الجيش الروسي يستهدف القوات الأوكرانية في عدة مناطق ويكبدها خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات العسكرية
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
موسكو-سانا
أعلنت الدفاع الروسية اليوم أن قواتها شنت ضربة مكثفة على مرافق طاقة ومواقع عسكرية أوكرانية خلال الليلة الماضية كما استهدفت سفينة على متنها أسلحة وذخيرة قدمها الغرب لسلطات كييف.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن الوزارة قولها في بيان حول العملية العسكرية الخاصة: شنت القوات المسلحة الروسية الليلة الماضية ضربة جماعية بأسلحة عالية الدقة وهاجمت طائرات مسيرة على منشآت الطاقة التي تدعم تشغيل مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني وورش إنتاج المركبات الجوية المسيرة وأماكن نشر الأفراد والأسلحة والمعدات العسكرية الأوكرانية، وتم تحقيق أهداف الضربة وإصابة جميع الأهداف المحددة.
وأضاف البيان: إن “وحدات قوات مجموعة المركز الروسية واصلت تقدمها في أعماق دفاعات العدو وصدت 9 هجمات أوكرانية، وبلغت خسائر القوات الأوكرانية 520 عسكرياً، إضافة إلى تدمير شاحنتين صغيرتين وعدد من المدافع الميدانية ومستودع ذخيرة ميدانياً”.
وتابع: “قامت وحدات من قوات مجموعة الشرق الروسية بتحسين وضعها على طول خط المواجهة وكبدت العدو خسائر تصل إلى 160 عسكرياً إضافة إلى تدمير مركبة قتالية مدرعة وسيارتين”.
وبحسب البيان فإن “وحدات من قوات مجموعة الجنوب الروسية سيطرت على خطوط ومواقع أكثر فائدة، وخسرت قوات نظام كييف ما يصل إلى 840 عسكرياً، ودبابتين وعربتين قتاليتين مدرعتين و22 سيارة وعدداً من المدافع الميدانية، وتم تدمير 3 محطات للحرب الإلكترونية من طرار انكلاف إن”.
واستهدفت القوات الروسية سفينة محملة بالصواريخ والذخائر التي زودت بها الدول الغربية قوات نظام كييف بينما دمر الطيران العملياتي التكتيكي والطائرات المسيرة والقوات الصاروخية والمدفعية الروسية مستودعين أوكرانيين لأسلحة الصواريخ والمدفعية.
وأضاف البيان: إن وحدات من قوات مجموعة “الشمال” صدت 3 هجمات شنتها مجموعات أوكرانية، وخسر العدو ما يصل إلى 135 عسكرياً ومركبتين وعدداً من المدافع.
كما قامت وحدات من قوات مجموعة “الغرب” بحسب البيان بتحسين الوضع التكتيكي على الجبهة، وفقدت قوات نظام كييف ما يصل إلى 435 عسكرياً و4 دبابات وناقلتي جند مدرعتين أمريكيتي الصنع و5 سيارات وعدداً من المدافع الميدانية، وتم تدمير محطة رادار مضادة للمدافع أمريكية الصنع و7 مستودعات ذخيرة ميدانية.
وأضافت الدفاع الروسية: “إن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت ستة صواريخ موجهة بعيدة المدى من طراز نبتون و3 قنابل موجهة من طراز هامر فرنسية الصنع و10 صواريخ هيمارس و177 طائرة مسيرة”.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: وحدات من قوات مجموعة من المدافع
إقرأ أيضاً:
5 استفسارات توضح مسار الحرب الروسية الأوكرانية
كييف- انقلب حال العلاقات الأوكرانية الأميركية رأسا على عقب منذ أن أصبح دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وساد التوتر والجفاء بين الجانبين، لا سيما بعد اللقاء "الكارثي" -كما يصفه الأوكرانيون- الذي جمعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض نهاية فبراير/شباط الماضي.
منذ ذلك الحين، لم يزر أي مسؤول أميركي رفيع أوكرانيا، بينما تكثفت الاتصالات الأميركية الروسية، وتبادلت واشنطن وموسكو مرارا عبارات "الإطراء والتفهم"، حتى في أروقة الأمم المتحدة.
ولم يوقف التحول في سياسة واشنطن الحرب خلال 24 ساعة كما وعد ترامب، ولم يحقق أي نتيجة ملموسة على أراضي المعارك خلال 3 شهور حتى؛ لدرجة دفعت وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إلى التهديد بانسحاب بلاده من جهود الوساطة.
ما حقيقة ما يجري على الساحة الأوكرانية؟
لماذا تعثرت خطط ترامب لوقف الحرب سريعا بين أوكرانيا وروسيا؟يعتقد كثير من الأوكرانيين أن خطط ترامب انتكست في حقيقتها، وأن سياسته أضعفت الغرب، ومنحت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصة التفوق عليه.
وفي حديث مع الجزيرة نت، اعتبر كونستانتين إليسيف، رئيس مركز "الحلول الجديدة" للدراسات، أن "تصرفات الزعيم الأميركي، وتحول سياسته الخارجية بعيدا عن أوروبا، وتصريحاته الودية للكرملين، وعداءه تجاه الرئيس الأوكراني؛ أمور دفعت بوتين للاعتقاد بأنه يمكن أن يتفوق على الغرب فعلا في أوكرانيا".
