جريمة حرب.. بيلاروسيا تختطف أطفالاً أوكرانيين وتمحو هويتهم ولغتهم
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الحكومية، تم تنظيم رحلة من شرق أوكرانيا إلى بيلاروسيا من قبل جمعية تالاي الخيرية بدعم شخصي من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الرجل الذي وصف نفسه بأنه "آخر ديكتاتور في أوروبا" لنقل العديد من الأطفال الأوكرانيين من المناطق التي تم الإستيلاء عليها بواسطة القوات الروسية.
وبحسب تحليل نشرته فورين بوليسي، صور بث على تلفزيون مملوك للدولة وصول الأطفال في سبتمبر الماضي على أنه عمل إنساني، لكن الخبراء القانونيين الدوليين والمسؤولين الحكوميين الأمريكيين، قالوا أن تلك العملية من المحتمل أن ترتقي لتكون جريمة حرب.
وأضاف تحليل فورين بوليسي، أن من بين جميع الفظائع التي اتُهمت القوات الروسية بارتكابها منذ الغزو، جاء الترحيل المنظم للأطفال الأوكرانيين إلى روسيا علي مرأي ومسمع من المجتمع الدولي.
يقدر المسؤولون الأوكرانيون أن حوالي 20 ألف طفل قد نُقلوا إلى روسيا فيما وصفه باحثون في جامعة ييل بأنه برنامج منهجي للتبني القسري لأطفال أوكرانيا وتلقينهم عقائدهم.
رغم أن دور روسيا في ترحيل الأطفال الأوكرانيين موثق جيدًا، إلا أن تفاصيل بدأت في الظهور عن عملية مماثلة تتم في بيلاروسيا وهو الامر الذي يمكن أن يعرض المتورطين، بما في ذلك لوكاشينكو، لاتهامات بارتكاب جرائم حرب.
ووفقا للتقرير الذي نشرته مجلة فورين بوليسي، تم توثيق وصول مجموعات من مئات الأطفال من شرق أوكرانيا إلى بيلاروسيا، حيث يتم إرسالهم إلى معسكرات ترفيهية كبيرة. وقال واين جوردش، محامي حقوق الإنسان الذي يساعد تحقيقات الحكومة الأوكرانية في جرائم الحرب: أن "المعلومات حول هذه المعسكرات شحيحة".
قالت كاترينا راشيفسكا، محامية حقوق الإنسان الأوكرانية التي تحقق في دور بيلاروسيا، مع تحرير مساحات من الأراضي الأوكرانية في هجوم مضاد العام الماضي، بدأت تظهر قصص عن آباء يائسين يسافرون إلى روسيا بحثًا عن أطفالهم. لكن أولئك الذين نُقلوا إلى بيلاروسيا جاءوا من مناطق لا تزال تحت الاحتلال الروسي وخارجة عن متناول المحققين.
من خلال تتبع المنشورات على الشبكات الاجتماعية، والتقارير في وسائل الإعلام الحكومية، وجدت منظمة بيلاروسية معارضة، دليلاً على أن ما لا يقل عن 2100 طفل أوكراني نُقلوا إلى بيلاروسيا من الأراضي المحتلة بين سبتمبر 2022 ومايو من هذا العام.
تم تمويل عمليات الترحيل إلى بيلاروسيا من قبل دولة الاتحاد، وهو اتحاد اقتصادي وسياسي بين موسكو ومينسك، وفقًا لتصريحات مسؤول كبير.
تصف منشورات مؤسسة تالاي على وسائل التواصل الاجتماعي وتقارير في وسائل الإعلام الحكومية الأطفال بأنهم من خلفيات متنوعة: منهم الأيتام والأطفال ذوي الإعاقة وأولئك الذين ينتمون إلى أسر فقيرة وأولئك الذين يعيشون في منازل الأطفال.
توفر اتفاقيات جنيف، التي تعتبر العمود الفقري للقانون الدولي الإنساني، أحكامًا مفصلة بشأن معاملة الأطفال وإجلائهم في زمن الحرب: يجب إجلاء الأطفال إلى دولة ثالثة محايدة إن أمكن، ويجب الحصول على موافقة كتابية من قبل الأوصياء عند قيامهم بذلك. يقول الخبراء إن عمليات الترحيل إلى روسيا وبيلاروسيا هي انتهاك صارخ لتلك المبادئ.
