الجزيرة:
2025-04-01@01:01:09 GMT

4 نقاط تشرح لماذا لن تلحق أوروبا بأميركا اقتصاديا؟

تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT

4 نقاط تشرح لماذا لن تلحق أوروبا بأميركا اقتصاديا؟

سلط تحليل عميق نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على الفجوة الاقتصادية المتزايدة بين أوروبا والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن أوروبا على الرغم من جهودها الكبيرة لتحفيز النمو الاقتصادي فإنها لم تتمكن من اللحاق بالنمو الأميركي، الذي لم يكن نتاجًا لتخطيط مفصل بقدر ما كان نتيجة لمزيج من العوامل الثقافية والاقتصادية الفريدة.

ويشير التحليل إلى أن هذه الفجوة آخذة في الاتساع منذ عقدين من الزمن، رغم أن أوروبا كانت أصلا أفقر من الولايات المتحدة.

1- التخطيط الأميركي في مقابل الأوروبي

وعلى الرغم من عدم وجود خطة اقتصادية واضحة لدى الولايات المتحدة منذ مطلع الألفية، فإنها تمكنت من التفوق على أوروبا، وفق فايننشال تايمز.

في المقابل، كانت أوروبا تعمل منذ عام 2000 وفقًا لأجندة لشبونة التي تهدف إلى بناء "اقتصاد قائم على المعرفة الأكثر ديناميكية في العالم". ومع ذلك، لم تتمكن من تحقيق هذه الأهداف.

على الرغم من عدم وجود خطة اقتصادية واضحة لدى الولايات المتحدة منذ مطلع الألفية، فإنها تمكنت من التفوق على أوروبا (غيتي)

ويشير التقرير إلى أن أوروبا، مع كل تقاريرها وخططها مثل تقرير ماريو دراغي الأخير، لم تستطع مواكبة النمو الاقتصادي الأميركي المتزايد.

2- الجمائية والرفاهية الاجتماعية

وتعرض التحليل للسياسات الاقتصادية الحمائية التي تبناها الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرًا، وهو النهج الذي تعرض لانتقادات من قادة أوروبيين مثل ماريو دراغي.

ووفقًا للصحيفة، فإن دراغي يرى أن السياسات الحمائية الأميركية قد تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي على حساب التعاون العالمي، لكن المشكلة الأكبر تكمن في أن أوروبا، حتى لو أرادت تبني النهج نفسه، ستواجه تحديات هيكلية وثقافية كبيرة تحول دون تطبيقها بنجاح.

وتشير الصحيفة إلى أن أوروبا ليست دولة قومية موحدة، وهذا أحد أهم الأسباب التي تجعلها غير قادرة على تبني سياسات اقتصادية تشبه ما يجري في الولايات المتحدة أو الصين. فالاتحاد الأوروبي يضم 27 دولة تختلف لغويًا وثقافيًا، مما يجعل من الصعب عليها تنفيذ سياسات اقتصادية متكاملة.

على سبيل المثال، يشير المقال إلى أن سوق العمل في الولايات المتحدة موحد بشكل كبير بفضل اللغة المشتركة، في حين تفتقر أوروبا إلى هذا العنصر الأساسي.

إضافة إلى ذلك، فإن أوروبا تتمتع بتوقعات أعلى للرفاهية الاجتماعية مقارنة بالولايات المتحدة، حيث يعتمد المواطنون على الدولة لتوفير مستويات عالية من الدعم الاجتماعي. هذا يجعل من الصعب على القادة الأوروبيين اتخاذ قرارات تقشفية أو تخفيض الإنفاق الحكومي دون المخاطرة باندلاع اضطرابات اجتماعية.

ومن الأمثلة على ذلك، ما واجهه كل من مارغريت تاتشر وإيمانويل ماكرون من معارضة شديدة لسياساتهم الاقتصادية.

3-تحديات ديمغرافية وموارد طبيعية

ويتطرق التحليل أيضًا إلى الفجوة الديمغرافية بين أوروبا والولايات المتحدة. ففي تسعينيات القرن الماضي، كانت أعمار السكان في الولايات المتحدة وأوروبا متقاربة نسبيًا، ولكن الفجوة ازدادت بشكل ملحوظ خلال العقدين الأخيرين، حيث أصبحت أوروبا تعاني من شيخوخة سكانية أكبر مقارنة بالولايات المتحدة.

التحليل يشير إلى أن ماريو دراغي يحاول من خلال تقريره الأخير وضع إستراتيجيات لتعزيز القدرة التنافسية للقارة لكنها قد لا تكون كافية (رويترز)

وبالإضافة إلى ذلك، تمتعت الولايات المتحدة بميزة جغرافية من خلال اكتشافات النفط والغاز الصخري، مما أسهم في تعزيز اقتصادها بشكل كبير، بينما لم تحظ أوروبا بنفس الحظ الجيولوجي.

4- تحديات تكنولوجية

ومن التحديات التي تواجه أوروبا أيضًا -وفق الصحيفة- عدم قدرتها على مواكبة الثورة التكنولوجية بنفس الكفاءة التي تظهرها الولايات المتحدة.

فالتقرير يوضح أن الشركات الناشئة في الولايات المتحدة تتمتع بسهولة في التوسع والنمو بفضل البيئة الاقتصادية المرنة واللغة الموحدة، وهو أمر يصعب تحقيقه في أوروبا التي تفتقر إلى سوق عمل موحد ولغة مشتركة تسهم في دعم رواد الأعمال والمستثمرين.

