تحى مصر اليوم، جنباً إلى جنب مع منظمة الأمم المتحدة، يوم السلام العالمي، لتطالب من خلاله باضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته لإنهاء الحروب الجارية وتعزيز عمليات السلام اللازمة طبقاً لقواعد القانون الدولى القائمة وتفعيلاً لمبادئ ومقاصد المنظمة العالمية.

باريس سان جيرمان يستضيف ستاد ريمس لتأكيد صدارته للدوري الفرنسي


لقد كانت مصر في طليعة الدول المساهمة في إحلال السلام عالمياً، بدءاً من دورها كمؤسس للأمم المتحدة، ولتجمعات الجنوب العالمى،  وعلى رأسها حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ٧٧ المطالبة بنظام دولى منصف، عادل، يحترم القانون الدولى ويحقق التطلعات التنموية لشعوب العالم أجمع، وهى الضمانة الأوثق لصيانة السلم والأمن الدوليين.


إن هذا الدور الرائد في جهود إحلال السلام امتد أيضاً إلى جميع الأزمات في الدول المجاورة، وعلى رأسها ليبيا والسودان والصومال من خلال الحفاظ على المؤسسات الوطنية في دول الجوار وتمكينها من أداء المسئولية المنوطة بها لخدمة لشعوبها وتحقيقاً لتطلعاتها. ولا تقتصر مساهمة مصر على المشاركة النشطة في جميع محادثات السلام ذات الصلة، وإنما تقوم كذلك بتسخير كافة قدراتها في دعم تلك الدول الشقيقة المجاورة لتجاوز محنتها الحالية واستعادة السلام والاستقرار المنشودين.
أما على الصعيد المفاهيمى، فقد كانت مصر رائدة في طرح رؤية لتحقيق السلام عالمياً، إذ كانت أول من طالب بمقاربة شاملة لبنية السلم والأمن الأممية، بمكونات صنع، وحفظ، واستدامة السلام، وذلك إبان عضويتها الأخيرة في مجلس الأمن عامي ٢٠١٦/٢٠١٧ ليتجاوز تعامل المجتمع الدولى التناول الجزئى الضيق للأزمات الدولية، وعلى نحو ما ساهمت به مصر في إقامة بنية السلم والأمن الأفريقية بتلك الأركان الثلاثة. كذلك لم تبخل مصر بأفكارها في طرح رؤية شاملة متسقة عن الحوكمة العالمية، إذ استضافت منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في يوليو الماضي استعدادًا لقمة المستقبل، بعنوان "أفريقيا في عالم متغير: إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية". وتناولت استنتاجات المنتدى أولويات التعددية، والحوكمة العالمية، وأجندة الوقاية العالمية والسلام المستدام، والترابط بين السلام والأمن والتنمية، ومستقبل عمليات السلام في أفريقيا، ودور الشباب من خلال التعليم لبناء السلام. وفى سياق مُكمل، تشارك مصر في المجموعة الاستشارية لصندوق بناء السلام.
وتعمل مصر على تكامل المنظومة الأممية والأفريقية لصيانة السلم والأمن الدوليين، من خلال عضويتها الحالية بمجلس السلم والأمن الأفريقي والاجتماعات التي سيعقدها تحت رئاسة مصر مع مجلس الأمن الأممى، جنباً إلى جنب مع تكامل دور مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد الصراعات، الذي تستضيفه مصر، مع لجنة وصندوق بناء السلام الأممى، بما يعظم من الموارد المتاحة ويحقق التناغم والتنسيق المطلوبين.
ولم يقتصر دور مصر في ربط الجهود الإقليمية بالأممية على النطاق الأفريقي، فقد قامت مصر خلال رئاستها الأخيرة لمجلس الأمن في ٢٠١٦ بمبادرة لعقد أول اجتماع مشترك مع مجلس جامعة الدول العربية بمقرها في القاهرة بعد سنوات طويلة من إنشاء المنظمتين، ليستكمل ذلك التشاور بين أمانتى المنظمتين.
وعلى صعيد بناء القدرات، فقد أسست مصر مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام في عام ١٩٩٤، بهدف المساهمة الفعالة في تدريب وتأهيل الكوادر المصرية والعربية والأفريقية والفرانكفونية، سواء العسكرية أو الشرطية أو المدنية في مجال حفظ السلام الذى كانت مصر، ولا تزال، رائدة فيه وهو ما ستحتفل به مجدداً في اليوم العالمى لحفظة السلام في ٢٩ مايو المقبل.
أخيراً وليس آخراً، يتم الاحتفال هذا العام تحت عنوان " زرع ثقافة السلام"، إذ تؤكد مصر -في هذا اليوم العالمي الذي تتصادف ذكراه مع مرور ربع قرن على اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة خطة عمل ثقافة السلام،-على أهمية الدور الذي تضطلع به منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في بناء حصون السلام في عقول البشر، وهو الدور الذي بات اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضي. ولقد كانت مصر من أوائل الدول المشاركة في تأسيس هذه المنظمة الدولية الهامة، وأولتها اهتماماً كبيراً من خلال مشاركتها النشطة في مجالسها ولجانها المختلفة، اقتناعاً منها بأن نشر السلام وتعزيز القيم الإنسانية لا يمكن أن يأتي دون توظيف التربية والعلم والثقافة والاتصال والمعلومات لتعزيز التعاون والاحترام المتبادل بين كافة شعوب العالم دون تفرقة. وفى هذا السياق، فقد رشحت مصر الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام منظمة "اليونسكو" في الانتخابات المقرر عقدها العام المقبل، إذ تعول كثيراً على شركائها وأصدقائها للحصول على التأييد لهذا الترشيح المصري، الذي تم اعتماده عربياً وأفريقياً على مستوى القمة.
وختاماً، وبمناسبة اليوم العالمى للسلام، تتعهد مصر مجدداً بمواصلة إسهامها الريادى في تحقيق تلك المقاصد الأممية على مختلف الأصعدة، إيماناً منها بأهدافها النبيلة واضطلاعاً من جانبها بمسئولياتها الأصيلة. وتذكر مصر بمبادرتها إقليمياً، إذن كانت أول من فتح الباب أمام عملية السلام في الشرق الأوسط بأكمله، الذى يتحقق بتلبية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وسائر حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، من خلال إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. ولا تزال مصر تقوم بدورها الريادى لتحقيق السلام المنشود من خلال إسهامها الأصيل في الوساطة لإنهاء العدوان على غزة، إذ تشدد مصر مجدداً، بمناسبة يوم السلام العالمى، على الوقف الفورى لإطلاق النار في غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية كاملة وإعادة الإعمار الفورية وتحقيق التسوية الشاملة بإحلال السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر يوم السلام العالمي منظمة الأمم المتحدة السلام السلم والأمن بناء السلام السلام فی کانت مصر من خلال مصر فی