إعلانوأضاف "بسبب ترامب، أصبح التحالف الغربي الداعم لأوكرانيا هشا بشكل متزايد، وأصبح بوتين أكثر ثقة من أي وقت مضى بإمكانية نجاح خططه في أوكرانيا".
وتابع "هذا يعكس تعنتا في موقف بوتين من المفاوضات، وتمسك روسيا بشروط قاسية، من شأنها أن تحرم أوكرانيا بعد الحرب من أي سيادة".
كيف تداعت عودة وسياسات ترامب على أوكرانيا في حربها مع روسيا؟الواقع الذي فرضته عودة ترامب وسياساته وضع أوكرانيا في مآزق عدة، فهو لم يفشل بوقف الحرب سريعا وحسب، بل يدفع كييف أيضا نحو اتفاقيات استثمارية مجحفة بعيون كثيرين، ونحو التخلي علنا عن حلم العضوية في حلف شمال الأطلسي.
وقالت صحف ومواقع غربية، بينها صحيفة وول ستريت جورنال، إن "الولايات المتحدة تقترح اعتراف أوكرانيا بشرعية السيطرة الروسية على أراضي جزيرة القرم".
كذلك تهديد واشنطن المتكرر بوقف الدعم العسكري الذي يلبي 40% من حاجة كييف، حيث علَّق زيلينسكي قائلا: "من دون الدعم الأميركي، ستتكبد أوكرانيا خسائر بشرية وإقليمية كبيرة".
وبين مطرقة الحرب وسندان الموقف الأميركي المتغير، سلَّمت كييف بعجزها عن استعادة كامل أراضيها بقوة السلاح، وباتت تبحث عن بدائل تُعزِّز قدراتها المحلية، وأخرى أوروبية تسد الفراغ الأميركي المتوقع.
يقول الخبير العسكري ميكولا بيليسكوف: "أوكرانيا تتبع نهجا براغماتيا يضع الجيش في المقام الأول، وهذا لا يروق للروس، حتى وإن حصلوا فعلا على 20% من أراضي البلاد"، في إشارة إلى زيادة قوائم الجيش من 250 ألفا في بداية الحرب إلى نحو 800 ألف حاليا، وتزويده بطائرات وآليات ووسائل متطورة تقدمها الدول الغربية.
إعلانوأضاف للجزيرة نت "الجيش الأوكراني هو الضمان الرئيسي لأمن البلاد، لقد أصبح عقبة هائلة أمام طموحات بوتين الإمبريالية".
ويتصدر الجيش -حسب بيليسكوف- مكانا بارزا في مجال صناعة واستخدام الطائرات المسيرة، وصناعات الدفاع الأوكرانية تشهد تطورا كبيرا، لا سيما بعد تدافع الاستثمارات الغربية بشكل عام، والأوروبية خاصة، وفق بيليسكوف.
لأن واشنطن لم تعد شريكا موثوقا أو مريحا بالنسبة للكثير من العواصم على ما يبدو، ولأن الدعم الأميركي لم يعد مضمونا بالنسبة لكييف وباقي حلفائها، تشهد القارة الأوروبية "ثورة مواقف" إن صح التعبير.
الأمر لا يتعلق هنا بنوايا إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا في إطار ما يسمى "تحالف الراغبين" فقط، وحديث حول حماية الأجواء الأوكرانية، بل بموجة إعادة تسليح لم تشهدها القارة منذ عقود.
ويعلق على ذلك الخبير كونستانتين إليسيف قائلا للجزيرة نت "في الأسابيع المقبلة، يستعد الاتحاد الأوروبي لإقرار حزمة كبيرة من الإجراءات لدعم الإنفاق الدفاعي، وتعتزم دول معينة، بينها ألمانيا، زيادة ميزانية الدفاعية جذريا".
ويضيف أنه من المرجح أن يذهب جزء كبير من الإنتاج العسكري الأوروبي لصالح أوكرانيا، و"في نهاية المطاف، يدرك الزعماء الأوروبيون جيدا أن أوكرانيا درع يحميهم، وأنه إذا ضعفت المقاومة الأوكرانية، فقد تكون دولهم، أو بعضها، هدفا لاحقا للروس" حسب إليسيف.
وفي الإطار ذاته، دعا سفير أوكرانيا السابق لدى ألمانيا، أندريه ميلنيك، برلين إلى تزويد بلاده بـ150 صاروخا من طراز "توروس" بعيد المدى، ونقل 30% من طائرات ومروحيات وآليات الترسانة الألمانية إلى بلاده، لتتمكن من القتال بقوة حتى العام 2029، وفق ميلينك.
بين سعي أميركي وتشدد أوروبي.. ما فرص التوصل إلى سلام بين روسيا وأوكرانيا؟
أمام كل ما سبق، تتضاءل آمال انتهاء الحرب والوصول إلى أي سلام، وتزداد الشكوك حول نجاعة جهود الولايات المتحدة لترسيخ وقف شامل لإطلاق النار في العاصمة لندن الأسبوع المقبل.
إعلانويرى الخبير ميكولا بيليسكوف أنه بعد شهرين من "الآمال الكاذبة والهدن الفاشلة"، واضح أن الطريق إلى تسوية دائمة للحرب لا يزال طويلا، ويقول: "الولايات المتحدة أصبحت إلى حد ما جزءا من المشكلة لا الحل مع الأسف".