هل يمكن لأوروبا اللحاق بالولايات المتحدة؟

في النهاية، يخلص التحليل إلى أن العوائق الهيكلية والثقافية في أوروبا تجعل من الصعب عليها اللحاق بالولايات المتحدة اقتصاديًا.

ويضيف أن أوروبا قد تواجه تحديات جديدة في المستقبل، مما يجعل تحقيق النمو الاقتصادي على غرار النموذج الأميركي أمرًا غير مرجح.

ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن القادة الأوروبيين بحاجة إلى التفكير في إستراتيجيات اقتصادية جديدة تتناسب مع الخصوصيات الأوروبية، بدلا من محاولة تقليد النموذج الأميركي الذي قد لا يتناسب مع واقع القارة العجوز.

ورغم كل التحديات التي تواجه أوروبا، يشير التحليل إلى أن ماريو دراغي يحاول من خلال تقريره الأخير وضع إستراتيجيات لتعزيز القدرة التنافسية للقارة. ومع ذلك، فإن هذه الإستراتيجيات قد لا تكون كافية بسبب التحديات الثقافية والسياسية التي تواجه أوروبا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الولایات المتحدة بالولایات المتحدة النمو الاقتصادی أن أوروبا إلى أن

إقرأ أيضاً:

“العملاق الصامت” يخيف الولايات المتحدة!

الولايات المتحدة – يشير الخبير الأمريكي براندون ويخرت إلى أن القدرات الفريدة للطائرة الروسية “Tu-214R” التي تعتبر حاليا واحدة من أحدث طائرات الاستطلاع المتكاملة في العالم، تقلق الولايات المتحدة.
ويذكر أن هذه الطائرة صممت في الأصل على أساس طائرة ركاب لأن هذا يجعل تشغيلها رخيصا ويخلق ظروف عمل مريحة للطاقم. علاوة على ذلك، تطير الطائرة المدنية بهدوء أكثر من طائرة النقل العسكرية، وهو ما ينعكس حتى في اللقب الذي حصلت عليه من الأميركيين. وهناك عامل مهم آخر وهو أن تكون الطائرة قادرة على البقاء في الجو، وإجراء الاستطلاع، لفترة زمنية كبيرة. يمكن للطائرة Tu-214R البقاء في الجو لمدة تصل إلى 9 ساعات.

وتتميز طائرة الاستطلاع بعدد من الاختلافات الخارجية المذهلة عن الطائرة المدنية. تظهر الأغطية المميزة أسفل جسم الطائرة وعلى جوانبها. وتوجد خلفها أجهزة استشعار قوية وهوائيات رادار ومعدات بصرية.

وتخفي النتوءات الموجودة في مقدمة الطائرة نظام الاستطلاع البصري Fraction، الذي صمم للحصول على صور وفيديو عالية الدقة ليلا ونهارا في نطاق الأشعة تحت الحمراء المرئية. أما هوائيات الرادار متعدد الترددات MRK-411 فتقع في الأغطية الجانبية. أي على عكس طائرات الإنذار المبكر المحمولة جوا، المزودة بهوائي دوار ضخم مثبت على جسم الطائرة، فإن هوائيات الرادار هنا لا تبرز كثيرا على جسم الطائرة، ما يؤدي إلى تحسين أداء الطيران بشكل كبير.

والنقطة الأساسية هي أن هذا رادار بهوائي صفيف مرحلي نشط. ويعمل رادار الرؤية الجانبية MRK-411 بمبدأ الفتحة المركبة، وهو الميزة الرئيسية للطائرة. يسمح هذا المبدأ للرادار بالحصول على صور مفصلة للأهداف على مسافات بعيدة. ويقال إنه قادر على تتبع الأهداف على مسافة تصل إلى 400 كيلومتر في الوضع السلبي، وما يصل إلى 250 كيلومترا في الوضع النشط، ما يوفر صورا في الوقت الفعلي مباشرة إلى المقر الرئيسي ومراكز القيادة. ومع ذلك، لا يمكن الاختباء من الرادار بنفس الطريقة التي يمكن بها الاختباء من المراقبة البصرية. إنه يرى الأشياء بشكل مثالي تحت شبكات التمويه، وأوراق الشجر، والثلوج، وحتى بعمق صغير تحت سطح الأرض.

ويعتقد الخبراء أن الطائرة لم تكشف بعد عن إمكاناتها الكاملة. وقد تسمح المعدات الإلكترونية المتقدمة، المستخدمة حاليا في الاستطلاع الإلكتروني، للطائرة في المستقبل بالعمل كمركز تحكم جوي لأسراب الطائرات المسيرة.

المصدر: mail.ru

مقالات مشابهة

  • NYT: كيف عزّز ترامب انعدام الثقة ودفع حلفاء الولايات المتحدة بعيدا؟
  • لماذا يستحيل على ترامب الترشح لولاية ثالثة؟
  • أوروبا تتأهب لرسوم ترامب الجمركية على صادراتها إلى الولايات المتحدة
  • نيويورك تايمز تكشف تفاصيل خفية عن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا
  • شولتس: الاتحاد الأوروبي مستعد لمواجهة الولايات المتحدة
  • بعض الأسئلة التي تخص قادة الجيش
  • نائب الرئيس الأميركي يتفقد قاعدة عسكرية في زيارة مثيرة للجدل إلى غرينلاند
  • “العملاق الصامت” يخيف الولايات المتحدة!
  • بسبب تراجع التمويل الأميركي.. منظمة الصحة العالمية تقترح خفض الوظائف وتقليص الميزانية
  • ترامب: الولايات المتحدة بحاجة إلى غرينلاند