الوطن:
2025-05-01@08:39:06 GMT

تدبر معاني القرآن.. رحلة مصطفى محمود من الشك إلى الإيمان

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

تدبر معاني القرآن.. رحلة مصطفى محمود من الشك إلى الإيمان

«لم أشك أبدًا في وجود الله.. لكن لما بدأت أكتب طرحت كل المسلمات وراء ظهري وبدأت أفكر في الله والإنسان بطريقة علمية مثلما تعلمت في كلية الطب»، عندما طرح الدكتور مطصفى محمود كتابه «الله والإنسان» قامت الدنيا عليه؛ ووجهت الاتهامات للطبيب الشاب آنذاك بالإلحاد، تمت مصادرة الكتاب والتحقيق معه، وقالوا إن نهايته ستكون على «الرصيف» بالقرب من مقام السيدة زينب، خاض سنوات في قراءت الأديان وكان القرآن والسيرة النبوية هي دليل الكاتب المثير للجدل بكتاباته في شبابه للوصول إلى الإيمان.

الدكتور مصطفى محمود لخص رحلته من الشك إلى الإيمان في ندوة قديمة في دار الأوبرا،  في حضور الشيخ الغزالي والمفكر الاسلامي دكتور محمد عمارة والمفكر اليساري محمود امين العالم والمطرب سيد مكاوي ومجموعة من المشاهير والمفكرون، في لقاء نادر نقله التلفزيون المصري «ماسبيرو» ونعرضه في إطار حملة «الوطن» لـ تعزيز الهوية الدينية تحت شعار «الإيمان قوة.. واعبد ربك حتى يأتيك اليقين».

رحلة الشك من كلية الطب 

الرحلة من الشك إلى الإيمان بدأت بحب الدكتور مصطفى محمود للعلوم، شاب مراهق في الثانوية العامة يعشق التجارب العلمية، يجمع الإحماض في بيته حتى تعرضت ملابسه للتلف من كثرة التجارب، وقال في لقاء نادر:«أفتكر إني في الثانوية مكنتش اكتفي بكتب العلوم كنت بجيب الكتب اللي بيدرسوها في كلية العلوم، وابتديت أحوش مصروفي واشتري حاجات أحماض وأعمل تجارب، وكل البيجامات بتاعتي بقت مخرمة من الأحماض، شغفي بالعلوم والفنون كان جوايا باستمرار، والحلم اللي جوايا ديمًا باستير وأديسون، دخلت كلية الطب بحيلة عشان أخويا مختار عايزني أدخل كلية تانية، وأنا هواياتي مش فيها أنا بحب العلوم والفنون والكلام دا، ورجعت البيت قولت له متقبلتش وقالي مفيش فايدة إلا كلية الطب».

درس التشريح لمعرفة أجزاء الجسم

قبل دخول كلية الطب قضى مصطفى محمود عامًا في كلية العلوم وأخذ معملا صغيرا في الكلية أجرى فيه تجاربه، وبحد وصفه «عايز أعمل حاجه مكنتش عارف هي إيه»، وفي أول عامين بكلية الطب تخصص في التشريح الذي كان يعشقه، فكان أول من يدخل إلى المشرحة وآخر من يخرج منها: «الإنسان لأول مرة بيتتفتح قدامي وأشوف جوا إيه القلب والمخ والأعصاب والأورودة هو دا البني آدم، الأسئلة أكبر من الكتب اللي بقرأها، سنتين عندنا تشريح اشتريت نص بني آدم بعد ما اتحنط في الفورمالين واشتريت مخ بـ20 قرش أياميها، قعدت طول الأجازة مكفي على البني آدم، وجبت فورمالين وكنت بحفظ الجثة فيها وحطيت الفورمالين تحت السرير وأشم فورمالين وانا مش داري».