إقرأ أيضاً:

رئيس حزب الريادة: استضافة مصر لقمة الثماني يؤكد دورها القيادي بالمنطقة

قال كمال حسنين، رئيس حزب الريادة، أمين تنظيم تحالف الأحزاب المصرية، إن استضافة مصر قمة منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي D8، حدث يؤكد مكانتها الرائدة كجسر بين الدول النامية ودورها المحوري في تعزيز الحوار الإقليمي والدولي.

الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي

وأشار أمين تنظيم تحالف الأحزاب المصرية، إلي أن مشاركة رؤساء وقادة الدول بما في ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، تعد فرصة لمناقشة القضايا المشتركة، خاصة تلك المتعلقة بالأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي، كما يأتي هذا المؤشر، على أهمية القمة والدور الذي تلعبه القاهرة كمنصة تجمع بين أطراف إقليمية ودولية متعددة رغم التحديات.

وأوضح كمال حسنين إلي أن هذه القمة تأتي في سياق اهتمام مصر بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الأعضاء، خاصة أن القمة تمثل منصة فريدة لمناقشة التعاون الاقتصادي بين دول تمتلك إمكانات تنموية هائلة، لكنها بحاجة إلى مزيد من التنسيق لتحقيق الأهداف المشتركة، في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.

ملتقى للحوار العربي والإسلامي والدولي

وأضاف رئيس حزب الريادة، أن استضافة مصر لهذه القمة تؤكد قدرتها على لعب دور الوسيط الفاعل و الراعي للحوار في المنطقة، وهو دور يتجاوز الجانب الاقتصادي ليشمل الأبعاد السياسية والأمنية، فالقاهرة، التي طالما كانت ملتقىً للحوار العربي والإسلامي والدولي، تثبت مجددًا قدرتها على احتضان الفعاليات الدولية التي تجمع دولًا ذات مصالح متباينة.

 

مقالات مشابهة

  • درة الكيانات الدولية
  • تعزز التعاون الدولي والإقليمي| خبير: قمة الثماني سلطت الضوء على الدور الريادي لمصر
  • «إكسترا نيوز» تبرز تبرز تقرير «الوطن» اليوم.. «إعلان القاهرة» لقمة الدول الثماني النامية
  • الجزائر تدعو إلى وضع إطار ملزم لمنع سوء استخدام الذكاء الاصطناعي العسكري
  • ياسر البخشوان: استضافة مصر لقمة الدول النامية يؤكد دورها الريادي في المنطقة
  • حزب الريادة: استضافة مصر قمة الدول النامية يؤكد دورها بالمنطقة
  • أبو الغيط: القوة في تصور إسرائيل تجلب السلام والأمن وهذا وهم
  • «الشعب الجمهوري»: نتطلع لنتائج إيجابية من قمة «D-8» تحقق السلم والأمن الإقليمي
  • رئيس حزب الريادة: استضافة مصر لقمة الثماني يؤكد دورها القيادي بالمنطقة
  • عاجل - رئيس وزراء بنجلاديش: دور مصر كبير فى تعزيز التعاون الدولى ودعم القيم المشتركة