يُعد اغتيال القيادى فى حزب الله ابراهيم عقيل قائد العمليات الخاصة فى الحزب ومعه عشرة اخرون من ابرز قيادات وحدة الرضوان والتى جاءت بعد ثلاثة ايام من عملية تفجير أجهزة اتصالات حزب الله اللبناني , والتى تعد أكبر خرق أمني إسرائيلي للحزب، وضربةً موجعة لهيبته ولمعنويات مناصريه وبيئته،خاصة وانها جاءت بعد افل من شهرين من اغتيال القائد العسكرى لحزب الله فؤاد شكر , الامر الذى يؤكد انها أوصلت رسالةً إلى الحزب بأن إسرائيل قادرة على إيقاع ضرر كبير بقدراته دون الحاجه لخوض حرب شاملة طلاق .

اغتالت إسرائيل رئيس شعبة العمليات في «حزب الله» إبراهيم عقيل في غارة استهدفته في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، في منطقة الجاموس المكتظة، ما أدت إلى سقوط مبنيين ومقتل 15 شخصاً على الأقل بينهم أطفال، وإصابة أكثر من 70 بجروح «8 منهم في حالة حرجة» وفقدان 17 شخصاً .

وأكدت جماعة حزب الله اللبنانية مقتل القائد العسكري البارز بالجماعة إبراهيم عقيل، ووصفته بأنه أحد كبار قادتها .

وعقيل هو واحد من قياديين رفيعي المستوى في «الحزب» يشغلون مقاعد في «المجلس الجهادي» الذي يعد بمثابة القيادة العسكرية للحزب، ويُعتقد أنه تَسَلَّمَ قيادة «قوة الرضوان» الشهيرة بعد اغتيال إسرائيل القائد العسكري لـ«الحزب» فؤاد شكر.

إبراهيم عقيل، يعد قائدا لوحدة النخبة في الحزب المعروفة باسم «قوة الرضوان»،  وهو المطلوب من الولايات المتحدة، كان الرجل العسكري الثاني في (حزب الله) بعد فؤاد شكر.  وهو  رقم 3 بـ(الحزب) وحديثاً أصبح رقم 2 .

ومن المؤكد ان اغتيال عدد من قيادات شعبة العمليات في (قوة الرضوان) ومنهم معدّو خطة احتلال الجليل وكما يقول  موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤول إسرائيلي قوله: «قتلنا كامل القيادة العليا لـ(قوة الرضوان) في (حزب الله) وعددهم 20, هذا كله يوضح حجم الاختراق للحزب , وعمق الازمة التى بات يواجهها أمنيا , خاصة انها المرة الثالثة التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي الضاحية الجنوبية، معقل «حزب الله»، حيث اغتال في ضربة جوية شهر يناير ، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» صالح العاروري مع 6 آخرين، واغتالت في 30 يوليو ، الرجل الثاني في «حزب الله» فؤاد شكر بغارة في قلب الضاحية.

بينما كانت التفجيرات المتزامنة لأجهزة نداء آلي (البيجر) يحملها عناصر من حزب الله اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة الجنوب والبقاع، وسورية والعراق أيضاً، في 17 سبتمبر 2024، أدت إلى مقتل 11 شخصاً وإصابة نحو 3000 جُلهم ينتمون لحزب الله، من عسكريين ومدنيين. وتبعتها في اليوم التالي موجة تفجيرات متزامنة أخرى لأجهزة اتصال لاسلكي (ووكي توكي) يحملها عناصر الحزب أدت إلى مقتل 20 شخصاً، وجرح أكثر من 450 شخصاً.