انتقل الدكتور مصطفى محمود من الهوس بالعلوم إلى قراءة الأدب العالمي كاملًا، والسر جثة البني آدم التي اشتراها وعكف على دراستها ونجح في اختبار التشريح بفضلها، لكنه بسببها ايضًا استنشق الفورمالين الذي بسببه أصيب بمرض في الشعب الهوائية وظل في غرفته ثلاث سنوات، وقتها قرأ الأدب كاملًا وقال:« الـ 3 سنين دول ثمرتهم إني بقيت مفكر حاليًا وبسببها المحنة دي بقيت برحب بأي إختبار من ربنا ورجعت شخص مختلف خالص واحد تاني، بفضلهم كتبت 30 قصة ووريتهم للعقاد وحبهم جدا وقدمني للزيات اللي نشرلي قصتين سنة 1947، وبعدها عدد من المسرحيات وقصة اتصورت في السينما والكتب اللي اتهاجمت عليها وأُتهمت بالإلحاد بسببها».

درس الأديان لمعرفة ماهية الإنسان

كان أول كتاب للدكتور مصطفى محمود هو كتاب«الله والإنسان» وبسببه «قامت الدُنيا ولم تقعد»، إذ كان يضم مجموعة مقالات له نُشرت من قبل دار المعارف في عام 1955، وتم منعه من التدوال في المكتبات المصرية وما زال، والذي اتُهم مصطفى محمود بالإلحاد بسببه وقال:« الكتاب كان ثمرة للتفكير المتواصل في إيه هو البني آدم والإنسان والكون والله، نتج عن وقوفي أمام الجثة وأنا بشرح، واقول مش ممكن دا مش البني آدم دا شكله من برا البني آدم حاجة تانية، لما ابتديت اكتب طرحت وراء ظهري كل المسلمات الدينية والاجتماعية وبدأت على بياض حاولت أفهم زي ما اتعلمت في كلية الطب، الكتاب كان في كلام كتير صادم للمتدينين والأزهر وفالواقع أنا عمري ما شكيت في وجود الله ابدًا، إنما يمكن الكتاب تعرض للوحي والبعث والخلود والجنة والنار وأجابت عليها إجابة علمية مش من الموروث الديني، الدكتور محمد عبد الله المحامي قال في دفاع بليغ جدا في محاكمة سرية الأسئلة اللي أثارها الدكتور مصطفى محمود قال أكتر منها المفكرين الكبار والجماعة الصوفية وغيرهم والقاضي اكتفى بمصادرة الكتاب واتقفل الموضوع لكن متقفلش بالنسبة لي».

بعد المحاكمة ظل الدكتور مصطفى محمود سنوات طويلة يفكر في ماهية البني آدم ولم تنته كتبه المُثيرة للجدل: «عدى الكتاب وحكايته وزمايلي قالوا دا راجل درويش هينتهي بيه الحال على باب السيدة زينب، وبعدها اكتشفت إن المنهج العلمي مبيفسرش الإنسان ودخلت في الفلسفة وقراءت الأديان الهندوسية وغيرها والأديان السماوية»، ولما وصل إلى القرآن انتباته مشاعر مختلفة، وكان عندما يتلو أياته يشعر بإحساس فريد، ووجد في القرآن لمحة علمية «أعجب حاجة في القرآن العلاقة بين الآية والقلب، إيقاع الآية غريب بحس بكل جملة قبل تفسيرها، العلاقة بين الآية وبيني أنا حسيت أن الكلام عظيم لا يصدر إلا عن متحدث عظيم، ودخلت في السيرة النبوية والتاريخ ولقيت منظومة كبيرة خالص في جزيرة بعيدة عن الحضارة، قدرت تطلع ناس زي عمر ابن الخطاب وأبو بكر وعلي ابن أبي طالب، غزوا العالم»، وصل أخيرًا لنهاية الرحلة وقام بتأليف عدد من الكتب أبرزها «محاولة لفهم عصري»، لكنه كالعادة هُجم لمحاولته لتفسير القرآن وتمت مصادرة الكتاب لكنه خرج إلى النور بعد فترة، ثم كتاب «رحلتي من الشك إلى الإيمان» و«حوار مع صديقي الملحد».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حملة الوطن الدکتور مصطفى محمود کلیة الطب فی کلیة

