في ظل المشاركة المصرية في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، جاءت توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإجراء تقييم شامل لأداء الاتحادات الرياضية لتؤكد التزام القيادة المصرية بتحقيق أعلى مستويات الكفاءة والشفافية في قطاع الرياضة.

 هذه القرارات ليست مجرد رد فعل على نتائج الأولمبياد، بل هي تعبير عن رؤية استراتيجية تهدف إلى تطوير المنظومة الرياضية بشكل يضمن النجاح والتفوق في المستقبل.

أحد أبرز النقاط في هذه التوجيهات هو التركيز على المحاسبة والمراجعة المالية، حيث وجه الرئيس بمراجعة دقيقة لأوجه صرف المبالغ المخصصة للاتحادات الرياضية. 

هذه الخطوة تعكس أهمية إدارة الموارد بشكل سليم وفعال، وهو ما يغفل عنه الكثيرون عند تقييم نتائج الفرق والمنتخبات.

 الدعم المالي الذي تقدمه الدولة يجب أن يكون مخصصًا لتحقيق نتائج ملموسة، وبالتالي فإن مراجعة أوجه الصرف وضمان توجيه الأموال إلى الأنشطة والاتحادات التي تستحقها، يعد خطوة حاسمة لضمان تحقيق النتائج المرجوة.

الشفافية والمساءلة هما العنوان الأبرز لهذه القرارات.

إن مطالبة الاتحادات الرياضية بتبرير كيفية استثمارها للأموال العامة ستدفع تلك الاتحادات لتبني سياسات أكثر انضباطًا، وسيدفعها إلى بذل المزيد من الجهد لضمان تقديم أفضل أداء ممكن. هذه القرارات تُظهر حرص القيادة على استخدام المال العام بحكمة، وتوفير الدعم فقط لمن يثبت جدارته واستحقاقه لهذا الدعم.

علاوة على ذلك، فإن توجيه الرئيس بتحديد أعداد المشاركين في الألعاب التي لا تمتلك مصر فيها ميزة تنافسية، يُعد قرارًا بالغ الأهمية. المشاركة الأولمبية ليست فقط لملء المقاعد، بل هي فرصة لتمثيل الوطن بأفضل صورة ممكنة. تركيز الموارد على اللاعبين الواعدين الذين يمتلكون القدرة على المنافسة على الميداليات، هو نهج عملي سيساعد في توجيه الاهتمام إلى الرياضات التي يمكن أن تحقق لمصر مكانة رياضية بارزة على الساحة الدولية.

التركيز على المواهب الشابة هو أيضًا من الجوانب التي تستحق الثناء.

إن بناء قاعدة رياضية قوية لا يتم بين ليلة وضحاها، بل يتطلب استثمارًا طويل الأمد في تطوير المواهب الشابة، وتجهيزها للمنافسات الكبرى. توجيه الرئيس بتعزيز التعاون بين الوزارات المعنية لتأهيل اللاعبين على أعلى مستوى هو خطوة استراتيجية تضمن استمرار تدفق المواهب المصرية إلى المحافل الرياضية الكبرى، وهو ما سيعزز من مكانة مصر في المنافسات الدولية.

ولا يمكن تجاهل أهمية تعديل قانون الرياضة، الذي وجه الرئيس الحكومة بوضعه ضمن أولويات عملها. هذا التعديل سيمثل تحولًا نوعيًا في تنظيم العمل الرياضي في مصر، وسيوفر البيئة التشريعية اللازمة لدعم الأبطال الرياضيين وإعدادهم بشكل يليق بالمنافسات الأولمبية والدولية.

