً بهذا الخوف الذي رافقه طويلاً، فعندما قتل أحدهم في السوق بقي خائفاً يترقب؛ إلى أن نصحه أحدهم بالهرب إلى مكان ثان، وحتى عندما عاد إلى مصر ووجد النار وذهب ليرى الخبر؛ كان خائفاً، فالخوف كان في جسده ودمه.

وعندما شرّفه الله بالرسالة كان جوابه واضحاً: “أخاف أن يقتلون”، وطلب الدعم والاسناد باشراك أخيه هارون في الرسالة. بل وحتى لحظات البعثة الأولى عندما تحوّلت عصاه إلى حية تسعى؛ أوجس في نفسه خيفة موسى، وفي لحظات التحدي مع سحرة فرعون؛ أحسّ بالخوف عندما شاهد حبالهم وهي تتحول إلى أفاعي.

هل معنى هذا أن الخوف قد لازم سيدنا موسى عليه السلام حتى نهاية حياته؟ الجواب هو لا؛ فلقد تحول الخوف إلى يقين، يقين بقدرة الله على نصرته، ويقين بضرورة انتصار الحق وظهوره، واندحار الباطل وانهزامه، حتى لو طال الزمان لعدة سنوات وعقود.

حانت لحظة التحوّل عندما حاصر فرعون سيدنا موسى وقومه حيث كان البحر من أمامهم والعدو من خلفهم، حينها قال القوم: “إنا لمدركون”، فلم يكن لديهم اليقين بعد، ولكن كان لسيدنا موسى رأي آخر حين قال: “كلا؛ إن معي ربي سيهدين”.

كان هذا الموقف هو الموقف الأصعب الذي واجهه سيدنا موسى عليه السلام، فلا امل في النجاة، ولكن اليقين الذي لديه؛ كان كافياً لإيمانه بقدرة الله على نصرته ونجاته هو وقومه من بطش فرعون وجنده، حتى في موقف صعب وشبه مستحيل كالذي هم فيه.

نحن نعيش اليوم خوفاً مشابهاً لخوف سيدنا موسى عليه السلام، خوف خلفته أجيال متعاقبة منذ قرن من الزمان، خوف من الهزائم المتكررة التي لحقت بنا في قتالنا مع عدونا وعدو الإسلام، خوف يسري في أجسادنا من فئة طاغية باغية لا تعرف الحلال والحرام، تقتل الأطفال والنساء، وتعتدي على الكبار والصغار، وتصادر الأراضي وتحرق الشجر، وتهدم المباني دون وازع أو ضمير.

وفي ظل غياب الضمير العالمي عن الساحة، أو عدم قدرته على كبح العدو الصهيوني وعصابته التي تصول وتجول في الأرض خراباً ودماراً، وتعتدي على أهل غزة والضفة ولبنان، نجد أنفسنا خائفين وعاجزين.

ليس أمامنا خيار إلا الامتثال لطريقة النصر التي التزمها سيدنا موسى واخوته الأنبياء عليهم السلام جميعاً، وهو أن نحوّل الخوف الذي بداخلنا إلى يقين.

يقين بقدرة تلك الفئة القليلة في غزة والضفة ولبنان وغيرها من مواقع المقاومة على هزيمة أعتى الجيوش، يقين بقدرة الله عز وجل على دحر العدو وحلفائه وطائراتهم وسفنهم وصواريخهم، يقين بنصر الله عز وجل، ويقين بصدق وعده الذي وعدنا به، ويقين بضرورة ظهور الحق في نهاية المطاف، ويقين بدخولنا للمسجد الأقصى منصورين قاهرين لعدونا وظاهرين عليه.