إقرأ أيضاً:

تكريم 6 دور نشر عربية قضت 520 عامًا في خدمة صناعة الكتاب

 


 

أبوظبي- خاص

كرَّم مركز أبوظبي للغة العربية أمس ست دور نشر عربية عريقة، قضت ما مجموعه 520 عاماً في خدمة صناعة النشر، ضمن المرحلة الأولى من مبادرة "تكريم رواد صناعة النشر في العالم العربي"، وذلك في حفل أقيم ضمن فعاليات الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

وتهدف المبادرة إلى تعزيز حضور الثقافة العربية، وترسيخ صناعة النشر، وتسويق الكتاب العربي، ودعم انتشاره، وتشجيع القراءة، وتسليط الضوء على دور النشر المكرمة في إثراء المشهد الثقافي العربي، ودورها التاريخي في الحفاظ على حضور المحتوى العربي، والمشاركة في التطور المستمر للمعرض.

وكرّمت المبادرة هذا العام دور النشر العربية التالية: "صادر" – لبنان، التي تأسست في العام 1863، ومؤسسة دار المعارف للطباعة النشر والتوزيع – مصر، التي تأسست في العام 1890. و"الفكر للطباعة والتوزيع والنشر" - سورية، التي تأسست في العام 1957. و"مكتبة دبي للتوزيع" - دولة الإمارات، التي تأسست في العام 1969. و"ذات السلاسل" - الكويت، التي تأسست في العام 1972. و"الشروق للنشر والتوزيع" – الأردن، التي تأسست في العام 1979.

ويأتي هذا التكريم تقديراً لجهود أوائل دور النشر العربية، التي أمضت 50 عاماً أو أكثر في القطاع، ولا تزال مستمرة في النشر، وتثميناً لإسهاماتها المتميزة في صناعة الكتاب العربي وتسويقه وتطويره، ويبرز المعرض تجاربها الملهمة، والمراحل التاريخية التي عاصرتها، والتحديات التي واجهتها خلال مسيرتها، ما يرسخ مكانته واحداً من أكثر معارض الكتب تنوعاً في المنطقة، ويبرز دور إمارة أبوظبي محركاً لنمو صناعة النشر الإقليمية، والتزامها بتعزيز الأعمال العالمية المتعلقة بصناعة الكتاب ، واستدامة قطاع النشر على المدى الطويل.

وقال سعادة سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية، مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب: "ينسجم التكريم مع إستراتيجية مركز أبوظبي للغة العربية في دعم حراك النشر الذي يعد الركيزة الأساسية للعمل الثقافي، ويهدف إلى الاحتفاء بالتجارب الملهمة، والمبدعة، ومما لا شكّ فيه أن تكريمنا لهذه الصروح يسهم في تعزيز حضورها، ويحفزها على تقديم المزيد من الجهود، والمشاريع التي تخدم إثراء معارف القارئ، وترفد المكتبات العربية بكلّ ما هو جديد ونوعي".

 

وأضاف سعادته:" تم وضع معايير دقيقة لاختيار هذه الدُّور بناء على تاريخها، وسنوات عطائها، وما قدمته من جهود تخدم النهوض بالثقافة العربية، إلى جانب الأخذ في الاعتبار إسهاماتها الواضحة التي أثرت الفكر العربي بالكثير من المنجزات إذ دعمت هذه الصروح خلال رحلتها العديد من الأدباء، والمفكرين، ومهدت أمامهم الطريق نحو الإبداع، وهذا ما يجعلنا على يقين بأن دعم هذه الدور يلعب دوراً مهماً في تحقيق أهداف هذه المبادرة الرامية إلى تعزيز مكانة تلك الدور، وتكريس حضورها ذي الأثر الملموس". 