ومع أن إسرائيل لم تتبنَّ هذه العملية رسمياً، فإن حزب الله حمَّلها في بيان رسمي "المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي". ووفقاً للتقارير الإعلامية، يبدو أن إسرائيل نجحت في زرع شُحنة متفجرة في هذه الأجهزة التي اشتراها حزب الله في الأشهر الأخيرة، وهذا ما يُفسر أن التفجيرات اقتصرت على أجهزة الاتصالات اللاسلكية التي يحملها أفراد حزب الله ولم تتسع لتشمل كل الأجهزة العاملة في لبنان. وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قد طلب في خطاب له، في 14 فبراير 2024، من مقاتلي الحزب وأنصاره وسكان المناطق الحدودية في جنوب لبنان التخلي عن الهواتف المحمولة التي وصفها بـ"العميل القاتل"، وبالترافق مع ذلك زاد الحزب من الاعتماد في شبكة اتصالاته على أجهزة النداء الآلي وأجهزة "الووكي توكي" باعتبارها وسيلة أكثر أمناً للتواصل، في وجه قدرات الاختراق الإلكترونية المتقدمة لإسرائيل.

الخرق الأمني الأكبر

وتُعد هذه العملية "أكبر خرق أمني" إسرائيلي لحزب الله، وضربةً موجعة لهيبة الحزب ولمعنويات مناصريه وبيئته، وبخاصة مع المشاهد المروعة التي رافقت آلاف الانفجارات التي وقعت في الشوارع والأسواق والمكاتب في المناطق التي تمثل حاضنة شعبية للحزب. وأوصلت العملية رسالةً إلى الحزب وعناصره وأنصاره أن إسرائيل -بقدراتها الاستخبارية والإلكترونية- قادرة على إيقاع خسائر كبيرة بقدرات الحزب دون إطلاق رصاصة واحدة.

كما أن للهجوم الإسرائيلي تداعيات عملية على قدرات حزب الله، فإصابة نحو ثلاثة آلاف من كوادر الحزب، عسكريين ومدنيين، يعني خروج المئات من هؤلاء من الخدمة الفعلية، ما سينعكس سلباً على قدرات الحزب التنظيمية والقتالية.

مثَّلت العملية الإسرائيلية "أكبر خرق أمني" لحزب الله، ووجهت ضربةً موجعة لهيبة الحزب ولمعنويات مناصريه وبيئته (
والأخطر أن هذه العملية تمسّ بدُرة التاج لدى حزب الله، وهي شبكة الاتصالات الخاصة به، والمعروف أن حزب الله اجتاح بيروت، في مايو 2008، من أجل منع قرار حكومة فؤاد السنيورة آنذاك بمصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاصة بالحزب. فنجاح إسرائيل في تعطيل جزء من وسائل الاتصال التي كان يحسبها الحزب آمنة، وكشْفها، سيضطره إلى إعادة بناء شبكة الاتصال، وهذا الأمر لن يكون سهلاً، أو سريعاً، في ضوء التحديات التقنية التي سيواجهها الحزب نظراً للتفوق الإلكتروني والسيبراني الإسرائيلي، فضلاً عن أن هذا التعطيل قد يؤثر سلباً في خطط تسيير حزب الاستنزاف الحالية مع إسرائيل.

 

ويمكن القول ان لهذه العملية النوعية التي استهدفت حزب الله سياقان:    

الأول، بَعيد، يتصل بما تُسمى "حرب الإسناد" التي أطلقها حزب الله ضد شمال إسرائيل بعد يوم واحد من عملية "طوفان الأقصى"، وذلك لتخفيف الضغط العسكري على حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية، ولدفع إسرائيل إلى وقف حربها على القطاع. ومنذ ذلك الوقت تدور حرب استنزاف بين الحزب وإسرائيل على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، أدت إسرائيلياً إلى نزوح أكثر من 80 ألف إسرائيلي من بلْدات ومستوطنان الشمال، وهو ما شكّل ضغطاً كبيراً، سياسياً واقتصادياً، على الحكومة الإسرائيلية.

