مفتي الجمهورية: الإسلام دعا إلى الحوار وأسس له نظريا في القرآن الكريم
تاريخ النشر: 21st, September 2024 GMT
ألقى الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، كلمة رئيسية في فعاليات المنتدى الإسلامي العالمي المنعقد في موسكو، وركز في كلمته على أهمية الحوار الإنساني كأداة أساسية لتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب، مشددًا على ضرورة تبنيه كبديلٍ فعال للصراع والنزاع الذي يسيطر على أجزاء كثيرة من العالم.
وقال مفتي الجمهورية: «نجتمع اليوم بهدف بحث قيمة الحوار كأساس للتعايش، وهذا الموضوع تدفعنا الحاجة الماسة إلى التباحث فيه في ظلِّ ما نشهده من صراعات وحروب تتزايد يومًا بعد يومٍ، وتكثر فيها حالات القتل والتشريد والإبادة»، مضيفا أن المسؤولية الإنسانية والدينية تُحتِّم علينا دعوة البشرية للحوار كبديل للصراع، باعتباره أهم الطرق وأنجعها في القضاء على الحروب والنزاعات.
وأشار إلى أنَّ الحوار يمثل أعلى درجات الإنسانية وأكرمها، وهو ما يميز الإنسان عن باقي المخلوقات، مؤكدًا أن الحوار الإنساني أداة التواصل الوحيدة بين البشر لتحقيق التفاهم والتعايش المشترك.
فهم الآخرين واحترام الاختلاف معهمواستشهد بما قدمه الإسلام من توجيهات للحوار، حيث قال «الحوار الذي ندعو إليه ليس مجرد كلمات، بل هو عملية تفاعلية تهدف إلى فهم الآخر واحترام اختلافاته، وهي الطريقة المثلى لتحقيق التعايش السلمي»، كما أوضح أنَّ الإسلام لم يجعل الاختلاف بين الشعوب منطلقًا للنزاع، بل جعله وسيلة للتعارف والتعاون من أجل الخير.
وتحدث عن أن الحوار الإنساني هو الأداة الأساسية لتحقيق مقصد الاستخلاف الإلهي في الأرض، مستندًا إلى قول الله تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود: 61]، مشددًا على أن الاستخلاف لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحوار والتفاهم الذي يؤدي إلى التعاون والتكامل.
وتناول فضيلةُ المفتي في كلمته دَور الحوار في بناء الحضارات، مؤكدًا أن التاريخ أثبت أن الحضارات لم تُبنَ إلا من خلال التحاور الإنساني الذي أنتج حالة من التعايش السلمي وتبادل الخبرات، مستشهدًا بما فعله النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند دخوله المدينة المنورة، حيث اختار تعزيز قيم الحوار والتفاهم مع غير المسلمين، متعاهدًا معهم على التعايش المشترك والسلمي. كما أشار إلى لقاء الملك الكامل الأيوبي بالقديس فرنسيس الأسيزي عام 1219م، واعتبره نموذجًا فريدًا للحوار بين الأديان الذي حقق نتائج ملموسة في تعزيز التفاهم والتعايش.
الإسلام دعا إلى الحواروأكد فضيلة المفتي أن الإسلام دعا إلى الحوار وأسَّس له نظريًّا في القرآن الكريم وعمليًّا في السيرة النبوية، مستشهدًا بالعديد من الآيات القرآنية التي تدعو إلى الحوار بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، موضحا أن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم حاور المسلمين وغير المسلمين بروح من التفاهم والاحترام؛ مما أسهم في نشر رسالة الإسلام بشكل سلمي.
كما استعرض مفتي الجمهورية جهودَ دار الإفتاء المصرية في تعزيز الحوار كأداة لتحقيق التعايش السلمي، مؤكدًا أن دار الإفتاء، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبالتنسيق مع جميع المؤسسات الدينية والمجتمعية، وفي مقدمتها الأزهر الشريف، برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، قد بذلت جهودًا كبيرة لتعزيز الحوار باعتباره حجرَ الأساس لتحقيق التعايش السلمي.
وأضاف أن دار الإفتاء المصرية أصبحت رائدة في نشر ثقافة التسامح والتعايش على المستويين المحلي والدولي.
وأشار فضيلته إلى أن من أهم الجهود التي بذلتها الدار في هذا الإطار تعزيزَ الفتوى الوسطية والمعتدلة، مؤكدًا أن الفتوى المعتدلة تعتبر وسيلة أساسية في نشر قيم الحوار والتعايش السلمي، والحد من الفتاوى الشاذة التي قد تثير الفوضى، كما أكد أن الدار تسعى إلى توجيه المسلمين نحو إدراك خطورة التطرف والإرهاب، وما تجره هذه الأفكار من تداعيات سلبية على المجتمع والأمن.
تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطةوفي ذات السياق، أوضح مفتي الجمهورية أن تصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة، وخاصة فيما يتعلق بقضايا الحوار والتعايش، هو هدف أساسي لدار الإفتاء، مؤكدا الرد على أفكار المتطرفين وتفنيد حججهم يتم باستخدام الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة التي تبرهن على ضلال تلك الأفكار وفسادها، مضيفًا أن دار الإفتاء قد نجحت في كسر شوكة التطرف وتقليص نفوذ المتطرفين عبر تقديم الحجج التي تسند منهج الوسطية والاعتدال.
وأضاف فضيلة المفتي أن دار الإفتاء تعمل على إبراز الجوانب المشرقة للتراث الإسلامي فيما يتعلق بعلاقة المسلمين بغيرهم، مؤكدًا أن التراث الإسلامي غني بالأمثلة التي تؤكد أهميةَ التعايش السلمي والاحترام المتبادل، موضحًا أن الرد على الشبهات التي يثيرها المتطرفون حول التراث الإسلامي هو جزء من الجهود الرامية إلى تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام، وتابع فضيلة المفتي قائلًا إن دار الإفتاء قامت باستحداث عدد من الإدارات المتخصصة التي تركز على تعزيز قيم الحوار، ومنها «وحدة حوار» و«مرصد الفتاوى التكفيرية»، والتي أسهمت بشكل فعال في رصد ومحاربة الأفكار المتطرفة.
وفي ختام كلمته، شدَّد فضيلة المفتي على ضرورة العمل المشترك بين مختلف الأطراف لتعزيز الحوار وتحقيق السلام العالمي، مؤكدًا أن الإسلام دين يدعو إلى التعارف والتعاون بين البشر جميعًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: دار الإفتاء مفتي الجمهورية نظير عياد شيخ الأزهر مفتی الجمهوریة أن دار الإفتاء فضیلة المفتی إلى الحوار مؤکد ا أن
إقرأ أيضاً:
رئيس أزهر سوهاج يتفقد أعمال التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم السنوية
تفقد الدكتور أحمد حمادي رئيس الإدارة المركزية لمنطقة سوهاج الأزهرية، اليوم السبت، أعمال التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم السنوية العام 2024/2025، للمعاهد والمكاتب والأروقة الأزهرية، والمنعقدة بمعهد بنين سوهاج بحضور الدكتور كمال فايز مدير إدارة شئون القرآن الكريم، و ابراهيم عبد الرؤوف مدير إدارة الكمبيوتر التعليمي.
وتجري تصفيات اليوم لمكاتب إدارة أخميم، ومعاهد ومكاتب إدارات المنشاة والعسيرات وساقلتة، وتبدأ غدا معاهد ورواق إدارة المراغة.
ومن المقرر أن تنتهي التصفيات على مستوى المنطقة في الثلاثين من نوفمبر الجاري.
وفي سياق آخر بدأت الإدارات الأزهرية التابعة لمنطقة سوهاج الأزهرية، اليوم السبت الموافق 23 من شهر نوفمبر الجاري، تلقي طلبات المتقدمين للعمل بنظام الأجر " الحصة "، ولمدة خمسة عشر يومًا، بناءً على تعليمات فضيلة الدكتور احمد حمادي، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة سوهاج الأزهرية، الذي وجه بأن تكون التقديمات فى الإدارة التابع لها المتقدم، ولن تقبل طلبات في المنطقة تسهيلاً على المتقدمين ومنعًا للازدحام.
وتأتي المصوغات والأوراق المطلوبة كالأتي: أصل المؤهل وعدد (٤) صور منه، والموقف من التجنيد للذكور والخدمة العامة للإناث، وعدد (٤) صور من بطاقة الرقم القومي، وعدد (٤) صور من شهادة الميلاد، وحافظة مستندات، وإقرار بعدم المطالبة بالتعيين أو التعاقد.
اما عن الشروط والأحكام فهي: بالنسبة للعلوم العربية والشرعية لا بد أن يكون المؤهل أزهريا، وبالنسبة للعلوم الثقافية يقبل المؤهل الأزهري أو العام بشرط أن يكون تربويا أو حاصلا على دبلوم تربوي، ولا يقل التقدير عن جيد، ولا تزيد السن على ٤٠ سنة، ويجوز التقديم على إدارتين وعلى مرحلتين.
كما تشمل الشروط: لا بد من وجود المتقدم بنفسه، ولا يجوز التقديم عن طريق البريد، ولا يجوز التقديم بعد نهاية الفترة المحددة خمسة عشر يوماً، ولاتقبل أي طلبات ناقصة أو مخالفة لهذه الشروط، ويقوم المتقدم بتسليم الأوراق والمستندات بالعدد ويتسلم إيصالا مختوما بالشعار.