وأوضح سعادته:" تستكمل هذه المبادرة المسيرة الرائدة للمعرض، وجهوده، وتوجهاته الشاملة للاحتفاء بالمؤسسات الثقافية التي أسهمت في تشكيل الوعي العربي، وتقديم كافة سبل الدعم الممكنة لاستدامة قطاع النشر، وتطوير المحتوى العربي، إذ سيعمل عبر دوراته المقبلة على تقديم المزيد من الدعم لدور النشر، ونأمل في أن تواصل دور النشر عطاءها، وتكون قادرة على نقل رسالتنا الثقافية والحضارية للعالم بأسره".

وحرص المعرض على أن يكون التكريم إضاءة شاملة على تاريخ كل دار نشر، من خلال جلسات حوارية، واستضافات "بودكاست" مع إدارات دور النشر المعنية لاستعراض تجاربها الملهمة، والحديث عن التحديات التي واجهتها وأهم ما قدمته في المجال، وأوائل مطبوعاتها، إلى جانب تقديم سرد متكامل يتناول مسيرتها في صناعة الوعي العربي، وتعزيز حضور الثقافة العربية.

واعتمد المعرض على آليات محددة في اختيار دور النشر المكرمة، تستند إلى تاريخ الدار ونشاطها في مجال النشر، والمحتوى الثقافي والأدب الهادف، الذي يؤسس لفكر واع ومتزن، وقدرتها على الاستمرارية والتكيف مع التغيرات التي طرأت على القطاع، وعدد الإصدارات الجديدة، واحترام الدار لحقوق النشر والتأليف، وعدم وجود أي مخالفات أو تعديات في مشاركاتها السابقة في المعرض، وأي مما يخالف قوانين دولة الإمارات وتوجهاتها، إضافة إلى معايير المحافظة على التوزع الجغرافي للعارضين، بحيث تضمن مشاركة أكبر عدد ممكن من الدول.

ويسعى مركز أبوظبي للغة العربية عبر مبادراته المبتكرة، لإحياء الموروث الثقافي العربي، واستدامة صناعة النشر، وتكريم روادها ليبقى اسمها شاهدًا على إرثٍ ثقافي ممتد، ومسيرة حافلة بالعطاء، تؤكد أن الكتاب العربي لا يزال حاضراً بقوة، وقادراً على المنافسة على الرغم من تحديات العصر الرقمي، لما تتميز به اللغة العربية من مرونة وقدرة على الإبداع والتكيف.

وسيعمل المعرض في دوراته اللاحقة إلى مواصلة تكريمه للمبدعين في النشر والمعرفة ليحتفي في دورة العام 2026 بالمترجمين وفي العام الذي يليه بالمحرر الأدبي، وليخصص العام 2028 للاحتفاء بمصممي الأغلفة، وأما العام 2029 فسيخصص لتكرم المطابع المتميزة.

مقالات مشابهة

  • «بعد تعرضه للتنمر».. جان رامز يتصدر تريند جوجل
  • ماذا بعد معرض الكتاب؟!
  • هل نحتاج الكتاب اليوم؟
  • بسبب الشك.. استمرار حبس المتهمين بخطف سيدة بالإكراه في الأميرية
  • الدكتور ربيع الغفير يحذر من الناقل للكذب: يُسمى في القرآن صاحب الإفك
  • تجديد تعيين الدكتور محمود الجعيدي عميدًا لكلية الآداب بجامعة المنصورة
  • قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة
  • حين تُزهِر الكلمة.. "معرض الكتاب" بوابة نحو وعيٍ جديد
  • تكريم 6 دور نشر عربية قضت 520 عامًا في خدمة صناعة الكتاب
  • قرار جمهوري بتعيين د. مصطفى محمود نائبا لرئيس جامعة المنيا لشئون التعليم والطلاب