والسياق الثاني، قريب، إذ وقعت هذه العملية على أثر اتخاذ المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت الإسرائيلي)، قراراً في 16 سبتمبر بتوسيع أهداف الحرب من طريق إدراج هدف "إعادة سكان الشمال إلى مناطقهم بأمان"، بالتزامن مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بأن الحرب دخلت في مرحلة جديدة، وأن "مركز الثقل للحرب ينتقل إلى الشمال"، وفق تصريح وزير الأمن يوآف غالانت، وتصريح نتنياهو الذي قال فيه إنه هناك حاجة إلى "تغيير جذري في الوضع الأمني في الشمال"

حجم الخروقات الامنية كبير .. فكيف المواجهة ؟

ان حجم الاختراق الحاصل داخل حزب الله مرتبطا بـ كبير جدا وقد يكون مرتبطا بعملاء وهنا يطرح التساؤل حول مدى قدرة الحزب على مواجهة هذا الاختراق

وهل بإمكانه سد الثغرات؟

خاصة وان المواجهة مصر اسرائيل التى تتمتع بتاريخ طويل في تنفيذ هجمات معقدة في إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن، رغم أنها لا تعلن في معظم الأحيان عن مسؤوليتها.

وخلال العقد الماضي، نجحت إسرائيل في اغتيال عدد من العلماء النوويين الإيرانيين، منهم محسن فخري زاده في 2020، والذي كان يعتبر العقل المدبر للبرنامج النووي الإيراني.

وقبل ذلك يعتقد أنها نجحت في سرقة الأرشيف النووي الإيراني من مخزن في طهران في عام 2018 في عملية معقدة.

وبعد حرب غزة تصاعدت حدة العمليات الاستخباراتية.

وكان آخرها قبل تفجيرات البيجر واللاسلكي في لبنان، وذلك في تنفيذ عملية إنزال خاصة في مركز البحوث العلمية بمدينة مصياف وسط سوريا، وفقا لمسؤولين نقل عنهم موقع "أكسيوس" وصحيفة "نيويورك تايمز"، الأسبوع الماضي.

ويمكن القول ان الخروقات التي تعرض لها حزب الله تهدف إلى إظهار الضعف الأساسي داخل جهاز الأمن التابع له  , خاصة ان هذه الخروقات عميقة للغاية، بحيث  تتسبب في هز المنظمة حتى الصميم .

وان مكان الأمر الأكثر إثارة للدهشة , هو أن الحزب كان من المفترض أن يكون لديه بعض البصيرة بشأن الثغرات التي قد تحاول إسرائيل استهدافه فيها.

وتتطلب عملية إغلاق الثغرات قدرا كبيرا من إعادة الهيكلة والوقت والمال، فالضرر الذي لحق بالشعور بالأمن سوف يكون غير قابل للإصلاح على الأقل في الأمد القريب. فضلا عن ذلك فإن الأعداد المستهدفة كانت ضخمة بتفجيرات البيجر واللاسلكي .

وتشير تفجيرات أجهزة البيجر واللاسلكي، إلى جانب الضربات الدقيقة التي تشنها إسرائيل على منصات إطلاق حزب الله والطرق وأنظمة القيادة والمخازن والمواقع الأخرى إلى أن إسرائيل تتجه نحو شل هيكل قيادة الجماعة المرتبطة بإيران .

وقد يكون ما سبق إما تحضيرا لهجوم واسع النطاق أو مؤشرا على المزيد من الضربات المستهدفة القادمة , خاصة ان الهجمات الأخيرة، وخاصة تفجيرات البيجر واللاسلكي أثرت بشكل كبير على نظام قيادة حزب الله، ومن المرجح أن "يظل معطلا لفترة قصيرة".

نهاية

من المؤكد أن حزب الله أو إيران لديهما القدرة الصناعية لتلبية جميع احتياجاتهما بشكل مستقل , ولذل لا مفر من أن يحتاجا إلى الحصول على المزيد من المعدات من الموردين الأجانب ، وأنهما قد يلجآن إلى حلفاء مثل روسيا أو الصين، لكن لا يبدو أن هذا هو الحال في الوقت الحالي".

وفي الأمد القريب، قد يتبنى حزب الله استراتيجيات مماثلة لحماس قبل السابع من أكتوبر، من خلال تقليل اعتماده على الأنظمة الإلكترونية والاعتماد بشكل أكبر على المحادثات وجها لوجه أو الوسائل التقليدية مثل الرسل البشريين , وان كان حزب الله أكبر وأكثر نشاطا من حماس، وبالتالي فإن تنفيذ مثل هذه التدابير على نطاق واسع سيكون تحديا كبيرا بالنسبة له .