تحظر اتفاقيات جنيف صراحة أي جهود لتغيير هوية أو جنسية الأطفال الذين تم إجلاؤهم من مناطق الحرب. كان أحد أكثر الجوانب المثيرة للجدل لترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين هو تصميم موسكو على تلقينهم ومحو لغتهم وثقافتهم الأوكرانية وتسريع مواطنتهم الروسية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جريمة حرب أوكرانيا بيلاروسيا لوكاشينكو إلى بیلاروسیا إلى روسیا
إقرأ أيضاً:
مجموعات استطلاع روسية تأسر جنودا أوكرانيين في دونيتسك
أسرت مجموعات الاستطلاع التابعة لقوات "الجنوب" الروسي عددا من الجنود الأوكرانيين في هجوم على موقع لقوات كييف في محيط مدينة سيفيرسك بجمهورية دونيتسك.
وقال قائد اللواء السادس في الجيش الروسي في حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية إنه "خلال تقدم الوحدات القتالية التابعة للواء السادس للقوات الروسية، نفذت فرق الاستطلاع التابعة للمجموعة العسكرية "الجنوب" هجوما على نقطة ارتكاز تابعة للقوات الأوكرانية وأسروا عددا من الجنود في محور بلدة سيفيرسك بجمهورية دونيستك الشعبية".
وأضاف:" تسطير القوات الأوكرانية حاليا على مجموعة تلال استراتيجية في محيط بلدة سيفيرسك بجمهورية دونيتسك الشعبية، تتمركز عليها المدفعية والطائرات المسيرة".
وتابع: "استفدنا من سوء الأحوال الجوية وحقيقة أن العدو لم يكن يتوقع وجودنا في هذه المنطقة جعله غافلا عن تحركاتنا في موقع مكشوف كهذا النسبة له، بل ولم يكن يشك حتى في إمكانية تقدمنا عبر هذه المنطقة".
وأشار إلى أنه خلال العمليات الهجومية التي نفذتها الوحدات المجاورة للمجموعة، وبينما كان العدو يراقب الهجوم على الأجنحة شنت فرق الاستطلاع مستغلة سوء الأحوال الجوية غارة هجومية على إحدى المواقع المحصنة التابعة للقوات الأوكرانية، وعادوا بعد ذلك بنجاح ومعهم أسرى.
وقال أحد الجنود الأوكرانيين الذين تم أسرهم: "كنا نتجه نحو المواقع، واندلع تبادل لإطلاق النار فألقيت بندقيتي، اقترب مني الجنود الروس وأسروني، ثم وضعوا قبعة على رأسي وأخذوني إلى مواقعهم".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على 300 عسكري أوكراني خلال 24 ساعة في مقاطعة كورسك وبلوغ خسائر قوات كييف هناك 42740 فردا، ومئات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية، فيما تواصل القوات الروسية تقدمها على كافة الجبهات.
عائشة الدبس.. أول سيدة في الحكومة السورية الجديدة
في خطوة لافتة ضمن التحولات السياسية في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، أعلنت إدارة الشؤون السياسية التابعة لحكومة تصريف الأعمال السورية، اليوم ، تعيين السيدة عائشة الدبس مسؤولة عن مكتب شؤون المرأة، وتعد هذه الخطوة الأولى من نوعها في الإدارة السورية الجديدة، حيث تعتبر الدبس أول مسؤولة رفيعة المستوى تعنى بقضايا المرأة.
ونشرت إدارة الشؤون السياسية عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي صورة لعائشة الدبس، مشيدة بخبرتها في العمل المدني والإنساني، وتعرّف الدبس عن نفسها عبر حسابها على "فيسبوك" بأنها "شخصية عامة وناشطة في مجال تطوير المرأة وتنمية العمل المدني والإنساني"، وهو ما يعكس توجهاً جديداً نحو تعزيز دور المرأة في المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.
تعيين الدبس يأتي في إطار الجهود المبذولة من قبل حكومة تصريف الأعمال لإشراك النساء في عملية إعادة البناء السياسي والاجتماعي في سوريا، ويعد هذا القرار بمثابة إشارة إيجابية نحو تمكين المرأة وإبراز دورها في صنع القرار، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المجتمع السوري بعد سنوات طويلة من الصراع والحرب.
الخطوة لاقت ترحيباً واسعاً من نشطاء المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان، حيث أكدوا أن تعيين شخصية ذات خلفية ناشطة في قضايا المرأة والتنمية يعد مؤشراً على جدية الإدارة السورية الجديدة في تحقيق التغيير المنشود.
ويأتي تعيين عائشة الدبس في وقت تعمل فيه الإدارة السورية الجديدة على إعادة تشكيل المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد، وسط تطلعات لإحداث تغييرات جذرية تعيد لسوريا مكانتها الطبيعية على المستويين الإقليمي والدولي.