ختامًا، قرارات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه المشاركة الأولمبية المصرية في باريس 2024 تُعتبر خطوة جريئة ومدروسة، تعكس رؤية بعيدة المدى تهدف إلى تحويل الرياضة في مصر إلى قطاع أكثر احترافية، يعتمد على التخطيط السليم والاستثمار في الموارد البشرية والمادية بشكل فعال. هذه القرارات، بلا شك، ستضع مصر على المسار الصحيح نحو تحقيق إنجازات رياضية غير مسبوقة، وستزيد من فخر الشعب المصري بإنجازات أبنائه الرياضيين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: باريس السيسي عبد الفتاح السيسي مصطفى ثابت السيد الرئيس الدكتور مصطفى ثابت

إقرأ أيضاً:

مصطفي ثابت يكتب.. “أسرار عقلية المليونير: كيف يفكر الأثرياء ويصنعون ثرواتهم”

النجاح المالي ليس مجرد نتيجة حظ أو ظروف ميسرة، بل هو نتاج عقلية خاصة تجمع بين المبادئ الواضحة والاستراتيجيات الدقيقة التي يتبناها الأثرياء. هذه العقلية هي التي تمكنهم من بناء ثرواتهم وإدارة أموالهم بطريقة فعالة ومثمرة. وبينما يرى البعض أن الحياة تتحكم فيها الصدف أو الظروف، يؤمن الأثرياء بأنهم يصنعون مصيرهم ويخلقون فرصهم. إليكم بعض المبادئ الأساسية التي تشكل عقلية المليونير وتحدد الفارق الجوهري بين الأغنياء والفقراء.

الأثرياء يصنعون حياتهم، والفقراء ينتظرون الحظ

من أبرز ما يميز عقلية الأثرياء هو إيمانهم بأنهم وحدهم القادرون على تحديد مسار حياتهم. فهم يرون أن حياتهم هي نتيجة مباشرة لقراراتهم وأفعالهم، وبالتالي، يتحملون المسؤولية الكاملة عن نجاحهم أو فشلهم. على النقيض، يعتقد الفقراء أن حياتهم خاضعة للظروف المحيطة بهم، ويرون أن النجاح يأتي بمحض الصدفة أو الحظ.

اللعبة مختلفة: الفوز مقابل عدم الخسارة

الأثرياء ينظرون إلى المال كأداة لتحقيق أهدافهم الكبيرة، ويمارسون “لعبة المال” من أجل الفوز. في المقابل، الفقراء يلعبون هذه اللعبة فقط لتجنب الخسارة والحفاظ على ما لديهم. الفارق هنا هو أن الأثرياء يفكرون في كيفية تحقيق المزيد، بينما الفقراء يفكرون في كيفية عدم فقدان ما يمتلكونه.

التزام لا يتزعزع بتحقيق الثروة

الأثرياء ملتزمون تمامًا بتحقيق الثروة، ويعملون بجد لتحقيق أهدافهم المالية، فهم لا يرغبون في الثراء فحسب، بل يلتزمون ببلوغ هذا الهدف مهما كانت التحديات. في المقابل، الفقراء يحلمون بالثراء، لكن دون أن يكون لديهم الالتزام العملي الكافي أو الرؤية الواضحة التي تقودهم لتحقيق ذلك.

الفرص مقابل المعوقات

الأثرياء يتميزون بقدرتهم على رؤية الفرص في كل موقف، حتى في الأوقات الصعبة. فهم يرون أن التحديات توفر فرصًا جديدة للتعلم والنمو. على العكس من ذلك، الفقراء يركزون على العقبات والمعوقات التي تقف في طريقهم، ويجدون أنفسهم محاصرين بمشاعر السلبية والخوف من الفشل.

التعلم المستمر هو سر الأثرياء

يعتقد الأثرياء أن التعلم هو عملية مستمرة لا تنتهي، وأن اكتساب المعرفة الجديدة هو مفتاح النجاح المالي. لهذا السبب، نجدهم دائمًا يقرؤون ويبحثون عن طرق جديدة لتنمية ثرواتهم. على النقيض، الفقراء يميلون للاعتقاد بأنهم يعرفون كل شيء بالفعل، وهذا الجمود يمنعهم من التطور ومواكبة التغيرات.

الإعجاب بالناجحين مقابل احتقارهم

عقلية الأثرياء تقوم على تقدير الناجحين والتعلم من قصصهم وتجاربهم. هم لا يشعرون بالغيرة من النجاح، بل يرونه مصدر إلهام يدفعهم لتحقيق أهدافهم. أما الفقراء، فكثيرًا ما ينظرون إلى الأغنياء بعين الانتقاد أو الاحتقار، معتقدين أن الثروة تأتي من الحظ أو الظروف غير العادلة، بدلًا من أن تكون نتيجة للعمل الجاد والتفكير الذكي.