ان  الحرب الأمنية نقوم على أساسين الأول هو الاختراق البشري والثاني هو الاختراق التكنولوجي السيبراني .

د. حامد محمود 

المدير التنفيذى لمركز الفارابى للدراسات السياسية والاستراتيجية

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحرب الأمنية الاسرائيلية حزب الله إبراهيم عقيل

إقرأ أيضاً:

بالأرقام.. المركز التكنولوجي بحي المناخ في بورسعيد يستقبل 6185 طلبًا خلال شهرين

استقبل المركز التكنولوجي لخدمة المواطنين بحي المناخ في بورسعيد خلال شهري يناير وفبراير 2025 ما يقارب **6185 طلبًا** من أهالي الحي، وذلك ضمن 63 خدمة إلكترونية يقدمها المركز. كما استقبل **68 طلبًا** للتـصالح في مخالفات البناء منذ بدء استقبالها في 7 مايو الماضي، وجارٍ التعامل معها وفق الإجراءات المقررة.

وأكد **محمد أحمد فواز**، رئيس حي المناخ، أن المركز استقبل نحو 7000 مواطن** خلال الشهرين المذكورين، مشيرًا إلى أن نسبة إنهاء الطلبات المقدمة بلغت 98%، حيث تم الانتهاء من 6075 طلبًا، بينما لا يزال هناك 110 طلبات قيد الإنجاز بسبب انتظار استكمال بعض الأوراق من طالبي الخدمة.

ففي يناير 2025: تقدم المواطنون بـ3611 طلبًا، تم الانتهاء من 3576 طلبًا (بنسبة إنجاز 99%)، بينما لا يزال 35 طلبًاقيد المعالجة.

وفي فبراير 2025: بلغ عدد الطلبات 2574 طلبًا، ، تم الانتهاء من 2499 طلبًا (بنسبة 97%)، وجارٍ إنهاء *75 طلبًا.

يأتي هذا الإنجاز ضمن خطة محافظة بورسعيد لتطوير الخدمات الحكومية، حيث تم تطوير المركز التكنولوجي بحي المناخ كأحد 8 مراكز تكنولوجية تقدم 62 خدمة إلكترونية، مما يقلل التعامل المباشر بين الموظفين والمواطنين، ويسرع إنجاز المعاملات، ويدعم سياسة مكافحة الفساد والتحول الرقمي.

ويتميز المركز بمساحة 75 مترًا مربعًا، ويضم **10 شبابيك إلكترونية** تتيح استقبال 24 مواطنًا في الوقت نفسه، كما يوفر نظام التحصيل الإلكتروني للخدمات (مثل الكهرباء والغاز) مع إرسال إشعارات السداد عبر الرسائل النصية.

يعمل المركز على تعزيز الحوكمة الإلكترونية، وتحسين الأداء عبر ربط الإدارات بشبكة معلومات داخلية، وتدريب العاملين لرفع كفاءة خدمة الجمهور، كما يتم ربطه بشبكة مراكز المحافظة ووزارة التخطيط لضمان التكامل والشفافية.

مقالات مشابهة

  • ما هي الدول التي ستنضم إلى اتفاقيات «التطبيع» مع إسرائيل؟
  • بالأرقام.. المركز التكنولوجي بحي المناخ في بورسعيد يستقبل 6185 طلبًا خلال شهرين
  • بعد مواقف سلام من سلاحه:أيّ خيارات لـحزب الله ؟
  • بمواصفات عالمية.. محافظ المنيا يضع حجر أساس المركز التكنولوجي الجديد
  • سرقة فيلا في الضنية.. والأجهزة الأمنية تتحرك
  • صحيفة أميركية: إسرائيل تعتزم شن عملية برية واسعة النطاق في غزة
  • اللاءات العسكرية الأميركية الاسرائيلية…وتشابه الردود الحمساوية الايرانية عليها..؟
  • ماهي المكاسب التي تنتظرها واشنطن من مفاوضات إنهاء الحرب في أوكرانيا ؟
  • دعاء الصائم عند الإفطار .. اغتنم الدعوة التي لا ترد
  • إسرائيل تعلن إغتيال عضو مكتب حماس السياسي