نحن فقط بحاجة إلى أن نحوّل الخوف إلى يقين، عندها سننتصر.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سیدنا موسى علیه السلام

إقرأ أيضاً:

نوع غريب من الفوبيا يخاف أصحابه من استخدام الكمبيوتر.. ما السبب؟

رهاب الإنترنت هو خوف شديد من أجهزة الكمبيوتر، إذ يخشى الأشخاص  المصابون بهذا الاضطراب القلقي أيضًا الهواتف الذكية والإنترنت، وقد يتسبب رهاب أو فوبيا الإنترنت الشديد في تجنب الأشخاص الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو أي مكان قد يوجد به جهاز كمبيوتر، ويمكن أن يساعد العلاج والتعليم التكنولوجي الأشخاص في إدارة أعراض رهاب الإنترنت وفقًا لموقع «health line» ويمكن معرفة المزيد من التفاصيل عنه في التقرير التالي..

أسباب فوبيا الكمبيوتر

قد يشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بالقلق الشديد عندما يرون أو يفكرون في جهاز كمبيوتر أو يستخدمونه، حتى مجرد التواجد في نفس الغرفة مع جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي قد يسبب لهم الضيق، قد تبدو فكرة تعلم استخدام الكمبيوتر معقدة للغاية، ما قد يسبب لهم القلق.

يبدو الشخص المصاب بهذا النوع من الرهاب أو الفوبيا، قلقًا بشأن مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت، وقد يؤدي هذا القلق إلى الشعور بالخوف بشأن حماية خصوصيتهم وأمنهم، وقد يقلقون بشأن التعرض للاختراق.

أعراض الخوف من الإنترنت

يشعر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بالقلق الشديد أو الخوف عندما يفكرون في جهاز كمبيوتر أو يرون أو يضطرون لاستخدامه أو الإنترنت، تشمل علامات الخوف من الإنترنت ما يلي:

قشعريرة. الدوخة التعرق المفرط خفقان القلب غثيان ضيق في التنفس ارتعاش أو اهتزاز. اضطراب في المعدة أو عسر الهضم

علقت الدكتورة دينا مصطفى استشاري الطب النفسي، على هذا الأمر على وجه التحديد قائلة: «ربما يكون الخوف الناتج عن عدم استخدام الكمبيوتر، خاصة إذ كان المستخدم في عمر الطفولة أو المراهقة يتعلق بالمحتوى الذي رآه عند استخدامه، سواء كان عنيفًا أو محتوى الألعاب الذي يحفز الأطفال على سلوك عدواني، ليتلقى العديد من الإشارات والتنبيهات من والديه أو معلمه وغيرهم، تأمره بتجنب استخدامه، ومع كثرة هذه التنبيهات يعزف الشخص عن استخدامه وقد تصل في بعض الأحيان إلى فوبيا من استخدامه مطلقًا».

تابعت دينا مصطفى في تصريحات لـ«الوطن»، أن أفضل طريقة للتعامل مع هذا النوع من الفوبيا، هو العمل على إرسال إشارات وتنبيهات إيجابية، تساعد الطفل على الإدراك وتمكنه في الأخير من اختيار محتوى جيد يتعرض له، ومتابعة الوالدين له بصفة مستمرة ومحاولة عرض مضامين جيدة تساعده على تعزيز ثقته بنفسه أو ماشابه، ومحاولة العمل على وضع الأطفال تحت الرقابة دومًا.

مقالات مشابهة

  • بعد سقوطها على يد الجيش والقوات المشتركة.. أهمية الزُرق عند المليشيا توازي أهمية وادي سيدنا عند الجيش والسيطرة عليها تعني بداية النهاية لانهيار الدعم السريع
  • مسن يقتل شاب تنمر عليه بدار السلام
  • اما لهذه الجماعة من قاع؟
  • من الجنوب.. أخبار تثير الخوف
  • تعاني من فوبيا معينة؟...اليك طريقة علاج كل أنواع الفوبيا
  • علاج مش وقاية.. لقاح روسيا المضاد للسرطان بين الشك واليقين
  • في بطن الحوت: كيف قلب يونس عليه السلام المحنة إلى منحة؟
  • فضل مصر وكم مرة ذكرت في القرآن الكريم وكيف وصفها سيدنا نوح؟
  • نوع غريب من الفوبيا يخاف أصحابه من استخدام الكمبيوتر.. ما السبب؟
  • داعية إسلامي: الصلاة على سيدنا النبي سر فلاح المسلم وطريق النجاه والأمان