شبكة علاقات إيجابية

الأثرياء يحيطون أنفسهم بأشخاص ناجحين وإيجابيين يدعمونهم في مسيرتهم. هم يدركون أهمية بناء شبكة علاقات قوية مع أفراد يشاطرونهم نفس الرؤية والطموح. بينما نجد أن الفقراء يميلون للارتباط بالأشخاص السلبيين أو غير الناجحين، مما يعزز التفكير السلبي ويحد من فرص النجاح.

التحكم في الخوف

الأثرياء لا يدعون مشاعر الخوف تسيطر عليهم. رغم أن الخوف من الفشل أو المخاطر قد يكون حاضرًا في حياتهم، إلا أنهم يتجاوزونه ويتخذون خطوات عملية نحو تحقيق أهدافهم. بينما الفقراء يميلون إلى التراجع أمام الخوف، مما يمنعهم من اقتناص الفرص أو المخاطرة المحسوبة التي قد تؤدي إلى النجاح.

الأموال تعمل لأجلهم

الأثرياء يفهمون قوة الاستثمار وكيفية جعل أموالهم تعمل لصالحهم، حتى عندما يكونون غير نشطين في العمل. في المقابل، الفقراء يعتمدون بشكل كبير على العمل المباشر للحصول على دخلهم، ولا يملكون استثمارات تدر عليهم دخلًا إضافيًا.

إدارة الأموال بحكمة

من السمات المميزة للأثرياء هو قدرتهم على إدارة أموالهم بحكمة وذكاء. فهم يجيدون التخطيط المالي وتحديد الأولويات، ما يتيح لهم تحسين أوضاعهم المالية باستمرار. على الجانب الآخر، يعاني الفقراء غالبًا من سوء إدارة أموالهم، ويقعون في فخ الاستهلاك الزائد أو القرارات المالية غير الحكيمة.

النتائج مقابل الوقت

الأثرياء يجنون ثمار عملهم بناءً على النتائج التي يحققونها، وليس فقط على الوقت الذي يقضونه في العمل. فهم يدركون أن القيمة الحقيقية تأتي من الإنجازات والنتائج، وليس من عدد الساعات التي يعملونها. بينما يعتمد الفقراء على الدخل الناتج عن الوقت والعمل المباشر، دون التفكير في طرق لزيادة القيمة المضافة.

عقلية المليونير ليست مجرد طريقة تفكير، بل هي نمط حياة يشمل الالتزام، الإصرار، والقدرة على رؤية الفرص والتعلم المستمر. الفرق بين الأغنياء والفقراء ليس فقط في المال الذي يمتلكونه، بل في كيفية تفكيرهم تجاهه وكيفية إدارتهم له.

مقالات مشابهة

  • توجيه من السيسي بشأن الاتحادات التي أثرت على سمعة الرياضة المصرية
  • مستقبل وطن: توجيهات الرئيس السيسي بإعادة تقييم الاتحادات الرياضية ترسخ مبدأ الشفافية
  • مصر.. توجيه عاجل من السيسي بعد تقييم أداء بعثة مصر الأولمبية في باريس
  • لمحاسبة المقصرين.. قرارات عاجلة من الرئيس السيسي بشأن أداء البعثة الأوليمبية في باريس 2024
  • الرئيس السيسي يوجه بإجراء تقييم شامل لأداء الاتحادات الرياضية المشاركة بأولمبيات باريس 2024
  • السيسي يوجه بإجراء تقييم شامل لأداء الاتحادات الرياضية المشاركة في البعثة الأولمبية المصرية بدورة باريس
  • د.مصطفي ثابت يكتب: “طفل ذكي ولكن مشتت: كيف نساعد أطفالنا على تنمية المهارات التنفيذية لمواجهة الحياة”
  • مصطفي ثابت يكتب.. “أسرار عقلية المليونير: كيف يفكر الأثرياء ويصنعون ثرواتهم”
  • مصطفي ثابت يكتب.. فن إدارة الاختلاف: دروس من الإمام الشافعي لتجاوز الخلافات بحكمة